احتفلت وزارة التربية والتعليم صباح أمس بتدشين فرقة ترانيم الأمل الموسيقية لذوي الإعاقة ، والتي تعد أول فرقة موسيقية مدرسية لذوي الإعاقة في الشرق الأوسط؛ وذلك تحت رعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الخارجي بحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية
وزيرة التربية والتعليم ، وبحضور سعادة مصطفى ين علي بن عبد اللطيف وكيل الوزارة للشؤون المالية، وسعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل الوزارة للتعليم والمناهج، وضيوف من الأوبرا السلطانية ووزارة التنمية الاجتماعية وذلك بمسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية.
وشارك في هذه الفرقة طلبة من مدرسة الامل للصم ، ومعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين،والمدرسة الفكرية .
برنامج الحفل
تضمن برنامج الحفل عزف عدد من المقطوعات الفردية والجماعية منها: أغنية عمان المحبة أدتها المجموعة، وأغنية "تك تكتك يا أم سليمان" غنتها الطالبة نور بنت مرهون الخروصية من مدرسة الأمل للصم، وعزف منفرد على آلة الأورجعزفتها الطالبة نهلة بنت مبارك الخروصية من مدرسة الأمل للصم ، وعزف منفرد على آلة الأكسيليفونعزفتها الطالبة منال بنت خصيف الصالحية من مدرسة الأم للصم، ومقطوعة فتافيت السكر عزفها رائدبنعبدالحافظ الفارسي معلم بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين والطالبة ازدهار بنت مال الله الفارسية من المدرسة الفكرية والعربي عبدالقادر من جامعة ظفار وأغنية نسم علينا الهوى غناء الطالبة ماريا بنت مبارك الكليبية من المدرسة الفكرية وعزف منفرد على آلة الأورج لرائد الفارسي، وعزف منفرد على آلة العود للعربي عبدالقادر، وأغنية تزهو بك الأعوام أداء المجموعة
أهداف الحفل:
هدف حفل تدشين الفرقة اكتشاف المواهب الموسيقية من ذوي الإعاقة بجميع المدارس بالوزارة، وتنمية هذه المواهب لديهم، و ترجمة نهج وزارة التربية والتعليم في تجويد الخدمات التعليمية المقدمة للطلبة من ذوي الإعاقة؛ مواكبة للتطورات الحديثة في هذا المجال وسعيا منها لرفع مهارات وقدرات الطلاب في مدارس وبرامج التربية الخاصة شأنهم في ذلك شأن أقرانهم العاديين،وتكوين فرقة موسيقية من ذوي الإعاقة تمثل الوزارة في المشاركات المحلية وتمثل السلطنة في المشاركات الدولية؛ وليكونوا واجهة ، ووجها مشرقا من ملامح الاهتمام السامي بفئة الطلبة ذوي الإعاقة من الطلاب والطالبات في مدارسهم .
انطباعات
أدلت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الخارجي وراعية الحفل ،بتصريح قالت فيه: لي الشرف الكبير أن أشارك أخوتي وأخواتي من ذوي الإعاقة في حفلهم ، فهم فئة مهمة في المجتمع ،وفئة معطاءة في عمان ، فانا أبارك للتربية والتعليم على هذه المبادرة الرائعة والأولى في السلطنة ، وأتمنى لهم تقديم المزيد في هذا المجال ،وأن نرى المزيد من العطاء لهذه الفئة .
من جهتها صرحت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم قائلة: سعدنا بهذه الاحتفالية التي ابرزت المواهب الطلابية من ذوي الإعاقة ، وهذا التوجه ينسجم مع التوجهات العالمية لمعاملة هذه الفئات من الطلبة معاملة الأسوياء، فهم لديهم مواهب محددة وفي جوانب معينة لخصوصية حالتهم ،لذا وجب إبراز هذه الفئة من الطلبة ومواهبها، ونتمنى لهم كل التوفيق والوزارة ماضية قدما في التوسع في برامجها الخاصة بالدمج لذوي الإعاقة.
