إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصص للأطفال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصص للأطفال

    القبعة الخضراء
    في مدينة بغداد عاصمة العراق، تعيش ندى مع أمها المريضة وترعاها وتعتني بها. ومع أن ندى لا تزال في الثانية عشرة من عمرها لكنها تعودت أن تقوم بأعباء المنزل منذ أن توفي والدها.
    وندى لا ترعى أمها وتقوم بكل الأعمال في البيت فحسب بل تقوم بتطريز قبعات للأطفال وتبيعها في السوق لتشتري بثمنها الطعام والدواء لوالدتها.
    ولم تهمل ندى بالرغم من كل المسؤوليات الملقاة على عاتقها دراستها، فهي تدرس في البيت مستعينة بجارتها التي كانت تعمل مدرسة قبل الحرب لكنها اضطرت للبقاء في المنزل، وهي تقوم بإعطاء دروس للأطفال وتأخذ منهم أجرا زهيدا.
    وفي أحد الأيام، أرادت ندى أن تذهب إلى السوق لتبيع القبعات بعدما سهرت معظم الليل على تطريزها، لكنها شعرت بأن والدتها متعبة جدا فقررت أن تبقى في المنزل إلى جانبها.
    وعندما لاحظت الأم أن ندى لم تخرج إلى السوق كالعادة قالت لها:

    * ما بك يا ابنتي؟ ولماذا لم تذهبي اليوم إلى السوق؟
    لا عليك يا أمي فقد كنت تتقلبين طيلة الليل على فراشك وكنت تأنين من الألم فخفت أن أتركك في البيت وحيدة.

    * لا تخافي يا صغيرتي، فقد كنت أحلم بكابوس مريع وأنا الآن بخير، يمكنك الذهاب إلى السوق فالطعام يكاد ينفد.
    حاضر يا أمي سأذهب الآن لكنني سأحاول العودة بسرعة.
    وخرجت ندى من البيت قاصدة السوق بعدما قبلت أمها، وفي الطريق التقت الفتاة بجارتها المدرسة فحيتها وقالت لها:

    * آسفة يا سيدة لطيفة لن أستطيع اليوم الحضور إلى منزلك فأنا أشك أن أمي متعبة مع أنها أكدت لي غير ذلك.
    ما بها يا ندى؟

    *قالت إن ليس بها شيء لكنني أشعر بأنها متعبة فبالأمس لم أعطها حبة الدواء لأنني لم أكن أملك المال الكافي لشراء دواء جديد بعدما نفد القديم.
    لم لم تطرقي بابي يا ندى؟.

    * لا أخفيك يا سيدة لطيفة أنني فكرت بالأمر لكنني خجلت فأنا أعرف أن المال الذي تأخذينه من الأطفال يكاد لا يكفي لشراء احتياجات أطفالك اليتامى.
    ألا تعرفين يا ندى أن الله يطرح البركة في المال القليل؟

    * أعرف يا سيدتي فأنا ألاحظ ذلك عندما أشتري أشياء كثيرة بالمال القليل.
    هنيئا لك يا صغيرتي على هذا الفكر الواعي. والآن تعالي معي لأعطيك ما تريدين من مال.

    * شكرا لك سيدة لطيفة فأنا ذاهبة إلى السوق لأبيع القبعات وأحضر المال.

    قد لا تستطيعين بيع القبعات كلها وأمك محتاجة إلى الدواء الان، تعالي معي وبعدها تذهبين إلى السوق.
    مشت ندى مع المدرسة باتجاه البيت، وفي الطريق رأت متسولا يمد يده فتأسفت لأنها لا تملك المال لإعطائه لكنها راحت تدعو له بالرزق. أما المدرسة لطيفة فقد راحت تبحث في حقيبتها عن قطعة عملة صغيرة فوجدت مائتين وخمسين دينارا أعطتها للمتسول فراح يدعو لها ولندى.

    وصلت ندى مع المدرسة لطيفة إلى البيت، وعندما همت المدرسة بفتح الباب، قالت لها ندى:
    أريد يا سيدتي أن أطمئن على والدتي أولا.
    اذهبي يا ندى وفي هذا الوقت سوف أحضر لك المال.
    دخلت السيدة لطيفة منزلها بينما استدارت ندى متجهة إلى بيتها، وبالقرب من المنزل لمحت ندى المتسول الذي كانت قد رأته مع المدرسة في الطريق.
    راح المتسول ينظر إلى ندى بإمعان مما أثار فضولها فاقتربت منه وقالت:
    من أنت أيها المتسول ؟ وماذا تفعل هنا؟
    أنا لست متسولا، فقد كنت قبل الحرب موظفا في البريد لكن الحرب شردتني وجعلتني بلا مأوى وها أنا أجلس على قارعة الطريق وأحاول أن أكسب لقمتي من تعبي.
    وهل تعتبر التسول عملا؟
    قلت لك إني لست متسولا فأنا الآن أصنع لعبا بسيطة للأطفال وأبيعها في السوق وأستطيع بثمنها الحصول على لقمة العيش.
    وبيتك؟
    أنا أسكن في الشارع وأنام في أي مكان حتى لو كان مأوى للقطط الشاردة.
    وقبل أن تتلفظ ندى بالكلام، قال الرجل:
    أراك كل يوم في السوق تبيعين قبعات للأطفال في الوقت الذي أبيع فيه الدمى.
    لكنني لم أرك هناك أبدا.
    أنا دائما هناك، وقد اعترضت طريقك اليوم لأعطيك هذه القبعة فهي قديمة جدا لكنها قد تكون غالية الثمن.
    أخذت ندى القبعة وراحت تنظر إليها وتقلبها بين يديها. كانت القبعة خضراء اللون جميلة ومطرزة بألوان رائعة.
    نظرت ندى إلى الرجل فلم تجده فقد اختفى في لحظات.
    شد جمال القبعة الخضراء ندى كثيرا فنسيت أمر الرجل الغريب ووضعت القبعة على رأسها.
    فجأة شعرت ندى وكأنها تحلق في السماء وأضاء الكون من حولها بالأنوار ووجدت نفسها أمام حديقة غناء فيها أزهار ملونة وشلالات مياه متدفقة.
    ورأت ندى منزلا جميلا فاتجهت إليه وفتحت الباب، فوجدت أربعة مصابيح كبيرة، ثم سمعت من الداخل صوتا شبيها بصوت الرجل الذي أعطاها القبعة يقول لها:
    هيا يا ندى خذي المصابيح فهي لك.
    حملت ندى المصابيح، وعندما همت بالخروج من المنزل أضاءت المصابيح، ثم تحولت إلى أربع قبعات رائعة الجمال.
    وسمعت ندى الصوت من جديد يقول لها:
    هذه القبعات لك في كل واحدة منها أمنية سليها ما تريدين وسوف تحقق لك كل الأماني.
    أخذت ندى القبعات وهي تكاد تطير من الفرح، وخرجت من المنزل فوجدت المدرسة لطيفة بانتظارها.
    لقد تأخرت يا ندى، ها هو المال خذيه واشتري لأمك الدواء.
    شكرا يا سيدة لطيفة.. أنت حقا لطيفة لم أعد في حاجة إلى المال فقد أصبحت غنية.
    تركت ندى المدرسة مشدوهة وذهبت إلى البيت فوجدت أمها تنتظرها. وأخبرت ندى أمها بقصة القبعة الخضراء ففرحت الأم كثيرا.
    ومنذ ذلك اليوم تحولت ندى إلى فتاة ثرية وتحسنت صحة والدتها وصارت تذهب إلى المدرسة، وأحضرت لأمها خادمة لتساعدها في أعمال المنزل.


    --------------------------------------

    البرتقالة الغاضبه

    استيقظ عصام في الصباح وراح يلعب ويجري بكرته الحمراء ووجد عصام برتقال على المنضدة فى منزله فقال سوف آخذ برتقالة وألعب بها مثل الكرة فى الحديقة ثم أخذ برتقالة وظل يلعب بها ويرميها هنا وهناك ثم سمع عصام صوت يبكي
    تعجب عصام من هذا الصوت وحاول أن يتعرف عليه وكانت المفاجأة عندما عرف إنه من البرتقاله فسألها عصام وقال لها لماذا تبكي
    فقالت وهي فى غاية الغضب هل تعرف من أنا ؟ فقال عصام انتي طبعا ً برتقاله
    فقالت وهل تعرف ماذا تفعل بي ؟ فقال نعم العب وأجري وأقذفك هنا وهناك
    فقالت وهي تبكي ماذا تقول فأنا برتقاله ولست كرة أنا مخلوق مثلك تماماً هل تحب أن يلعب بك أحد ويقذفك هنا وهناك كما تفعل بى
    لقد خلقنى الله سبحانه وتعالى لأشياء مهمة فيمكنك أن تستفيد بكل جزء منى
    فيمكنك مثلا ً أن تصنع مني عصير ويمكنك أيضا ً أن تصنع منى مربه حلوة أو تأكلني كدة بعد تقشيرى
    وكمان تأخذ قشري وتعمل منه رائحه جميله فى الطعام
    فذهب الولد حائرا ً يسأل والدته وقال لها ما سمع من البرتقالة
    فقالت له فعلاً ياعصام البرتقال له فائده كبيره في حياتنا فالله
    سبحانه وتعالي خلق لنا هذه الثمره لتعطينا الفيتامينات والزيوت المهمه لأجسامنا وتعطينا الصحه والحيويه وتمنع عنا نزلات البرد والزكام
    والآن هل عرفت أنك أخطأت فى حق البرتقالة ويجب أن تعتذر لها
    ذهب عصام الي البرتقاله واعتذر لها وقال سامحينى لن ألعب بكِ مرة ثانية وامتنع عصام عن اللعب بالبرتقالة وأصبح كل يوم يشرب عصير البرتقال لانه تأكد أن البرتقال مهم جداً للصحه وأن الله عز وجل خلقه للإستفادة منه وليس للعب به

