يحكى أن ملكاً أعوراً " لا يرى إلا بعين واحدة " وأعرج طلب عبر من الرسامين والمصورين في الدولة أن يلتقطوا له صورة جميلة ولا تظهر فيها عيوبه وتوعد كل من يظهر عيوبه أو يحاول السخرية منه في رسمه بأن يعاقبه فلم يكن يجرؤ أحد الرسامين على التقدم لرسم الملك إذ أنه يعلم أن الملك يعيبه أنه أعوراً وأعرج وأن هذه العيوب من الصعب إخفائها إذا ما حاول رسمه
بل ويعلم أنه إن حاول أن يرسم الملك بعينين سليمتين
وأنه صحيح القدمين فهذا أيضاً يعتبر إنتقاص
لأنه تزوير حقيقة وإساءة للحاكم
فهاب الجميع من التقدم للرسم
رغم أن الهدية كانت ثمينة لمن ينجح في هذه المهمة
وبالفعل تقدم رسام جريء وقد خطرت فكرة الرسم بباله
وبدأ يرسم وعندما انتهى من الرسم نظر الجميع للوحة
فإذا به قد أظهر الحاكم وكأنه يمسك ببرودة صيد ويقنص على الهدف
وقد اضطر أن يغلق أحد عينيه " العين العوراء "
واضطر أن يحني أحد قدميه ليرتكز عليها وهي القدم العرجاء
وهذا حال الشخص عندما يريد أن يصطاد
أعجب الملك بالصورة وأمر بمكافئة لفطنة الرسام وذكائه
{ ليتنا نحاول أن نرسم صورة جيدة عن الآخرين } مهما كانت عيوبهم واضحة ..
وعندما ننقل هذه الصورة للناس نستر الأخطاء ..
فلا يوجد شخص خال من العيوب !
فلنأخذ الجانب الإيجابي داخل أنفسنا وأنفس الآخرين ونترك السلبي فقط
لراحتنا وراحة الآخرين
ونتذكر قول الإمام الشافعي :
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ..
فكلك عورات وللناس ألْسُنُ
وعينك إن أبدت إليك معائباً..
فدعها وقل يا عين للناس أعينُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ..
وفارق ولكن بالتي هي أحسن .