المشاركة الأصلية بواسطة روعة الحياة مشاهدة المشاركة
يسعدني أن أسطر أول خواطري في هذا المنتدى الرائع، ولذلك أتمنى من قرأها أن لا يبخلوا علي بآرائهم أو انتقادهم الإيجابي ، وذلك للفائدة...
أترككم مع الخاطرة....

أين الطريق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

السعادة معنى جميل،وشعور رائع....
هي هدف يطمح كل فرد أن يصل إليه....
وهي أمل يطمع للوصول إليه الملوك قبل العبيد.....
الكل يسعى للوصول إليها، ولكنهم اختلفوا في كنهها... فمنهم من يجد سعادته في الحرية ....
ومنهم من يجدها في المال....
وأخر في الجاه، والبعض في الزواج....

ولكن كل هؤلاء عندما وجد سعادته المزيفة أدرك أنه أخطأ الهدف، فأصبح يبحث عن سعادته الحقيقية في هذا العالم من جديد ،فمنهم من وجدها ومنهم من لم يجدها.....

كنت دائما أبحث عن السعادة وأطمح في الوصول إليها كباقي الناس...
فذات يوم قررت أن أخرج بنفسي باحثة عن بغيتي فحزمت أمتعتي وخرجت من داري قاصدة السعادة....
فتوقفت بين أربع طرق احترت إلى أيها اتجه كانت كل الطرق تناديني وتصرخ بأعلى صوتها :أنا من تبحثين عني ،أنا السعادة التي يتمناها الجميع،اقتربي مني وستكونين أسعد أهل الأرض.....
اقتربت من الطريق الأول فقد كان أقرب الطرق إلي...

قلت: كنت أبحث عنك منذ زمن بعيد وها أنا ذا قد وجدتك! فكيف أجد سعادتي عندك؟!

فرد علي:أنا السعادة الحقيقية التي يجري جميع الناس خلفي....
أنا المال الذي يجلب لك كل ما تشتهينه وتتمنيه بدون عناء....
أنا الذي أجلب لك العيش الرغيد.....
أنا أنا أنا......

قلت: ما هذا الذي تقوله أو تحسبني جاهلة؟!
إن المال يجلب الشقاء ، أو ما علمت بما حدث لقارون وكنوزه؟! وكم من غني أحيط بأعين الطامعين؟! وكم من غني عاش الخوف على أمواله من ذهابها؟! أفبعد هذا تظن أنك طريق السعادة؟!........

فانصرفت عنه واتجهت إلى طريق الثاني علني أجد بغيتي.....
فرحب بي الطريق الثاني وفرش إلي الطريق الزهري.......

وقال: أنا الذي أجعل منك الآمر والناهي........
أنا الذي أجعل من كلمتك مسموعة بين الجميع....
أنا الجاه طريق سعادتك الذي سعت وتضاربت أمم لتصل إلى، أنا من تبحثين عنه.........
من كالأمير والوزير والمدير الكل يطمع أن يكون مرفوع الرأس مثلهم.......

كنت أستمع إليه بهدوء استرجع تاريخ الماضي،فكم من أمير ذاق الأمرين للثبات على كرسيه،لم تعرف عينيه النوم خوفا على مملكته وأمواله من أطماع الطامعين فأي سعادة تريد أن تخدعني بها ،أليست هذه التعاسة بعينها ؟! فخرجت من الطريق الثاني وكلي يأس في الوصول إلى بغيتي......
وبينما كنت أمشي حزينة مطرقة الرأس،إذا بي أسمع همسا يناديني فاقتربت منه .....

وقلت: من تكون؟!

قال: يا حلوتي أنا الغرام أنا من تستطيعين أن تبوحي لي بكل أحزانك ومشاكلك......
أنا الذي أمسح الدمع من خديك وارسم البسمة على شفتيك .......
كنت أسمع إلى صوته وكلامه العذب،وكأني أسمع موسيقى تداعب وتختلج القلب.....

ثم أفقت من حلمي البعيد،وتذكرت أصحابي اللذين سلكوا هذا الطريق....

فصحت قائلة:لماذا تكذبون علي ،لماذا تخدعونني بكلامكم؟! كم من صديقة لي أضناها الحب فأصبحت تسكب الدموع بعد أن فارقها حبيبها المزعوم،وكم من صديقة باعت شرفها وعرضها في طريقك المتعوس،فأصبحت حزينة تعيسة تتمنى لو أنها لم تكن ف الوجود؟!

فانصرفت خارجة ،أسكب الدموع،وأكتم الظنون...
كنت في حيرة من أمري هل أدخل الطريق الرابع أم أرجع من حيث أتيت وأستسلم........
وأخيرا عادت إلي روح التفاؤل والعزيمة فاندفعت إلى الطريق الرابع وكلي أمل في أن أجد فيه سعادتي...
فرحب بي أعظم ترحيب واحتضنني بكلتا يديه ومسح الدمع من عيني البراقتين....

وقال:اقتربي، فاقتربت منه وشعرت بجو روحاني وسعادة تغمر أحشائي ،وشعرت بصدق وإخلاص هذا الطريق قبل أن يبدأ في كلامه معي.......

وبينما كنت غارقة في التفكير قطع الطريق تفكيري .....

قال بصوت حنون أبوي: كنت أستمع إلى حديثك مع الطرق الثلاثة، وتأسفت على حالك وأشفقت عليك،وسعدت أنك لم تسلك تلك الطرق،فليست للتك الطرق أية سعادة تذكر........
عزيزتي،هل حقا تريدين السعادة؟!

قلت نعم أو تشك في؟! أخبرني عن سر سعادتك فكم أنا متشوقة إلى ذلك......

فقال:بنيتي إن السعادة أن تعيشي لفكرة الحق....
أن تعرفي خالقك وتؤمني بأنه يحبك......
السعادة أن تجعلي عقيدتك فوق كل شي......
أن تعرفي مرادك في الحياة،فتسعين لتحقيق هدفك ومرادك......
السعادة في حبك للخير،ومساعدة الناس بمختلف أنواعهم وأفكارهم.........
السعادة في غنى النفس وزهد العيش ....
السعادة أن تحملي قلبا صافيا مضيئا لا يحمل الحقد والحسد لأحد.....
ثم سكت برهة وقال:إن السعادة فيك،لا تشترى بثمن،بل تكتسب بذاتك الطاهرة فاسعدي بذاتك أو اتركي أمر السعادة للسعيد...

كنت أسمع إلى كلامه أحاول أن أجعل كل كلمة من كلماته تسري في جسدي مسرى الدم في العروق.....
لم أستطع أن أرد على صاحبي فلقد غلبتني عبرات الفرح في التعبير عن شكري وسعادتي للوصول إلى بغيتي فاحتضنت الطريق، وسرت أنهل منه باقي معاني السعادة...

حمدا لله فلقد وجدت سعادتي هناك ،فهل وجدتها أنت؟!

كتبته : روعة الحياة (لمن أراد المصدر)!