لماذا نتهم المرأة بافتعال الأكاذيب؟؟!
الدستور - اسراء خليفات
الكذب سلوك شخصي فردي لا يرتبط بفئة أو جنس معين ، إلا أن المرأة تتهم ظلما بتبني هذا السلوك في حياتها العامة حتى أصبح سلوكا أنثوياً رغم ان الواقع الأكيد يثبت أن الرجال هم اكثر كذبا من المرأة ، ويتجسد هذا الظلم في العديد من الاقاويل التي جاءت على لسان المشاهير من الكتاب والمفكرين ، فمثلا هناك مثل يقول: الكذابون ثلاثة ، التاجر حين يحلف ، والسكير حين يصلي ، والمرأة حين تبكي.
ونستطلع هنا آراء بعض النساء والرجال في مدى مصداقية المرأة ، ولماذا لا يعتبرها الكثيرون محل ثقة؟.
تقول "هند علاءالدين - موظفة": التصقت صفة المرأة بالكذب لأنها قد تلجأ في بعض الأحيان إلى الكذب كي تتجمل ، لكن من وجهة نظري أعتقد ان المرأة تكون أجمل حينما تكون صادقة ، وربما تظلم المرأة في الصاق صفة الكذب عليها منذ أمد بعيد ، فهذه النظرة الظالمة تمتد إلى جذور تاريخية منذ ان تسببت حواء في خروج سيدنا آدم من الجنة ، الأمر الذي أعدم الثقة بالمرأة حتى يومنا هذا.
وقال "حسن مراد - موظف": ان ضعف المرأة هو الذي يدفعها إلى الكذب من أجل الهروب من المواقف التي لا تقوى على مواجهتها ، خاصة ان المرأة في عالمنا الشرقي تكون شخصيتها أضعف من الرجل ، لذا فهي تلجأ أحيانا الى الكذب أو اللف والدوران وذلك اما للهروب من شيء ما او لتستطيع الوصول الى ما تريد فبطبيعة الحال يرتبط الصدق والصراحة دائما بالشخصية القوية القادرة على تولي كافة شؤونها بنفسها ، لكن غالبية السيدات في الوطن العربي يعتمدن بشكل كبير على ذويهن في مختلف أمور الحياة ، وهذا الأمر بدوره يؤثر في مدى قوة شخصية المرأة ومدى مصداقيتها في العديد من المواقف التي تتعرض لها.
حدثتنا "خالدة عبدالرحمن" مرشدة تربوية قائلة: هناك نوعا من الكذب تستخدمه المرأة للتجمل أو بمعنى عدم جرح الآخرين بحقيقة قد تسيء لهم ، لكن هذا لا يمنع واقع نعيشه جميعا ونلمسه وهو أن المرأة نصف المجتمع كيان مكمل له ، فكيف لهذا الكيان المؤثر في الحياة وتربية النشء ان تلتصق به صفة مذمومة ، وأعتقد ان المرأة لو كانت كائناً كاذباً بالصورة التي يتصورها الناس لأصيب المجتمع بالدمار.
وتؤكد "خالدة" ان المرأة تكذب كذبا ناعما بحيث تبتغي منه ألا تجرح من حولها أو أنها تخفي شيئا قد يصيب آخرين بضرر أو غضب ، أما الرجل فكذبه قاس وخطر.
وتقول ان كل الاشخاص يكذبون بمختلف توجهاتهم وأجناسهم ، لكن تختلف نوعية الكذب ونتائجه على الآخرين ، فيما ظلمت الأفلام السينمائية المرأة كثيرا فصورتها كإنسانة كاذبة تدبر المكائد وتستخدم دموعها لإقناع الآخرين وبالطبع فقد اثرت هذه الصورة في النظرة لشخصية المرأة بشكل عام.
وتضيف ان محاولة الرجال الصاق هذه التهمة الباطلة بالمرأة تعود الى غيرتهم منها ومن صراحتها المعهودة في كلامها ومواقفها ، لذلك نجد ان المرأة حتى إذا تحدثت بشكل جاد فإن الرجل يحاول التشكيك بما تقول ، وهناك أمرا آخر يجب التنبيه إليه وهو ان عدم صراحة الرجل وإصراره على تكتم العديد من أمور حياته هما ما دفعاه إلى محاولة تشويه صورة المرأة ووصفها بالكاذبة حتى يدفع هذه التهمة عنه ويبتعد عن الشبهات ، لكن الواقع الذي نعرفه جميعا هو ان المرأة انسانة صريحة وصادقة في كل حياتها ومشاعرها وليس لديها ما تخفيه بالكذب أو الكتمان.
Date : 22-12-2009
تعليق