    --------------------------------------
    العصفور المغرور

    أشرق الصباح ذات يوم على حديقة جميلة وروضة ساحرة لم ير لها مثيل وكانت قطرات الندى تزين أوراق الزهور والأشجار وصوت العصافير والطيور يملأ أنحاء الحديقة وفى تلك الأثناء ظهر عصفور جميل يحلق فى سماء الحديقة وهو يغرد بصوت ساحر وكان شكله جميل وألوان ريشه خلابة زاهية وكان يطير بخفة شديدة وسرعة كبيرة تدهش من يراه وتدعو للإعجاب به

    ولكن مع كل هذه الصفات التى كان يتمتع بها هذا العصفور كانت له صفة سيئة ولكنه لم يكن يشعر بها وكانت أمه تحذره دائما ً منها وتدعوه أن يتخلص من هذه الصفة الذميمة ولكن العصفور الصغير لم يكن يشعر بهذه الصفة ونتائجها السيئة هذه الصفة هي الغرور التى كان يتصف بها هذا العصفور الصغير

    ومرت الأيام والعصفور الصغير يزداد غرورا ً وحبا ً لذاته ولنفسه وفى إحدى الأيام أراد العصفور الصغير أن يحلق ويلعب فى السماء كعادته وكان يبحث عن أى حيوان أو طائر يرى نفسه أمامه أنه أفضل منه وفى تلك الأثناء لمح العصفور الصغير غرابا ً يطير فى السماء فنادى عليه العصفور الصغير وما أن إنتبه إليه الغراب حتى نظر إليه العصفور الصغير وإنفجر فى الضحك سخرية ً به واستهزاء ًبه فنظر له الغراب وقال له ما بك أيها العصفور وعلى أى شىء تضحك هكذا فقال له العصفور ألا تعرف على أى شىء أضحك أيها الغراب القبيح ألا تدرك أننى أضحك عليك وعلى شكلك السىء هذا أين أنت منى أنا ألا ترى ألوان ريشى الجميلة التى لا تملك مثلها ، فريشك أنت لونه أسود كئىب ليس به ألوان مثلى ما أسعدنى بجمالى وجمال ريشى فلا يوجد طائر هنا أجمل منى ثم طار العصفور بعيدا ً تاركا ً الغراب حزينا ً على ما سمعه

    ثم طار العصفور ثانية يبحث عن من يعكر عليه صفو حياته وأثناء طيرانه رأى حمارا ً فى الغابة فوقف العصفور الصغير على شجرة ثم نظر للحمار وهو يضحك ألا تريد أن تحدثنى ألا تريد أن تقول لى شيئا ً أيها الحمار وما أن بدأ الحمار فى التحدث إلى العصفور حتى ضحك العصفور بشدة وقال للحمارما هذا الصوت الذى لا أستطيع سماعه أين أنت منى أنا ألا تسمع صوتي الجميل الساحر الذى لاتملك مثله فصوتك أنت سىء ولا يطيق أحد سماعه أما صوتى أنا فهو جميل ويحبون سماعه فى الحديقة كما أن أذنيك طويلتين وشكلهما قبيح هل ترى الفرق بينى وبينك ثم ضحك العصفور وطار بعيدا ً تاركا ً الحمار حزينا ً على ما قاله له العصفور الصغير

    ثم وقف العصفور الصغير يستريح على شجرة وأثناء ذلك رأى فأرا ً صغيرا ً يتحرك أسفل الشجرة فنظر إليه العصفور الصغير بسخرية وقال له لماذا تتحرك هكذا أيها الفأر أسفل الشجرة فنظر إليه الفأر وهو لا يعلم لماذا يتكلم إليه العصفور الصغير هكذا ثم أكمل العصفور الصغير حديثه إلى الفأر وقال أنت أيها الفأر جبانا ً تخاف من كل شىء ولا أحب أن تكون صديقى أين أنت منى أنا ألا ترى شجاعتى وشجاعة حديثى ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً الفأر حزينا ً أسفل الشجرة

    وفى أثناء طيران العصفور لمح سلحفاة فوقف على شجرة تجاورها وظل ينظر إليها ويضحك فسمعته السلحفاة وقالت له ما الذى يضحكك أيها العصفور الصغير فنظر إليها العصفور وقال لها لقد كنت هنا منذ فترة ولم أراك قد تحركت من مكانك إلا مسافة صغيرة جدا ً كم أنت بطيئة وحركتك ضعيفة أين أنت منى أنا ألا ترى خفتى وسرعتى فى الطيران أنت لا تستطيعين أن تكونى مثلى فأنا شىء آخر يختلف عنك أيتها السلحفاة الضعيفة ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً السلحفاة حزينة مما قاله لها العصفور الصغير

    وطار العصفور الصغير ليحلق فى سماء الحديقة وهو يقول ما أجمل ريشى وصوتى ولونى وشجاعتى وسرعتى لا يوجد مثلى فى كل هذه الدنيا ما أسعدنى بنفسى فأنا أسعد مخلوق وأخذ يطير ويحلق ويلهو وهو لا يعلم ما تدبره له حيوانات الغابة وطيورها
    فقد إجتمع الغراب والحمار والفأروالسلحفاة واتفقوا على مقاطعة العصفور الصغير وعدم اللعب أو الحديث معه والذهاب لمسكنه مع أمه حتى يتحدثوا معها عن حديث العصفور الصغير معهم وبالفعل ذهبوا للحديث معهاوأخبروها عن كل ما حدث فاعتذرت لهم عن حديث العصفور الصغير ووعدتهم بأنها ستعنفه حتى لا يقول ذلك مرة أخرى ومضى الغراب والحمار والفأر والسلحفاة عائدين إلى منازلهم وبعد فترة عاد العصفور الصغير إلى مسكنه حيث وجد أمه فى إنتظاره

    وعندما شاهد العصفور الصغير أمه إنتظر قليلا ً حتى تعد أمه له الطعام ولكنها لم تفعل فغضب العصفور الصغير وقال لأمه ما بك يا أمى أين الطعام الذى تعدينه لى كل يوم فنظرت إليه أمه وقالت له طعام لم تعد صغيرا ً على ذلك يجب أن تعد الطعام لنفسك وأن تجتهد فى الحصول عليه ولا تنتظر من يعده لك فقال لها العصفور أعِد الطعام ما بك يا أمى فأنا لن أفعل ذلك وسوف أنتظر حتى تعدى لى الطعام فقالت الأم إنتظر كما تريد ولكن يجب أن تعتمد على نفسك وانتظر العصفور الصغير كثيرا ً ولكن بدون فائدة فلم تعد أمه له الطعام وعندما شعر العصفور بالجوع بكى بكاءا ً شديدا ً فنظرت إليه أمه وقالت له إنك عصفور ضعيف صغير وصوتك أيضا ً ضعيف ولا تصلح فى شىء ولا تجتهد فى عمل شىء غير اللعب واللهو ولا تعتمد على نفسك وتنتظر أن آتى لك بالطعام كل يوم بدون أن تقوم بأى مجهود من أين لك هذه الصفات السيئة وكثير من الطيور يقومون بجمع الطعام ويجتهدون فى الحصول عليه أين أنت من هؤلاء الطيور المجتهدة النشيطة وكان حديث الأم للعصفور مفاجأة له فحزن حزنا ً شديدا ً وقال لنفسه لم أكن أعلم أن مثل هذا الحديث يغضب هكذا كيف كنت أقول مثل هذا الحديث لأصدقائى الحيوانات والطيور لقد أخطأت فى حقهم ويجب أن أعتذر لهم

    ثم طار العصفور الصغير فى السماء يبحث عن أصدقائه الحيوانات والطيور الذى أخطأ فى حقهم حتى وجدهم واعتذر لهم واحدا ً تلو الآخر حتى قبلوا إعتذاره وأخبروا والدته بذلك وعلم العصفور الصغير أن كل مخلوق خلقه الله عز وجل له مميزات وعيوب وهذه المميزات قد توجد فى مخلوق ولا توجد فى الآخر وأنه لا يصح أن نستهزأ بأحد أونسبب له الحزن بحديثنا وعاش العصفور الصغير وسط حيوانات وطيور الحديقة فى سعادة ومرح وعلم أن الصداقة لابد منها وبدونها لا توجد حياة


    --------------------------------
    البُلبُل الذي فَقَد صوتَه
    في يومٍ ما فُوجئ البُلبُلْ الصغيرُ أنّه قد فَقَد صوتَه فَجأةً ، ودونَ أن يَعرِفَ ما الذي حَدَث ، فهَرَبَ منه صوتُه وضاع .

    عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً ، مَهموماً ، يائساً ، وأخذ يَبحثُ عن صوتِه الذي ضاع .

    فأخَذ يَبحثُ في البيوت ، والمياه ، والأعشاش ، لكنّه ما وَجَده ، فعادَ مُنكسِراً ، مُتَحطِّماً ، لا يَهتمُّ بخُضرَةِ الأشجار ، ولا جَمالِ السنابِل ، ولا بالأزهار .

    وكان حُزنُه يَشتدُّ إذا سَمِع زَقزَقَةَ العصافير وأغاريدَ الطيور المَرِحة .

    فيما مضى كان البُلبُلُ الصغيرُ صَديقاً صَميمياً لجدولِ الماءِ الذي يَمُرّ بالحقل ، أمّا الآن فإنّ البلبلَ لا يُلامِسُ مياهَ الجدول ، ولا يَتحدّثُ معه .

