السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
مساءكم الله بالخير أخواني أخواتي,,
طبعا هذي أول مشاركة لي وحبيت افتتحها بالموضوع الآتي :
مساءكم الله بالخير أخواني أخواتي,,
طبعا هذي أول مشاركة لي وحبيت افتتحها بالموضوع الآتي :
الترجمة عوائق ومحاولات للحلول*
بقلم: عفاف عبد المعطى
الترجمة فى معناهاالبسيط تفاعل متصل نشط بين مجتمعات وحضارات مختلفة ، وهى بذلك تمثل صلة مباشرة بينالحضارات لجميع مجالات المعرفة فى العلوم الإنسانية ، و أداة تعبير عن قوة المجتمعفى استيعاب أكبر قدر يعنيه باختياره وإرادته من حصاد المعارف الإنسانية التى هىسلاح الإنسان للتقدم ، وبذلك تغدو الترجمة أداة لتفاعل المجتمع مع جديد العلومالإنسانية والفنون ، وهى تمثل عامل ضمن مجموعة عوامل متكاملة للتقدم الحضارى ، وقدباتت الترجمة اليوم ضرورة قياسا إلى التقدم العلمى المذهل الذى تنعم به البشرية ،خاصة مع وجود وسائل اتصال قوية فورية سهلت تقارب الشعوب وتواصلها.
والمترجم هو الذى يصوغ الأفكار المترجمة فى كلمات موجهةموصلة هذه الأفكار إلى القارئ ، والفارق بينه وبين كاتب النص هو أن الأفكار التىيسعى لصوغها ليست أفكاره ، بل أفكار سواه عليه أن يُلبسها حلة مجتمعه وبيئته. والترجمة الجيدة لا يشترط فيها إجادة اللغة المنقول عنها واللغة المنقول إليها فحسب، بل ينبغي أن يتمتع المترجم بحس لغوى لكلٍ من اللغتين المنقول عنها والمنقول إليها.
ذلك لأن الترجمة تمثل القناطر التى تربط الثقافة المحلية بتيارات الثقافةالعالمية ، وغنى عن التعريف القول بأن الترجمات قد لعبت دورا مهما فى فترات نهوضالمجتمعات على مر الحقب التاريخية المختلفة . فالترجمة حركة أخذ وعطاء وحركة تبادلفى جميع المجالات تتيح اللقاء بين الثقافات والتفاعل بينها وينتج عنها - رغم قصورها - أن يشارك بعضنا البعض الاكتشافات العلمية والتكنولوجية والتراث الثقافي الإنساني.
وتشغل الترجمات الأدبية مكانة مهمة بين نوعيات الترجمة المختلفة ، وقدبلغت الترجمات الأدبية مكانة مرموقة فى الوقت الحاضر ، حيث يمكن الجزم بصعوبة تقييمالتيارات الأدبية القومية دون الأخذ فى الاعتبار لتيارات الأدب المترجم الوافدة ،خاصة وهى التى تصنع المنهجية العلمية التى تسير عليها التيارات الأدبية القومية ،فالترجمات هى الوسيط الفنى الذى تمت من خلاله عمليات التأثير والتأثر بين الآدابوالتى كان لها فضل كبير فى إثراء الآداب بالأفكار الجديدة والأشكال الفنية المتعددة، فحين نقرا رواية مثلا نقول بها نزعة كافكاوية (نسبة إلى كافكا) فمن أين جاءالكاتب بهذه النزعة سوى بتأثره عبر ترجمات كافكا . أو أن يقال إن شخصيات هذا الكاتبمثل شخصيات شيكوف مثلا ، فكيف رسم الكاتب العربي شخصية مثل شخصيات شيكوف إلابالاطلاع عليها والتأثر بها.
فمن خلال الترجمة يتعرف الـ " انا " على الـ " آخر" كما يكشف له أيضا عن ثقافته الخاصة.
ونظرة سريعة إلى أشكال الترجماتالعربية الأدبية تضعنا أمام ثلاث نوعيات متباينة من هذه الترجمات ، يتصف بعضهابالأمانة والدقة و السعي نحو المحافظة على الخصائص اللغوية والأدبية للنص المترجمومثال على ذلك ترجمات ثائر ديب النقدية لتيرى اجلتون ورواية "انجيل الابن" لنورمان ميلر ، وترجمات محمد عنانى لشكسبير وإبراهيم فتحى لبيير بورديو ومجاهد عبدالمنعم مجاهد لمشروع رينيه ويلك النقدى واختيارات طلعت الشايب المهمة خاصة كتابالحرب الباردة الثقافية ، واحمد محمود خاصة ترجمته لكتاب " التحالف الاسود".
