تداعيات الخوف لدى المدربين في الدوري الإنكليزي
قد لا يكون المدير الفني لنادي توتنهام خواندي راموس قضى وقتًا كافيًا في دراسة كرة القدم الانكليزية، لكنه حتمًا على دراية تامة مع تاريخها. مع ملاحظة أن وظيفته على المحك بعد خسارة ناديه أمام هال سيتي صفر – 1 في الأسبوع السابع من بدء الدوري الممتاز، التي أظهرت معرفة قوية له عن كيفية هدوء رد فعل المدراء التنفيذيين في النادي اللندني عندما يلوح شبح الهبوط.مارتن يول، سلفه، كان مثل "رجل ميت يمشي" منذ آب من العام الماضي، عندما شوهد ممثلو توتنهام في اشبيلية، النادي السابق لراموس. مسألة الهبوط لم تكن نقطة فاصلة في ذلك الوقت، بل تتخطى الفشل في تصفيات دوري الأبطال للأندية الأوروبية. وكان من الصعوبة الاستمرار عندما حاول توتنهام حل مشاكل الأندية الكبيرة عندما باع أفضل لاعبين مثل مايكل كاريك وديميتار برباتوف وروبي كين – ولكن عندما أصبحت اهانة يول واضحة بدأ النادي بالتفكك – إذ كانت محاولة عزلة يول موثقة توثيقًا جيدًا، وبدأ المدير الفني السابق يترنح لمدة شهرين آخرين، وعندما أفسح الطريق لراموس كان النادي قد هبط إلى المركز الـ18 في ترتيب جدول الدوري الممتاز. وأي أمل في الانتعاش من دون تغيير في الإدارة قد تكون مهلكة تدريجيًا.
أما اليوم فإنه مختلف بعض الشيء عن عام 2004، عندما خشي المدراء التنفيذيون في توتنهام من الهبوط تحت قيادة المدير الفني الموقت ديفيد بليت. وعلى الرغم من أن النادي كانت له فرصة ضئيلة للهبوط، إلا أن المسؤولين قدموا عرضاً لمدير فني واحد له خبرة لمعرفة إذا كان سيكون مهتماً لإدارة النادي لفترة قصيرة لإنقاذه من الهبوط، إلا أنه رفض على الرغم من أن العرض كان مغريًا جدًا. وفي النهاية كان فريق بليت بعيدًا عن منطقة الخطورة بـ12 نقطة.
مهما كان الاستثمار في رؤية راموس، وهو الطريق الذي أصبح من الصعب فهمه، ولا سيما بعد التصريحات الأخيرة لمساعده غوستافو بايوت الذي قال إن أسلوب لعب رومان بافليشينكو (المهاجم الجديد) مشابه تماماً مع زميله دارين بينيت. والتجربة في النادي تبين أنه إذا ظهرت نصف الحقيقة بهبوطه إلى دوري الأبطال فإن راموس سيقال من دون ندم.
الخوف هنا هو المفتاح، مثلما هو في معظم أركان أندية الدوري الممتاز. وفي الحقيقة، هو أنه أفضل دوري محلي في كرة القدم العالمية وأكثرها إثارة، فهو مجمع لكل المواهب، حتى المباراة الجافة بين ويغان اثلتيك ومانشستر سيتي كانت مقبولة ليس فقط من المشاهد المحايد، بل كانت مباراة متألقة ايجابياً.إنه انجاز رائع. إلا أنه قائم على إثارة الخوف في أعصاب الرجال. الخوف يعم الأندية في القمة والأندية في الأسفل وكل النقاط بينهما. الخوف من الفشل. الخوف من خيبة الأمل. الخوف من النهاية. الخوف من عدم العودة. الخوف من عدم القدرة على تلبية المطالب المالية الضخمة للحفاظ على مركز في الدوري الممتاز أو دوري الأبطال للأندية الأوروبي في الموسم المقبل.
