مقال ولا اروع ... للفائدة ارتـايت ان اضعه بين ايديكم (كن) ..
هو طويل شوية .. ولاكن فائدته جمة .. انصحكم (كن) بقرائته كاملا
تقول كاتبة المقال :ـ
..."
أحمر الشفاه الفلاني يجعلك محط أنظار الجميع! من قال إني أريد ذلك؟ لا أحد يدري ولكن يبدو أن الجميع وافق على الافتراض الضمني بأن هذا هو هدف كل امرأة (طبيعية!) أما المجلة المعروفة والتي تنشر مقالا من صفحتين بعنوان (ماذا تفعلين لتصبحي جميلة؟) فمن الواضح أن المقصود أنك لست جميلة ولكنا سنساعدك على تغيير هذا الواقع المرير!
لقد قادنا حديثنا عن الجمال في المقالين السابقين لموضوع أهم وهو تسليعه وتعليبه ومن ثم تسويقه للنساء – وبدرجة أقل للرجال أيضا – وإقناعهن بحاجتهن الماسة إلى كل تلك المستحضرات والحميات والأجهزة والعمليات الجراحية التي ستنتهي بهن للكمال والقمة.
وما وسيلة الإقناع؟ السراب, نعم! الصورة النمطية لما ينبغي أن تكون عليه المرأة بمقاييس وجهها وجسمها والتي حُفرت حفرا في أذهاننا جميعا. والرسالة المبطنة وراء هذه الصورة هي أنك لست جميلة بما يكفي (يكفي لمن؟ الله أعلم) وبالتالي فعليك تحسين وتعديل وتشذيب مظهرك باستمرار لتصلي للصورة المقبولة والمتفق عليها عالميا بقدرة قادر في عالم لم يسبق له أن توافق على أي شيء.
لقد قالت الصحافية ناعومي وولف في كتابها (خرافة الجمال):"ثمة عوامل سرية تسمم حريتنا, وأفكار تستعبدنا عن الجمال والهوس بالمظهر الخارجي والرعب من التقدم في السن (وكأنه وباء يجب الوقاية منه بالتطعيمات, وإن حدث وأصابنا ـ لا سمح الله ـ وجب الإسراع لعلاجه بأي طريقة وبأي ثمن)."ومن ضمن الأفكار التي باتت تستعبدنا خرافة النحافة المرضية التي تُخيل للمرأة ذات الوزن الطبيعي أنها أسمن نساء العالم لأن عظامها غير بارزة مثل غالبية العارضات, فتهرع إلى حمية (غير صحية في كثير من الأحيان) أو عملية جراحية تعرض حياتها للخطر أو تمارس بعض الممارسات القاتلة مثل اضطرابات الأكل المعروفة. وطبعا يتأكد لديها هذا الإحساس المتضخم بوزنها عندما لا تجد مقاسها في معظم دور الأزياء العالمية والتي تصنع الملابس خصيصا لنوع من النساء أقرب لأجسام الأطفال منهن لأجسام النساء.ولا عجب أن أحد الإخصائيين النفسيين قال إنه عندما يتصفح مجلة ويرى إعلانات الأزياء يغلي دمه ويتمنى لو استطاع أن يضع تحذيرا على تلك الصور يشبه التحذيرات التي توضع على علب السجائر: تحذير: هذه العارضة يمكن أن تتلف صحتك!
وهكذا وباللعب على وتر حساس جدا لدى المرأة وهو جمالها – وهذا شيء طبيعي فقد فطرها الله سبحانه على حب التجمل والتزين – يخلق المعنيون من معلنين وشركات تجميل رغبات واحتياجات لدى الناس ليس لها تبرير سوى الجشع واللهاث وراء الربح.ولا يتكون الشعور بالرغبة والحاجة إلا ويسبقه إحساس بعدم الرضا وهو ما تفننت الآلة الإعلامية في تحقيقه. والنتيجة مجتمعات استهلاكية في جميع مجالات الحياة ترزح تحت وطأة الاحتياجات الوهمية التي تشكل عبئا على الجيوب في حين أنها تبني للمستفيدين منها قصورا على أجمل شواطئ العالم.
عنوان المقال "السراب الذي تلهث وراءه النساء" أروى الركابي
منقول عن جريدة الاقتصادية ..
