إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة اختراع التليفزيون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة اختراع التليفزيون

    قصة اختراع التليفزيون



    قبل نهاية القرن التاسع عشر، زحفت الصورة لتحتل مركز الصدارة في المخيّلات العامة. وفي البداية، ظهرت الكاميرا، التي أظهرت القدرة الهائلة على إنتاج صور مُطابقة للطبيعة، وللحظة العابرة، بطريقة آلية. بدا ذلك وكأنه تتويج لجهد إنساني هائل وإعلاء لشأن العين بين سائر الحواس. ما يمكن رؤيته يصبح قابلاً للتصديق بطريقة مُذهلة، على رغم شيوع المعرفة بإمكان خداع الحواس. وفي العام 1898، أطلق الاخوان لوميير السينما بأخيلتها وصورها. وفي العام نفسه، وضعت ماري كوري يدها بين انبوب الراديوم وشريط من السليلويد، فظهرت صورة عظام اليد وخاتم الزواج. تلك كانت أول صورة بأشعة اكس، وأشّرت على بداية عصر الصورة في العلم. دمغت تلك الاكتشافات القرن العشرين بطابعها البصري المميز، فأضحى عصراً لهيمنة الصورة، خصوصاً مع انتشار السينما
    .
    بلغت هيمنة المرئي ذروتها مع التلفزيون وانتشاره، فكان الأداة المفضلة لفن الصورة، وما تزخر به من قيم ودلالات. والمفارقة أن أحد المبتكرين الأوائل لتقنية البث التلفزيوني، الأميركي فيلو فرانسوورث، أشتهر بحذره من خطورة هذه الأداة. ولد فرانسوورث في 19 تموز (يوليو) 1906، في ولاية يوتاه الأميركية. وأظهر تفوقاً لافتاً في علوم الفيزياء النظرية. وأدهش معلميه عندما استطاع أن يشرح نسبية آينشتاين في سن مبكرة. انشغل، في صباه، بإيجاد تطبيقات عملية للأثر الكهربائي- الضوئي، الذي اكتشفه آينشتاين فنال عنه جائزة نوبل للفيزياء. وفي تفاصيل ذلك الاكتشاف، الذي يعتبر أساس التلفزة ولاحقاً الكومبيوتر، أن آينشتاين تنبّه إلى واقع أن مرور حزم ضوء من نوع خاص (وبقول آخر تيار ثابت من الالكترونات)، في دائرة كهربائية متوترة، يؤدي إلى توليد أنماط خاصة وأشكال معينة من الموجات الكهرومغناطيسية. وبعبارة أخرى، يمكن للموجات الكهرومغناطيسية ان تتحوّل إلى خطوط ورسوم. والتقط الصغير فيلوفرانسوورث هذا الخيط. وعمل بدأب على بلورة فكرة استلهمها من وحي الحقل وأثلامه وخطوطه المتوازية
    .
    وقبل أن يبلغ الرابعة عشرة، فكّر في إمكان تقطيع الصورة إلى مجموعة من الخطوط الصغيرة المتوازية، كما يقطع المحراث الحقل خطوطاً. وتصوّر أيضاً انه من المستطاع إعادة إنتاج تلك الخطوط الالكترونية على شكل موجات كهرومغناطيسية قابلة للبث، بحسب نظرية آينشتاين عن الأثر الضوئي- الكهرومغناطيسي. وهكذا، توجب عليه أن يبتكر 3 أشياء: جهاز يحوّل صور الكاميرا إلى خطوط الكترونية صغيرة، وأداة لتحويل تلك الخطوط إلى موجات كهرومغناطيسية مُحدّدة، وجهاز يتجاوب مع تلك الموجات الكهرومغناطيسية، فيعيد تحويلها إلى خطوط الكترونية صغيرة تتطابق مع الصور التي «انطلقت» منها أصلاً. وخلال مسيرته العلمية، استطاع فرانسوورث ان يصنع اثنين من تلك الأشياء الثلاثة. فقد ابتكر جهازاً لتقطيع الصور الى خطوط مستقيمة صغيرة، وسماه «ايميج ديسكتور» Image Dissector ، وذلك في العام 1927. وبعد عامين، صنع جهازاً لإعادة إدماج تلك الخطوط وسماه «فيوزر» Fusor ، وهو الذي سمح فعلياً بصنع التلفزيون الالكتروني. ويعود الى جون لوغي بيرد صنع الجهاز الثالث، أي الجهاز الذي يحوّل الخطوط الالكترونية المُقطّعة إلى موجات كهرومغناطيسية قابلة للبث، إضافة إلى صنعه انبوب مهبط الكاثود، الذي يسمح بتحويل الصور التي يجمعها جهاز «الفيوزر» إلى مشاهد تعرضها الشاشة الفضية
    .

