د. علي سلطانه
جراحة المخ والأعصاب
دمشق - سوريا
لمحة تاريخية عن المعالجة الجراحية
لم تكن المعالجة الجراحية لمرض الشقيقة حديثة بل قديمة وقديمة جدا. فقد كان الطبيب العربي علي بن عيسى الذي عاش في القرن الحادي عشر أول من أجرى عملية جراحية لمعالجة مرضى الشقيقة كما ورد ذلك في كتاب (هيوسك 1973,1977) وتتمثل العملية بحرق الشريان الصدغي السطحي ولاتزال هذة الطريقة تطبق الى الآن في العديد من البلدان العربية وتعرف باسم الطب العربي.
تزايد الاهتمام بالمعالجة الجراحية لمرض الشقيقة منذ بداية هذا القرن وبطرق كثيرة ومختلفة. فقد أجرى الطبيب (توما يونيسكو) في عام 1900 عمل جراحي لطفل عمره سبع سنوات عن طريق قطع الودي الرقبي وبشكل ثنائي الجانب. وفي عام 1904 قدم الطبيب (كوشنغ) دراسة عن قطع لجذور العصب مثلث التوائم . وفي عام 1932 قدم الطبيب (بينفيلد) دراسة مشابهة. وفي نفس العام قدم الطبيب (داندي) دراسة عن نتائج استئصال العقدة الرقبية السفلية. وفي عام 1942 قدم الطبيب (روبوتام) دراسة عن طريق قطع الطريق الناقل للألم عبر قطع جذور العصب مثلث التوائم وبمستويات متنوعة.
ولعل أكثر الأطباء الذين تنوعت معالجتهم لمرض الشقيقة جراحيا هو الطبيب (أولفكرونا) ، ففي عام 1942 قدم الدراسة الأوسع للمعالجة الجراحية ، فقد بدأ هذة الدراسة بعملية ربط للشريان الصدغي السطحي دون الحصول على النتائج المرجوة لذلك ، فاتبع ذلك بدراسة اخرى حيث أضاف الى عملية ربط الشريان الصدغي السطحي ربط آخر هو الشريان السحائي الأوسط وأيضا دون الحصول على نتائج جيدة مما جعله يذهب الى أبعد من ذلك وقدم دراسة ثالثة مشابهة للدراسة التي قدمها الطبيب (غاردنير) في العام نفسه عن اجراء عملية تشمل ربط للشريان الصدغي السطحي وقطع للشريان السحائي الأوسط بالاضافة الى قطع العصب الصخري الكبير ولكن أيضا لم تكن النتائج مشجعة. ثم لجأ الطبيب (أولفكرونا) بعد ذلك الى تطبيق عملية (سجوكوست) التي تتمثل بقطع السيالة العصبية لعصب مثلث التوائم في مستوى البصلة السيسائية وأيضا كانت النتائخ غير جيدة . بعد كل هذه المحاولات الفاشلة في معالجة مرض الشقيقة دب اليأس في نفوس الأطباء من امكانية المعالجة الجراحية الناجحة ، وأخذت الدراسات منحا آخر هو المعالجة الدوائية .
كما هو معروف لا يوجد حتى الآن دواء شافي من مرض الشقيقة ، وجميع الأدوية التي يتناولها المرضى للمعالجة من نوبات الشقيقة لها آثار جانبية ضارة كثيرة (كون هذه الأدوية تملك آلية التقبض الوعائي) . بالإضافة إلى الأدوية القلبية التي توصف للوقاية من حدوث النوبات ، وتحول الكثير من المرضى إلى الإدمان على تناول الأدوية المهدئة.
