موضوع رائع للحوار شكراً لك أختي الكريمة على الطرح.

بعد أن من الله سبحانه وتعالى علينا نعمة الإسلام وما أتى به الإسلام من حضارة عظيمة عاصرت أيضاً الحضارة الغربية وغيرها من الحضارات الشرقية الحضارة الهندية والصينية وغيرها. وما دعت إليه هذه الحضارات ومنها الحضارة الإسلامية من مبادئ عليا هدفها بناء أسرة عظيمة يكون لها دورها الفعال في بناء الدولة والمجتمع. إلا إننا للأسف بدأنا نعود إلى العصور الحجرية وما قبلها حين كان لكل من الطرفين الأب والأم وظفيته، وربما إلا الآن الوظائف الملقاة على عاتقهما موجودة إضافة إلى ما دعا إليه الإسلام والحضارات الأخرى من المبادئ. وهذه الوظائف والأعمال التي كانت وما تزال تؤدي من العصور ما قبل التاريخ قد وزعت على كل من الأب والأم. فالأب له دور العمل وكسب المال لتوفير المسكن والمطعم والملبس للأبناء. والأم كان لها دور تربية الأبناء ورعايتهم وطبخ الطعام.

وهذه الأعمال بالفعل تعتبر ضرورية نظراً لأسهامها في توفير الراحة والصحة لبناء الأجسام ولكن أيضاً بناء العقول التي توجد في الأجسام هي ضرورية كذلك. وهذا ما تفقده الكثير من الاسر اليوم في ظل تزاحم وتراكم الأعمال وضغظها على الفرد وخاصة الأب وعلى الأم إذا كانت عاملة. أصبحت الأسرة بسببها مشتته ومتفككه.

لتفكك الأسر في رأيي أسباب أهمها:ـ

1 - إنشغال كل من الأب والأم في عمله. مما يحرم الأبناء الكثير من الرعاية والحب والحنان الذي ينبغي أن يوفر لهم.
2 - إحلال خادمات المنازل لتلعب دور الأم في رعاية الأطفال له أيضاً تأثيراً سلبياً على الأطفال.
3 - الخلافات الدائمة بين الأب والأم وفي حضور الأبناء كباراً أو صغاراً له الدور الكبير في تفكيك الأسرة الواحدة.
4 - التربية السيئة للأبناء من قبل الأباء والأمهات له تأثيراً كبيراً على مستقبل الطفل سواء في المراحل الطفولة والمراهقة ومرحلة الشباب.
5 - البعد عن تعاليم الأسلام الغراء عاملاً مهماً من عوامل تفكيك الأسرة. حيث أن الإسلام يحث الآباء والأمهات على رعاية الأبناء ووضع حقوق وواجبات لكل طرف.
6 - ما طرأ من الحياة المدنية الحديثة من آثار سلبية كالمشكلات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والإضرابات الدينية والعرقية والنزعات الطائفية وغيرها لها أيضاً دور في فعال في تفكيك المجتمع بما فيه الأسر.

فعندما نقوم بالعلاج وطرح الحلول لهذه الظاهرة هو أن الحل في عكس تلك الأسباب التي ذكرتها سابقاً، وهذه الحلول هي:ـ

1 - إتباع تعاليم الإسلام التي كفلت حقوق وواجبات كل من الآباء والأبناء.
2 - توفير الوقت الكافي لكل من الأب والأم لرعاية الأبناء والإهتمام بهم وإحساسهم بالحب والحنان.
3 - الخلافات بين الأبوين يجب أن تسوى وتناقش بعيداً عن الأبناء وليس أمامهم.
4 - إن كان لابد من الخادمات فيجب أن يقتصر دور الخادمة على تنظيف الطفل وتغذيته وليس على تربيته.
5 - التربية الحسنة للأبناء من قبل الآباء والأمهات.
6 - إبعاد الأبناء عن العادات السيئة الضارة كالتدخين والسرقة وغيرها من التصرفات والسلوكيات السيئة والفتن كالإضطرابات والنزعات الطائفية والعرقية، وإشعارهم بأهمية الإتحاد والمؤاخاة وإن الجميع على قدم المساواة والناس سواسية أمام القانون. لا فرق بين هذا وذاك.

مع وافر الإحترام والتقدير.