الأندية عبر شمال لندن لا يقلقها الهبوط، لكن ترتيب المراكز التي ستحصل عليها، مع القواعد الجديدة التي وافق عليها رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، والتي ستكون سارية المفعول مع نهاية هذا الموسم، إذ أن الأندية التي ستحتل المراكز الثلاث الأولى في الدوري الممتاز ستتأهل تلقائياً إلى دوري الأبطال الأوروبي بدلاً من الأندية في المركزين الأول والثاني، أما النادي الذي سيحتل المركز الرابع، فعليه أن يلعب مباراتي خروج المغلوب ضد فريق قد يكون أقوى مما عليه في المواسم الماضية، وقد تكون أندية بالمستوى ذاته ومؤهلة من بلدان مثل ايطاليا أو اسبانيا.
وبعبارة أخرى، لا توجد رحلات مريحة للحصول على هدفين ضد أندية مثل لوكوموتيف من بلغاريا. في العام المقبل النادي الذي سيحصل على المركز الرابع من المحتمل أن يقابل نادي المدير الفني الذكي خوسيه مورينيو وليس ستيف مكلارين (مدير نادي توتني الهولندي). وكما هو ترتيب الأندية الآن، فإن الذي يحتل المركز الرابع في ايطاليا هو انتر ميلان واشبيلية في اسبانيا. وستكون المنافسة في الموسم المقبل جديرة بالاهتمام حقاً.
في السنوات التي كان يسمح لثلاث أو أربعة أندية انكليزية بالمشاركة في البطولة الأوروبية، فقط ناديان فشلا في تغطي مرحلة التصفيات، واحد منهما كان ايفرتون في موسم 2005/2006 الذي تقابل مع فياريال. وخروج نيوكاسل يونايتد أمام بارتيزان بلغراد في موسم 2003/2004 كانت المفاجأة القاتلة والوحيدة بين عمالقة الأندية الانكليزية، مع الإدراك أنها لم تكن أول مفاجئة في لمحة الاعتراف بنهاية رحلة نيوكاسل من قمة الأندية الانكليزية. لذا، فإن المنافسة أصبحت قوية الآن، لأنها لم تعد الحاجة إلى حصول النادي إلى المركز الرابع أو المراكز الأعلى ليقلق الأندية النخبة، إذ أن المركز الثالث اصبح الحد الأدنى.
في هذا الموسم سيضمن النادي الذي يحتل المركز الرابع 20 مليون جنيه استرليني فقط بعد مباراتيه في الذهاب والاياب في نهائي كأس أندية أوروبا في آب المقبل ضد فريق قد يكون كبيراً أو قادراً على اللعب بذكاء.
بعد كل هذا، هل هذه المسألة مهمة؟ أي سي ميلان لا يشارك ضمن دوري الأبطال هذا الموسم، مثلما كان بايرين ميونيخ في الموسم الماضي (وسيكون كذلك مرة أخرى إذا لم يرحل مديره الفني يورغن كليسمان منه). ومع ذلك فإن الاستثمار سيكون ضخماً في الاحتفاظ على المراكز الأعلى في الدوري الممتاز. فهل سيصمد استثمار ليفربول بإدارة المالكين الحاليين لسنة في كأس الاتحاد الأوروبي بعد تجديده؟ وهل سيستثمر ارسنال إذا حصل على 30 مليون استرليني في سوق انتقالات اللاعبين مع العلم أن مديره الفني آرسن فينغر اختار عكس ذلك تماماً هذا الموسم؟
بدا فينغر منزعجاً عندما خسر ارسنال الأسبوع الماضي على أرضه 1-2 أمام هال سيتي، بل إنه قلل من تحركاته على خط التماس على نحو متزايد في السنوات الأخيرة، ما يشير إلى أنه يشعر بالضغط لإبقاء ارسنال في اتصال دائم مع المنافسين الذين يملكون مبالغ كبيرة.