    وتَمُرّ الفَراشاتُ الجميلة الزاهيةُ الألوان فلا يُلاطِفُها كما كانَ يَفعلُ مِن قَبل ، ولا يَلعبُ معها .

    لقد عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً مُتعَباً ، يَبحثُ عن صوتهِ الدافئ ، دونَ أن يَعثُر عليهِ في أيِّ مكان .

    وعن طريقِ الإشارات ، سألَ الكثيرينَ من أصدقائه ، فلم يَهتَدِ أحدٌ منهم إلى شيء ، وظل هكذا حتى عادَ إلى الحقل ، فانطرَحَ في ظِلِّ شجرةِ التُّوتِ الكبيرة .

    أخَذَ البلبلُ الحزينُ يَتذكّرُ أيّامَهُ الماضية ، حينَ كانَ صوتُهُ يَنطلِقُ بتَغريدٍ جميل حُلو ، تأنَسُ له الطيورُ والمياه ، والزَوارقُ الورَقيةُ السائرةُ على الماء ، والأعشابُ الراضيةُ المنبسطة ، وتَفرَحُ له الثِمارُ المُعلّقةُ في الأغصان ، أما الآن ، فقد ضاعَ منه فَجأةً كلُّ شيء .

    رَفَع البلبلُ الصغيرُ رأسَهُ إلى السماءِ الوسيعةِ الزرقاء ، وأخَذَ يتَطَلّعُ إلى فَوق بتضرُّعٍ وحُزن : يا إلهي ، كيفَ يُمكنُ أن يَحدُثَ هذا بكلِّ هذهِ السُهولة ؟! ساعِدْني يا إلهي ، فمَن لي غَيرُك يُعيدُ لي صَوتيَ الضائع ؟

    حينَ كانَ البلبلُ الصغيرُ يَنظُرُ إلى السماء ، أبصَرَ - في نُقطةٍ بَعيدة - حَمامةً صَغيرةً تَحمِلُ فوقَ ظهرِها حَمامةً جَريحة ، وقد بَدَت الحمامةُ الصغيرةُ مُتعَبة ومُنهَكة ، وهي تَنوءُ بهذا الحمل ، لكنّ الحمامةَ الصغيرةَ كانت مع ذلك شُجاعةً وصابرة .

    انتَبَه البلبلُ الحزينُ إلى هذا المنظر ، فأخذَ يُتابِعُه ، وقلبُه يَدُقُّ خوفاً على الحمامةِ الصغيرةِ من السُقوط ، مع أنّها كانت تَطيرُ بشَجاعةٍ وإرادةٍ قويّة .

    وعندما وَصَلَت الحمامةُ الصغيرة إلى نُقطةٍ قريبةٍ من شجرة التُوت ، بَدأت الحمامةُ الجريحةُ تَميلُ عنها بالتدريج ، فأخَذَ قلبُ البُلبل يَدُقّ ويَدُقّ .

    لقد امتلأ قلبُهُ بالرِقَّةِ والخوفِ على هذهِ الحمامةِ الضعيفةِ التي تكادُ تَسقُطُ من الأعالي على الأرض .

    ولمّا كادَت الحمامةُ الجريحةُ أن تَهوي كانَ البلبلُ الصغيرُ قد رَكّزَ كلَّ ما في داخِله مِن عواطفِ الرحمةِ والمَحبّةِ وهو يُتابِعُ المنظر .

    فلم يَتمالَكِ البلبلُ الصغيرُ نفسَهُ ، فإذا هو يَصيحُ بقوّة : انتَبِهي ، انتَبِهي أيّتها الحمامةُ الصغيرة ، الحمامةُ الجريحةُ تكادُ تَسقُطُ عن ظهرِك .

    سَمِعَتِ الحمامةُ صِياحَ البلبل فانتَبَهت ، وأخَذَت تُعَدِّلُ مِن جَناحَيها ، حتّى استعادَتِ الحمامةُ الجريحةُ وضَعَها السابق ، فشكرَتْه مِن قلبها ، ومضَت تَطيرُ وهي تُحَيِّيهِ بمِنقارِها .

    توقّفَ البلبل ، وبَدأ يُفكِّر ، لم يُصدِّقْ في البداية ، لم يُصدِّقْ أنّ صوتَهُ قد عادَ إلَيه ، لكنّه تأكّدَ مِن ذلك لمّا حاوَلَ مرةً ثانية ، فانطلَقَ فَرِحاً يُغرِّدُ فوقَ الشجرة ، رافعاً رأسَهُ إلى السماءِ الزَرقاء ، وقد كانَ تَغريدُه هذهِ المرّة أُنشودَة شُكرٍ لله على هذهِ النِعمةِ الكبيرة

    --------------------------
    اليمامة والعش

    في أعلى شجرة باسقة بنت يمامة بيضاء عشها كي تبقى بعيدة عن العيون وكي تستمتع بالهواء المنعش.

    وكانت اليمامة في كل صباح تغادر عشها بعدما ترتبه وتذهب باحثة عن الطعام، ثم تعود إليه قبيل المغرب وتتفقده خوفا من أن يكون قد أتى إليه أي طائر في غيابها.

    وظلت اليمامة أشهرا طويلة سعيدة بأن أحدا لم يكتشف عشها العالي وشعرت بالاطمئنان والراحة.

    وفي يوم من الأيام، خرجت اليمامة من عشها لتبحث عن الطعام وهي متأكدة أن الطيور لن تكتشف عشها أبدا.

    وبعد لحظات، حلقت فوق العش حمامة فلفت نظرها بأناقته وترتيبه، وقالت في نفسها:

    يا إلهي ما أجمل هذا العش ! لم أر مثله في حياتي، أظن أنني لن أجد أفضل منه لوضع بيضي. ورفرفت الحمامة فوق العش ثم طارت بعيدا.

    عادت اليمامة مساء إلى عشها فوجدت فيه ريشة جميلة.

    راحت اليمامة تقلب الريشة بمنقارها فعرفت أنها ريشة حمامة وقالت في نفسها:

    “من هي الحمامة التي اكتشفت عشي؟ ربما ستأتي إليه في غيابي، لذا لن أغادره غدا أبدا حتى أعرف ما ستفعل الحمامة”.

    وفي اليوم التالي، ظلت اليمامة في عشها وراحت تنتظر. وفي ذلك الوقت كانت الحمامة الجميلة تبحث عن العش لتضع فيه بيضها فلم تجده.

    ظلت الحمامة تبحث وتبحث وفي النهاية قررت أن تضع بيضها في عش قديم ومهجور.

    شعرت اليمامة بالجوع لكنها لم تغادر العش، ثم شعرت بالنعاس فنامت.

    وبينما كانت اليمامة تغط في نوم عميق مر طائر كاسر بالقرب من الشجرة فقال في نفسه: إنها شجرة باسقة سوف أحاول أن أحلق فوقها.

    وراح الطائر يحلق فوق الشجرة فرأى عش اليمامة، انقض عليها وطردها من العش.

    خافت اليمامة كثيرا، لكنها راحت تقاوم كي لا يدمر الطائر الكاسر عشها.

    واشتدت المعركة بين الاثنين فوقع العش على الأرض.

    ضحك الطائر وحلق بعيدا بينما راحت اليمامة تبكي على عشها.

    في هذا الوقت مرت الحمامة الجميلة فرأت اليمامة تنتحب أمام بقايا عشها. عرفت الحمامة العش فقالت لليمامة:

    - لا تبك يا عزيزتي، بإمكانك بناء عش جديد لكن حاولي أن تبنيه فوق شجرة عادية ولا تبحثي عن الأماكن المرتفعة.

    ----------

    ولي عودة ،،،،
    [align=center]

    http://www.omanlover.org/vb/gal/2031-jewels-rih11.gif
    [/align]
    [align=center]"رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "[/align]

    [align=center]***[/align]
    [align=center]إِن كــانَ سَــرَّكُمُ مـا قـالَ حاسِـدُنا** فَمــا لِجُــرْحٍ إِذا أَرضــاكُمُ أَلَــمُ [/align]

  • #2
    قصص جميلة

    سأسردها لطفلتي

    وننتظر عودتك
    اللهم نور مرقد فقيدنا الغالي عبدالله
    واجعل قبره روضة من رياض الجنة
    وعطرمشهده وطيبمضجعه
    وآنس وحشته وارحم غربته
    وقه عذاب القبر وفتنته
    اللهم اجعلنا من عتقاء شهرك الكريم

    تعليق


    • #3
      الله ذكرتيني بطفولتي
      ان شاءالله بحكيلها لاخواني الصغار
      تسلمي اختى همس الماضي
      تشكرات
      http://www.muslmh.com//upload/Signatures/53.gif
      http://www.muslmh.com//upload/Signatures/card013.gif

      تعليق


      • #4
        قصص جميله ...

        تعرفي أتك أنقذتيني بهذي القصص من نزاع !!

        ههههههه أولاد أخواني كل مل يشوفوا وجهي قالوا ياالله أحكي قصه وإذا ما عرفت يا ويلي !!