أطيب تحية
هو طويل شوية .. ولاكن فائدته جمة .. انصحكم (كن) بقرائته كاملا
تقول كاتبة المقال :ـ
..."
أحمر الشفاه الفلاني يجعلك محط أنظار الجميع! من قال إني أريد ذلك؟ لا أحد يدري ولكن يبدو أن الجميع وافق على الافتراض الضمني بأن هذا هو هدف كل امرأة (طبيعية!) أما المجلة المعروفة والتي تنشر مقالا من صفحتين بعنوان (ماذا تفعلين لتصبحي جميلة؟) فمن الواضح أن المقصود أنك لست جميلة ولكنا سنساعدك على تغيير هذا الواقع المرير!
لقد قادنا حديثنا عن الجمال في المقالين السابقين لموضوع أهم وهو تسليعه وتعليبه ومن ثم تسويقه للنساء – وبدرجة أقل للرجال أيضا – وإقناعهن بحاجتهن الماسة إلى كل تلك المستحضرات والحميات والأجهزة والعمليات الجراحية التي ستنتهي بهن للكمال والقمة.
وما وسيلة الإقناع؟ السراب, نعم! الصورة النمطية لما ينبغي أن تكون عليه المرأة بمقاييس وجهها وجسمها والتي حُفرت حفرا في أذهاننا جميعا. والرسالة المبطنة وراء هذه الصورة هي أنك لست جميلة بما يكفي (يكفي لمن؟ الله أعلم) وبالتالي فعليك تحسين وتعديل وتشذيب مظهرك باستمرار لتصلي للصورة المقبولة والمتفق عليها عالميا بقدرة قادر في عالم لم يسبق له أن توافق على أي شيء.
لقد قالت الصحافية ناعومي وولف في كتابها (خرافة الجمال):"ثمة عوامل سرية تسمم حريتنا, وأفكار تستعبدنا عن الجمال والهوس بالمظهر الخارجي والرعب من التقدم في السن (وكأنه وباء يجب الوقاية منه بالتطعيمات, وإن حدث وأصابنا ـ لا سمح الله ـ وجب الإسراع لعلاجه بأي طريقة وبأي ثمن)."ومن ضمن الأفكار التي باتت تستعبدنا خرافة النحافة المرضية التي تُخيل للمرأة ذات الوزن الطبيعي أنها أسمن نساء العالم لأن عظامها غير بارزة مثل غالبية العارضات, فتهرع إلى حمية (غير صحية في كثير من الأحيان) أو عملية جراحية تعرض حياتها للخطر أو تمارس بعض الممارسات القاتلة مثل اضطرابات الأكل المعروفة. وطبعا يتأكد لديها هذا الإحساس المتضخم بوزنها عندما لا تجد مقاسها في معظم دور الأزياء العالمية والتي تصنع الملابس خصيصا لنوع من النساء أقرب لأجسام الأطفال منهن لأجسام النساء.ولا عجب أن أحد الإخصائيين النفسيين قال إنه عندما يتصفح مجلة ويرى إعلانات الأزياء يغلي دمه ويتمنى لو استطاع أن يضع تحذيرا على تلك الصور يشبه التحذيرات التي توضع على علب السجائر: تحذير: هذه العارضة يمكن أن تتلف صحتك!
وهكذا وباللعب على وتر حساس جدا لدى المرأة وهو جمالها – وهذا شيء طبيعي فقد فطرها الله سبحانه على حب التجمل والتزين – يخلق المعنيون من معلنين وشركات تجميل رغبات واحتياجات لدى الناس ليس لها تبرير سوى الجشع واللهاث وراء الربح.ولا يتكون الشعور بالرغبة والحاجة إلا ويسبقه إحساس بعدم الرضا وهو ما تفننت الآلة الإعلامية في تحقيقه. والنتيجة مجتمعات استهلاكية في جميع مجالات الحياة ترزح تحت وطأة الاحتياجات الوهمية التي تشكل عبئا على الجيوب في حين أنها تبني للمستفيدين منها قصورا على أجمل شواطئ العالم.
عنوان المقال "السراب الذي تلهث وراءه النساء" أروى الركابي
منقول عن جريدة الاقتصادية ..
أطيب تحية
تعليق