قد يكون ذلك مع ليفربول الذي استطاع أن ينهض أخيراً. ومن المتوقع أن يتقدم مانشستر يونايتد بعد شفاء كريستيانو رونالدو وعودته إلى الملاعب، ويبدو تشلسي قوياً بإدارة لويس فيليبي سكولاري، بينما يرى فينغر أن لاعبيه يواجهون التحدي الأكبر حتى الآن، مع احتمال زيارته إلى سان سيرو بدلاً من أن تكون هناك مواجهة سهلة في المنافسة الأوروبية ضد توتني الذي فاز عليه على أرض الأخير 2- صفر سجلهما لاعبا الوسط دينسلون وآرون رامزي.
فضلاً عن نقطة الانطلاق للهيمنة على كرة القدم العالمية، الدوري الممتاز متعود ليكون ملاذاً آمناً للأندية الصغيرة وبإدارة جيدة. ولكن مع وصول الاستثمارات الأجنبية الكبيرة، أصبح وجودها محفوف بالمخاطر. هذه النوادي، مثل ميدلزبوره وبلتون وندروز، لا يمكنها أبداً الفوز ببطولة، وستحاول جاهدة في معظم المواسم لاحتلال مركز متقدم في النصف الأعلى من الترتيب، على رغم وجود لحظات من المجد – التأهل لكأس الاتحاد الأوروبي أو بطولة الكأس المحلي – والآمان. شرط أن يبقي المدير الفني السفينة راسخة... لقد تغير الزمن فعلاً.
وإذا كان هناك 20 نادياً وأكثر من نصفهم تسيطر عليه الاستثمارات الأجنبية الرائعة، تزداد فرص الهبوط لتلك الأندية التي لا تدعمها استثمارات كبيرة. وحتى في المرحلة التكوينية الآن، فإنه يبدو أن هناك عددًا كبيرًا من الأندية التي يملكها رجال أعمال محليون تتمركز في النصف السفلي من الترتيب في جدول الدوري الممتاز، وتجتمع الأندية الرديفة التي يملكها الأجانب في النصف الأول من الترتيب. ولهذا السبب دعا أحد رؤساء أندية الدوري الممتاز في اجتماع عقد أخيرًا إلى حماية الأعمال التجارية في أندية مثل ويغان وبولتون وميدلزبوره. الأندية الذي حددها بأنها تدار للمجتمع، بدلاً من أن تكون وجهة لعطلات السياحة لبعض أغنياء النفط من دول الخليج أو جزءًا من سندات تجارية للاستثمارات العالمية.
ومن السهولة الافتراض بأن هؤلاء المستثمرين الأجانب لهم نية العبث بتقاليد كرة القدم الانكليزية، ولكن الواقع هو أن المواطنين هم الذين تراجعوا أولاً. ما يروج الآن – حقاً من دون نجاح – يعني بداية النهاية للهبوط، فالهدف لن ينجو من العواقب، ولكن الشعور المتزايد من اليأس بدأ يظهر في أوساط الذين يحسون بأنهم غير قادرين على المنافسة في الدوري الذي تقاس الاستثمارات فيه بمئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية.
وسيكون من السهل عدم التعاطف مع الرؤساء الانكليز للأندية. بعد كل شيء، كل شخص في موقف السلطة، في حياته المهنية، يحصد جوائز السوق الحرة، ويبدو من الخداع أن يطلب وضع ضوابط في كرة القدم التي من شأنها ألا تكون مرحباً بها في أعمال تجارية أخرى. كيف يمكن صيانة العمل منذ البداية؟ الهبوط ينبطق على الأندية التي يملكها الأجانب فقط؟ ستكون خسيساً طالما انك انكليزياً؟ لا احتمالية لذلك.