كيف بدأت الفكرة
أثناء عملي في المشفى كنت أفحص المرضى الذين يشكو معظمهم من الصداع وفي كثير من الحالات كنت أجد أن الصداع هو وعائي المنشأ وطبيعي أن أحول المريض إلى طبيب الأمراض العصبية للمعالجة وفي حال الصداع الوعائي التالي لارتفاع الضغط كنت أحول المريض إلى طبيب الباطنية . ولكي أختصر الوقت خطرت ببالي فكرة تجعلني أعرف فورا فيما إذا كان الصداع سببه آفة داخل القحف أم صداع وعائي وهي أن أقوم بالضغط بواسطة الإصبع على مكان مرور الشريان الصدغي السطحي من أمام صيوان الأذن ففي حال أجاب المريض بأن الصداع قد خف أعرف أن الصداع وعائي المنشأ ، ولكن المفاجأة كانت عندما كان الكثير من المرضى يقولون لي بأن الصداع قد زال تماما عند الضغط. بدأت أفكر أين مشاركة الأوعية الدموية داخل القحف في إصدار الألم ، وبدأت أهتم هكذا بالصداع وبدراسة المرضى إلى حين وضعت هذه الدراسة عن المعالجة الجراحية والمعالجة الذاتية للصداع النصفي . وقد تمكنت من إيجاد المكان المناسب لكل شريان الذي يمكننا من التخلص من الصداع الذي يسببه هذا الشريان عند الضغط عليه بالإصبع .
وبسبب طبيعة عملي في جراحة الدماغ فقد كنت أعرف مسبقا أن عملية قطع هذا الشريان لا تسبب أية آثار جانبية ، ويجب أن اذكر انه شريان خارجي لا يغذي سوى فروة الرأس (الشعر) ولا علاقة له بالدماغ ولا بالعين . وبسبب غزارة التروية الدموية لفروة الرأس لم يتأثر الشعر على الإطلاق من جراء إجراء العملية الجراحية .
المادة والطرق الدراسية
أجريت العمل الجراحي منذ عام 1998 على 1224 مريضا كانوا يعانون من أنواع مختلفة من الصداع النصفي غالبيتهم من نوع الصداع النصفي الجبهي أي الألم الذي ينتشر في منطقة الصدغ والجبهة والعين ، والعدد الأقل كان صداع قفوي أي ما يعرف بشكل خاطئ بالكتب الطبية بالشقيقة القاعدية وقد اثبت بهذه الدراسة أن لا علاقة للشريان القاعدي بآلية إصدار الألم على الإطلاق وللتأكد من ذلك يكفي أن نجري اختبار الضغط على المكان رقم (3) ثنائي الجانب وسوف ترون كيف يزول الصداع بشكل كامل.
لقد أوجدت النقاط التالية لمعالجة الصداع النصفي:
*المكان رقم (1): مكان مرور الشريان الصدغي السطحي من أمام صيوان الأذن مباشرة.
*المكان رقم (2): مكان مرور الفرع الجبهي للشريان الصدغي السطحي من فوق الطرف الخارجي للحاجب. وهذا المكان كنت استخدمه في بداية هذة الدراسة عندما كنت اجري عملية ربط أحادي الجانب فقط في المكان رقم (1) ، أما عندما بدأت بربط الشريان من الجهتين فقد ندرت الحالات التي تحتاج إلى الربط في هذا المكان ، فقد كنت أقوم بربط الشريان من المكان رقم (1) ثنائي الجانب عند الحالات الصعبة أحادية الجانب للتخلص من الصداع ، وخاصة الصداع العنقودي.
*المكان رقم (3): مكان مرور الشريان القفوي على طرفي النتوء القفوي الكبير. استخدم هذا المكان لمعالجة الصداع الذي يصيب المنطقة القفوية وينتشر إلى منطقة أعلى الرأس والجبهة.
مرحلة ما قبل العمل الجراحي
يجب مقابلة المريض أثناء تعرض المريض لنوبة الصداع النصفي ، والقيام باختبار نقاط الضغط لتحديد الأماكن المناسبة لكل حالة من اجل التخلص نهائيا من الصداع.
