هل هناك أمل في زواج يدوم؟ **
نصائح تساعدك على تقليل مشاكلك الزوجية وتحميك من أن تكون رقماً ضمن إحصائيات الطلاق . . .
شاركتني امرأة ذات يوم وجهة نظرها عن الزواج بقولها: " كأنني أنظر إلى صحراء من خلال منظار و أينما أستدير أرى جثثاً مبعثرة أو أناس في مراحل مختلفة من الاحتضار؛ طلاق، عُزلة، علاقات متحللة ، وكل أنواع الخراب. وعندما أرى كل ذلك أتساءل "لماذا أريد الخوض في هذه الرحلة( الزواج)؟"
العديد من الطلاب هذه الأيام يسألون نفس السؤال، فلديهم رغبة كبيرة في الحصول على الأمان والاستقرار من خلال علاقة دائمة إلا أنهم يخشون الزواج. قالت إحدى الفتيات المتزوجات حديثاً "لقد رأيت زواج والديّ وهو ينهار ولم أكن واثقة من أنني سوف أحظى بزواج يدوم"
* نتائج معدّلات الطلاق المرتفعة :
في الولايات المتحدة الأمريكية يختبر أكثر من مليون طفل سنوياً انهيار عائلاتهم وهناك عدد كبير من الطلاب الذين يتذكرون اختبارهم لمثل هذه الأوضاع فمثلاً:
سمر: في إحدى الأمسيات كانت دانا عائدة إلى المنزل بعد يوم دراسي وإذ بها ترى والدها يخرج من باب المنزل و بيده حقيبة ، نعم كان يهجر عائلته فنظر إلى سمر قائلاً:" حبيبتي سوف أعود لرؤيتك" وقبّلها على جبينها ورحل. ولم تره منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
حسام: تطلق والداه وهو في الخامسة من عمره وقد عاش مع والدته التي تزوجت ثلاث مرات وكانت مدمنة على شرب الكحول. ضربه زوج والدته الأول لأنه أوقع عصيراً على فرش سيارته.
حنين: والداها لا يزالا معاً لم ينفصلا ولكن كل منهما مشغول بمهنته وأرباحها، قلما أعطياها من وقتهما ونادراً ما قاما بحضور الحفلات التي تشارك فيها في المدرسة. وهي الآن في الجامعة في مدينة بعيده عن أبويها ، نادراً ما تتحدث مع أي منهما ووسيلة الاتصال بينهم هي البريد الإلكتروني أو الرسائل الصوتية.
رائد: ذات يوم استيقظ رائد على صوت والديه وهما يتناقشان بصوت عال سمع صوت صراخ و سقوط ،ذهب رائد إلى المطبخ ووجد أمه مطعونة بسكين وتنزف دماً اتصل رائد بالشرطة وألقوا القبض على والده ،بعدها ذهب رائد وشقيقتاه ليعيشا في ملجأ للأطفال ولغاية الآن وبعد سنوات عديدة لا يعلم رائد أين والده.
بالتأكيد قد سمعت عن أشخاص مثل سمرو حنين و حسام و رائد أو قد تكون تجربتك قريبة لما تعرضوا إليه وممكن أن تكون أسوأ، ربما منزلك مليء بالصراعات والنزاعات وعدم الانسجام وعدم الراحة،و هذا يجعلك تفكر جدياً فيما إذا كان لزاما عليك أن تتزوج أم لا ، فأنت لا تريد أن ينتهي بك الأمر إلى علاقة فاشلة ومليئة بالحزن والألم وخيبة الأمل ولا تريد أن تؤثر سلبياً على أطفالك ومشاعرهم. بالتأكيد تعجبك فكرة مشاركة حياتك مع شخص يحبك. ولكن الزواج قد يكون مخيفاً بعض الشيء. قد تتساءل "هل يمكنني أن أتجاوز الأذى الذي سببته لي عائلتي؟"، "هل يمكنني أن أختبر زواجاً صحياً وناجحا وعائلة سعيدة؟".
الإجابة بوضوح وبساطة "نعم"
منذ عام 1976 عملت مع مؤسسة كانت تهدف لمساعدة العائلات والزيجات الميئوس منها. وقد رأينا الكثير من هذه الزيجات والعائلات تنجح. إن لله طريقة يصلح بها العلاقات المكسورة بل وأكثر من ذلك . .
* الزواج . . و المشاكل:
بالرغم من كل المشاكل والألم ما يزال بعض الناس يرغبون في الزواج، أظهرت إحصائية مؤخراً أن 96% من طلاب الجامعات يريدون الزواج أو أنهم متزوجون أصلاً، 97% يوافقون القول الآتي "إن العائلة المتماسكة هي مفتاح السعادة."
هناك واحد من بين كل أربعة أشخاص ما بين سن 18 وأكبر مطلقون مما يجعل احتمالية الحصول على زواج مستمر ودائم تستحق المحاولة.
الحقيقة هي أنه لا أحد يريد أن يبقى وحيداً. بالرغم من أننا نصر على حقوقنا الفردية. إلا أننا جميعاً نتوق للأمن والدفء والعلاقة الحميمة مع شخص ما يحبنا حباً شديداً، قد نقول أننا نريد أن نكون وحيدين إلا إن رغبتنا الأقوى هي أن نتقاسم المكان مع شخص نحبه ويحبنا.
بالرغم من أن الانجذاب الجنسي أمر مهم في العلاقة إلا أن رغبتنا في العيش مع شخص يحبنا لا تتعلق بالجنس فقط بل أن نُقدّر ونُحَب من قبل شخص آخر.