في الواقع مشاهدة ويغان يفوز على مانشستر سيتي في الأسبوع السادس من الدوري، كان من الممكن أن يفسر زيادة الملكية الأجنبية بوصفها قوة مثيرة، وقد حفز ذلك الأندية الصغيرة.في هذا الموسم نادي ويغان، البغيض الأضعف، ملهم لأخذ كرة القدم إلى مستوى أعلى. وهو حقاً نادي جيد بإدارة المدير الفني ستيف بروس. والتنمية لا تحدث حينما لن يكن التحسن أساسياً. ومع ذلك فمن الممكن للمرء أن يشعر بالتعاطف مع مالك نادي ميدلزبوره ستيف غيبسون ونظيره في ايفرتون بيل نايترايت الذي يبدو أن أسلوبه ومفهومه لكرة القدم قديمان، إذ يعتبر مفهوم كرة القدم هو الدافع لقلب المجتمع وروحه. ولكن يجذب الانتباه بشكل متزايد إلى أن اللعبة تنطوي على مخاطر للاعبين مع وجود أموال للحرق. وإذا كانت أندية الدوري الممتاز الـ20 يملكها 20 بليونيراً، فإنه لا يزال هناك 3 أندية يجب أن تهبط إلى دوري الأبطال.
عامل الخوف في الطرف الأدنى، يتعلق بأن 15 ناديًا يملكها أصحاب البلايين، مع أن الهبوط اصبح مسألة دائمة للأندية الخمسة المتبقية، التي لا يمكنها اطلاقًا من وضع خطة على المدى الطويل. ستواجه معركة مستمرة للبقاء على قيد الحياة وتترنح بين المجموعات. شراء لاعبين على أمل المحافظة النفسية لمدة عام، والتخلص منهم في العام التالي لخفض التكاليف.وفي ظل هذه الظروف، يصبح الأمل الوحيد هو الموسم الشاذ، عندما ينبغي على نادي كبير التربع على مركز مريح، يدخل في فوضى وينجر إلى معركة الهبوط وهو غير مستعد ذهنيًا.
وهذا يعود بنا إلى توتنهام. قد لا يكون راموس قادرًا على شرح بعض التفاصيل بالانكليزية الجيدة، وهو ما تعانيه العديد من الأندية الأخرى، لذا لا حاجة له بذلك. بعض المشاعر قد تترجم عبر كل اللغات في قلعة حال القلق والهذيان للدوري الممتاز الانكليزي.
قد لا يكون المدير الفني لنادي توتنهام خواندي راموس قضى وقتًا كافيًا في دراسة كرة القدم الانكليزية، لكنه حتمًا على دراية تامة مع تاريخها. مع ملاحظة أن وظيفته على المحك بعد خسارة ناديه أمام هال سيتي صفر – 1 في الأسبوع السابع من بدء الدوري الممتاز، التي أظهرت معرفة قوية له عن كيفية هدوء رد فعل المدراء التنفيذيين في النادي اللندني عندما يلوح شبح الهبوط.مارتن يول، سلفه، كان مثل "رجل ميت يمشي" منذ آب من العام الماضي، عندما شوهد ممثلو توتنهام في اشبيلية، النادي السابق لراموس. مسألة الهبوط لم تكن نقطة فاصلة في ذلك الوقت، بل تتخطى الفشل في تصفيات دوري الأبطال للأندية الأوروبية. وكان من الصعوبة الاستمرار عندما حاول توتنهام حل مشاكل الأندية الكبيرة عندما باع أفضل لاعبين مثل مايكل كاريك وديميتار برباتوف وروبي كين – ولكن عندما أصبحت اهانة يول واضحة بدأ النادي بالتفكك – إذ كانت محاولة عزلة يول موثقة توثيقًا جيدًا، وبدأ المدير الفني السابق يترنح لمدة شهرين آخرين، وعندما أفسح الطريق لراموس كان النادي قد هبط إلى المركز الـ18 في ترتيب جدول الدوري الممتاز. وأي أمل في الانتعاش من دون تغيير في الإدارة قد تكون مهلكة تدريجيًا.
