افتتح بورتو التسجيل في الدقيقة 11 من الشوط الأول بخطأ فادح من حارس آرسنال "فابيانسكي" عندما فشل في التصدي لعرضية فاريلا من جهة اليمين لتسكن الكرة الشباك بغرابة شديدة، وأدرك المدافع المُخضرم "سول كامبل" هدف التعادل في الدقيقة 18 بعد تلقيه تمريرة رأسية جميلة من التشيكي توماس روزيسكي ليسددها هو الأخر برأسه بقوة شديدة في منتصف المرمى صعبة على الحارس هيلتون، ومع بداية الشوط الثاني تعددت الأخطاء التحكيمية إذ فشل الحكم السويدي هانسون في إدارة المباراة بشكل صحيح بعدم إحتسابه ركلة جزاء لآرسنال في الدقيقة 49 ثم إحتسب ركلة حرة غير مباشرة داخل منطقة الجزاء لبورتو في الدقيقة 51 بطريقة مثيرة للجدل وكأنه متواطيء مع بورتو فقد وقف أمام لاعب آرسنال ومنعه من رؤية الموقف بشكل صحيح ثم اعطى لاعب بورتو الكرة ليمررها بسرعة دون حتى أن يطلق صافرته لتذهب لفالكاو الذي أحرز الكرة بسهولة في الشباك.
بدأ بـورتو المباراة بهجمات متتالية من على طرفي الملعب، وكثف محاولاته في أول خمس دقائق محاولاً إحراز هدف السبق بأي ثمن عن طريق إستغلال الثغرات الدفاعية الواضحة لسوء تفاهم "كامبل مع سانيـا"، ورغم ذلك لم تتح لهم فرصة واحدة مُحققة للتسجيل وكاد سمير نصري يُحرز هدف التقدم لآرسنال في الدقيقة 7 بتسديدة ضعيفة من تحت القدم بعد سلسلة تمريرات أرضيـة بين روزيسكي وأبو ديابي، ورد بورتو على هذه المحاولة بهدف التقدم في الدقيقة 11 عندما مر المهاجم الأسمر "سلفستر فاريلا" من جهة اليمين بمهاراة فردية جميلة من الظهير الأيسر "كليشيه" ثم استغل ضعف تـمـركـز الحـارس البولندي للمدفعجية "فابيانـسكي" تحت الثلاث خشبات ليرسل كرة عرضية تجـاه المـرمـى بقليل وإن كان يقصد "فاريلا" تمرير الكرة بالعرض لزميله "فالكاو" لكن كرته وضح عليها شيء من الخبث حيث مررها بقرب المرمى لتذهب تجاه المرمى، وكانت ردة فعل فابيانسكي بطيئة في التحرك تجاه الكرة لتسكن الشباك.
وخرج فابيانسكي وخط الدفاع بأكمله عن تـركـيزه بعد هذا الهدف ولولا هدف التعديل الذي جاء في الوقت المناسب عن طريق "سول كامبل" إثر ركلة ركنية في الدقيقة 18 لخسر آرسنال المباراة بأكثر من هدف.
واقترب آرسنال من إحراز هدف التعديل في الدقيقة 17 بتسديدة قويـة للمهاجم الدنماركي "بندتنـر" لكن كرته ترطم في جسد أحد المدافعين لتذهب جوار القائم الأيمن بقليل، ويُنفذ فابريجاس الركنـية بنجاح لتذهب على رأس فيرمالين على القائم القريب ثم مررها البلجيكي لروزيسكي على القائم البعيد ثم يعيدها التشيكي برأسية جملة داخل منطقة الستة ياردات لسول كامبل المتحفذ والذي سددها رائعـة في الشباك، ليُحرز كامبل المنضم لصفوف الفريق بسوق الانتقالات الشتوية الماضية أول هدف في تاريخ آرسنال على ملعب بورتـو.
تأثر بورتو بهذا الهدف المُفاجيء فتراجع للخلف وحـاول الخروج من الشوط الأول بهذه النتيجة معتمداًَ بصورة واضحة على الهجمة المرتدة، ولولا حارسه "هيلتون" لخسر المقابلة حيث ازاح هذا الحارس الدولي البرتغالي أهدافاً مُحققة كانت في متناول المدفعجية، ففي الدقيقة 21 تصدى لتسديدة سريعة لتوماس روزيسكي، واخرج تسديدة رأسيـة لنيكلاس بندتـنر في الدقيقة 37، ليقود بورتو للتعادل في الشوط الأول ويتضح الفارق الشاسع بين مستوى الحارسين.