* أسباب معدلات الطلاق المرتفعة:
لماذا ينتهي الأمر بالأشخاص الذين يريدون شخصاً قريباً منهم وإلى جانبهم إلى الطلاق ثم يصابون بالحزن وخيبة الأمل؟ لأن معظم الذين يتزوجون يعتمدون على المشاعر والعواطف كشيء أساسي لتكوين رابطة قوية بينهما ،في معظم العلاقات يستمر الحب والقبول طالما يلبي الطرف الآخر مستوى محدد من توقعات شريكه فإذا كانت المشاعر حارّة يستمتع الزوجان برفقة بعضهما ويتغاضيان عن ما يزعجهما من بعضهما ولكن عندما تبرد المشاعر يجد أحد الطرفين أو كلاهما صعوبة في التغاضي عن أي شيء ولا تصبح لديه القدرة أن يحب ذلك الشريك " غير الكامل" ، فلا تعود تُلبى الحاجات مما يؤدي إلى جرح المشاعر و زيادة في سوء الفهم بين الطرفين الذي يؤدي إلى نشوء النزاعات التي تثير الغضب والمرارة، وإذا لم يكسر الحب والمسامحة هذه السلسلة من الانحدارات تصبح القدرة على محبة الآخر مشلولة.
من المهم أن يدرك كلا الطرفين أنه لا يمكن لجميع احتياجات الطرفين أن تسدد أو أن يتم إشباعها، وفي نفس الوقت يجب أن يراعي كل منهما حاجات الآخر ولا يسمح للأنانية أن تقوده.
* كيف تتجنب المشاكل الزوجية:
لكي تنجح أي علاقة فنحن بحاجة إلى جهد مشترك،فعلى الطرفين أن ينكرا ذاتهما وأن يتنازلا عن الكثير من رغباتهما وشهواتهما الشخصية ويجب أن تحل التضحية محل الأنانية. لكن عندما لا يكون الطرفان صبوران تجاه بعضهما البعض فإن الأنانية تحل محل التضحية. لماذا يحدث ذلك؟ لأن الأنانية هي الشيء الطبيعي في الإنسان وليست التضحية. لماذا؟
إن كنا نعيش في عالم مثالي بين أناس مثاليين فإن الزواج سيتحلى بانسجام كامل تماماً كما أراد الله للزواج أن يكون. ولكننا لا نعيش في عالم كامل ومثالي وبصراحة نحن جميعاً لدينا ميول ونزعة تجاه الأنانية و " الخطية"، ولكن ما هي الخطية؟ عادة ما نختار أن نعمل الأشياء الخطأ وليس الأشياء الصحيحة فيمكننا أن نكون أنانيين، قاسيين، متكبرين حقودين غير مسامحين،.... فلا غرابة أن يكافح الزوجان ليتوافقا ويبقيا معاً.
الأنانية والتعاون لا يجتمعان، فإذا دخلت الأنانية بين الزوجين و ركّز كل منهما على إشباع حاجاته ورغباته الخاصة تتلاشى الألفة و الحميمة بينهما ويبدأ الزواج بالانهيار. نعم " الأنا" هي أساس البلاء"
لنواجه الأمر، نحن جميعاً بحاجة إلى مساعدة بحاجة لقوة داخلية تمكننا من أن نحب شخصاً آخر كما يجب حتى ينجح الزواج.
إن أنانيتنا و خطيتنا لا تفصل الزوج والزوجة عن بعضهما البعض فقط بل تفصلنا أيضاً عن الله الذي هو أعظم مصدر يمدنا بالقوة ويساعدنا وبما أنه هو من أسس الزواج فهو يعلم كيف يجب أن تسير تلك العلاقة و هو يريدنا أن نحظى بعلاقة معه أولاً وبعدها ننتظر منه التوجيهات .
الله لا يقوم فقط بمساعدتنا لحل مشاكلنا والتحديات التي تواجهنا يومياً ولكنه يشفي جروحنا وآلامنا من الماضي فعلى سبيل المثال هو يعرض علينا غفران كامل لخطايانا وتطهير من جميع الخيارات السيئة التي قمنا بها في السابق مع الجنس الآخر ونحن مراهقون، الله يحبنا ويريدنا أن نتمتع بامتيازات كوننا أولاده وهذا يشمل مساعدته لنا في زواجنا.
سوف أوضح هذا الأمر في نموذجين، سوف أعطي الزوج والزوجة اسما (عادل و دانا)، في المثال الأول لا توجد أي علاقة تربط عادل و دانا بالله على الإطلاق، أما في المثال الثاني، عادل و دانا تربطهم علاقة مع الله في حياتهم وفي زواجهم.
المثال (1):
في صباح يوم سبت، استيقظ عادل وكان قد قرر أن يلعب الجولف في هذا اليوم مع أصدقاءه، قام من سريره وأخبر دانا أنه سوف يعود حوالي الساعة الرابعة، فردت دانا: "لقد وعدتني أننا سوف نذهب في نزهة اليوم"
"أنا لم أقل هذا أبدا" ويبدأ صوته بالارتفاع " على أية حال فأنا لم ألعب الجولف منذ أسبوعين وهذا يوم جميل لذلك أريد الخروج " ويغلق الباب بقوة وراءه ويخرج من المنزل
تشعر دانا بأنه عاملها بالازدراء وبعد أن تذرف بعض الدموع تقوم غاضبة وتلقي الوسائد في جميع أنحاء الغرفة ، و تصرخ " سأريك أيها المغفل"
بعد ذلك تقوم دانا بالاتصال بصديقتها وتتفقان على الخروج لتناول الغداء في الخارج والقيام بالتسوق، وفي المتجر تقوم دانا بشراء ملابس بقيمة 300 دولار عن طريق بطاقة الائتمان الخاصة بها وبزوجها ومع أنها كانت بحاجة لبعض ما اشترته إلاّ أن شراء بعض الأشياء " الإضافية" ستجعل عادل يضرب رأسه بالحائط، فلقد وصلوا تقريباً إلى الحد المسموح به في استخدام بطاقة الائتمان
في هذه الأثناء ينتهي عادل من لعبة الجولف ويتوجه هو وأصدقائه إلى حانة النادي الرياضي لتناول المشروب و كان الكأس يجر كأسا آخر، و يلاحظ عادل أن المضيفة جذابة وبينما تقدم له الكأس الثالثة يغازلها ويقول لها كلام جميل في أذنها فتقوم المضيفة بتدوين رقم هاتفها على المنديل الموضوع تحت الكأس فيأخذ عادل المنديل ويخبئه في جيبه.