أما اليوم فإنه مختلف بعض الشيء عن عام 2004، عندما خشي المدراء التنفيذيون في توتنهام من الهبوط تحت قيادة المدير الفني الموقت ديفيد بليت. وعلى الرغم من أن النادي كانت له فرصة ضئيلة للهبوط، إلا أن المسؤولين قدموا عرضاً لمدير فني واحد له خبرة لمعرفة إذا كان سيكون مهتماً لإدارة النادي لفترة قصيرة لإنقاذه من الهبوط، إلا أنه رفض على الرغم من أن العرض كان مغريًا جدًا. وفي النهاية كان فريق بليت بعيدًا عن منطقة الخطورة بـ12 نقطة.
مهما كان الاستثمار في رؤية راموس، وهو الطريق الذي أصبح من الصعب فهمه، ولا سيما بعد التصريحات الأخيرة لمساعده غوستافو بايوت الذي قال إن أسلوب لعب رومان بافليشينكو (المهاجم الجديد) مشابه تماماً مع زميله دارين بينيت. والتجربة في النادي تبين أنه إذا ظهرت نصف الحقيقة بهبوطه إلى دوري الأبطال فإن راموس سيقال من دون ندم.
الخوف هنا هو المفتاح، مثلما هو في معظم أركان أندية الدوري الممتاز. وفي الحقيقة، هو أنه أفضل دوري محلي في كرة القدم العالمية وأكثرها إثارة، فهو مجمع لكل المواهب، حتى المباراة الجافة بين ويغان اثلتيك ومانشستر سيتي كانت مقبولة ليس فقط من المشاهد المحايد، بل كانت مباراة متألقة ايجابياً.إنه انجاز رائع. إلا أنه قائم على إثارة الخوف في أعصاب الرجال. الخوف يعم الأندية في القمة والأندية في الأسفل وكل النقاط بينهما. الخوف من الفشل. الخوف من خيبة الأمل. الخوف من النهاية. الخوف من عدم العودة. الخوف من عدم القدرة على تلبية المطالب المالية الضخمة للحفاظ على مركز في الدوري الممتاز أو دوري الأبطال للأندية الأوروبي في الموسم المقبل.
الأندية عبر شمال لندن لا يقلقها الهبوط، لكن ترتيب المراكز التي ستحصل عليها، مع القواعد الجديدة التي وافق عليها رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، والتي ستكون سارية المفعول مع نهاية هذا الموسم، إذ أن الأندية التي ستحتل المراكز الثلاث الأولى في الدوري الممتاز ستتأهل تلقائياً إلى دوري الأبطال الأوروبي بدلاً من الأندية في المركزين الأول والثاني، أما النادي الذي سيحتل المركز الرابع، فعليه أن يلعب مباراتي خروج المغلوب ضد فريق قد يكون أقوى مما عليه في المواسم الماضية، وقد تكون أندية بالمستوى ذاته ومؤهلة من بلدان مثل ايطاليا أو اسبانيا.
وبعبارة أخرى، لا توجد رحلات مريحة للحصول على هدفين ضد أندية مثل لوكوموتيف من بلغاريا. في العام المقبل النادي الذي سيحصل على المركز الرابع من المحتمل أن يقابل نادي المدير الفني الذكي خوسيه مورينيو وليس ستيف مكلارين (مدير نادي توتني الهولندي). وكما هو ترتيب الأندية الآن، فإن الذي يحتل المركز الرابع في ايطاليا هو انتر ميلان واشبيلية في اسبانيا. وستكون المنافسة في الموسم المقبل جديرة بالاهتمام حقاً.
في السنوات التي كان يسمح لثلاث أو أربعة أندية انكليزية بالمشاركة في البطولة الأوروبية، فقط ناديان فشلا في تغطي مرحلة التصفيات، واحد منهما كان ايفرتون في موسم 2005/2006 الذي تقابل مع فياريال. وخروج نيوكاسل يونايتد أمام بارتيزان بلغراد في موسم 2003/2004 كانت المفاجأة القاتلة والوحيدة بين عمالقة الأندية الانكليزية، مع الإدراك أنها لم تكن أول مفاجئة في لمحة الاعتراف بنهاية رحلة نيوكاسل من قمة الأندية الانكليزية. لذا، فإن المنافسة أصبحت قوية الآن، لأنها لم تعد الحاجة إلى حصول النادي إلى المركز الرابع أو المراكز الأعلى ليقلق الأندية النخبة، إذ أن المركز الثالث اصبح الحد الأدنى.