وأشار سعاد ة مصطفى بن علي بن عبد اللطيف وكيل الوزارة للشؤون المالية عن سعادته بالفقرات التي عزفها الطلبة والمتعة التي أحدثتها تلك المعزوفات على قلوب الحضور، وأشار سعادته إلى أنه من الواجب الوقوف معهم ؛لتسهيل أمورهم، وعن الدعم الذي تقدمه الوزارة لتعزيز وتطوير هذه الفرقة أشار سعادته أن الوزارة لا تألو جهدا في تقديم كل ما تحتاجه هذه الفئة وفي الختام تمنى لهم التوفيق.
وأردف سعادة الدكتورحمود بن خلفان الحارثي وكيل الوزارة للتعليم والمناهج لدى سؤاله عن مقترح إنشاء لجنة في الوزارة ويشارك فيها اعضاء من وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التراث والثقافة والأوبرا السلطانية تتابع ابراز هذه الفرقة محليا وخارجيا عبر إتاحة المجال لها للمشاركة الفعالة فقال : ينطبق على هذه الفئة المثل القائل الحياة طموح إلى ما لا نهاية فعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتهم الإ أنهم ظهروا بمظهر راق جدا لا يملك الواحد إلا أن يفخر بهم وبما أنجزوا ونتمنى مزيد من التطور لها ، وأضاف: الفرقة توعي المجتمع بأهمية هذه الفئة وبأنها جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع فهم لديهم إمكانياتهم وطموحاتهم والوقوف معهم أمر أساسي لا ينبغي أن يقف المشروع عند نقطة واحدة، وعلينا أن نسوق له، وأن نستغل إمكانيات الأوبرا، وإمكانيات الوزارات الأخرى بدراسة مستفيضة .
من جانب آخر التقينا ليلى بنت أحمد النجار المديرة العامة للبرامج التعليمية بالوزارة ،وقد حدثتنا عن أهمية إقامة فرقة موسيقية لذوي الإعاقة ،قائلة:نحن في قمة السعادة والاعتزاز والفخر بهذه الكوكبة المواهب من طلبة ذوي الإعاقة من مختلف مدارس التربية الخاصة في السلطنة،فهذا الحفل قد أظهر لنا وللآخرين والمهتمين بهذه الفئة، وكافة المسؤولين بأن هؤلاء الطلبة بالرغم من إعاقتهم فهم مبدعين وقادرين،ولهم مواهب وقدرات يمكن إبرازها؛ليكونوا فاعلين في هذا البلد المعطاءمثلهم مثل الطلبة الأسوياء، ونحن سعداء بما شاهدناه من إبداعات ومواهب في الغناء والعزف،بالإضافة إلى مواهب بعضهم في التمثيل والتقديم، فالبرغم من إعاقتهم لم يخشوا مواجهة الجمهور، وهذا يجعل الطالب واثقا بنفسه ، وماقدمته الوزارة لهو الشيء القليل، لذا فهذه الفرقة تعد بداية انطلاقة ذوي الإعاقة،وأن أبوابها مفتوحة لكل معاق سواء كان ينتمي لمدارس التربية الخاصة ،أومن المجتمع ،ويجد في نفسه القدرة على إبراز موهبته في هذا المجال ،فإننا نرحب بانضمامه في هذه الفرقة ،ونطمح مستقبلا للمشاركة في كل المهرجانات التي ستقام على مستوى السلطنة ،أو على المستوى الإقليمي ، أوالعالمي.
فكرة الفرقة
وعن فكرة إقامة فرقة موسيقية خاصة بذوي الإعاقة حدثتنا الدكتورة ريهام توفيق نسيم أخصائية مهارات موسيقية بالمديرية العمة للبرامج التعليمية بالوزارة ،ورئيسة فريق فرقة ترانيم الأمل الموسيقية لذوي الإعاقة ،قائلة: لقد انبثقت فكرة تكوين هذه الفرقة والتي تم دمج فيها مجموعة من الطلبة الموهوبين من ذوي الإعاقة( السمعية ،والبصرية ،والعقلية)،والتي في مراحل ، وذلك من خلال الزيارات الميدانية للمدارس ومدارس الدمج ، فوجدنا الكثير من هؤلاء الطلبة لديهم مواهب عدة فأردنا إبرازها ،وتمت عملية دمج هذه المواهب في فرقة واحدة باعتبار أن كل مدرسة من هذه المدارس تكمل بعضها البعض ،بالإضافة أن هذه الفرقة لاتضم طلبة المدارس فحسب ،و إنمامعلمين معاقين إلى جانب كل معاق من يجد لديه الموهبة في هذا المجال.