يصل عادل إلى المنزل في الساعة الخامسة فيدخل مترنحاً نوعاً ما ، في هذه الأثناء تكون دانا جالسة تشاهد التلفاز وقد رفعت صوته إلى أعلى درجة. يلاحظ عادل عدد الأكياس الكبير الموجود على الكنبة فيطفئ التلفاز بغضب ويشير إلى الأكياس، تغضب دانا وتشتمه وتذهب إلى غرفة النوم وتغلق الباب خلفها بقوة، و يستمر الشجار والنقاش حتى الليل لينتهي الأمر بعادل نائماً في غرفة الضيوف.
المثال (2):
في صباح يوم سبت، استيقظ عادل وكان قد قرر أن يلعب الجولف في هذا اليوم مع أصدقاءه، قام من سريره وأخبر دانا أنه سوف يعود في حوالي الساعة الرابعة ترد دانا عليه قائلة: لقد وعدتني أننا سوف نذهب في نزهة اليوم.
يرد عادل قائلاً: " هل يمكننا أن نقوم بذلك غداً؟" ويبدأ صوته بالارتفاع " على أية حال فأنا لم ألعب الجولف منذ أسبوعين وهذا يوم جميل لذلك أريد الخروج " ويغلق الباب بقوة وراءه ويخرج من المنزل
تشعر دانا بالازدراء وبعد أن تذرف بعض الدموع تقوم غاضبة وتلقي الوسائد في جميع أنحاء الغرفة وتتمنى لو كان عادل أمامها لتخبره بمدى غضبها و تصرخ" أيها المغفل".
تقرر دانا المشي خارج المنزل لكي يخف غضبها وتمر في متنزه وبمرور الوقت يخبو غضبها و ألمها وفي طريق عودتها تقرر أن تصلي: "يا رب أنا فعلاً غاضبة من عادل وأعتقد أن تصرفه كان أنانياً، أرجوك ساعدني لأكون غير أنانية و لا تدع غضبي يخرج عن السيطرة"
تقرر دانا الاتصال بصديقتها ليقومان بتناول الغذاء معاً في الخارج وللقيام بالتسوق و تقوم دانا بشراء بعض الملابس.
في هذه الأثناء يقوم عادل بإنهاء لعبة الجولف ويقرر الذهاب مع أصدقاءه لتناول الساندويتشات والشراب ويلاحظ عادل كم أن المضيفة جميلة فيحيها بابتسامة ويتابع مع أصدقائه. بعدها يشعر عادل بالذنب لأنه عامل دانا بهذه الطريقة ولأنه اعتقد أنها فعلت ما فعلته لأنها لا تريده أن يستمتع بوقته فيقرر الذهاب إلى المنزل ويخبر أصدقاءه أنه ذاهب إلى المنزل ليقضي وقتاً مع زوجته، يحاول أصدقاءه استفزازه ولكن عادل يبقى ثابتاً على قراره.
عندما تعود دانا إلى المنزل الساعة الواحدة تُفاجأ بوجود عادل في المنزل و هو يقوم بتحضير حقيبة النزهة ويضع فيها الطعام والشراب.
دانا: "لماذا عدت مبكرا إلى المنزل؟" وفي صوتها نبرة حزن وألم.
عادل: "أنا آسف لطريقة تصرفي هذا الصباح" "أردت أن ألعب الجولف مع أصدقائي ولم أهتم بما تريدينه أنت" "لقد كنت أنانياً" فهل تسامحيني؟
فتعض دانا شفتيها ... هي ما زالت متألمة ولكن عادل يبدو آسفاً فعلاً وشيء لا يصدّق أنه ترك أصدقائه وعاد مبكراً "نعم أنا أسامحك" تجيب دانا
يعانق بعضهما البعض و أثناء ذلك يقول عادل :" هل تتكرمين بأن نبدأ يومنا من جديد؟ لقد رجعت مبكراً وأعتقد أن ما زال لدينا وقت كاف للنزهة، هل تريدين الذهاب ؟" فتقاوم دانا الإغراء بأن تجعل عادل " يدفع ثمن فعلته" وتهز رأسها موافقةً.
يمر النهار ويتخلص عادل و دانا من غضبهما، تعود علاقتهما منتعشة كما في السابق فيسوع المسيح موجود في حياتهما ويعمل فيها ويقود علاقتهما و يعطيهم القوة لينكروا أنفسهم ويسامحوا بعضهم البعض وهذا أمر يصعب حدوثه بإستمرار وبصدق بدون وجود قوة الرب يسوع المسيح في حياتهما.
هذان المثالان يعطيان فقط صورة سطحية تقريبية لطبيعة العلاقة بين الزوجين، وجه الإختلاف أنه في المثال الثاني الله موجود في حياة الزوجين لذلك فإن زواجهما مختلف عن ما هو عليه في المثال الأول وهذا يوضح أهمية وجود الله في حياة الزوجين وبالتالي في زواجهما.
إن الإيمان المسيحي ليس مجموعة من المبادئ والقوانين ولكنه حياة مع الله لحظة بلحظة نتلقى فيها منه الإرشاد والقوة حتى نحيا الحياة التي يريدنا أن نحياها.
لتتجنب أن تكون داخل إحصائيات الطلاق . . أطع كلمة الله . .