في هذا الموسم سيضمن النادي الذي يحتل المركز الرابع 20 مليون جنيه استرليني فقط بعد مباراتيه في الذهاب والاياب في نهائي كأس أندية أوروبا في آب المقبل ضد فريق قد يكون كبيراً أو قادراً على اللعب بذكاء.
بعد كل هذا، هل هذه المسألة مهمة؟ أي سي ميلان لا يشارك ضمن دوري الأبطال هذا الموسم، مثلما كان بايرين ميونيخ في الموسم الماضي (وسيكون كذلك مرة أخرى إذا لم يرحل مديره الفني يورغن كليسمان منه). ومع ذلك فإن الاستثمار سيكون ضخماً في الاحتفاظ على المراكز الأعلى في الدوري الممتاز. فهل سيصمد استثمار ليفربول بإدارة المالكين الحاليين لسنة في كأس الاتحاد الأوروبي بعد تجديده؟ وهل سيستثمر ارسنال إذا حصل على 30 مليون استرليني في سوق انتقالات اللاعبين مع العلم أن مديره الفني آرسن فينغر اختار عكس ذلك تماماً هذا الموسم؟
بدا فينغر منزعجاً عندما خسر ارسنال الأسبوع الماضي على أرضه 1-2 أمام هال سيتي، بل إنه قلل من تحركاته على خط التماس على نحو متزايد في السنوات الأخيرة، ما يشير إلى أنه يشعر بالضغط لإبقاء ارسنال في اتصال دائم مع المنافسين الذين يملكون مبالغ كبيرة.
قد يكون ذلك مع ليفربول الذي استطاع أن ينهض أخيراً. ومن المتوقع أن يتقدم مانشستر يونايتد بعد شفاء كريستيانو رونالدو وعودته إلى الملاعب، ويبدو تشلسي قوياً بإدارة لويس فيليبي سكولاري، بينما يرى فينغر أن لاعبيه يواجهون التحدي الأكبر حتى الآن، مع احتمال زيارته إلى سان سيرو بدلاً من أن تكون هناك مواجهة سهلة في المنافسة الأوروبية ضد توتني الذي فاز عليه على أرض الأخير 2- صفر سجلهما لاعبا الوسط دينسلون وآرون رامزي.
فضلاً عن نقطة الانطلاق للهيمنة على كرة القدم العالمية، الدوري الممتاز متعود ليكون ملاذاً آمناً للأندية الصغيرة وبإدارة جيدة. ولكن مع وصول الاستثمارات الأجنبية الكبيرة، أصبح وجودها محفوف بالمخاطر. هذه النوادي، مثل ميدلزبوره وبلتون وندروز، لا يمكنها أبداً الفوز ببطولة، وستحاول جاهدة في معظم المواسم لاحتلال مركز متقدم في النصف الأعلى من الترتيب، على رغم وجود لحظات من المجد – التأهل لكأس الاتحاد الأوروبي أو بطولة الكأس المحلي – والآمان. شرط أن يبقي المدير الفني السفينة راسخة... لقد تغير الزمن فعلاً.
وإذا كان هناك 20 نادياً وأكثر من نصفهم تسيطر عليه الاستثمارات الأجنبية الرائعة، تزداد فرص الهبوط لتلك الأندية التي لا تدعمها استثمارات كبيرة. وحتى في المرحلة التكوينية الآن، فإنه يبدو أن هناك عددًا كبيرًا من الأندية التي يملكها رجال أعمال محليون تتمركز في النصف السفلي من الترتيب في جدول الدوري الممتاز، وتجتمع الأندية الرديفة التي يملكها الأجانب في النصف الأول من الترتيب. ولهذا السبب دعا أحد رؤساء أندية الدوري الممتاز في اجتماع عقد أخيرًا إلى حماية الأعمال التجارية في أندية مثل ويغان وبولتون وميدلزبوره. الأندية الذي حددها بأنها تدار للمجتمع، بدلاً من أن تكون وجهة لعطلات السياحة لبعض أغنياء النفط من دول الخليج أو جزءًا من سندات تجارية للاستثمارات العالمية.