        مشكووووووووره أختي !!
        [align=center]http://www.omanlover.org/vb/uploaded...1164747907.gif[/align][align=center]
        [/align]

        تعليق


        • #5
          العفو وبارك الله فيكم وترقبوا الجديد
          [align=center]

          http://www.omanlover.org/vb/gal/2031-jewels-rih11.gif
          [/align]
          [align=center]"رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "[/align]

          [align=center]***[/align]
          [align=center]إِن كــانَ سَــرَّكُمُ مـا قـالَ حاسِـدُنا** فَمــا لِجُــرْحٍ إِذا أَرضــاكُمُ أَلَــمُ [/align]

          تعليق


          • #6
            الفأر والمصيدة

            كان اللعاب يسيل من فم الفأر وهو يتجسس على صاحب المزرعة وزوجته، وهما يفتحان صندوقا أنيقا ويمنِّي نفسه بأكله شهية لأنه حسب أن الصندوق يحوي طعاما، ولكن فكه سقط حتى لامس بطنه بعد أن رآهما يخرجان مصيدة للفئران من الصندوق واندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح لقد جاءوا بمصيدة فئران .. ‏يا ويلنا!

            هنا صاحت الدجاجة محتجة :‏ اسمع يا فرفور، المصيدة هذه مشكلتك أنت فلا تزعجنا بصياحك وعويلك، ‏فتوجه الفأر إلى الخروف : الحذر، الحذر ففي البيت مصيدة، ‏فابتسم الخروف وقال : يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب ‏ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب.

            هنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف : يا خراشي:D ، في بيتنا مصيدة ‏ يمه الحقيني يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها.( شو جنسية هالبقرة :D
            هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان ؟؟
            عندئذ أدرك الفأر أن سعد زغلول كان على حق عندما قال قولته الشهيرة (مفيش فايدة) ، ‏وقرر أن يتدبر أمر نفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، ونام بعدها قرير العين، بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر ‏وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة، وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله.

            ثم جاءت زوجة المزارع وبسبب الظلام حسبت أن الفأر (راح فيها)، وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان، فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.
            ‏وبالطبع فإن الشخص المحموم بحاجة إلى سوائل، ويستحسن أن يتناول الشوربة (ماجي لا تنفع في مثل هذه الحالات ) وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجة، وصنع منها حساء لزوجته المحمومة، وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم. ( ليتني كنت معهم فاتني

            ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام، وجاء المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم راحوا فيها كلهم وهكذا نجا الفأر من المصيدة
            وتوته توته خلصت الحدوته
            [align=center]

            http://www.omanlover.org/vb/gal/2031-jewels-rih11.gif
            [/align]
            [align=center]"رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "[/align]

            [align=center]***[/align]
            [align=center]إِن كــانَ سَــرَّكُمُ مـا قـالَ حاسِـدُنا** فَمــا لِجُــرْحٍ إِذا أَرضــاكُمُ أَلَــمُ [/align]

            تعليق


            • #7
              نجي للجد


              لماذا هربت الحقيبة

              أمضى مازن عطلة صيفيّة ممتعة، فزار البحر برفقة أبويه وأخويه مستمتعاً بالسباحة، وذهب إلى الحدائق والبساتين يلاحق الفراشات والعصافير. أمّا كرته المطاطيّة، فكانت رفيقته إلى الساحات والأندية، وكلّ الأمكنة التي يلعب فيها مع رفاقه وأصدقائه الذين يهوون كرة القدم. فهو يحبُّ الرياضة أكثر من أيّة هواية أخرى... لذلك فقد طلب من والده أن يشتري له عند قدوم العام الدراسي حقيبة مدرسيّة عليها رسوم الرياضيين الذين يراهم في المباريات الرياضية العربيّة والعالميّة.‏

              ذهب مازن وأبوه إلى السوق، وبدءا يفتّشان عن الحقيبة المطلوبة. في الدكّان الأول لم يجداها.. في الدّكان الثاني لم يجداها... وكذلك في بقية الحوانيت والمجمعات.. فمازن كان يريد حقيبة ذات ألوان زاهية، ومواصفات معينة.. وأخيراً، وبعد جهد جهيد، وبعد أن مضى نصف النهار في البحث التقى بضالّته المنشودة، ورأى حقيبته عند بائع جوّال.‏

              - إنّها هي.. هي من افتشّ عنها.‏

              صاح مازن والفرحة ترقص فوق وجهه، متابعاً كلامه:‏

              - سأتباهى بها على كلّ زملائي في المدرسة.‏



              - المهم أن تحافظ عليها، وعلى جميع أشيائك الأخرى.‏

              - لابأس.. لا بأس.‏

              اشترى الأب لابنه كلّ ما يلزمه من حاجيات مدرسيّة.. كتب، دفاتر، أقلام تلوين، قلم حبر، قلم رصاص، ممحاة، مبراة، ولم يعد ينقصه شيء أبداً‏

              فرحت الحقيبة بأصحابها الجدد.. قالت لهم:‏

              - سنبقى أصدقاء طوال العام. ونمضي معاً أياماً جميلة.‏

              - إن شاء اللَّه.. إن شاء اللَّه.‏

              أجاب قلم الرصاص، ولم يكن يدري عن مصيره المنتظر شيئاً على الإطلاق.. فلم يمض اليوم الأوّل على افتتاح المدرسة، حتى كان مازن قد استهلك قلمه تماماً، من جراء بريه الدائم له.‏

              بعد عدة أيام، وبينما التلاميذ يرسمون على دفاترهم شكلاً معيّناً طلبت المعلمة تنفيذه، جلس مازن في مقعده واجماً، شارداً.‏

              سألت المعلمة:‏

              - لماذا لاترسم يا مازن؟..‏

              - لأنني لا أملك دفتر رسم.. لقد مزّقه أخي الصغير.‏

              في درس الإملاء ارتبك مازن وبكى، لأنه أضاع ممحاته، ولم يستطع أن يصحّح الكلمات التي أخطأ بكتابتها.‏

              مسطرة مازن كُسرت، ولم يعد بمقدوره أن يحدّد الأشكال الهندسية، أو يرسم خطوطاً مستقيمة.. وكذلك المبراة، فتّش عنها كثيراً بلا جدوى.. حتّى الدفاتر اختفت، ثم لحقت بها مجموعة الكتب.‏

              حزنت الحقيبة الزاهية ذات الصور والرسوم لفقدان أحبّتها الذين راحوا من بين يديها واحداً بعد الآخر.‏

              أخذت تندب وتنوح:‏

              - أين أنت أيّتها الأقلام الملّونة؟. فكم أسعدتني ألوانك الصفراء والخضراء والحمراء. أين أنتَ يا دفتر الرسم الجميل؟.. فكم تباهيت بصحبتك. أين أنتَ ياكتاب القراءة؟، فكم راقت لي مواضيعك القيّمة، وقصصك الممتعة، ودروسك ذات الفائدة.‏

              أين أنتم يا أصدقائي.. إنني غريبة بدونكم، أعاني الحزن والوحدة.. ليس هذا فقط، وإنما هناك شعور بالخوف يتملّكني.‏



              ذات يوم اتّخذت الحقيبة قراراً مهماً، توصّلت إليه بعد تفكير طويل.. فقد صمّمت على الهروب قبل أن يغدو مصيرها كمصير الكتب، والدفاتر، وبقية الحاجيات التي أهملها مازن، ولم يحافظ عليها.‏
              ( حلوة تكون مسرحية )

              ---------------------------


              عيد ميلاد

              فكّر النبع الصغير أن يحتفل بعيد ميلاده الأول، فقد مضى عام على ولادته، وكان ذلك منذ صيف فائت، حيث دفعت به الأرض إلى الوجود، بعد أن خزّنت الأمطار في جوفها طيلة الشتاء.. وعندما آن الأوان قرّرت أن تخرجه إلى النور عذباً رقراقاً، يروي العطش، ويسقي السهول الواسعة.‏

              دعا النبع إلى الإحتفال أغلب أصدقائه.. الفراشة. العصفور. النحلة. الوردة. الطفل الصغير. فرح الجميع بدعوة النبع، وسعدوا بذلك اللقاء الحميم.‏

              وبعد أن شرب كلّ منهم قطرة ماء، قررّوا أن يقدّموا الهدايا لصديقهم.‏

              رقصت الفراشة:‏

              "إليك يا صديقي ألواني اللطيفة التي أخذتها من ألوان الأرض."‏

              زقزق العصفور:‏

              " سأغني أغنيتي التي علّمتني إيّاها الأرض"‏

              حامت النحلة:‏

              "وز.. وز.. أعطيك نقطة عسل منحتها لي براعم الأرض."‏

              أمالت الوردة رأسها:‏

              "أما أنا.. فأزين صدرك بوريقات ناعمة أهدتني إيّاها أمي الأرض."‏

              فرح الطفل صديق النبع بذلك الإحتفال، وفكر مليّاً بالهديّة التي سيقدّمها. وبعد قليل، أتى بريشة وألوان وورقة بيضاء، وراح يرسم..‏

              رسم النبع، والفراشة، والعصفور، والنحلة والوردة، وكذلك الأرض المحيطة. كما رسم نفسه، والفلاح الذي يزرع بالقرب منهم.. وكم كانت جميلة تلك اللوحة!.. وكم كانت بديعة وزاهية!..‏

              حيث بدت وكأنّها حقيقة، عُلِّقت على شجرة الجوز المنتصبة هناك، ليراها الجميع في ذهابهم ورجوعهم.‏

              كان النبع بمنتهى السعادة، وهو يعيش فرحته بعيد ميلاده الأول. شكر أصدقاءه على حضورهم، وعلى هداياهم، ثم تابع مسيره كي يهب حبّه للأرض، صاحبة الفضل عليه، وعلى الجميع.‏
              --------------------------------



              الفلاّح النشـــيط

              كان منذر يحب الزراعة كثيراً، وهي إحدى هواياته المفضّلة إلى نفسه، والتي يمارسها يومياً بعد الانتهاء من واجباته المدرسية، حيث يقصد بستان والده الصغير، يقلّم الأغصان، ويغرس الورود، ويقلب التربة، وينثر البذار، ويروي المزروعات.‏