رأي الله تجاه مسألة الطلاق المدمرة واضح جداً في الكتاب المقدس، الله وضّح أن على الطرفين أن يفهما حاجات بعضهما البعض ويراعوها بتواضع ،وأن يكونا صادقين مع بعضهما البعض، وأن يتجنبا الانحراف الجنسي، وغير ذلك الكثير،ولكن معرفتنا لما يجب عمله لا تعني بالضرورة أننا نريد أن نقوم به؛ فإرشاد الله لحياتنا يختلف عادةً عن ما نحب القيام به (مثلاً: أن تعترف للطرف الآخر بالحقيقة عندما تكذب عليه هو أمر جيد جداً) مع ذلك يجد الأزواج و باستمرار كم أن الله حكيم، وأنه من الذكاء إتباع مخططه في بناء العلاقات ليبنى الزواج على أساس قوي.
على سبيل المثال: يقول الله أن الزواج يأتي قبل الألفة الجنسية بالرغم من ذلك فنحن نرى أن في الغرب مثلاً 64% من طلاب الجامعات يوافقون القول التالي "أن تعيش مع الفرد الآخر قبل الزواج به هو أمر وفكرة جيدة" معظم هؤلاء قد شاهدوا زواج والديهم ينهار لذلك يريدون تجربة شيء آخر.
إذاً، لماذا يضع الله الزواج قبل العلاقة الجنسية؟ ذلك لأنه يريدنا أن نختبر ألفة وعلاقة حميمة تدوم وتُشبع ، فكيف يشعر شخصان بالأمان في بيئة غير مستقرة يستطيع فيها أي منهما الانسحاب؟ الإجابة هي وجود علاقة حميمة. تكشف الإحصائيات أن معدلات الطلاق عالية بين الذين عاشوا مع بعضهم قبل الزواج. لذلك فنحن نرى أن حكمة الله دائماً على صواب لذلك علينا أن نتبع توجيهاته لأنه يحبنا ويهتم بأمرنا.
الله لا يريد أن يكون مجرّد مستشار زواج يقوم بإعطاء النصائح فقط. بل يريدنا أن نعرفه وأن نثق به و نكون على علاقة معه، فحتى نحب شخص آخر محبة صادقة يجب علينا أولاً أن نختبر محبة الله غير المشروطة تجاهنا.
وبدافع محبة الله لنا فعل شيئاً مميزاً جداً؛ لقد تحدثنا عن كيف أن أنانيتنا تفصلنا عن بعضنا البعض ولكن الأهم من ذلك أنها تفصلنا عن الله القدوس، فالكتاب المقدس يقول:" آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم"
( أشعياء 59: 2)
لا نستطيع أن نمحي خطايانا عن طريق الأعمال الصالحة والمجهودات مهما كانت و الأسوأ هو أن عقاب الخطية هو انفصال أبدي عن الله. ولا يمكننا فعل أي شيء لإصلاح ذلك فمقاييس الله تتطلب الكمال ونحن كبشر لا نستطيع الوصول إلى ذلك، لكن محبة الله لنا وعدله تجليا في حل يمنحنا فرصة ثانية.
يسوع المسيح، الذي هو الله المتجسد جاء إلى الأرض ليدفع ثمن خطيتنا وليموت بدلاً عنا ويمنحنا حياة أبدية. وقد جاء أيضاً ليعلمنا كيف يريدنا الله أن نحيا لتكون حياتنا ذات معنى. قال يسوع أن السبب الرئيسي لمجيئه إلى الأرض هو ليموت بدلاً عنا ويدفع ثمن خطايانا كاملة ، خطاياي وخطاياك وخطايا كل من يؤمن به بقلب صادق.
صُلب المسيح ومات ودفن وقام في اليوم الثالث وقد رآه شهود كثيرين بعد قيامته من بين الأموات. وأخبروا كثيرين عنه وعن الحياة التي يقدمها لنا.
* لتتجنب المشاكل الزوجية عليك أولاً أن تتمتع بعلاقة مع الله:
الله يعرض علينا عطية رائعة و يعطينا حق الاختيار في أن نكون على علاقة تربطنا به أو نرفض تلك العطية، ويمكننا أن نتمتع بإختيار قبول عطية الله من خلال يسوع المسيح و ننال الغفران وندخل في علاقة معه، يقول يسوع: "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" فهو يريد أن يدخل إلى حياتنا ولكن القرار يعود لنا وحدنا. إذا كان الزواج قرار مهم فهذا أكثر أهمية.هل تريد أن تكون في علاقة أبدية مع الله وأن يكون له تأثير على حياتك. هل تريده أن يقود حياتك بحكمته ودعمه وقوته؟
إذا كان هذا ما تريده فعليك أن تقبله الآن. كما هو الحال في زواج أي اثنين فإن علاقتهما تبدأ بكلمة "أقبل" ،بنفس الطريقة العلاقة مع الله هي فعل إرادي ،قال يسوع: "هاأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه " يقول الإنجيل: "أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه"
هل تريد أن تختبر محبة الله تجاهك؟ هل تريد أن تقبله في قلبك؟ هذه صلاة مقترحة لتفعل ذلك: " أيها الرب يسوع المسيح . . أنا أريدك أن تدخل إلى حياتي، أريدك أن ترشدني، وأن تغفر لي خطاياي. شكراً لأنك مت على الصليب لتدفع ثمن خطاياي أنا الآن أطلب منك أن تدخل إلى حياتي، شكراً لأنك وعدتني أنك سوف تدخل إلى حياتي إذا طلبت ذلك وهذا ما أفعله الآن . .. أشكرك لأني متأكد أنني الآن بدأت أن أعرفك بحق " آمين
إذا كنت قد صليت هذه الصلاة بإيمان وبصدق. فأنت الآن بدأت في علاقة شخصية مع الله وهذا سوف ينعكس على حياتك وعلى زواجك. قد ترتكب بعض الأخطاء التي يقوم بها أي زوج أو زوجة ولكن ما أن تعتمد على الله فهو سوف يعطيك القوة والرؤية والحب الذي تحتاج إليه لتتمتع بزواج يدوم ويبقى.