وإصدارات المجلس الوطنى بالكويت خاصة سلسلة إبداعات عالمية. والبعض الآخريندرج فى إطار الترجمات الحرة التى تعنى بالمحافظة على المضمون فى النص الأدبي دونالتقيد بالصياغة اللغوية للأصل ، وخير مثال على ذلك بعض ما يصدر عن سلسلة الألفكتاب بالهيئة العامة للكتاب مثل كتاب " نظرات فى الأدب الأمريكى "، وهناك النوعالأخير من الترجمات وهو ما يعرف بالترجمات الملخصة أو المقتضبة، وهذا النوع منالترجمات تتسم بالحرفية التى تضر بروح النص وخصائصه الأدبية من ذلك ما حدث بشأنكتاب ادوارد سعيد المهم " العالم والنص والناقد " وقد صدرت ترجمته غير الدقيقة عنمنشورات اتحاد الكتاب العرب ، دون معرفة ادوار سعيد بذلك حسب ما تناهى إلى علمى.
ويجب فى هذا المجال النظر بعين الاعتبار إلى إصدارات المشروع القومىللترجمة بمصر ، فإلى جانب السعى الدءوب إلى الترجمة عبر لغات العالم المختلفة ،خاصة الآداب الشرقية ، فإن تنوع الإصدارات فى مجالات السياسة والفن والأدبوالاجتماع ، قد أتاحت لهذا المشروع الغنى أن يمثل مكتبة فى حد ذاتها ، لكن ينبغىذكر عقبة واحدة فى هذا المشروع تتمثل فى التوزيع ، فمعظم إصدارات المشروع غيرموجودة سوى فى مكتبة البيع بالمجلس نفسه ، وبالمصادفة تواجدها عبر معرض من المعارض. أما خروج كتاب المشروع القومى للترجمة إلى النطاق العربى فغير واضح ، فإذا كانالقائمون على هذا المشروع المهم يخشون تكاليف شحن الكتاب وما إلى ذلك فلماذا لا تتماتفاقية بينهم وبين مؤسسات قومية عربية بحيث تطبع هذه المؤسسات عدد من نسخ الكتابفى بلدها عبر تبادل الـ " سى دى روم " مثل الطبعة العربية لبعض الجرائد . وهكذايكون الكتب فى متناول كل قارئ عربى.
على النطاق الشخصى ، فإن الترجمة تمثل لى جسرا مهما فى دراستى فى الأدبالمقارن ، وبحكم هذه الدراسة فإنني مهتمة بقدر كبير بالأدب الأمريكى المعاصر ، وقدترجمت فيه عدد قليل من النصوص منها رواية " منتهى الحظ السعيد " للكاتب الأمريكيالمعروف ريتشارد فورد وكذلك رواية " السيد فيرتيجو " للكاتب الأمريكي بول أوسترصاحب ثلاثية نيويورك ، ونشر منهما أجزاء متفرقة . فضلا عن ترجمتى لرواية الكاتباليابانى المعروف كازو ايشيجورو " فنان فى عالم عائم " والتى سوف تصدر قريبا عنالمشروعالقومى للترجمة.
بانتظار تعليقاتكم وردودكم الطيبة
دمتم بود,,
بقلم: عفاف عبد المعطى
الترجمة فى معناهاالبسيط تفاعل متصل نشط بين مجتمعات وحضارات مختلفة ، وهى بذلك تمثل صلة مباشرة بينالحضارات لجميع مجالات المعرفة فى العلوم الإنسانية ، و أداة تعبير عن قوة المجتمعفى استيعاب أكبر قدر يعنيه باختياره وإرادته من حصاد المعارف الإنسانية التى هىسلاح الإنسان للتقدم ، وبذلك تغدو الترجمة أداة لتفاعل المجتمع مع جديد العلومالإنسانية والفنون ، وهى تمثل عامل ضمن مجموعة عوامل متكاملة للتقدم الحضارى ، وقدباتت الترجمة اليوم ضرورة قياسا إلى التقدم العلمى المذهل الذى تنعم به البشرية ،خاصة مع وجود وسائل اتصال قوية فورية سهلت تقارب الشعوب وتواصلها.
والمترجم هو الذى يصوغ الأفكار المترجمة فى كلمات موجهةموصلة هذه الأفكار إلى القارئ ، والفارق بينه وبين كاتب النص هو أن الأفكار التىيسعى لصوغها ليست أفكاره ، بل أفكار سواه عليه أن يُلبسها حلة مجتمعه وبيئته. والترجمة الجيدة لا يشترط فيها إجادة اللغة المنقول عنها واللغة المنقول إليها فحسب، بل ينبغي أن يتمتع المترجم بحس لغوى لكلٍ من اللغتين المنقول عنها والمنقول إليها.
ذلك لأن الترجمة تمثل القناطر التى تربط الثقافة المحلية بتيارات الثقافةالعالمية ، وغنى عن التعريف القول بأن الترجمات قد لعبت دورا مهما فى فترات نهوضالمجتمعات على مر الحقب التاريخية المختلفة . فالترجمة حركة أخذ وعطاء وحركة تبادلفى جميع المجالات تتيح اللقاء بين الثقافات والتفاعل بينها وينتج عنها - رغم قصورها - أن يشارك بعضنا البعض الاكتشافات العلمية والتكنولوجية والتراث الثقافي الإنساني.
