إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التدريب على الترجمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التدريب على الترجمة

    حال محزن أن نرى الجامعي الذي تخرج في جامعة ما بتخصص ترجمة وقد قرر أن يتحول بمهنته من مترجم إلى معلم لغة إنجليزية ، بعد أن فقد الأمل بالالتحاق بشركة ما بوظيفة مترجم نظراً لعدم مقدرته على اجتياز اختبار القبول لهذه الوظيفة ، أو نظراً لتراجع أدائه في العمل بعد الالتحاق .ومنهم من يعجز عن العثور على مركز ترجمة مختص يتمكن من خلاله من الحصول على الخبرة الحقيقية خاصة بعد أن تبين للكثير أن عدد ليس بالقليل من تلك المراكز تستقطب المترجم مدعية إنها سترفع من مهارته اللغوية ، ولكن الواقع مختلف ، وهو أن تلك المراكز تعمد إلى تكليف المتدرب بترجمة نص اختصاصي يجهله المترجم ويجهل المكافئات اللغوية المطلوبة لكل مفردة من مفرداته ،فلا يجد المترجم حلاً سوى الاجتهاد في البيت لترجمة النص بكل ما أوتي من خبرة ليسلمه في موعده أو متأخراً عن الموعد ، ويبقى في حالة ترقب منتظراً رد المركز على جودة العمل ، ثم لا يلبث أن يتسلم رسالة عبر بريده الإلكتروني تفيد أنه تم تعديل النص وتصويب الأخطاء وإرسال النص إلى العميل ،و للاطلاع على التصويبات عليك أن تقرأ النص المعدل المرفق في الرسالة . هذا كل شيء !!!!! . مثل هذه الحالة تولد لدى المترجم المتدرب حالة من خيبة الأمل والإحباط. وما أن تتأزم تلك الحالة وتصل إلى حماة القنوط إلا ويلوح في الآفق بارق أمل جديد وهو الاتجاه إلى متابعة الدراسات العليا في مجال الترجمة أو الالتحاق بمركز تدريب على الترجمة أو اللغات ظناً من المترجم أن اقتناء تلك الشهادات سيصنع منه مترجم بحالة أفضل .
    أليس من حق المترجم الذي قامت به همته ألا تقعد به مهنته ، وأن يجد من يقيل عثرته ،وأن يرشده إلى سبيل الرشاد في هذه المهنة الشريفة ، بعيداً عن استغلال مراكز الترجمة لجهده ،وبعيداً الدراسات العليا التي لا تمنح للخريج سوى نظريات وأساليب الترجمة بشكل عام دون أن تمكنه من التمرس على الترجمة.
    اعتقد أن اقرب تشبيه لهذه المهنة هو السباحة، فكيف نتقن السباحة بحصص نظرية عن فن السباحة تلقى على مسامعك في قاعة في مركز تدريبي.
    للترجمة أعماق كما لقاموس البحر أعماق ،وللتدرب على الترجمة يجب الأخذ بيد المترجم وتعريفه على الأساليب العملية للترجمة ،ثم تمكينه من الاطلاع على العلوم الأخرى التي ترتبط بها كالقانون مثلاُ .فمتى تعرف على حقل المعرفة الذي سيعمل به كان الأمر ايسر له لترجمة نص منه ، فكيف نترجم من لغة إلى أخرى ضمن حقل معرفي لا نعرف عنه شيء أصلاً . لذلك أعتقد أن الأولى أن يقراً المترجم حديث التخرج نصوصاً قانونية مثلاً قبل الولوج إلى عالم الترجمة. ولتلك القراءة أسلوب غير الأسلوب الذي الفناه في مدراسنا . فطبيعة القراءة لأغراض الترجمة تتطلب أن تكون قراءة واعية متسائلة ،أي أن يقرا النص القانوني أو الهندسي أو الطبي قراءة متأنية تجبره على التوقف بين الحين والأخر عند اصطلاح معين والبحث عن معنى هذا الاصطلاح ومكافئه اللغوي ،ثم استئناف عملية القراءة وهكذا حتى نهاية النص . وأعتقد أن هذه الطريقة مثالية خاصة وأنها قد حققت تحسناً ملموساً بعد أن طبقتها خلال الدروات التي أشرف على تدريبها .خلاصة القول هو أن الترجمة فن يجب على المترجم أن يتقنه بنفسه حاله حال الرسام والفنان ، وليس كمن زار معرضاً فنياً ليمتع ناظريه بلوحة فنية رسمها فنان
يعمل...
X