المشاركة الأصلية بواسطة osamamaestro-IT.2011
مشاهدة المشاركة
أمجد لم يحضر
في إحدى المدن الشاسعة ، و بين أرجائها و أحيائها كان هناك بيت متواضع لرجل بسيط يدعى العم مصطفى .
كان هذا البيت يحتوي على أربع أفراد العم مصطفى (الأب) و هو رجل فاضل يعيش في بيته منذ أزل بعيد مع زوجته فيروز ذات القلب الطيب و الخلق الحسن.... ربّى الأبوان ابنيهما أمجد و مجد على مكارم الأخلاق و شريعة ديننا الحنيف الإسلام .
كان أمجد فتى خلوقا ، طيب القلب كأمه و لكنه غير منظم و هذه علته في حياته...على عكس أخته مجد فهي فتاة منظمة مرتبة تهتم بالتفاصيل الدقيقة على الرغم من أنها الأصغر سنا في عائلتها .
ذات يوم عندما كانت الشمس ساطعة و الزهور متفتحة و العصافير تزقزق كان الأهل على أحر شوق و في انتظار ابنيهما ليعرفا نتائج امتحانات نهاية السنة الدراسية .
عادت مجد من المدرسة و السعادة مرسومة على وجنتيها و ذلك لنجاحها بامتياز و مرورها للصف الثالث ثانوي .........
ذهبت الأم لتعد الكعك و تحضر كؤوس العصير بينما يأتي أمجد ليحتفلوا بنجاح ابنيهما.
و لكن بعد وهلة من الزمن دخل أمجد على أهله عابس الوجه عاقد الحاجبين ، محمر الوجه خجلا مما فعل ..لا يدري ماذا يقول أو يفعل ؟
العم مصطفى (سائلا بدهشة) : ماذا حدث ؟
أمجد (مجيبا) : رسبت في مادتين ....!!!!!
عمَّ الصمت في تلك اللحظة و ذهب أمجد لغرفته و بقي الأهل حائرون.....
لاحقا ....و بعد عدة ليالٍ حيث عمَّ الظلام على البلدة ونام من نام و سهر الآخرون ، كان بيت العم مصطفى مظلما تسكنه الوحشة إلا غرفة المعيشة فهناك اجتمع الأبوان يتناقشان في موضوع ابنهما....و بينما هما يتحدثان دخل أمجد على والديه.
فيروز (موجهة الكلام إلى أمجد) : تعال يا بني نريد التحدث معك قليلا .....
أحضر أمجد كرسيا من زاوية الغرفة و وضعه أمام الأريكة التي يجلس عليها والداه ...سكن الغرفة صمت للحظات ثم دار الحوار الآتي ..
العم مصطفى : إن ما حدث في الأيام السابقة - يا بني- لم يحدث في تاريخ عائلتنا قط ، لذلك تحدثت مع والدتك قبل قليل و قد شرحت لي سبب رسوبك في هاتين المادتين .
و لكن أريد أن أفهم ما هي الأسباب التي تجعلك تغيب عن المحاضرات أو أنك لا تحضر بعض المواد...
يعم الصمت على أرجاء الغرفة لبرهة من الزمن و من ثم تسأل فيروز (الأم) : هل هناك يا أمجد من يضايقك في الكلية ؟
أمجد : لا يا أمي ..... ولكن ( يصمت أمجد )
يسأل العم مصطفى : هل المشكلة في الكلية ؟ أتريد الانتقال إلى غيرها ؟
أمجد : كلا ، ليست المشكلة في الكلية على الإطلاق ....(و يصمت مرة أخرى)
يصمت الجميع لوهلة من الزمن ثم تذهب فيروز للاطمئنان على ابنتها مجد النائمة في غرفتها حيث يشرب العم مصطفى فنجان القهوة بينما يدخل أمجد في تفكير عميق بينه و بين نفسه ، يضع العم مصطفى فنجان القهوة على الطاولة أمامه و تعود فيروز لتجلس في مكانها السابق.
يشرب أمجد رشفة من كاس الماء الموجود أمامه على الطاولة ثم يبدأ الحديث : يا أبتاه في الحقيقة انا لا أكره الكلية أو الدكاترة بل إنني أحب أن تكون المحاضرات في أوقات متأخرة ، لذلك لا أذهب لمحاضرة تبدأ عند الثامنة صباحا و أحيانا لا أذهب لمحاضرة العاشرة أحيانا ....بل إنني أكتف بالذهاب عند الحادية عشر .