منـــــــــــــــــــقول من
Alzawag.tv فهرس
نصائح تساعدك على تقليل مشاكلك الزوجية وتحميك من أن تكون رقماً ضمن إحصائيات الطلاق . . .
شاركتني امرأة ذات يوم وجهة نظرها عن الزواج بقولها: " كأنني أنظر إلى صحراء من خلال منظار و أينما أستدير أرى جثثاً مبعثرة أو أناس في مراحل مختلفة من الاحتضار؛ طلاق، عُزلة، علاقات متحللة ، وكل أنواع الخراب. وعندما أرى كل ذلك أتساءل "لماذا أريد الخوض في هذه الرحلة( الزواج)؟"
العديد من الطلاب هذه الأيام يسألون نفس السؤال، فلديهم رغبة كبيرة في الحصول على الأمان والاستقرار من خلال علاقة دائمة إلا أنهم يخشون الزواج. قالت إحدى الفتيات المتزوجات حديثاً "لقد رأيت زواج والديّ وهو ينهار ولم أكن واثقة من أنني سوف أحظى بزواج يدوم"
* نتائج معدّلات الطلاق المرتفعة :
في الولايات المتحدة الأمريكية يختبر أكثر من مليون طفل سنوياً انهيار عائلاتهم وهناك عدد كبير من الطلاب الذين يتذكرون اختبارهم لمثل هذه الأوضاع فمثلاً:
سمر: في إحدى الأمسيات كانت دانا عائدة إلى المنزل بعد يوم دراسي وإذ بها ترى والدها يخرج من باب المنزل و بيده حقيبة ، نعم كان يهجر عائلته فنظر إلى سمر قائلاً:" حبيبتي سوف أعود لرؤيتك" وقبّلها على جبينها ورحل. ولم تره منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
حسام: تطلق والداه وهو في الخامسة من عمره وقد عاش مع والدته التي تزوجت ثلاث مرات وكانت مدمنة على شرب الكحول. ضربه زوج والدته الأول لأنه أوقع عصيراً على فرش سيارته.
حنين: والداها لا يزالا معاً لم ينفصلا ولكن كل منهما مشغول بمهنته وأرباحها، قلما أعطياها من وقتهما ونادراً ما قاما بحضور الحفلات التي تشارك فيها في المدرسة. وهي الآن في الجامعة في مدينة بعيده عن أبويها ، نادراً ما تتحدث مع أي منهما ووسيلة الاتصال بينهم هي البريد الإلكتروني أو الرسائل الصوتية.
رائد: ذات يوم استيقظ رائد على صوت والديه وهما يتناقشان بصوت عال سمع صوت صراخ و سقوط ،ذهب رائد إلى المطبخ ووجد أمه مطعونة بسكين وتنزف دماً اتصل رائد بالشرطة وألقوا القبض على والده ،بعدها ذهب رائد وشقيقتاه ليعيشا في ملجأ للأطفال ولغاية الآن وبعد سنوات عديدة لا يعلم رائد أين والده.
بالتأكيد قد سمعت عن أشخاص مثل سمرو حنين و حسام و رائد أو قد تكون تجربتك قريبة لما تعرضوا إليه وممكن أن تكون أسوأ، ربما منزلك مليء بالصراعات والنزاعات وعدم الانسجام وعدم الراحة،و هذا يجعلك تفكر جدياً فيما إذا كان لزاما عليك أن تتزوج أم لا ، فأنت لا تريد أن ينتهي بك الأمر إلى علاقة فاشلة ومليئة بالحزن والألم وخيبة الأمل ولا تريد أن تؤثر سلبياً على أطفالك ومشاعرهم. بالتأكيد تعجبك فكرة مشاركة حياتك مع شخص يحبك. ولكن الزواج قد يكون مخيفاً بعض الشيء. قد تتساءل "هل يمكنني أن أتجاوز الأذى الذي سببته لي عائلتي؟"، "هل يمكنني أن أختبر زواجاً صحياً وناجحا وعائلة سعيدة؟".
الإجابة بوضوح وبساطة "نعم"
منذ عام 1976 عملت مع مؤسسة كانت تهدف لمساعدة العائلات والزيجات الميئوس منها. وقد رأينا الكثير من هذه الزيجات والعائلات تنجح. إن لله طريقة يصلح بها العلاقات المكسورة بل وأكثر من ذلك . .
* الزواج . . و المشاكل:
بالرغم من كل المشاكل والألم ما يزال بعض الناس يرغبون في الزواج، أظهرت إحصائية مؤخراً أن 96% من طلاب الجامعات يريدون الزواج أو أنهم متزوجون أصلاً، 97% يوافقون القول الآتي "إن العائلة المتماسكة هي مفتاح السعادة."
هناك واحد من بين كل أربعة أشخاص ما بين سن 18 وأكبر مطلقون مما يجعل احتمالية الحصول على زواج مستمر ودائم تستحق المحاولة.
الحقيقة هي أنه لا أحد يريد أن يبقى وحيداً. بالرغم من أننا نصر على حقوقنا الفردية. إلا أننا جميعاً نتوق للأمن والدفء والعلاقة الحميمة مع شخص ما يحبنا حباً شديداً، قد نقول أننا نريد أن نكون وحيدين إلا إن رغبتنا الأقوى هي أن نتقاسم المكان مع شخص نحبه ويحبنا.
بالرغم من أن الانجذاب الجنسي أمر مهم في العلاقة إلا أن رغبتنا في العيش مع شخص يحبنا لا تتعلق بالجنس فقط بل أن نُقدّر ونُحَب من قبل شخص آخر.