مثلا:
عند الصداع النصفي الجبهي العيني احادي الجانب قد يذهب الصداع بشكل كامل عند مريض بالضغط في المكان رقم واحد من الجهة المصابة فقط ، وعند مريض آخر نفس الصداع يتطلب اجراء الضغط من المكان رقم واحد من الجهتين ، ومن الممكن عند مريض ثالث له نفس الصداع يتطلب الضغط في المكان رقم واحد من الجهة المصابة مع المكان رقم ثلاثة من نفس الجهة. طبعا سبب هذا الاختلاف يعود الى ان هذة الشرايين نهائية وتترابط فيما بينها وقد يكون هناك ارتباط واسع بين الشريان الذي نربطه وفرع آخر يعوض مباشرة هذا الربط مما يتطلب ربط الشريان الآخر للتخلص من الصداع.
مرحلة العمل الجراحي
العملية الجراحية بسيطة للغاية ولا يتطلب اجراءها الدخول الى المشفى ، بل يمكن اجراؤها في العيادة الخاصة الجراحية ، وذلك بسبب امكانية اجراء العملية بالتخدير الموضعي . بعد التعقيم ووضع الأغطيه المعقمة الواقية ، نحقن المخدر الموضعي فوق مكان مرور الشريان في الأماكن المطلوبة. ثم نقوم باجراء شق جلدي فوق الشريان و نقوم بربط الشريان مرتين دون الحاجة الى قطعة وخاصة في المكان رقم واحد ، ويستحسن استخدام خيط الحرير 2 زيرو . يجب ان لا يتعدى الشق الجلدي فوق المكان رقم واحد من الجهة السفلية الحافة العليا للثقبة الاذنية الخارجية لتجنب العصب الوجهي . ثم نغلق الجرح ونضع مرهم صاد حيوي فوق الجرح لمنع الشعر من تلويث الجرح ، ثم نضع الشاش المعقم والضماد بشكل دائري حول الرأس .
مرحلة ما بعد العمل الجراحي
1- يستحسن وضع رباط شاش ضاغط حول الرأس لمدة يومين.
2- يجب أخذ صاد حيوي فموي لمدة أسبوع.
3- يجب التغيير على الجرح كل يومين حتى نزع القطب لتجنب تلوث الجرح من الشعر.
4- يجب نزع القطب بعد اسبوع ووضع ضماد بعد ذلك لمدة يومين ، ثم ينزع المريض الضماد في المنزل و يدهن فوق الجرح بمرهم صاد حيوي ثلاث مرات باليوم بدون ضماد لمدة ثلاثة أيام ثم ممكن غسل الرأس.
النتائج
زال الصداع نهائيا وكذلك زالت الأعرض المرافقة للصداع (اضطرابات عينية ، هضمية ، عصبية ، نفسية) عند جميع المرضى الذين اجروا العلاج الجراحي الكامل.
الخلاصة
أولا أشكر الله سبحانه وتعالى على التوفيق.
1- لا يوجد أي علاقة بين الشريان السحائي الأوسط أو الشريان القاعدي أو أي شريان داخل الدماغ وبين احداث الصداع ، وانما يشاركون فقط في الأعراض المصاحبة للصداع التي تختفي تماما عندما يزول الصداع . هذة فكرة جديدة في الطب وبسببها اصبح العلاج الحراحي ممكنا وشافيا .
2- ليس هناك من أية آثار جانبية مؤذية نتيجة العمل الجراحي.
3- هذة العملية ناجحة وشافية ليس فقط من أجل الشفاء من آلام الشقيقة ، بل أيضا من آلام الصداع العنقودي وصداع التوتر المزمن المعاند للعلاج الدوائي.
4- يجب عدم اجراء العملية للمرضى الذين يعانون من الصداع التالي لارتفاع التوتر الشرياني.
المعالجة الذاتية للصداع النصفي
من الممكن ان يقوم المريض بتحديد الأماكن المنسبة للصداع الذي يعاني منه ثم يصنع قوس معدني رقيق يقوم باجراء الضغط فوق هذه الاماكن وخاصة المكان رقم واحد ثنائي الجانب ، ويرتدي هذا القوس اثناء حدوث النوبة.