              منذ فترة، ذهب مع والده إلى أحد المشاتل الزراعية وأحضرا كميّة من شتلات البندورة، قاما بزراعتها وسقايتها.‏

              قال منذر:‏

              - أنا سأهتم بها، وأراقب نمّوها.‏

              وكم كان سعيداً وهو يراها تكبر وترفع رأسها نحو الشمس. بعد مدّة من الزمن، وحين شارفت الأغصان أن تعقد ثمار البندورة، بدأت الشتلات بالذبول، فانحنت السيقان، ومالت الأوراق نحو الأرض.‏

              حزن منذر، ونقل مشاعره إلى أبيه مستغرباً ما حصل:‏

              - أنا لم أقصّر بالعناية أو بالسقاية.‏

              اتجه الوالد نحو المساكب، انكبّ فوقها متفحّصاً، ثم رفع رأسه ليقول:‏



              - لقد عرفت السبب.‏

              - ماهو..؟‏

              قال منذر متلهّفاً.‏

              - لقد نبتت إلى جانب كلّ شتلة نبتة طفيلية، التفت حول ساقها، وغرزت فيها أشواكاً كالإبر، وأخذت تمتصّ غذاءها.. لذا فقد ذبلت الشتلات، ولم تقدر على الإستمرار في نموّها الطبيعي.‏

              - ما اسم هذه النباتات الطفيلية يا أبي؟.‏

              - للطفيليات أسماء عديدة.. لكن النوع الذي يلتف حول غراس البندورة تحديداً اسمه "الهالوك".‏

              - وكيف نستطيع القضاء على الهالوك؟‏

              - بتعقيم التربة، ورشها بالمبيدات المخصصة له قبل الزرع.. وقد فاتنا أن نقوم بهذه العمليّة.‏

              - سأستفيد من هذه التجربة، فلا أدع الطفيليات المفسدة تقضي على إنتاجنا..‏

              فرح الأب باندفاع ابنه نحو الأمور المفيدة، واهتمامه بالزراعة... وتمضية وقت فراغه بهواية محببّة.. أكمل حديثه معه قائلاً:‏

              - بماذا تشبّه هذه الأعشاب الضارة يا منذر؟.‏

              فكر منذر قليلاً.. ابتسم مجيباً:‏

              - إنها كرفاق السوء تماماً.. يصاحبوننا، ثم يسيئون إلينا.‏

              - أحسنت.. وكيف نتصرف تجاههم؟‏

              - نبتعد عنهم، ونجنب أنفسنا أذاهم.‏

              (حلوة كتمهيد لدرس )

              --------------------------
              رنده تصبح كاتبة

              رنده طفلة ذكيّة مهذّبة .. كلّ يوم وحين تعود من مدرستها ظهراً، تساعد أمّها في أعمال المنزل، وتحضّر دروسها، ثم تجلس للمطالعة.‏

              موضوع التعبير الذي أعطتهم إيّاه المعلّمة البارحة كان يقول:‏



              "اكتب موضوعاً إنشائيّاً تتحدّث فيه عما تريد أن تصبح في المستقبل".‏

              كتبت رنده أشياء جميلة في هذا المجال.. قالت إنّها تحبّ أن تغدو كاتبة مهمّة، معروفة.‏

              قرأت رنده موضوعها أمام زميلاتها وزملائها في الصف.‏

              أُعجبت المعلّمة بأسلوبها الجميل، وعباراتها الرشيقة، وإلقائها الجيد... قالت لها:‏

              - أُهنئك على هذا يا رنده، وأتمنّى أن تَصِلي إلى ما تريدين.‏

              فرحت رنده بعبارات المعلّمة وبقيت تسائل نفسها:‏

              - ولكن كيف يتحققّ حلمي؟.‏

              نامت رنده، وفي المنام رأت نفسها أديبة كبيرة تقف أمام حشد من الناس، وتلقي ما كتبت، بينما الأصابع تشير إليها بإعجاب:‏

              - انظروا... إنّها الكاتبة "رنده سالم".. هذا ما شاهدته في الحلم.. وعندما استيقظت كانت سعيدة، وحكت لأمها كلّ شيء.‏

              سُرّت الأم.. شجعّت ابنتها قائلة:‏

              - لابأس عليكِ يا ابنتي.. إن الكتابة هواية رائعة... ولكن عليك بالمطالعة المستمرة.. إقرئي كلّ ما هو مفيد وممتع، وعندما تشعرين أنّك بحاجة للتعبير عما يجول في ذهنك، انهضي إلى دفترك، واكتبي عليه.‏

              استمرّت رنده تقرأ في أوقات فراغها كلّ ما تختاره لها أمها من كتب وقصص علميّة وتاريخيّة وأدبيّة، وعندما تشعر بالرغبة في التعبير عن شيء ما، كانت تركض إلى دفترها الخاص، وتسجل فيه ما تشاء.‏

              أسلوبها راح يتحسّن، وعباراتها الجميلة تلفت نظر المعلّمة التي باتت تعتبرها من الأوائل.. فتخاطب التلاميذ بين الحين والحين:‏

              - افعلوا مثل رنده.. نمّوا هواياتكم بالمثابرة والجدّ والاهتمام.‏

              بعد عام.. كان دفتر رنده الخاص قد مُلئ بالكتابة من أوّله إلى آخره، فاقتنت واحداً آخر، وصارت تخطّ فوق سطوره أشعارها وقصصها وخواطرها.‏

              زميلتها "منال" كانت تحبّها، وتطلب منها على الدوام أن تعلّمها كيف تكتب بهذا الأسلوب الجميل... وكانت رنده تجيب:‏



              - الأمر ليس تعلّماً فقط.. إنّه هواية قبل كلّ شيء.. فهل هوايتك هي الكتابة؟.‏

              - لا أنا أحبّ الرسم.‏

              - حسناً بالجدّ والمتابعة تصبحين رسّامة ممتازة.‏

              وأنت يا أحمد -التفت إلى زميلها- قائلة:‏

              - ستغدو عازفاً ممتازاً لو اهتممت بعزفك على العود، ونميّت موهبتك.. وكذلك سمير "زميلك" بإذن اللَّه سيصبح لاعب كرة مشهوراً، لأنه يتدّرب يومياً.‏

              كانت رندة سعيدة لأنّها سمعت نصيحة أمّها ومعلّمتها، ولأنّها رأت نتيجة التزامها بأقوال من هم أكبر منها... فقد غدت فيما بعد من الكاتبات الشهيرات، تنشر في الصحف والمجلاّت، ويقرأ الناس قصصها وأشعارها، ويفتخر بها أهلها وجيرانها، وأبناء بلدها... قال لها أبوها رافعاً رأسه‏

              - بارك اللَّه بك يا رنده.. لقد أصبحت عنصراً فعّالاً في المجتمع.‏
              [align=center]

              http://www.omanlover.org/vb/gal/2031-jewels-rih11.gif
              [/align]
              [align=center]"رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "[/align]

              [align=center]***[/align]
              [align=center]إِن كــانَ سَــرَّكُمُ مـا قـالَ حاسِـدُنا** فَمــا لِجُــرْحٍ إِذا أَرضــاكُمُ أَلَــمُ [/align]

              تعليق


              • #8
                مشكورة اختي على القصص الجميلة
                ان شاء تعجب الاطفال وتخليهم يناموا وهم مرتاحين

                بصراحة ذكرني بالزمان الي راح

                مرسيه خالص همس الماضي
                بارك اله فيك
                [
                http://www.omanlover.org/vb/uploaded...1169936045.jpg[/align]

                تعليق


                • #9
                  الحلم والمستقبل

                  عامر وماهر أخوان يحب أحدهما الآخر حباً كبيراً... وهما مثل صديقين متفاهمين منسجمين... لايتشاجران... ولايتخاصمان.‏

                  ماهر الأول في صفه دائماً... وكذلك عامر. وهما لايفترقان إلا قليلاً عندما ينصرف أحدهما إلى هوايته الخاصة.‏

                  هواية عامر أن يتطلع إلى السماء ويتعرف إلى النجوم وأسمائها، ومواقعها، وأبراجها...‏

                  ويحلم أن يكون في المستقبل رائد فضاء.. بينما يبحث ماهر في الأرض وينقب عن حجر فضي مشع سمع عنه، وقالوا إن فيه معدنا نادراً، وهو يأمل في المستقبل أن يصبح من العلماء.‏

                  وبما أن الطفلين يعيشان منذ ولادتهما في منطقة اكتشاف وتنقيب عن البترول، وضمن مدينة عملية صناعية حيث يتوفر لها المناخ الطبيعي والعلمي فقد تعلق كل منهما بهوايته بتشجيع من الأبوين، وأصدقاء الأسرة من العلماء والخبراء.‏

                  وفي ليلة ربيعية، والسماء مشحونة بغيوم سوداء، والعاصفة توشك أن تهب رجع الطفلان من المدرسة متعبين، قال ماهر لعامر:‏

                  ـ أنت لاتنظر نحو السماء ياعامر... طبعاً لن ترى نجومك وأبراجك من وراء الغيوم.‏

                  قال عامر:‏

                  ـ وأنت أيضاً تتعجل في مشيتك كأنك لاتهتم بما يصادفك من أحجار.‏

                  وضحك الاثنان معاً لأنهما يعرفان جيداً أن هذا ليس وقت الهوايات فالامتحان قريب، وعليهما أن ينصرفا للدراسة، ثم إن جو اليوم لايساعدهما على ذلك.‏

