أحالت شرطة دبي شخصاً أميركياً إلى النيابة العامة، لانتحاله صفة واسم جرّاح أميركي شهير، يوصف بأنه «جرّاح مشاهير هوليوود» ومارس المهنة في الإمارة.
وقالت مصادر طبية وشرطية لـ«الإمارات اليوم» إن «المحتال حوّل فيلا في منطقة البرشاء في دبي إلى مقر لاستقبال النساء والرجال الباحثين عن التجميل»، مدعياً أنه «الجرّاح الشهير الدكتور ستيفن هوبينغ، المعروف بإجرائه جراحات تجميلية لنجوم السينما العالمية».
وبإخطار هيئة الصحة في دبي، تبين أنه «غير مرخّص له»، فتم إبلاغ شرطة دبي، التي تولّت مراقبته وأعدت كميناً له وألقت القبض عليه أثناء استقباله نساء راغبات في التجميل.
وأثبتت التحقيقات أن «المحتال كان يوزع بطاقة أعمال باسم الطبيب الشهير، واستقبل عشرات الحالات وأجرى لبعضهن جراحات، مستخدماً أدوات مطبخ»، ما تسبب «في إصابة بعضهن بتشوّهات شديدة في الوجه».
وفي التفاصيل، قالت المديرة التنفيذية لمستشفى الأكاديمية الأميركية للجراحة التجميلية في مدينة دبي الطبية، الدكتورة جيهان عبدالإله، إن «المستشفى يستقبل كل بضعة أشهر الطبيب الشهير هوبينغ، لإجراء جراحات في دبي للراغبات في التجميل، لكن فوجئنا قبل ثلاثة أشهر، بأن شخصاً انتحل صفته، ووزّع بطاقات أعمال باسم طبيب هوليوود، والعلامة التجارية لمستشفى الأكاديمية الأميركية»، مضيفة «اتصلنا برقم الهاتف الموجود في بطاقة الأعمال، فأجابنا بأنه مستعد لاستقبال أي مريضة، مشيراً إلى أنه يجري عمليات شد الوجه مقابل 500 درهم فقط».
وأوضحت «على الفور أبلغنا هيئة الصحة التي أبلغت بدورها الشرطة، وبإعداد كمين له، تبين أنه يمارس تخصص طب التجميل، ويستقبل نساء في فيلا، يزعم أنها عيادة تجميل في منطقة البرشاء».
وتابعت «استقبلت نساء أجرى لهم هذا المنتحل جراحات، وتبين أنه تسبب في إصابتهن بتشوّهات شديدة في الوجه، وبعضهن أوقفن عن مباشرة وظائفهن، نتيجة لتلك التشوّهات»، مشيرة إلى أن «الضحايا سددن له مبالغ مالية بعشرات الآلاف من الدراهم».
ولفتت إلى أن «الطبيب المزعوم كان يستخدم أدوات مطبخ في إجراء الجراحات، وكثير من الحالات التي أجرى لها جراحات تخشى الآن الإصابة بأمراض نتيجة عدم التعقيم»، موضحة أنه »أجرى جراحات لنساء من جنسيات عدة».
من جانبه، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إنه «فور أن تلقى بلاغاً بممارسة هذا الشخص نشاطه، تم تشكيل فريق بحث جنائي بالتنسيق مع الجهات المعنية، وانتقل مع لجنة فنية من هيئة الصحة في دبي إلى مقر الطبيب المزيّف وضبط متلبساً بجريمته»، كما عثر في الفيلا التي حوّلها إلى عيادة «على أجهزة ومواد ممنوعة»، لافتاً إلى أن «المتهم أقر بجريمـة انتحال صفـة طبيب، وأحيل إلى النيابـة لاستكمال التحقيقات معه».
وأكد المنصوري أن «العمليات الجراحية ـ أياً كان نوعها ـ من الأمور الخطرة التي تحتاج إلى تدقيق قبل اختيار منفذها».
وناشد أفراد المجتمع، خصوصاً النساء الراغبات في إجراء جراحات تجميل، التأكد جيداً من هوية الطبيب وسيرته الذاتية.
وحثهن على «التوجه إلى المستشفيات والعيادات المرخّص لها، التي لديها سُمعة طيبـة في هذا النوع من الجراحات».
ولفت المنصوري إلى أن «واقعة الطبيب المزيّف تعد من الحالات النادرة ولا تتكرر كثيراً في دبي على الجانب الجنائي».