منقول للفائدة
تحياتي
الطايــــــــر
جراحة المخ والأعصاب
دمشق - سوريا
لمحة تاريخية عن المعالجة الجراحية
لم تكن المعالجة الجراحية لمرض الشقيقة حديثة بل قديمة وقديمة جدا. فقد كان الطبيب العربي علي بن عيسى الذي عاش في القرن الحادي عشر أول من أجرى عملية جراحية لمعالجة مرضى الشقيقة كما ورد ذلك في كتاب (هيوسك 1973,1977) وتتمثل العملية بحرق الشريان الصدغي السطحي ولاتزال هذة الطريقة تطبق الى الآن في العديد من البلدان العربية وتعرف باسم الطب العربي.
تزايد الاهتمام بالمعالجة الجراحية لمرض الشقيقة منذ بداية هذا القرن وبطرق كثيرة ومختلفة. فقد أجرى الطبيب (توما يونيسكو) في عام 1900 عمل جراحي لطفل عمره سبع سنوات عن طريق قطع الودي الرقبي وبشكل ثنائي الجانب. وفي عام 1904 قدم الطبيب (كوشنغ) دراسة عن قطع لجذور العصب مثلث التوائم . وفي عام 1932 قدم الطبيب (بينفيلد) دراسة مشابهة. وفي نفس العام قدم الطبيب (داندي) دراسة عن نتائج استئصال العقدة الرقبية السفلية. وفي عام 1942 قدم الطبيب (روبوتام) دراسة عن طريق قطع الطريق الناقل للألم عبر قطع جذور العصب مثلث التوائم وبمستويات متنوعة.
ولعل أكثر الأطباء الذين تنوعت معالجتهم لمرض الشقيقة جراحيا هو الطبيب (أولفكرونا) ، ففي عام 1942 قدم الدراسة الأوسع للمعالجة الجراحية ، فقد بدأ هذة الدراسة بعملية ربط للشريان الصدغي السطحي دون الحصول على النتائج المرجوة لذلك ، فاتبع ذلك بدراسة اخرى حيث أضاف الى عملية ربط الشريان الصدغي السطحي ربط آخر هو الشريان السحائي الأوسط وأيضا دون الحصول على نتائج جيدة مما جعله يذهب الى أبعد من ذلك وقدم دراسة ثالثة مشابهة للدراسة التي قدمها الطبيب (غاردنير) في العام نفسه عن اجراء عملية تشمل ربط للشريان الصدغي السطحي وقطع للشريان السحائي الأوسط بالاضافة الى قطع العصب الصخري الكبير ولكن أيضا لم تكن النتائج مشجعة. ثم لجأ الطبيب (أولفكرونا) بعد ذلك الى تطبيق عملية (سجوكوست) التي تتمثل بقطع السيالة العصبية لعصب مثلث التوائم في مستوى البصلة السيسائية وأيضا كانت النتائخ غير جيدة . بعد كل هذه المحاولات الفاشلة في معالجة مرض الشقيقة دب اليأس في نفوس الأطباء من امكانية المعالجة الجراحية الناجحة ، وأخذت الدراسات منحا آخر هو المعالجة الدوائية .
كما هو معروف لا يوجد حتى الآن دواء شافي من مرض الشقيقة ، وجميع الأدوية التي يتناولها المرضى للمعالجة من نوبات الشقيقة لها آثار جانبية ضارة كثيرة (كون هذه الأدوية تملك آلية التقبض الوعائي) . بالإضافة إلى الأدوية القلبية التي توصف للوقاية من حدوث النوبات ، وتحول الكثير من المرضى إلى الإدمان على تناول الأدوية المهدئة.