                  وبعد أن انتهيا من دراستهما وذهبا إلى النوم كانت العاصفة قد انفجرت، فهطلت الأمطار بغزارة، وقصف الرعد، ولمع البرق، وحملت الريح الشديدة ذرات التراب الذي يهبط أحياناً على مثل هذه المناطق في الصحراء فيغطيها بطبقة كثيفة كأنها رداء من (الطمي) الأحمر. قفز ماهر وهو الأصغر إلى فراش عامر الذي كان يتابع ظهور البرق واختفائه، فضحك منه قائلاً:‏

                  ـ هل تخاف ياعامر من العاصفة؟ .. أنا لاأعرفك جباناً.‏

                  ارتبك عامر وأجاب:‏

                  ـ لا ... ولكنني أشعر بالبرد.‏

                  فقال ماهر:‏

                  ـ لماذا لانتحدث قليلاً قبل أن ننام؟‏

                  قال عامر:‏

                  ـ حسناً... أحدثك عن نجمي الذي رأيته مرة واحدة في الصيف الماضي ثم اختفى عني.‏

                  هل تتذكر تلك الليلة التي ذهبنا فيها مع بعض العلماء إلى الصحراء؟‏

                  أجاب ماهر:‏

                  ـ نعم أتذكر... وهل نسيت أنت ذلك الحجر المشع الذي لمحته في أعماق تلك البئر البترولية المهجورة؟‏

                  وظل الإثنان يتحدثان... حتى وجد عامر نفسه رغم العاصفة في قلب الصحراء.‏

                  المطر يبلله... والهواء يقذفه كالكرة من جانب إلى آخر، والرعد يدوي بينما البرق يضيء له مكان نجمه الضائع فيصفق فرحاً وسروراً.‏

                  وكذلك وجد ماهر نفسه وقد تدلى بحبل متين إلى أعماق البئر، وقبض بيديه الاثنتين على الحجر الفضي، وهو يهتف: وجدته... وجدته... انه لي.‏

                  ورغم التراب الذي كان يتساقط فوقه وقلة الهواء فقد كان يحاول الخروج بعد أن حصل على حجره الثمين وهو مصرّ على ألا يفقده من بين يديه.‏

                  وهكذا ناما طوال الليل... وعندما استيقظا وأخذ كل منهما يحكي للآخر ماذا رأى في الحلم، كان الأب يدخل غرفة طفليه ليطمئن عليهما. وعندما وجدهما صامتين حزينين تعجب مما بهما.‏

                  سأل عامر:‏

                  ـ هل تتحقق الأحلام ياأبي؟‏

                  وسأل ماهر:‏

                  ـ ألا يمكن العثور على أحجار فضية ثمينة ومشعة؟‏

                  ولأن الأب كان يعرف هواية طفليه فقد أجاب:‏

                  ـ إذا سعى أحدنا وراء أحلامه فلابد أن تتحقق... ثم أن الطبيعة غنية جداً بعناصرها، ومعادنها، والإنسان يكتشف كنوزها كل يوم.‏

                  وهنا دخلت (سلمى) الصغيرة وراء أمها وهي تعانق دميتها وتقول:‏

                  ـ أنا لم أفهم شيئاً يابابا مما قلت... ماذا قلت؟‏

                  أجاب الأب وهو يضحك:‏

                  ـ ستفهمين يوماً ما كل شيء... كل شيء.‏

                  ------------------------------
                  رنا البردانة ( قصة بطولية )

                  لم يعرف أحد إلى أين توجهت رنا بعد أن خرجت من المخيم لأنه لم ينتبه إليها أحد. فالجميع مشغولون بما حدث في الصباح الباكر من اعتداء جنود الاحتلال على البيوت. لقد هجموا على الأبواب فحطموها، وعلى الرجال فساقوهم إلى الساحة... أما الفتيان فلم يتركوا منهم واحداً بل جروهم كلهم إلى السيارات العسكرية.‏

                  وصرخت النساء... وبكى الأطفال الصغار كما لو أن ناراً تحرقهم. وتعالت الأصوات من كل جانب عندما سدد جندي الرصاص على فتى رمى مجموعة الجنود بزجاجة حارقة. وقع انفجار، وتكاثر الدخان وارتمى الفتى قتيلاً.‏

                  رنا الصغيرة النحيلة كانت في الطابق العلوي في بيتهم المتهدم ورأت كل شيء... وبما أن الفتى القتيل كان ابن عمتها، وكانت تحبه كثيراً فقد قالت في نفسها:‏

                  ـ لماذا لاأختبئ وراء ذلك السور قريباً من السيارات العسكرية وأرمي جنود الاحتلال بالحجارة؟‏

                  ولم تشاور عمتها التي تعيش معها بعد أن ماتت أمها... ولم تشاور غيرها، فهي تدرك جيداً أنهم لن يمانعوا ماداموا جميعاً يجابهون الأعداء.‏

                  وبسرعة دخلت رنا إلى غرفتها الخالية من الأثاث ماعدا فراش واطئ، وصندوق تضع فيه ثيابها... بحثت عن معطفها الشتوي الطويل... ولما لم تجده نثرت كل أشياء الصندوق، ثم تذكرت أنهم وضعوه تحت الفراش ليغدو سميكاً.‏

                  سحبته بعنف وارتدته والطقس صيف... والحر شديد.‏

                  تسللت وراء البيوت وأخذت تجمع ما أمكنها من الحجارة، وتضعها في جيوب المعطف. ولما وجدت أنها لم تتسع لأكثر من عدد محدود، مزقت بطانة المعطف وحشته بالحجارة الصغيرة، ثم سارت متثاقلة وليس في قدمها إلا حذاء كبير مهترئ من البلاستيك تلبسه عمتها أثناء نشر الغسيل.‏

                  ولمح أحد الجنودبنتاً صغيرة تمشي ببطء كما لو أنها تسير فوق بيض. ارتعدت عندما تقدم منها، واصفرّ لونها. قال لها:‏

                  ـ إلى أين أنت ذاهبة ياقردة؟ ألا ترين أنه ممنوع المرور؟‏

                  ارتبكت رنا، ثم نظرت بعينين مذعورتين إلى نفسها، واستجمعت جرأتها وقالت:‏

                  ـ أنا مريضة... وذاهبة لعند خالتي قرب السور، لأنه لم يعد أحد في البيت.‏

                  تأملها الجندي، ثم قال:‏

                  ـ ولماذا هذا المعطف ونحن في عز الصيف؟‏

                  قالت:‏

                  ـ إنا بردانة... مصابة بالحمى..‏

                  ولم يكمل أسئلته حتى كانت قد بدأت تبتعد بخطوات ثابتة، متهيئة لأن تهرب لو حاول أن يقبض عليها. ولكنه أدار وجهه عنها وهو غير مطمئن تماماً، فهؤلاء السكان يملكون من الجرأة والذكاء مالم يكونوا يتصورونه هم المحتلون حاملو الحضارة كما يعتقدون، ممكن أن الطفلة مصابة بالحمى... أو بلوثة في عقلها. ممكن. فكر بهذا ثم انصرف عنها.‏

                  رنا لم تكن مصابة بالحمى.. ولا بلوثة في عقلها... لكنها حيلتها ضد عدوها وإلا قبض عليها وفعل بها مايفعلونه بغيرها. وإذا لم تقل ذلك فكيف تنجو منه، وتحقق غايتها؟‏

                  وصلت رنا إلى السور وسرعان مانزعت المعطف وأفرغت مافيه من الحجارة أمامها، وأخذت تقذفها حجراً حجراً، وكلما رمت واحداً خبأت رأسها لحظات، ثم رفعته بحذر حتى إذا لم تجد أحداً يراها قذفت الآخر... وهكذا.‏

                  كانت تقفز من الفرح، وتدلك يديها كلما أصاب الحجر جندياً، ولم تشعر إلا بيد كالحديد تقبض على عنقها، ثم تصفعها بقوة جعلت الدم ينفر من فمها.‏

                  كان ذلك الجندي الذي تركها تمر وقد اعتقد أنها مريضة وبردانة قال بغضب:‏

                  ـ أهذه أنت إذن.. مريضة وبردانة... وتذهبين إلى خالتك؟‏

                  هيا... سآخذك إلى جهنم أنت وخالتك... هناك أدفأ... ونخلص منكم. أين بيت خالتك؟‏

                  وتكورت رنا مثل قطة مدهوسة عندما أمرها الجندي أن تمشي أمامه... ماذا تفعل؟ لم يعد أمامها إلا الاستسلام. لكن رنا أمسكت بالمعطف... تظاهرت أنها تجمعه لتأخذه معها. انحنى الجندي ليبعدها عنه... رمته فوق رأسه، ثم التقطت الحجر الوحيد المتبقي على الأرض... وبينما كان يصرخ ويحاول التملص من المعطف كانت رنا قد اختفت بين البيوت قرب السور.‏

                  وعندما كان الجندي يسأل زملاءه: هل رأوا بنتاً صغيرة ترتدي معطفاً شتوياً طويلاً سميكاً؟ كانوا يهزؤون به ويقولون: هل هناك من يرتدي معطفاً في عز الصيف؟‏
                  --------------------

                  سامر والقسمة على ثلاثة

                  سامر يخرج إلى البرية حائراً... يسير وهو يعد: واحد، اثنان، ثلاثة.... ترى لمن يعطي هذه القطع الفضية التي معه؟... معلمه يقول له: أنت بارع في الحساب يا سامر... والمدرسة تقدم له مكافأة... جده قال له: هل تعطيها لمن يحزر؟ أو من يفكر؟ أو من يدبر؟.‏