فينجر فرنسـي يا هانسون؟؟
ذَكرنا حكم هذه المباراة السويدي "هانسون" في الشوط الثاني بسقطاته التاريخية في مباراة الفاصلة بين فرنسا وجمهورية أيرلندا على ورقة الترشح لنهائيات كأس العالم 2010 عندما احتسب هدف غير شرعـي لفرنسا لوليام جالاس بعد تمريرة بيد هنري في الوقت القاتل للترشح فرنسا على حساب أيرلندا المُجتهدة، فقد كرر هذا الحكم السقوط في أخطاء مماثلة، بعدم احتسابه ركلة جزاء صحيحة لآرسنال وباحتساب خطأ لبورتو داخل منطقة جزاء آرسنال جاء منها هدف فوز الفريق البرتغالي بطريقة مثيرة ويوضع امامها مئة علامة استفهام وتحتها الكثير من الخطوط الحمراء.
أداء هانسون في الشوط الأول كان جيداً نوعاً ما، لكنه شهد تراجعاً ملحوظاً في الشوط الثاني بتغاضيه عن احتساب ركلة جزياء صحيحة لآرسنال في الدققة 49 حين تعرض توماس روزيسكي للعرقلة بطريقة واضحـة جداً، وترتد الكرة لهجمة مرتدة لبورتو في الدقيقة 51 ولكن التمريرة كانت طويلة على لاعب وسط بورتو "روبن ميشيل" ليحرسها كامبل وهي ذاهبة نحو فابيانسكي لكنه لمس الكرة بقدمه بطريقة غير مقصودة قبل أن يلتقطها فابيانسكي ليحتسب هانسون ركلة حرة غير مباشرة.
عدد اللاعبين في منطقة جزاء آرسنال وقت هذه الكرة كان 3 لاعبين فقط، ولاعبان من بورتو "روبن ميشيل وفالكاو"، وطلب الحكم هانسون بأن يعطيه الحارس البولندي الشاب عديم الخبرة الكرة بسرعة كي تنفذ الركلة الحرة غير المباشرة، وبسذاجة اعطاه فابيانسكي الكرة، ليسلمها السويدي لروبن ميشيل وفي نفس اللقطة كان الحكم يحجب الرؤية على سول كامبل الذي كان يندب حظه، وكأن الأمر مُخطط له، فقام روبن ميشيل بتمرير الكرة بسرعة مستغلاً الموقف ومساعدة الحكم، لتذهب الكرة لفالكاو على صورة انفراد صريـح ليودع الكرة في الشباك في الدقيقة 51.
بهذه الطريقة تقدم بورتو، وسط اعتراضات كبيرة من جماهـير آرسنال واللاعبين والحارس الساذج، وتعجب فينجر من هذا القرار فقام هو الأخر بالتحدث معه وقال له أن كامبل لم يقصد وهذه الكرة لا يجب احتسابها مخالفة أبداً.
على أي حال انخفض مردود آرسنال بسبب هذا الهدف القاتل وهبطت معنويات لاعبيه المتألقين أمثال "فابريجاس، دينلسون، روزيسكي وبندتنر"، لدرجة أن المباراة كادت تضيع من يديهم كلياً في الدقيقة 60 عندما مَر هالك من سول كامبل وسانيا في لعبة واحدة ثم أطلق تسديدة صاروخية في الزاوية الضيقة تصدى لها فابيانسكي بصعوبة، وفي الدقيقة 63 ارسل راؤول ميراليس تسديدة قوية بيسراه في نفس الزاوية لكن من على بُعد 25 ياردة ليبعدها فابيانسكي ويؤكد أن هناك حارس يَحرس مرمى المدفعجية.
حاول فينجر تغيير شكل الأداء لكن تدخلاته الفنية لم تنجح بل زادت الأمور سواءاً حيث قام بإخراج أفضل نجوم الفريق "روزيسكي" المحرك الحقيقي للوسط والهجوم، لينخفض مردود الوسط كلياً رغم السرعة القياسية للإنجليزي والكوت وفيلا اللذين شاركا ولم يغيرا من شكل الفريق.
واكتفى بورتو بهذه النتيجة ليعود آرسنال إلى لندن بأقل الخسائر في مباراة غاب فيها التوفيق عنه، ومن المقرر إقامة مباراة الإياب بعد أسبوعين من الآن.
يذكر أن أخر لقاء اقيم بين آرسنال وبورتو على ملعب الإيماريتس بمدينة لندن انتهى بفوز المدفعجية بنتيجة 4/صفر.
تعليق