* أسباب معدلات الطلاق المرتفعة:
لماذا ينتهي الأمر بالأشخاص الذين يريدون شخصاً قريباً منهم وإلى جانبهم إلى الطلاق ثم يصابون بالحزن وخيبة الأمل؟ لأن معظم الذين يتزوجون يعتمدون على المشاعر والعواطف كشيء أساسي لتكوين رابطة قوية بينهما ،في معظم العلاقات يستمر الحب والقبول طالما يلبي الطرف الآخر مستوى محدد من توقعات شريكه فإذا كانت المشاعر حارّة يستمتع الزوجان برفقة بعضهما ويتغاضيان عن ما يزعجهما من بعضهما ولكن عندما تبرد المشاعر يجد أحد الطرفين أو كلاهما صعوبة في التغاضي عن أي شيء ولا تصبح لديه القدرة أن يحب ذلك الشريك " غير الكامل" ، فلا تعود تُلبى الحاجات مما يؤدي إلى جرح المشاعر و زيادة في سوء الفهم بين الطرفين الذي يؤدي إلى نشوء النزاعات التي تثير الغضب والمرارة، وإذا لم يكسر الحب والمسامحة هذه السلسلة من الانحدارات تصبح القدرة على محبة الآخر مشلولة.
من المهم أن يدرك كلا الطرفين أنه لا يمكن لجميع احتياجات الطرفين أن تسدد أو أن يتم إشباعها، وفي نفس الوقت يجب أن يراعي كل منهما حاجات الآخر ولا يسمح للأنانية أن تقوده.
* كيف تتجنب المشاكل الزوجية:
لكي تنجح أي علاقة فنحن بحاجة إلى جهد مشترك،فعلى الطرفين أن ينكرا ذاتهما وأن يتنازلا عن الكثير من رغباتهما وشهواتهما الشخصية ويجب أن تحل التضحية محل الأنانية. لكن عندما لا يكون الطرفان صبوران تجاه بعضهما البعض فإن الأنانية تحل محل التضحية. لماذا يحدث ذلك؟ لأن الأنانية هي الشيء الطبيعي في الإنسان وليست التضحية. لماذا؟
إن كنا نعيش في عالم مثالي بين أناس مثاليين فإن الزواج سيتحلى بانسجام كامل تماماً كما أراد الله للزواج أن يكون. ولكننا لا نعيش في عالم كامل ومثالي وبصراحة نحن جميعاً لدينا ميول ونزعة تجاه الأنانية و " الخطية"، ولكن ما هي الخطية؟ عادة ما نختار أن نعمل الأشياء الخطأ وليس الأشياء الصحيحة فيمكننا أن نكون أنانيين، قاسيين، متكبرين حقودين غير مسامحين،.... فلا غرابة أن يكافح الزوجان ليتوافقا ويبقيا معاً.
الأنانية والتعاون لا يجتمعان، فإذا دخلت الأنانية بين الزوجين و ركّز كل منهما على إشباع حاجاته ورغباته الخاصة تتلاشى الألفة و الحميمة بينهما ويبدأ الزواج بالانهيار. نعم " الأنا" هي أساس البلاء"
لنواجه الأمر، نحن جميعاً بحاجة إلى مساعدة بحاجة لقوة داخلية تمكننا من أن نحب شخصاً آخر كما يجب حتى ينجح الزواج.
إن أنانيتنا و خطيتنا لا تفصل الزوج والزوجة عن بعضهما البعض فقط بل تفصلنا أيضاً عن الله الذي هو أعظم مصدر يمدنا بالقوة ويساعدنا وبما أنه هو من أسس الزواج فهو يعلم كيف يجب أن تسير تلك العلاقة و هو يريدنا أن نحظى بعلاقة معه أولاً وبعدها ننتظر منه التوجيهات .
الله لا يقوم فقط بمساعدتنا لحل مشاكلنا والتحديات التي تواجهنا يومياً ولكنه يشفي جروحنا وآلامنا من الماضي فعلى سبيل المثال هو يعرض علينا غفران كامل لخطايانا وتطهير من جميع الخيارات السيئة التي قمنا بها في السابق مع الجنس الآخر ونحن مراهقون، الله يحبنا ويريدنا أن نتمتع بامتيازات كوننا أولاده وهذا يشمل مساعدته لنا في زواجنا.
سوف أوضح هذا الأمر في نموذجين، سوف أعطي الزوج والزوجة اسما (عادل و دانا)، في المثال الأول لا توجد أي علاقة تربط عادل و دانا بالله على الإطلاق، أما في المثال الثاني، عادل و دانا تربطهم علاقة مع الله في حياتهم وفي زواجهم.
المثال (1):
في صباح يوم سبت، استيقظ عادل وكان قد قرر أن يلعب الجولف في هذا اليوم مع أصدقاءه، قام من سريره وأخبر دانا أنه سوف يعود حوالي الساعة الرابعة، فردت دانا: "لقد وعدتني أننا سوف نذهب في نزهة اليوم"
"أنا لم أقل هذا أبدا" ويبدأ صوته بالارتفاع " على أية حال فأنا لم ألعب الجولف منذ أسبوعين وهذا يوم جميل لذلك أريد الخروج " ويغلق الباب بقوة وراءه ويخرج من المنزل
تشعر دانا بأنه عاملها بالازدراء وبعد أن تذرف بعض الدموع تقوم غاضبة وتلقي الوسائد في جميع أنحاء الغرفة ، و تصرخ " سأريك أيها المغفل"
بعد ذلك تقوم دانا بالاتصال بصديقتها وتتفقان على الخروج لتناول الغداء في الخارج والقيام بالتسوق، وفي المتجر تقوم دانا بشراء ملابس بقيمة 300 دولار عن طريق بطاقة الائتمان الخاصة بها وبزوجها ومع أنها كانت بحاجة لبعض ما اشترته إلاّ أن شراء بعض الأشياء " الإضافية" ستجعل عادل يضرب رأسه بالحائط، فلقد وصلوا تقريباً إلى الحد المسموح به في استخدام بطاقة الائتمان
في هذه الأثناء ينتهي عادل من لعبة الجولف ويتوجه هو وأصدقائه إلى حانة النادي الرياضي لتناول المشروب و كان الكأس يجر كأسا آخر، و يلاحظ عادل أن المضيفة جذابة وبينما تقدم له الكأس الثالثة يغازلها ويقول لها كلام جميل في أذنها فتقوم المضيفة بتدوين رقم هاتفها على المنديل الموضوع تحت الكأس فيأخذ عادل المنديل ويخبئه في جيبه.
