قصة الصدقة الجارية
عاد كريمٌ من مدرستِه متعبًا فأسرع يضعُ حقيبتَه المدرسيَّةَ ويطلبُ من أمِّه تجهيزَ وجبةِ الغداء، وضعَتْ له أمُّه الطعامَ على المائدةِ فجلس سريعاً يتناولُ طعامَه، لَاحَظَ كريمٌ في أثناءِ تناوُلِه لطعامِه أنَّ حجرةَ والدِه الكبيرةَ التي يتَّخذ منها مكتبةً زاخرةً بشتَّى أنواعِ الكُتبِ لَاحظَ أنَّها مفتوحةٌ، وهُنا سأل كريمٌ أمَّه قائلاً: أمِّي.. ماذا يفعل أبي في حجرةِ المكتبة؟
أجابتْه أمه في هدوءٍ: والدُك يقوم بتجميعِ بعضِ الكتب الهامَّة كي يُهديَها لمكتبةِ المسجدِ الجديدِ؛ كي يستفيدَ منها زُوَّارُ المسجدِ والمصلِّين.
أنهَى كريمٌ طعامَه سريعاً وطرقَ بابَ حجرةِ والدِه المفتوحَ فأتَى صوتُ والدِه قائلاً: ادخُلْ يا كريمُ.
دخل كريمٌ على أبيه فوجد العديدَ من الكراتينِ المفتوحةِ ووالدُه يرصُّ بعنايةٍ مئاتِ الكُتبِ والمجلَّداتِ داخلَ هذه الكراتين، وهنا سأله كريم مندهشًا: أبي هل تنوي بيعَ هذه الكتب للمسجد؟
أطلق والدُه ضحكةً رصينةً وهو يقول: كلَّا بالطبع.. ولكنَّني سأتبرَّعُ بها للمسجدِ لتكونَ صدقةً جاريةً عنِّي يا ولدي الحبيب.
أطلَّتِ الحيرةُ على وجهِ كريمٍ وهو يتساءل بصوتٍ خافتٍ: صدقةٌ جاريةٌ.. ماذا تعني هذه الكلمة؟