فيروز (متسآلة) : لماذا ؟ فانت تحب مادة الرياضيات و تذهب إليها باكرا في السابق....و لكن هذا الفصل تغيرت .
أمجد : نعم انا أحب الرياضيات و لكن الدكتور .
العم مصطفى (مقاطعا) : هل هو سيء الشرح ؟
أمجد : ليس سيئا بمعنى الكلمة ، ولكن طريقة شرحه للمادة معقدة بل بالأحرى المادة هي معقدة جدا و تتطلب الكثير من الجهد .
العم مصطفى : يا بني إن جميع المواد تتطلب الكثير من الجهد ، و " من زرع حصد و من سار على الدرب وصل " .
أمجد : أعلم ، أعلم و لكن أحيانا الدكتور لا يشجع على الاجتهاد في المادة .
فيروز : يا بني إن الحضور له فوائد كثيرة للطالب لأنه من خلاله يستطيع أن يحصل على درجات عالية و يصبح الطالب مرتاحا من الناحية النفسية ...
العم مصطفى : خيرا قلتي يا أم أمجد إنّ الشرح الأساسي يكون في المحاضرة ، حتى و إن كان الدكتور سيء الشرح فهو يجب أن يعتمد رؤوس الأقلام و في أحيان كثيرة يذكر الدكتور نقاطا تتضمنها الامتحانات لا تذكر في المراجع و الكتب .
فيروز : ابني الغالي إن للأصدقاء أيضا لهم دور في مشكلتك هذه ، فأنت في الفترة الأخيرة أصبحت تتأخر في العودة إلى المنزل و لا تعود في ساعة الغداء و هذا ما يعتبر استهتارا بمعنى الكلمة و عند حضور المحاضرات يجب عليك التركيز في كل كلمة و كتابة النقاط المهمة .... و المُحبّ للعلم مُحبّ للمحاضرات بعيدا عن شخصية الدكتور فحضورك لا يكون لمجرد إرضاء ضميرك أو إرضائنا نحن .
أمجد : لكنني أحيانا لا أجد للحضور من قيمة ، فهو مجرد مضيعة للوقت .
العم مصطفى : لا يا بني إن استهتارك و عدم مبالاتك بالوقت هو المضيعة الحقيقية ، فأنت و إن لم ترغب في حضور محاضراتك ، اذهب و اجتهد أو راجع ما سبق و ليس أن تتسكع هنا و هناك أو تعود للبيت فتنام - كما تفعل عادة -....
إن الوقت يا بني هو أثمن ما لدى الإنسان فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك و الوقت ذكر في القرآن و ذكر في السنة النبوية ، و لذلك الصلوات الخمس في مواقيت محددة......أليس كذلك ؟
أمجد : بلى ....و لكن ما الحل ؟
فيروز : الحل في تنظيم وقتك .
أمجد : كيف ؟ لم أجرب تنظيم وقتي من قبل ...!!!!!!
العم مصطفى : لا تعقد الأمور يا ولدي إن تنظيم الوقت يترتب على ترتيب أولوياتك ....
أمجد : ماذا تقصد ؟
العم مصطفى : ضع كل مهمة في الوقت المخصص لها ، اذهب إلى محاضراتك صباحا و دع اللعب و التسكع عصرا و لا تنس المراجعة ليلا .... أيستطيع الانسان أن يصلي صلاة الفجر في الرابعة عصرا ؟؟؟؟؟
أمجد : لا يا أبي إنه وقت صلاة العصر .....
و هكذا تلمع عينا أمجد ثم يقول : فهمت قصدك يا أبي لقد كنت مخطأ طوال هذه الفترة .
...........إن شاء الله سأحاول تصحيح الأوضاع .
فيروز : ماذا ستفعل إذا ؟
أمجد (مبتسما) : سأعيد المادتين في الفصل الصيفي و سأنجح فيهما بإذن الله تعالى .
العم مصطفى : بارك الله فيك و هذا ما توقعت أن تقول أيضا ..
بعد مرور الفصل الصيفي و عند عودة أمجد من الكلية و استلامه نتائج نجاحه في المادتين ... انتهى ذلك الفصل على خير ما يرام و عند دخوله للسنة الجديدة سار على نحو الفصل الصيفي و هكذا تعلّم أمجد أن الحضور مهم جدا سواء كان الدكتور جيدا أم لا ؟ و أن الرفقة الطيبة مؤثرة على الحياة الدراسية في جميع مستوياتها ، و أن الطريق الوحيد للنجاح هو الاجتهاد .. و كل هذا لا يسوى شيئا بدون تنظيم الوقت لأنه هو أساس الحياة فكل شيء في حياتنا يمشي بدقة و انتظام .