يصل عادل إلى المنزل في الساعة الخامسة فيدخل مترنحاً نوعاً ما ، في هذه الأثناء تكون دانا جالسة تشاهد التلفاز وقد رفعت صوته إلى أعلى درجة. يلاحظ عادل عدد الأكياس الكبير الموجود على الكنبة فيطفئ التلفاز بغضب ويشير إلى الأكياس، تغضب دانا وتشتمه وتذهب إلى غرفة النوم وتغلق الباب خلفها بقوة، و يستمر الشجار والنقاش حتى الليل لينتهي الأمر بعادل نائماً في غرفة الضيوف.
المثال (2):
في صباح يوم سبت، استيقظ عادل وكان قد قرر أن يلعب الجولف في هذا اليوم مع أصدقاءه، قام من سريره وأخبر دانا أنه سوف يعود في حوالي الساعة الرابعة ترد دانا عليه قائلة: لقد وعدتني أننا سوف نذهب في نزهة اليوم.
يرد عادل قائلاً: " هل يمكننا أن نقوم بذلك غداً؟" ويبدأ صوته بالارتفاع " على أية حال فأنا لم ألعب الجولف منذ أسبوعين وهذا يوم جميل لذلك أريد الخروج " ويغلق الباب بقوة وراءه ويخرج من المنزل
تشعر دانا بالازدراء وبعد أن تذرف بعض الدموع تقوم غاضبة وتلقي الوسائد في جميع أنحاء الغرفة وتتمنى لو كان عادل أمامها لتخبره بمدى غضبها و تصرخ" أيها المغفل".
تقرر دانا المشي خارج المنزل لكي يخف غضبها وتمر في متنزه وبمرور الوقت يخبو غضبها و ألمها وفي طريق عودتها تقرر أن تصلي: "يا رب أنا فعلاً غاضبة من عادل وأعتقد أن تصرفه كان أنانياً، أرجوك ساعدني لأكون غير أنانية و لا تدع غضبي يخرج عن السيطرة"
تقرر دانا الاتصال بصديقتها ليقومان بتناول الغذاء معاً في الخارج وللقيام بالتسوق و تقوم دانا بشراء بعض الملابس.
في هذه الأثناء يقوم عادل بإنهاء لعبة الجولف ويقرر الذهاب مع أصدقاءه لتناول الساندويتشات والشراب ويلاحظ عادل كم أن المضيفة جميلة فيحيها بابتسامة ويتابع مع أصدقائه. بعدها يشعر عادل بالذنب لأنه عامل دانا بهذه الطريقة ولأنه اعتقد أنها فعلت ما فعلته لأنها لا تريده أن يستمتع بوقته فيقرر الذهاب إلى المنزل ويخبر أصدقاءه أنه ذاهب إلى المنزل ليقضي وقتاً مع زوجته، يحاول أصدقاءه استفزازه ولكن عادل يبقى ثابتاً على قراره.
عندما تعود دانا إلى المنزل الساعة الواحدة تُفاجأ بوجود عادل في المنزل و هو يقوم بتحضير حقيبة النزهة ويضع فيها الطعام والشراب.
دانا: "لماذا عدت مبكرا إلى المنزل؟" وفي صوتها نبرة حزن وألم.
عادل: "أنا آسف لطريقة تصرفي هذا الصباح" "أردت أن ألعب الجولف مع أصدقائي ولم أهتم بما تريدينه أنت" "لقد كنت أنانياً" فهل تسامحيني؟
فتعض دانا شفتيها ... هي ما زالت متألمة ولكن عادل يبدو آسفاً فعلاً وشيء لا يصدّق أنه ترك أصدقائه وعاد مبكراً "نعم أنا أسامحك" تجيب دانا
يعانق بعضهما البعض و أثناء ذلك يقول عادل :" هل تتكرمين بأن نبدأ يومنا من جديد؟ لقد رجعت مبكراً وأعتقد أن ما زال لدينا وقت كاف للنزهة، هل تريدين الذهاب ؟" فتقاوم دانا الإغراء بأن تجعل عادل " يدفع ثمن فعلته" وتهز رأسها موافقةً.
يمر النهار ويتخلص عادل و دانا من غضبهما، تعود علاقتهما منتعشة كما في السابق فيسوع المسيح موجود في حياتهما ويعمل فيها ويقود علاقتهما و يعطيهم القوة لينكروا أنفسهم ويسامحوا بعضهم البعض وهذا أمر يصعب حدوثه بإستمرار وبصدق بدون وجود قوة الرب يسوع المسيح في حياتهما.
هذان المثالان يعطيان فقط صورة سطحية تقريبية لطبيعة العلاقة بين الزوجين، وجه الإختلاف أنه في المثال الثاني الله موجود في حياة الزوجين لذلك فإن زواجهما مختلف عن ما هو عليه في المثال الأول وهذا يوضح أهمية وجود الله في حياة الزوجين وبالتالي في زواجهما.
إن الإيمان المسيحي ليس مجموعة من المبادئ والقوانين ولكنه حياة مع الله لحظة بلحظة نتلقى فيها منه الإرشاد والقوة حتى نحيا الحياة التي يريدنا أن نحياها.
لتتجنب أن تكون داخل إحصائيات الطلاق . . أطع كلمة الله . .