                  مامعنى ذلك؟.. من يحزر أي من يعتمد على الحظ والمصادفة. ومن يفكر أي من يستعمل عقله أمام الأمور. أما من يدبر فلاشك أنه من يتصرف حسب ماتقتضي الظروف.‏

                  سامر لديه لكل قطعة سؤال، ومن يعرف الإجابة ينال القطعة. أخذ يمر على القرى القريبة من بلدته وكان عددها ثلاثاً.‏

                  في الأولى رأى الناس يحركون أيديهم وكأنهم يحصدون القمح.. يحركونها حركات رتيبة وبطيئة ومملة لكنهم لايتوقفون... إنه حصاد وهمي.. فلا قمح أمامهم.. ولامناجل في أيديهم.. ولاشيء سوى هذا الانهماك الفارغ كأنهم يجمعون الهواء.‏

                  عندما سأل سامر أحد المارين بالقرية وكان شيخاً وقوراً قال:‏

                  ـ هؤلاء يابني قاطفو النجوم... زارعو الأحلام، إنهم يتصورون أنهم شقوا الأرض وزرعوا، وسقوا واستنبتوا، وما عليهم الآن سوى أن يحصدوا.‏

                  وها أنت ترى أنها أحلام في أحلام... وأن الحصاد مجرد كلام... ومن زرع وهماً حصد الكثير من الأوهام.‏

                  لم ينتبه هؤلاء الناس لسامر عندما دخل بينهم. حاول أن يحاورهم لكن أحداً منهم لم يكلمه، ولم تتوقف أيديهم عن الدوران بينما عيونهم تتطلع إلى السماء.‏

                  تعجب سامر من حال هؤلاء الناس وسار في الطريق إلى القرية الثانية... وجد أناساً أصحاء أشداء، عضلاتهم مفتولة، وأجسامهم قوية، وهم منهمكون في كسر الحجارة وحملها ونقلها... والعرق يتصبب من جباههم... ملامحهم جامدة كالصخر... ووجوههم مقطبة وكأنها لم تعرف الابتسام... ولاأحد منهم يتوقف دقيقة أو يستريح لحظة.‏

                  سأل سامر أحد المارين بالقرية وكان رجلاً جسيماً قوياً فقال:‏

                  ـ هؤلاء يابني حاملو الأسرار...محطمو الأحجار... إنهم يعملون ولايتكلمون... يشقون ويتعبون ولايسألون.. همهم أن يبذلوا الجهود تلو الجهود حتى ولو لم ينالوا أي مردود... يعملون ولايتذمرون.. ويقنعون بالرغيف وحبات الزيتون.‏

                  هؤلاء الناس لم يتيحوا لسامر أن يدخل بينهم... بل نهروه وطردوه... ووقفوا سداً في وجهه ومنعوه.. فلم يجد أمامه سوى أن يتابع طريقه.‏

                  في القرية الثالثة وجد جموعاً من الناس كسالى حيارى..يجلسون على الأرض ينصتون بآذان طويلة ونفوس عليلة... وكلما علت الأصوات أو تداخلت أو تقاطعت كانوا يديرون نحوها آذاناً كالأبواق تلتقط كل شيء من كل الجهات والآفاق. أمورهم فوضى... وحياتهم بلاجدوى.. فهم أناس عاطلون معطلون... وهم يحسبون أنفسهم في قلب المعركة يقاتلون.‏

                  وعندما سأل سامر أحد المارين بالقرية... وكان رجلاً نحيلاً طويلاً، هادئاً عميقاً قال له:‏

                  ـ هؤلاء يابني أشقى الناس... فهم أهل الوسواس... لايكفيهم أنهم لايفهمون مايسمعون... بل هم لايدركون مايفعلون. يأخذون الأصوات ويتركون الأصداء... وتضيع أفكارهم بين أرض وسماء.‏

                  حاول سامر أن يدخل بينهم.. أن يفهم منهم أو عنهم لكنهم كانوا عنه مشغولين... وبأعباء مايسمعون منهمكين.‏

                  خرج من القرية الثالثة وهو يداعب قطعة فضية، ويقول: واحد، اثنان، ثلاثة. القسمة على ثلاثة. ظهرت له الساحرة العجوز وأعطته كيساً وإبرة وخيطاً، وقالت له:‏

                  ـ ضع فيه كل ماتريد... واحبسه في هذا الكيس الجديد... ثم أطلقه فينطلق كما المارد العنيد.. من قمقم الحديد.‏

                  قالت هذا ثم اختفت مع الهواء.. فتعجب سامر ثم قذف بالقطعة الأولى فارتفعت عالياً عالياً في الجو ثم تكسرت إلى آلاف النجوم الصغيرة البراقة... أخذت النجوم تهوي نحوه كحبات البرد فبدأ يجمعها ويعبئها بالكيس حتى ظن أنه امتلأ.‏

                  تنهد تعباً.. ثم مشى ومشى حتى صادف بيادر الحصاد، والقمح الذهبي الناضج يتكدس فوق بعضه بعضاً، وتلفحه حرارة الشمس، فتح الكيس مرة ثانية وأخذ يحشوه بالسنابل المليئة حتى ظن أنه امتلأ.‏

                  جلس ليستريح قليلاً فهبطت نحوه العصافير والطيور المغردة وهي تصدح بأعذب الألحان، فتهرب منها الأصداء كأسراب الحمام، تساءل سامر: ترى هل أستطيع أن أختزن الأصداء أيضاً؟‏

                  تذكر ماقالته العجوز: تستطيع أن تضع في هذا الكيس كل شيء... كل شيء.‏

                  لم يلبث أن أغمض عينيه وترك الأصوت تمر عبر أذنيه، ثم فتح الكيس ولامس أطرافه بأصابعه كما لو أنه يعزف فأحس أن الأصداء تسللت كالنسيم إلى داخله فتركها تفعل مدة طويلة، ثم أغلق كيسه وحمله ومضى.‏

                  كان يصفر ويغني مردداً: واحد، اثنان، ثلاثة... القسمة على ثلاثة. فتذكر أهل القرية الأولى الذين يزرعون النجوم ويقطفون الأحلام فأسرع نحوهم متحمساً، ثم مد يده إلى الكيس فأخرج سنابل القمح، وقدمها لهم ففرحوا بها وأسرعوا بزرعها.‏

                  توجه إلى القرية الثانية حيث الذين يحملون الأسرار ويكسرون الأحجار... فتح الكيس ونثر عليهم نجوم الأحلام فأشرقت وجوههم... وابتسموا.. جففوا عرقهم، وجلسوا يستريحون وقد التمعت عيونهم ببريق الأمل. أخذوا يبنون قصور الأماني للمستقبل، ويزينونها بقطع النجوم، متناسين التعب وكل الهموم.‏

                  أما أولئك الحيارى الكسالى... ذوو الآذان الطويلة.. والنفوس العليلة... الذين يلتقطون الأصوات بلا أصداء حتى لو كان حفيف الشجر أو همس الماء، فقد نفض بين أيديهم كل ما تبقى معهم في الكيس متمنياً أن يظل معهم ، وأن يكون لهم خير جليس.. يسمع كلامهم ويفهمهم من خلال لغة حوارهم.‏

                  رفع سامر الكيس فأحس أن حمله خفيف..وكأن ليس فيه الا هواء لطيف .لكنه في الحقيقة كان يحتوي على سؤال جوابه عند سامر بألف جواب: هل القسمة على ثلاثة كان فيها العدل ..أم الجهل؟‏

                  تحير سامر وهو البارع في الحساب،لكنه فكر وأعطى على الفور الجواب انها القسمة...القسمة.‏

                  ومضى يعد : واحد ..اثنان ..ثلاثة ...القسمة على ثلاثة.‏

                  فهمتوا شيء
                  ----------------------------------
                  حرية للجميع..

                  الطفلة (سوسو) تقول لنفسها وهي ترى قطها (عنبر) يموء مواء شديداً قرب الباب:‏

                  ـ ليذهب عن بيتي إلى الأزقة والشوارع... إنه قط غدّار. لقد دللته وقدمت له كل حبي ورعايتي، ولم أقصر عليه بشيء... حتى أنني أخذت من مصروفي الخاص فاشتريت له لحماً ولبناً عندما غابت أمي عن البيت.‏

                  وفتحت له الباب فأسرع يركض باتجاه الحديقة. وعادت مهمومة وكأنها فقدت عزيزاً. (عنبر) قط أليف وجميل، أشهب اللون، منقط بالأبيض وكأنه نمر، وهي تحبه كثيراً.‏

                  ربته منذ تركته أمه تحت شجرة وعمره ثلاثة أيام، فكيف ينساها ويتركها؟ ولكنها لاتريد أن تحجزه عندها بالقوة، وإذا أراد أن يذهب فليفعل.‏

                  وفكرت في حوائجه الصغيرة .. فراشه، وصحنه، ووعاء الماء، ماذا ستفعل بها؟ هل سترميها إلى الخارج وراءه أم تحتفظ بها لقط آخر؟.. ولكن لا.. كل القطط كذلك.إنها غدّارة، وليس عندها وفاء لأصحابها.‏

                  وعاد القط يموء من جديد قرب الباب مواء كله توسل واستعطاف، فأسرعت (سوسو) لتقول له:‏

                  ـ ماذا تريد مني أيها الناكر الجميل؟ اذهب عني... وستعرف قيمة حبي لك عندما تتشرد في الشوارع، ولاتجد الطعام والمأوى.‏

                  وما إن فتحت الباب حتى انسل من الحديقة عنكبوت كبير. صرخت (سوسو) عندما أسرع القط (عنبر) فانقض عليه وأنشب فيه أظافره، وظل يضربه حتى فارق الحياة.‏