    في العام 1921، استطاع فرانسوورث ان يُبلور الفكرة الأساسية عن صنع الصور الالكترونية وبثّها. وفي العام 1927، طبّق فكرته حول تقطيع الصورة، بواسطة تجربة دخلت تاريخ التكنولوجيا. إذ رسم خطاً مستقيماً وسط مُربع من الزجاج المطلي باللون الأسود. ثم وضع هذا المربع بين جهاز تصوير خاص، بمقدوره تقطيع الصورة إلى خطوط الكترونية صغيرة
    .


    فرانسوورث رأى في التلفزيون وحشاً مرعباً
    وجعل في الطرف الآخر جهازاً يُشبه لمبة الإضاءة، يقدر على تحويل تلك الخطوط إلى موجات. وفي غرفة ثانية، وضع فيلوفرانسوورث ما يشبه الشاشة لاستقبال الصورة. وعند تشغيل الأجهزة، انتقلت صورة الخط المرسوم في المربع إلى الغرفة الثانية. واعتبر ذلك تجربة أولى في البث المُتلفز الالكتروني. وللمزيد من الإضاءة على ذلك الاختراع، يكفي الإشارة إلى ان الصوت يُبث عبر موجات كهرومغناطيسية، هي موجات الراديو، كما أثبت المبتكر الايطالي ماركوني. وهكذا صارت الموجات الكهرومغناطيسية «ناقلاً» مشتركاً للصوت وللصورة. ولم يعمل فرانسوورث على الصوت، ولا على إدماج الصوت والصورة، ولا على صنع أجهزة تتولى التقاط الموجات الكهرومغناطيسية التي تحمل الصوت والصورة معاً. تلك أمور أنجزها مبتكرون آخرون، مثل الاسكتلندي جون لوغي بيرد. وفي المقابل، يرجع الفضل إلى فرانسوورث في ابتكار أداة تقطيع الصور إلى خطوط الكترونية، وكذلك تحويل تلك الخطوط إلى موجات كهرومغناطيسية، تُشبه موجات الراديو. وبهذا المعنى يُنظر إلى فرانسوورث باعتباره المبتكر الذي مهد لظهور التلفزيون الالكتروني
    .

    وفي العام 1939، نال براءة اختراع كرست إسهامه في ابتكار التلفزيون. ولم يترك فرانسوورث وراءه سوى مقابلة تلفزيونية منفردة، كرر خلالها انتقاد هيمنة التلفزيون على الحياة اليومية. ووصف ذلك بأنه: «أمر مؤلم جداً». ولاحقاً، تحدثت زوجته، التي توفيت في العام 2004، تكراراً عن وجع فرانسوورث من التلفزيون الذي ساهم في ابتكاره وانتشاره. وذكرت انه وصف ذلك الجهاز بأنه «نوع من الوحوش، متنكر على هيئة أداة للترفيه عن الناس». ونقلت عنه أيضاً خشيته من ان يُضعف التلفزيون القدرات العقلية لابنه. وفي العام 1971، توفي فرانسوورث، بعد ان بات شبه منسي!

  • #2
    يسلموا الغلا على المعومات القيمه


    يعطيك العافيه

    تعليق


    • #3
      تشكر ع المعلومات القيمة



      من أرااد التخلي عني
      فالطريق مفتوح على مصراعيه
      لست حريصة على بقاء أحــد
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      وداعا العاشق

      تعليق

      يعمل...
      X