رأي الله تجاه مسألة الطلاق المدمرة واضح جداً في الكتاب المقدس، الله وضّح أن على الطرفين أن يفهما حاجات بعضهما البعض ويراعوها بتواضع ،وأن يكونا صادقين مع بعضهما البعض، وأن يتجنبا الانحراف الجنسي، وغير ذلك الكثير،ولكن معرفتنا لما يجب عمله لا تعني بالضرورة أننا نريد أن نقوم به؛ فإرشاد الله لحياتنا يختلف عادةً عن ما نحب القيام به (مثلاً: أن تعترف للطرف الآخر بالحقيقة عندما تكذب عليه هو أمر جيد جداً) مع ذلك يجد الأزواج و باستمرار كم أن الله حكيم، وأنه من الذكاء إتباع مخططه في بناء العلاقات ليبنى الزواج على أساس قوي.
على سبيل المثال: يقول الله أن الزواج يأتي قبل الألفة الجنسية بالرغم من ذلك فنحن نرى أن في الغرب مثلاً 64% من طلاب الجامعات يوافقون القول التالي "أن تعيش مع الفرد الآخر قبل الزواج به هو أمر وفكرة جيدة" معظم هؤلاء قد شاهدوا زواج والديهم ينهار لذلك يريدون تجربة شيء آخر.
إذاً، لماذا يضع الله الزواج قبل العلاقة الجنسية؟ ذلك لأنه يريدنا أن نختبر ألفة وعلاقة حميمة تدوم وتُشبع ، فكيف يشعر شخصان بالأمان في بيئة غير مستقرة يستطيع فيها أي منهما الانسحاب؟ الإجابة هي وجود علاقة حميمة. تكشف الإحصائيات أن معدلات الطلاق عالية بين الذين عاشوا مع بعضهم قبل الزواج. لذلك فنحن نرى أن حكمة الله دائماً على صواب لذلك علينا أن نتبع توجيهاته لأنه يحبنا ويهتم بأمرنا.
الله لا يريد أن يكون مجرّد مستشار زواج يقوم بإعطاء النصائح فقط. بل يريدنا أن نعرفه وأن نثق به و نكون على علاقة معه، فحتى نحب شخص آخر محبة صادقة يجب علينا أولاً أن نختبر محبة الله غير المشروطة تجاهنا.
وبدافع محبة الله لنا فعل شيئاً مميزاً جداً؛ لقد تحدثنا عن كيف أن أنانيتنا تفصلنا عن بعضنا البعض ولكن الأهم من ذلك أنها تفصلنا عن الله القدوس، فالكتاب المقدس يقول:" آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم"
( أشعياء 59: 2)
لا نستطيع أن نمحي خطايانا عن طريق الأعمال الصالحة والمجهودات مهما كانت و الأسوأ هو أن عقاب الخطية هو انفصال أبدي عن الله. ولا يمكننا فعل أي شيء لإصلاح ذلك فمقاييس الله تتطلب الكمال ونحن كبشر لا نستطيع الوصول إلى ذلك، لكن محبة الله لنا وعدله تجليا في حل يمنحنا فرصة ثانية.
يسوع المسيح، الذي هو الله المتجسد جاء إلى الأرض ليدفع ثمن خطيتنا وليموت بدلاً عنا ويمنحنا حياة أبدية. وقد جاء أيضاً ليعلمنا كيف يريدنا الله أن نحيا لتكون حياتنا ذات معنى. قال يسوع أن السبب الرئيسي لمجيئه إلى الأرض هو ليموت بدلاً عنا ويدفع ثمن خطايانا كاملة ، خطاياي وخطاياك وخطايا كل من يؤمن به بقلب صادق.
صُلب المسيح ومات ودفن وقام في اليوم الثالث وقد رآه شهود كثيرين بعد قيامته من بين الأموات. وأخبروا كثيرين عنه وعن الحياة التي يقدمها لنا.
* لتتجنب المشاكل الزوجية عليك أولاً أن تتمتع بعلاقة مع الله:
الله يعرض علينا عطية رائعة و يعطينا حق الاختيار في أن نكون على علاقة تربطنا به أو نرفض تلك العطية، ويمكننا أن نتمتع بإختيار قبول عطية الله من خلال يسوع المسيح و ننال الغفران وندخل في علاقة معه، يقول يسوع: "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" فهو يريد أن يدخل إلى حياتنا ولكن القرار يعود لنا وحدنا. إذا كان الزواج قرار مهم فهذا أكثر أهمية.هل تريد أن تكون في علاقة أبدية مع الله وأن يكون له تأثير على حياتك. هل تريده أن يقود حياتك بحكمته ودعمه وقوته؟
إذا كان هذا ما تريده فعليك أن تقبله الآن. كما هو الحال في زواج أي اثنين فإن علاقتهما تبدأ بكلمة "أقبل" ،بنفس الطريقة العلاقة مع الله هي فعل إرادي ،قال يسوع: "هاأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه " يقول الإنجيل: "أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه"
هل تريد أن تختبر محبة الله تجاهك؟ هل تريد أن تقبله في قلبك؟ هذه صلاة مقترحة لتفعل ذلك: " أيها الرب يسوع المسيح . . أنا أريدك أن تدخل إلى حياتي، أريدك أن ترشدني، وأن تغفر لي خطاياي. شكراً لأنك مت على الصليب لتدفع ثمن خطاياي أنا الآن أطلب منك أن تدخل إلى حياتي، شكراً لأنك وعدتني أنك سوف تدخل إلى حياتي إذا طلبت ذلك وهذا ما أفعله الآن . .. أشكرك لأني متأكد أنني الآن بدأت أن أعرفك بحق " آمين
إذا كنت قد صليت هذه الصلاة بإيمان وبصدق. فأنت الآن بدأت في علاقة شخصية مع الله وهذا سوف ينعكس على حياتك وعلى زواجك. قد ترتكب بعض الأخطاء التي يقوم بها أي زوج أو زوجة ولكن ما أن تعتمد على الله فهو سوف يعطيك القوة والرؤية والحب الذي تحتاج إليه لتتمتع بزواج يدوم ويبقى.
منـــــــــــــــــــقول من
Alzawag.tv فهرس
تعليق