ومن السهولة الافتراض بأن هؤلاء المستثمرين الأجانب لهم نية العبث بتقاليد كرة القدم الانكليزية، ولكن الواقع هو أن المواطنين هم الذين تراجعوا أولاً. ما يروج الآن – حقاً من دون نجاح – يعني بداية النهاية للهبوط، فالهدف لن ينجو من العواقب، ولكن الشعور المتزايد من اليأس بدأ يظهر في أوساط الذين يحسون بأنهم غير قادرين على المنافسة في الدوري الذي تقاس الاستثمارات فيه بمئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية.
وسيكون من السهل عدم التعاطف مع الرؤساء الانكليز للأندية. بعد كل شيء، كل شخص في موقف السلطة، في حياته المهنية، يحصد جوائز السوق الحرة، ويبدو من الخداع أن يطلب وضع ضوابط في كرة القدم التي من شأنها ألا تكون مرحباً بها في أعمال تجارية أخرى. كيف يمكن صيانة العمل منذ البداية؟ الهبوط ينبطق على الأندية التي يملكها الأجانب فقط؟ ستكون خسيساً طالما انك انكليزياً؟ لا احتمالية لذلك.
في الواقع مشاهدة ويغان يفوز على مانشستر سيتي في الأسبوع السادس من الدوري، كان من الممكن أن يفسر زيادة الملكية الأجنبية بوصفها قوة مثيرة، وقد حفز ذلك الأندية الصغيرة.في هذا الموسم نادي ويغان، البغيض الأضعف، ملهم لأخذ كرة القدم إلى مستوى أعلى. وهو حقاً نادي جيد بإدارة المدير الفني ستيف بروس. والتنمية لا تحدث حينما لن يكن التحسن أساسياً. ومع ذلك فمن الممكن للمرء أن يشعر بالتعاطف مع مالك نادي ميدلزبوره ستيف غيبسون ونظيره في ايفرتون بيل نايترايت الذي يبدو أن أسلوبه ومفهومه لكرة القدم قديمان، إذ يعتبر مفهوم كرة القدم هو الدافع لقلب المجتمع وروحه. ولكن يجذب الانتباه بشكل متزايد إلى أن اللعبة تنطوي على مخاطر للاعبين مع وجود أموال للحرق. وإذا كانت أندية الدوري الممتاز الـ20 يملكها 20 بليونيراً، فإنه لا يزال هناك 3 أندية يجب أن تهبط إلى دوري الأبطال.
عامل الخوف في الطرف الأدنى، يتعلق بأن 15 ناديًا يملكها أصحاب البلايين، مع أن الهبوط اصبح مسألة دائمة للأندية الخمسة المتبقية، التي لا يمكنها اطلاقًا من وضع خطة على المدى الطويل. ستواجه معركة مستمرة للبقاء على قيد الحياة وتترنح بين المجموعات. شراء لاعبين على أمل المحافظة النفسية لمدة عام، والتخلص منهم في العام التالي لخفض التكاليف.وفي ظل هذه الظروف، يصبح الأمل الوحيد هو الموسم الشاذ، عندما ينبغي على نادي كبير التربع على مركز مريح، يدخل في فوضى وينجر إلى معركة الهبوط وهو غير مستعد ذهنيًا.
وهذا يعود بنا إلى توتنهام. قد لا يكون راموس قادرًا على شرح بعض التفاصيل بالانكليزية الجيدة، وهو ما تعانيه العديد من الأندية الأخرى، لذا لا حاجة له بذلك. بعض المشاعر قد تترجم عبر كل اللغات في قلعة حال القلق والهذيان للدوري الممتاز الانكليزي.
تعليق