وحدثنا عبدالرحيم محمد صديق مدرب فريق الأمل للصم عن أهمية الفعالية فهي تشعر الطلبة بوجدانهم، وبالتفاف المسؤولين والمجتمع حولهم وتقديم الدعم اللازم لهم، وستسعى الفرقة إلى تنمية نفسها والمشاركة في الفعاليات المختلفة وإضافة مقطوعات جديدة ، خاصة وأن الطلبة متقبلون للمشاركة في هذه الفعاليات؛ لإثبات النفس ، والإحساس بعدم اختلافهم عن الطلبة الأسوياء.
وعن أهمية الفعالية قالت إنجي عبدالعزيز مدرسة مهارات موسيقية بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين: تتمثل هذه الأهمية في أنها الفرقة الأولى في السلطنة تحتضن ذوي الإعاقة من كل الأعمار ، والجميل في الفرقة أن أعضاءها مستمرون فيها مهما اختلفت مراحلهم الدراسية أو حتى لو تركوا مقاعد الدراسة، كما حدثتنا عن الصعوبات التي واجهتهم أثناء تدريب الطلبة ،قائلة:واجهتنا صعوبة التوفيق بين دراسة الطلبة وبين تدريبات الفرقة التي استغرقت وقتا طويلا، فنحن لدينا طلبة ثانوية عامة مشاركين في الفرقة ، ولكننا استطعنا التغلب على الأمر بتكاتف المسؤولين وتعويض الطلبة فجاءت نتائج الثانوية العامة مرتفعة ونجحنا في تشكيل الفرقة .
كما كانت لنا وقفات مع بعض الطلبة المشاركين في فرقة ترانيم الأمل الموسيقية ؛ليحدثونا عن شعورهم وهم كأعضاء مشاركين في هذه الفرقة، فالتقيننا بمحمد بن سليمان بن منين السيابي من معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين ، قائلا: أنا عازف إيقاعي في الحفل ، وقد كانت عندي هذه الموهبة منذ الصغر ، وقد تم اختياري باعتباري عازف ماهر في هذا الفن من بين زملائي ، وفي المقابل تلقيت الكثير من التشجيع من قبل معلمي الموسيقى في المعهدإلى جانب التشجيع من قبل الأصحاب والأصدقاء، وبالنسبة للحفل الذي أقيم اليوم قفد تلقينا تدريبات مكثفة من قبل المعلمين والمشرفين المسؤولين القائمين بالوزارة ــ لاسيما الدكتورة ريهام ،واليوم وفي هذا الحفل أشعر بالفخر والاعتزازبمشاركتي في هذه الفرقة باعتبار أنها أول فرقة أنشأت للمكفوفين على مستوى السلطنة والخليج ، بل على مستوى الشرق الأوسط، والتي أتمنى أن ترقى وتتطور، وتصل إلى أعلى مستويات وتمثل السلطنة في المحافل الدولية.
من جهته حدثنا خميس بن سالم الصلطي ،من معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين ،قائلا: في يداية حديثي أشكر كل من ساهم في إنشاء وإقامة هذه الفرقة ،فهي تعتبر نقلة كبيرة لذوي الإعاقة ، فهي أول فرقة موسيقية معنية بذوي الإعاقة في السلطنة ،وقد كانت لدي موهبة العزف على الإيقاع والغناءمنذدخولي للمعهد، حيث كان عمري في ذلك الوقت سبع سنوات، وقد تلقيت الكثير من التشجيع من قبل المعلمين والأصدقاء على الاستمرار في تنمية موهبتي، إلا أن مشاركتي في هذا الحفل كانت كعازف إيقاع، والكورال، وأطمح أن تصل مشاركة هذه الفرقة في المحافل والمهرجانات والبرامج الدولية.