كيف بدأت الفكرة
أثناء عملي في المشفى كنت أفحص المرضى الذين يشكو معظمهم من الصداع وفي كثير من الحالات كنت أجد أن الصداع هو وعائي المنشأ وطبيعي أن أحول المريض إلى طبيب الأمراض العصبية للمعالجة وفي حال الصداع الوعائي التالي لارتفاع الضغط كنت أحول المريض إلى طبيب الباطنية . ولكي أختصر الوقت خطرت ببالي فكرة تجعلني أعرف فورا فيما إذا كان الصداع سببه آفة داخل القحف أم صداع وعائي وهي أن أقوم بالضغط بواسطة الإصبع على مكان مرور الشريان الصدغي السطحي من أمام صيوان الأذن ففي حال أجاب المريض بأن الصداع قد خف أعرف أن الصداع وعائي المنشأ ، ولكن المفاجأة كانت عندما كان الكثير من المرضى يقولون لي بأن الصداع قد زال تماما عند الضغط. بدأت أفكر أين مشاركة الأوعية الدموية داخل القحف في إصدار الألم ، وبدأت أهتم هكذا بالصداع وبدراسة المرضى إلى حين وضعت هذه الدراسة عن المعالجة الجراحية والمعالجة الذاتية للصداع النصفي . وقد تمكنت من إيجاد المكان المناسب لكل شريان الذي يمكننا من التخلص من الصداع الذي يسببه هذا الشريان عند الضغط عليه بالإصبع .
وبسبب طبيعة عملي في جراحة الدماغ فقد كنت أعرف مسبقا أن عملية قطع هذا الشريان لا تسبب أية آثار جانبية ، ويجب أن اذكر انه شريان خارجي لا يغذي سوى فروة الرأس (الشعر) ولا علاقة له بالدماغ ولا بالعين . وبسبب غزارة التروية الدموية لفروة الرأس لم يتأثر الشعر على الإطلاق من جراء إجراء العملية الجراحية .
المادة والطرق الدراسية
أجريت العمل الجراحي منذ عام 1998 على 1224 مريضا كانوا يعانون من أنواع مختلفة من الصداع النصفي غالبيتهم من نوع الصداع النصفي الجبهي أي الألم الذي ينتشر في منطقة الصدغ والجبهة والعين ، والعدد الأقل كان صداع قفوي أي ما يعرف بشكل خاطئ بالكتب الطبية بالشقيقة القاعدية وقد اثبت بهذه الدراسة أن لا علاقة للشريان القاعدي بآلية إصدار الألم على الإطلاق وللتأكد من ذلك يكفي أن نجري اختبار الضغط على المكان رقم (3) ثنائي الجانب وسوف ترون كيف يزول الصداع بشكل كامل.
لقد أوجدت النقاط التالية لمعالجة الصداع النصفي:
*المكان رقم (1): مكان مرور الشريان الصدغي السطحي من أمام صيوان الأذن مباشرة.
*المكان رقم (2): مكان مرور الفرع الجبهي للشريان الصدغي السطحي من فوق الطرف الخارجي للحاجب. وهذا المكان كنت استخدمه في بداية هذة الدراسة عندما كنت اجري عملية ربط أحادي الجانب فقط في المكان رقم (1) ، أما عندما بدأت بربط الشريان من الجهتين فقد ندرت الحالات التي تحتاج إلى الربط في هذا المكان ، فقد كنت أقوم بربط الشريان من المكان رقم (1) ثنائي الجانب عند الحالات الصعبة أحادية الجانب للتخلص من الصداع ، وخاصة الصداع العنقودي.
*المكان رقم (3): مكان مرور الشريان القفوي على طرفي النتوء القفوي الكبير. استخدم هذا المكان لمعالجة الصداع الذي يصيب المنطقة القفوية وينتشر إلى منطقة أعلى الرأس والجبهة.
مرحلة ما قبل العمل الجراحي
يجب مقابلة المريض أثناء تعرض المريض لنوبة الصداع النصفي ، والقيام باختبار نقاط الضغط لتحديد الأماكن المناسبة لكل حالة من اجل التخلص نهائيا من الصداع.