في إحدى المدن الشاسعة ، و بين أرجائها و أحيائها كان هناك بيت متواضع لرجل بسيط يدعى العم مصطفى .
كان هذا البيت يحتوي على أربع أفراد العم مصطفى (الأب) و هو رجل فاضل يعيش في بيته منذ أزل بعيد مع زوجته فيروز ذات القلب الطيب و الخلق الحسن.... ربّى الأبوان ابنيهما أمجد و مجد على مكارم الأخلاق و شريعة ديننا الحنيف الإسلام .
كان أمجد فتى خلوقا ، طيب القلب كأمه و لكنه غير منظم و هذه علته في حياته...على عكس أخته مجد فهي فتاة منظمة مرتبة تهتم بالتفاصيل الدقيقة على الرغم من أنها الأصغر سنا في عائلتها .
ذات يوم عندما كانت الشمس ساطعة و الزهور متفتحة و العصافير تزقزق كان الأهل على أحر شوق و في انتظار ابنيهما ليعرفا نتائج امتحانات نهاية السنة الدراسية .
عادت مجد من المدرسة و السعادة مرسومة على وجنتيها و ذلك لنجاحها بامتياز و مرورها للصف الثالث ثانوي .........
ذهبت الأم لتعد الكعك و تحضر كؤوس العصير بينما يأتي أمجد ليحتفلوا بنجاح ابنيهما.
و لكن بعد وهلة من الزمن دخل أمجد على أهله عابس الوجه عاقد الحاجبين ، محمر الوجه خجلا مما فعل ..لا يدري ماذا يقول أو يفعل ؟
العم مصطفى (سائلا بدهشة) : ماذا حدث ؟
أمجد (مجيبا) : رسبت في مادتين ....!!!!!
عمَّ الصمت في تلك اللحظة و ذهب أمجد لغرفته و بقي الأهل حائرون.....
لاحقا ....و بعد عدة ليالٍ حيث عمَّ الظلام على البلدة ونام من نام و سهر الآخرون ، كان بيت العم مصطفى مظلما تسكنه الوحشة إلا غرفة المعيشة فهناك اجتمع الأبوان يتناقشان في موضوع ابنهما....و بينما هما يتحدثان دخل أمجد على والديه.
فيروز (موجهة الكلام إلى أمجد) : تعال يا بني نريد التحدث معك قليلا .....
أحضر أمجد كرسيا من زاوية الغرفة و وضعه أمام الأريكة التي يجلس عليها والداه ...سكن الغرفة صمت للحظات ثم دار الحوار الآتي ..
العم مصطفى : إن ما حدث في الأيام السابقة - يا بني- لم يحدث في تاريخ عائلتنا قط ، لذلك تحدثت مع والدتك قبل قليل و قد شرحت لي سبب رسوبك في هاتين المادتين .
و لكن أريد أن أفهم ما هي الأسباب التي تجعلك تغيب عن المحاضرات أو أنك لا تحضر بعض المواد...
يعم الصمت على أرجاء الغرفة لبرهة من الزمن و من ثم تسأل فيروز (الأم) : هل هناك يا أمجد من يضايقك في الكلية ؟
أمجد : لا يا أمي ..... ولكن ( يصمت أمجد )
يسأل العم مصطفى : هل المشكلة في الكلية ؟ أتريد الانتقال إلى غيرها ؟
أمجد : كلا ، ليست المشكلة في الكلية على الإطلاق ....(و يصمت مرة أخرى)
يصمت الجميع لوهلة من الزمن ثم تذهب فيروز للاطمئنان على ابنتها مجد النائمة في غرفتها حيث يشرب العم مصطفى فنجان القهوة بينما يدخل أمجد في تفكير عميق بينه و بين نفسه ، يضع العم مصطفى فنجان القهوة على الطاولة أمامه و تعود فيروز لتجلس في مكانها السابق.
يشرب أمجد رشفة من كاس الماء الموجود أمامه على الطاولة ثم يبدأ الحديث : يا أبتاه في الحقيقة انا لا أكره الكلية أو الدكاترة بل إنني أحب أن تكون المحاضرات في أوقات متأخرة ، لذلك لا أذهب لمحاضرة تبدأ عند الثامنة صباحا و أحيانا لا أذهب لمحاضرة العاشرة أحيانا ....بل إنني أكتف بالذهاب عند الحادية عشر .
فيروز (متسآلة) : لماذا ؟ فانت تحب مادة الرياضيات و تذهب إليها باكرا في السابق....و لكن هذا الفصل تغيرت .