                  قالت (سوسو):‏

                  ـ شكراً ياعنبر... كان العنكبوت سيؤذي أخي الصغير النائم في فراشه الآن. أنت قط جيد... ادخل.‏

                  أجاب القط:‏

                  ـ أنا قط جيد ولكني لن ادخل. أنا أحب أن أعيش معك لكنني أحب حريتي أكثر. كنت صغيراً وكنت بحاجة إلى من يرعاني ويطعمني، وها أنا قد رددت لك شيئاً من فضلك علي.. اتركيني في هذه الحديقة، سأتجول في الطرقات كما أشاء ثم أعود إليك.‏

                  ورضيت (سوسو) بهذا فما أغلى الحرية على المخلوق، وهي نفسها لم تعد أمها تحجزها في البيت أو في الحديقة بل هي تذهب إلى المدرسة، وإلى رفيقاتها وقريباتها، كما أنها تسرح وتمرح في النزهات. فلماذا لايكون عنبر كذلك؟ لكنها تذكرت شيئاً هاماً، فتحت الباب وقالت:‏

                  ـ عنبر... عنبر.. إياك أن تؤذي نفسك وتتعرض لغدر الكلاب أو الأشرار أو عجلات السيارات.. وانتبه أن تأكل طعاماً مسموماً وقذراً. وعندما تعود ستجد مأواك في الحديقة وكذلك طعامك.‏

                  وانتبهت (سوسو) وهي تدخل إلى البيت بارتياح لأن عنبر قتل العنكبوت ولم يأكله، وأنه عندما غادر الحديقة كان يمشي على الرصيف حذراً متنبهاً لأخطار الشارع
                  [align=center]

                  http://www.omanlover.org/vb/gal/2031-jewels-rih11.gif
                  [/align]
                  [align=center]"رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "[/align]

                  [align=center]***[/align]
                  [align=center]إِن كــانَ سَــرَّكُمُ مـا قـالَ حاسِـدُنا** فَمــا لِجُــرْحٍ إِذا أَرضــاكُمُ أَلَــمُ [/align]

                  تعليق


                  • #10
                    عودة

                    أسماء

                    استمعَ زاهرُ إلى الحديثِ الذي دارَ بينَ والدِهِ وضيفِهِ السيد مروان حولَ البطلِ خالدِ بنِ الوليد، وعن المعاركِ التي قادَها وحققَ فيها النصرَ والعزةَ. كان حديثاً رائعاً استطاعَ زاهرُ أن يتخيلَ من خلالهِ براعةَ خالد في فنونِ القتالِ، ومساءً في غرفته أخذ يكتب على دفترِهِ بخطٍ واضحٍ جميلٍ: (خالد... خالد) وحدثَ نفسهُ: كان عليكَ يا أبي أن تسميني خالد. إنه اسمٌ يخلدُ صاحبَهُ.‏

                    في غرفةِ الصفِ وقفتِ المعلمةُ أمامَ تلاميذِها تشرحُ لهم درساً عن نبوغِ العالمِ العربي جابرِ بنِ حيانَ في الكيمياءِ، وعن التجاربِ العلميةِ التي أجراها وقدمتِ الفوائدَ العظيمةَ للناسِ، وقالت: سطَّر جابرُ بنُ حيان اسمَهُ في سجلِ الخالدينَ كعالِمٍ عظيمِ القدرِ.‏

                    أُعجبَ زاهرُ بالعالِمِ الكبيرِ جابر، وتنهدَ وقالَ لنفسِهِ: ليتك يا أبي سميتني "جابر". لكنتُ الآنَ فخوراً باسمي بين رفاقي.‏

                    وعندَما كانَ أصدقاءُ زاهر يغنون في الباحة نشيداً كَتبهُ للأطفال الشاعرُ سليمان العيسى، ويرددونَ اسمَ الشاعرِ. بدتِ الخيبةُ على وجهِ زاهر، وهو يحدثُ نفسَهُ: ماذا لو كان اسمي سليمان. إذاً لرفعتُ رأسي بهذا الاسمِ الكبير. ازدادَ شرودُ زاهر في غرفةِ الصفِ ممَّا أثارَ انتباهَ المعلمةِ فخاطبتهُ: ما بك يا زاهر؟ إن كانَ لديكَ ما تقولهُ هاأنا أسمع. أجابَها: لا يا آنسة. ليس لدي ما أقوله. مساءً، في بيتِ أسرتِهِ قررَ زاهرُ أن يعاتبَ والدَهُ، فقال لـه: أبي. لماذا لم تختر لي اسماً غيرَ اسمِ زاهر؟.‏

                    ذُهل والداه وهما يسمعان سؤالهُ المفاجئَ. إلا أن والدَهُ ابتسم وأجابَهُ: أي الأسماءِ يُعجبكَ يا بُني.‏

                    قال زاهر: لو كانَ اسمي خالد كاسمِ البطلِ خالدِ بن الوليد، أو جابر كاسمِ العالم جابر بن حيان، أو سليمان كاسم الشاعر سليمان العيسى. إنها أسماء تخلدُ أصحابَها.‏

                    ابتسمَ أبو زاهر من جديد وقال لابنِه: الأسماءُ لا تخلدُ أصحابَها يا بنيَ، الناس المتفوقون هم الذينَ يخلدونَ أسماءَهُم. اسمُ خالد وجابر وسليمان وغيرها من أسماء المبدعينَ كانت كغيرِها من الأسماءِ التي نعرفُها كاسم زاهر وماهر ومراد ولم يكن لهذهِ الأسماء ما يميزها لولا عبقرية أصحابِها. أنتَ أيضاً يمكنكَ أن تجعلَ اسمَكَ معروفاً ومفخرةً بأعمالٍ عظيمةٍ تقومُ بها، وتميز عبقري كأن تتفوقَ في أي مجالٍ من المجالات، وتضيفُ اسم زاهر إلى أسماءِ الخالدين.‏

                    ابتسمت أم زاهر وقالت: الوطن كله يفخرُ بالمتفوقينَ والعباقرةِ من أبنائِهِ وليس هذا صعباً. إنه يحتاجُ اهتماماً واجتهاداً وصفاء ذهنٍ، ولكنني أريدكَ أن تجيبني: تُرى كل من يحملُ اسم خالد هو بطل شجاع؟ أو كل من اسمه جابر عالِم متميز؟ عاد زاهر بذاكرتِه إلى غرفة الصف حين صرخ رفيقه صلاحُ الدين خائفاً مرتعداً بسببِ عبورٍ خاطفٍ لفأرٍ قربَ مقعدهِ، ويومَها كانَ درسُ التاريخِ يصفُ عبقرية البطلِ صلاح الدين، ابتسمَ زاهرُ، ثمَّ ضحكَ بصوتٍ عالٍ، وعاد إلى غرفتِهِ حيثُ فتح حقيبةَ كتبهِ وبدأ بتحضيرِ دروسِ وواجباتِ اليومِ التالي.‏
                    [align=center]

                    http://www.omanlover.org/vb/gal/2031-jewels-rih11.gif
                    [/align]
                    [align=center]"رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "[/align]

                    [align=center]***[/align]
                    [align=center]إِن كــانَ سَــرَّكُمُ مـا قـالَ حاسِـدُنا** فَمــا لِجُــرْحٍ إِذا أَرضــاكُمُ أَلَــمُ [/align]

                    تعليق


                    • #11
                      ما شاء الله جهد جبار
                      قصص رائعة أختي همس
                      أروع ما في الأمر أن إسمي موجود داخل النص
                      حفظك الله ورعاكِ أيتها الزكية الطاهره
                      قال الشيخ واحد عيار (أحمد الهنائي) يوماً
                      لَأنَْتِ الأنُوثَةُ فِي عَالَمِي *** سَعِيدٌ أَنَا بِكِ فَلْتَسْمَعِينِي
                      وَأَنْتِ مَلَاذِي وَسِرُّ حَيَاتِي *** خُلِقْتُ لحِضْنِكِ فَلْتَحْضِنِينِي
                      جَمِيعُ طَلَاسِمِ هَذَا البَهَاءِ *** أُفَكِّكُهَا رَغْمَ عُمْقِ السُّكُونِ
                      بَدَوْتِ لَنَا قَلْبَ هَذِي الحَيَاةِ *** بِنَبْضِكِ أَنْتِ أَعِيشُ سِنيِنِي
                      فَأَنْتِ لَنَا كَلُّ مَا فِي الحَيَاةِ *** فَلَا تَبْخَلِي بِبَرِيقِ العُيوُنِ!
                      *****
                      أَبنِْتَ الجَمَالِ وَفِتْنَةَ قَلْبِي *** أَسِيرُ إِلَيكِ فَلَا تَخْذُلِينِي
                      سَحَرْتِ فُؤَادِي فَهَا هُوَ يَهْذِي *** وَأَبْقَيْتِهِ فِي جَوًى وَأَنِينِ
                      أَبِينِي التَّوَاضُعَ وَالِّلينَ إِمَّا *** رَجَوْتُكِ عَوْناً فَكُونِي مُعِينِي
                      فَإِنَّ الْـمَحَبَّةَ فِي كُلِّ قَلْبٍ *** وَمَا اخْتَصَّتِ البِنْتُ دُونَ البَنيِنِ
                      دَعِينِي لِحُسْنِكِ فَرَدَا مُطِيعاً *** فَيفْعَلَ بِي مِثْلَ فِعْلَ الجُنُونِ
                      وَحَسْبِي وَإِيَّاكِ إِمَّا انْتَسَبْنَا: *** أَنَا عَرَبِيٌ وَدِينُكِ دِينِي
                      15/7/2009

                      تعليق

                      يعمل...
                      X