مثلا:
عند الصداع النصفي الجبهي العيني احادي الجانب قد يذهب الصداع بشكل كامل عند مريض بالضغط في المكان رقم واحد من الجهة المصابة فقط ، وعند مريض آخر نفس الصداع يتطلب اجراء الضغط من المكان رقم واحد من الجهتين ، ومن الممكن عند مريض ثالث له نفس الصداع يتطلب الضغط في المكان رقم واحد من الجهة المصابة مع المكان رقم ثلاثة من نفس الجهة. طبعا سبب هذا الاختلاف يعود الى ان هذة الشرايين نهائية وتترابط فيما بينها وقد يكون هناك ارتباط واسع بين الشريان الذي نربطه وفرع آخر يعوض مباشرة هذا الربط مما يتطلب ربط الشريان الآخر للتخلص من الصداع.
مرحلة العمل الجراحي
العملية الجراحية بسيطة للغاية ولا يتطلب اجراءها الدخول الى المشفى ، بل يمكن اجراؤها في العيادة الخاصة الجراحية ، وذلك بسبب امكانية اجراء العملية بالتخدير الموضعي . بعد التعقيم ووضع الأغطيه المعقمة الواقية ، نحقن المخدر الموضعي فوق مكان مرور الشريان في الأماكن المطلوبة. ثم نقوم باجراء شق جلدي فوق الشريان و نقوم بربط الشريان مرتين دون الحاجة الى قطعة وخاصة في المكان رقم واحد ، ويستحسن استخدام خيط الحرير 2 زيرو . يجب ان لا يتعدى الشق الجلدي فوق المكان رقم واحد من الجهة السفلية الحافة العليا للثقبة الاذنية الخارجية لتجنب العصب الوجهي . ثم نغلق الجرح ونضع مرهم صاد حيوي فوق الجرح لمنع الشعر من تلويث الجرح ، ثم نضع الشاش المعقم والضماد بشكل دائري حول الرأس .
مرحلة ما بعد العمل الجراحي
1- يستحسن وضع رباط شاش ضاغط حول الرأس لمدة يومين.
2- يجب أخذ صاد حيوي فموي لمدة أسبوع.
3- يجب التغيير على الجرح كل يومين حتى نزع القطب لتجنب تلوث الجرح من الشعر.
4- يجب نزع القطب بعد اسبوع ووضع ضماد بعد ذلك لمدة يومين ، ثم ينزع المريض الضماد في المنزل و يدهن فوق الجرح بمرهم صاد حيوي ثلاث مرات باليوم بدون ضماد لمدة ثلاثة أيام ثم ممكن غسل الرأس.
النتائج
زال الصداع نهائيا وكذلك زالت الأعرض المرافقة للصداع (اضطرابات عينية ، هضمية ، عصبية ، نفسية) عند جميع المرضى الذين اجروا العلاج الجراحي الكامل.
الخلاصة
أولا أشكر الله سبحانه وتعالى على التوفيق.
1- لا يوجد أي علاقة بين الشريان السحائي الأوسط أو الشريان القاعدي أو أي شريان داخل الدماغ وبين احداث الصداع ، وانما يشاركون فقط في الأعراض المصاحبة للصداع التي تختفي تماما عندما يزول الصداع . هذة فكرة جديدة في الطب وبسببها اصبح العلاج الحراحي ممكنا وشافيا .
2- ليس هناك من أية آثار جانبية مؤذية نتيجة العمل الجراحي.
3- هذة العملية ناجحة وشافية ليس فقط من أجل الشفاء من آلام الشقيقة ، بل أيضا من آلام الصداع العنقودي وصداع التوتر المزمن المعاند للعلاج الدوائي.
4- يجب عدم اجراء العملية للمرضى الذين يعانون من الصداع التالي لارتفاع التوتر الشرياني.
المعالجة الذاتية للصداع النصفي
من الممكن ان يقوم المريض بتحديد الأماكن المنسبة للصداع الذي يعاني منه ثم يصنع قوس معدني رقيق يقوم باجراء الضغط فوق هذه الاماكن وخاصة المكان رقم واحد ثنائي الجانب ، ويرتدي هذا القوس اثناء حدوث النوبة.
منقول للفائدة
تحياتي
الطايــــــــر