بينماحدثتنا مارية بنت عبدالله الحميدية من المعهد نفسه عن مشاركتها في هذا الحفل، قائلة:مشاركتي في هذا الحفل كانت الإنشاد مع المجموعة ( فن الكورال) ،مثل: أنشودة (عمان المحبة)،و(تك تك)، و(تزهو بك الأعوام)،و(نسم علينا الهوى)،وأرجو بهذه المشاركة أن أثبت للآخرين: أن على الرغم من إعاقتنا إلا أن لدينا طاقات إبداعية قادرة على بناء هذا الوطن مثلنا مثل الأسوياء، وأرجو أن أمثل الوطن و المشاركة في المهرجانات الموسيقية داخل وخارج السلطنة.
من جهتها ذكرت ماريا بنت مبارك الكليبية من مدرسة التربية الفكرية بالخوير، قائلة :أعطتني مشاركتي في هذا الحفل الأمل والثقة بالنفس، لأري الناس أننا موجودين وأن لنا قيمة وأننا عناصر فاعلة في بنا هذا المجتمع ،وان لدينا مواهب مثلنا مثل الأسوياء ، فأنا لدي موهبتين : موهبة الغناء وموهبة العزف على الكمان ، واللتين شاركت بهما في الحفل ، فموهبة الغناء كانت لدي منذ الصغر ، بينما الغزف على الكمان فتلقيت دروسامن قبل المعلمين بالمدرسة ، وأنا أشكرهم جزيل الشكر على ماقدموه لي ولزملائي من دعم ومساندة بث الحياة في قلوبنا نحن المعاقين.
وقال خميس بن محمد الشرجي الطالب بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين: مشاركتي في فرقة ترانيم الأمل الموسيقية لذوي الإعاقة هي تنمية لمواهبي الموسيقية والغنائية ورفع لمعنوياتي، وهي رسالة تعريفية للمجتمع عن الكفيف وهواياته وقدراته، وهي فرصة لنا للتعرف ومشاركة إخواننا المكفوفين من مختلف محافظات السلطنة ومختلف الدول الشقيقة ، وعن اختياره للمشاركة في الفرقة،قال الشرجي: أنا عضو في جماعة الموسيقى وأعزف على الدرامس بالمعهد وقد تم اختياري على هذا الأساس ، ولقد ساعدني العروض في اللغة العربية على تعلم العزف ، وعن الصعوبة التي واجهها قال: الصعوبة الوحيدة تمثلت في أننا لم نكن نجد من ينمي مواهبنا ولقد حلت الإشكالية بوجود هذه الفرقة.
الجدير بالذكر أن تدشين هذه الفرقة هو الأول من نوعه على مستوى السلطنة ويعد من التجارب الفريدة على مستوى الشرق الأوسط بالنسبة لدمج الإعاقات الثلاث( الإعاقة السمعية والإعاقة البصرية والإعاقة العقلية ) في فرقة موسيقية واحدة .
وفي نهاية الحفل تم تكريم فريق التدريب والقائمين على تدريب الطلبة المشاركين في الفرقة الموسيقية من المدرسة الفكرية ،ومدرسة الأمل للصم،ومعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين ، إلى جانب تكريم فريق التدريب من المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط ، والمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة ظفار ،والمديرية العامة ااتربية والتعليم بمحافظة الظاهرة،إلى جانب تكريم فريق التدريب من المديرية العامة للبرامج التعليمية بالوزارةتقديرا لهذه الفئات وأدوارها والعاملين معها من المعلمين والمدربين ،كما تم تكريم الطلبة المتفوقين في فرقة ترانيم الأمل ،وخريجو الدبلوم العام من مدرسة الأمل.
الكاتب :محمد الهنائي ،وميا السيابية
المصور : سيف السعدي
البوابة التعليمية