وتشغل الترجمات الأدبية مكانة مهمة بين نوعيات الترجمة المختلفة ، وقدبلغت الترجمات الأدبية مكانة مرموقة فى الوقت الحاضر ، حيث يمكن الجزم بصعوبة تقييمالتيارات الأدبية القومية دون الأخذ فى الاعتبار لتيارات الأدب المترجم الوافدة ،خاصة وهى التى تصنع المنهجية العلمية التى تسير عليها التيارات الأدبية القومية ،فالترجمات هى الوسيط الفنى الذى تمت من خلاله عمليات التأثير والتأثر بين الآدابوالتى كان لها فضل كبير فى إثراء الآداب بالأفكار الجديدة والأشكال الفنية المتعددة، فحين نقرا رواية مثلا نقول بها نزعة كافكاوية (نسبة إلى كافكا) فمن أين جاءالكاتب بهذه النزعة سوى بتأثره عبر ترجمات كافكا . أو أن يقال إن شخصيات هذا الكاتبمثل شخصيات شيكوف مثلا ، فكيف رسم الكاتب العربي شخصية مثل شخصيات شيكوف إلابالاطلاع عليها والتأثر بها.
فمن خلال الترجمة يتعرف الـ " انا " على الـ " آخر" كما يكشف له أيضا عن ثقافته الخاصة.
ونظرة سريعة إلى أشكال الترجماتالعربية الأدبية تضعنا أمام ثلاث نوعيات متباينة من هذه الترجمات ، يتصف بعضهابالأمانة والدقة و السعي نحو المحافظة على الخصائص اللغوية والأدبية للنص المترجمومثال على ذلك ترجمات ثائر ديب النقدية لتيرى اجلتون ورواية "انجيل الابن" لنورمان ميلر ، وترجمات محمد عنانى لشكسبير وإبراهيم فتحى لبيير بورديو ومجاهد عبدالمنعم مجاهد لمشروع رينيه ويلك النقدى واختيارات طلعت الشايب المهمة خاصة كتابالحرب الباردة الثقافية ، واحمد محمود خاصة ترجمته لكتاب " التحالف الاسود".
وإصدارات المجلس الوطنى بالكويت خاصة سلسلة إبداعات عالمية. والبعض الآخريندرج فى إطار الترجمات الحرة التى تعنى بالمحافظة على المضمون فى النص الأدبي دونالتقيد بالصياغة اللغوية للأصل ، وخير مثال على ذلك بعض ما يصدر عن سلسلة الألفكتاب بالهيئة العامة للكتاب مثل كتاب " نظرات فى الأدب الأمريكى "، وهناك النوعالأخير من الترجمات وهو ما يعرف بالترجمات الملخصة أو المقتضبة، وهذا النوع منالترجمات تتسم بالحرفية التى تضر بروح النص وخصائصه الأدبية من ذلك ما حدث بشأنكتاب ادوارد سعيد المهم " العالم والنص والناقد " وقد صدرت ترجمته غير الدقيقة عنمنشورات اتحاد الكتاب العرب ، دون معرفة ادوار سعيد بذلك حسب ما تناهى إلى علمى.
ويجب فى هذا المجال النظر بعين الاعتبار إلى إصدارات المشروع القومىللترجمة بمصر ، فإلى جانب السعى الدءوب إلى الترجمة عبر لغات العالم المختلفة ،خاصة الآداب الشرقية ، فإن تنوع الإصدارات فى مجالات السياسة والفن والأدبوالاجتماع ، قد أتاحت لهذا المشروع الغنى أن يمثل مكتبة فى حد ذاتها ، لكن ينبغىذكر عقبة واحدة فى هذا المشروع تتمثل فى التوزيع ، فمعظم إصدارات المشروع غيرموجودة سوى فى مكتبة البيع بالمجلس نفسه ، وبالمصادفة تواجدها عبر معرض من المعارض. أما خروج كتاب المشروع القومى للترجمة إلى النطاق العربى فغير واضح ، فإذا كانالقائمون على هذا المشروع المهم يخشون تكاليف شحن الكتاب وما إلى ذلك فلماذا لا تتماتفاقية بينهم وبين مؤسسات قومية عربية بحيث تطبع هذه المؤسسات عدد من نسخ الكتابفى بلدها عبر تبادل الـ " سى دى روم " مثل الطبعة العربية لبعض الجرائد . وهكذايكون الكتب فى متناول كل قارئ عربى.
على النطاق الشخصى ، فإن الترجمة تمثل لى جسرا مهما فى دراستى فى الأدبالمقارن ، وبحكم هذه الدراسة فإنني مهتمة بقدر كبير بالأدب الأمريكى المعاصر ، وقدترجمت فيه عدد قليل من النصوص منها رواية " منتهى الحظ السعيد " للكاتب الأمريكيالمعروف ريتشارد فورد وكذلك رواية " السيد فيرتيجو " للكاتب الأمريكي بول أوسترصاحب ثلاثية نيويورك ، ونشر منهما أجزاء متفرقة . فضلا عن ترجمتى لرواية الكاتباليابانى المعروف كازو ايشيجورو " فنان فى عالم عائم " والتى سوف تصدر قريبا عنالمشروعالقومى للترجمة.
بانتظار تعليقاتكم وردودكم الطيبة
دمتم بود,,