أمجد : نعم انا أحب الرياضيات و لكن الدكتور .
العم مصطفى (مقاطعا) : هل هو سيء الشرح ؟
أمجد : ليس سيئا بمعنى الكلمة ، ولكن طريقة شرحه للمادة معقدة بل بالأحرى المادة هي معقدة جدا و تتطلب الكثير من الجهد .
العم مصطفى : يا بني إن جميع المواد تتطلب الكثير من الجهد ، و " من زرع حصد و من سار على الدرب وصل " .
أمجد : أعلم ، أعلم و لكن أحيانا الدكتور لا يشجع على الاجتهاد في المادة .
فيروز : يا بني إن الحضور له فوائد كثيرة للطالب لأنه من خلاله يستطيع أن يحصل على درجات عالية و يصبح الطالب مرتاحا من الناحية النفسية ...
العم مصطفى : خيرا قلتي يا أم أمجد إنّ الشرح الأساسي يكون في المحاضرة ، حتى و إن كان الدكتور سيء الشرح فهو يجب أن يعتمد رؤوس الأقلام و في أحيان كثيرة يذكر الدكتور نقاطا تتضمنها الامتحانات لا تذكر في المراجع و الكتب .
فيروز : ابني الغالي إن للأصدقاء أيضا لهم دور في مشكلتك هذه ، فأنت في الفترة الأخيرة أصبحت تتأخر في العودة إلى المنزل و لا تعود في ساعة الغداء و هذا ما يعتبر استهتارا بمعنى الكلمة و عند حضور المحاضرات يجب عليك التركيز في كل كلمة و كتابة النقاط المهمة .... و المُحبّ للعلم مُحبّ للمحاضرات بعيدا عن شخصية الدكتور فحضورك لا يكون لمجرد إرضاء ضميرك أو إرضائنا نحن .
أمجد : لكنني أحيانا لا أجد للحضور من قيمة ، فهو مجرد مضيعة للوقت .
العم مصطفى : لا يا بني إن استهتارك و عدم مبالاتك بالوقت هو المضيعة الحقيقية ، فأنت و إن لم ترغب في حضور محاضراتك ، اذهب و اجتهد أو راجع ما سبق و ليس أن تتسكع هنا و هناك أو تعود للبيت فتنام - كما تفعل عادة -....
إن الوقت يا بني هو أثمن ما لدى الإنسان فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك و الوقت ذكر في القرآن و ذكر في السنة النبوية ، و لذلك الصلوات الخمس في مواقيت محددة......أليس كذلك ؟
أمجد : بلى ....و لكن ما الحل ؟
فيروز : الحل في تنظيم وقتك .
أمجد : كيف ؟ لم أجرب تنظيم وقتي من قبل ...!!!!!!
العم مصطفى : لا تعقد الأمور يا ولدي إن تنظيم الوقت يترتب على ترتيب أولوياتك ....
أمجد : ماذا تقصد ؟
العم مصطفى : ضع كل مهمة في الوقت المخصص لها ، اذهب إلى محاضراتك صباحا و دع اللعب و التسكع عصرا و لا تنس المراجعة ليلا .... أيستطيع الانسان أن يصلي صلاة الفجر في الرابعة عصرا ؟؟؟؟؟
أمجد : لا يا أبي إنه وقت صلاة العصر .....
و هكذا تلمع عينا أمجد ثم يقول : فهمت قصدك يا أبي لقد كنت مخطأ طوال هذه الفترة .
...........إن شاء الله سأحاول تصحيح الأوضاع .
فيروز : ماذا ستفعل إذا ؟
أمجد (مبتسما) : سأعيد المادتين في الفصل الصيفي و سأنجح فيهما بإذن الله تعالى .
العم مصطفى : بارك الله فيك و هذا ما توقعت أن تقول أيضا ..
بعد مرور الفصل الصيفي و عند عودة أمجد من الكلية و استلامه نتائج نجاحه في المادتين ... انتهى ذلك الفصل على خير ما يرام و عند دخوله للسنة الجديدة سار على نحو الفصل الصيفي و هكذا تعلّم أمجد أن الحضور مهم جدا سواء كان الدكتور جيدا أم لا ؟ و أن الرفقة الطيبة مؤثرة على الحياة الدراسية في جميع مستوياتها ، و أن الطريق الوحيد للنجاح هو الاجتهاد .. و كل هذا لا يسوى شيئا بدون تنظيم الوقت لأنه هو أساس الحياة فكل شيء في حياتنا يمشي بدقة و انتظام .