حوار الشفافية في البيت الأزرق..!! ابن همام يقرأ الملفات بدون سرية:
نحن من نبهنا الاتحاد العماني حول تضارب مواعيد خليجي 19 مع التصفيات الآسيوية
دورات الخليج تواريخها لاتحترم.. وتقام حسب الأهواء والأمزجة..!!
الاعتراف بالدورة في يد الاتحادات الخليجية ومن حق الاتحاد الآسيوي أن يمنع إقامتها
نحن من نبهنا الاتحاد العماني حول تضارب مواعيد خليجي 19 مع التصفيات الآسيوية
دورات الخليج تواريخها لاتحترم.. وتقام حسب الأهواء والأمزجة..!!
الاعتراف بالدورة في يد الاتحادات الخليجية ومن حق الاتحاد الآسيوي أن يمنع إقامتها
حتى نقابل محمد ابن همام رئيس الاتحاد الآسيوي كنا نحتاج أن نسافر مسيرة أكثر من (16 ساعة) بالطائرة والتوقفات في المطارات.. قطعنا فيها أكثر من (15 ألف كيلو مترا) في الأجواء.. وأعتقد كنا سنحتاج الى (20 يوما) أو يزيد بالسيارة.. وقس على ذلك لو استخدمنا وسائل النقل البدائية..!!
ولكن لأهمية المقابلة ولأنها ضمن الأجندة منذ أشهر.. ورغم الإرهاق الذي أصابنا من جراء رحلة (الشتاء والصيف).. كنا كلنا اهتمام بأن نجري المقابلة حسب التوقيت الذي حدده لنا المنسق الإعلامي للاتحاد الآسيوي.. فخرجنا من مطار كوالالمبور مباشرة الى عنوان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي يقع على بعد (50 دقيقة) من مطار كوالالمبور.
وعندما دخلنا الاتحاد الآسيوي الذي كان يشبه (قصر نور) في المسلسل التركي الشهير.. كانت الأجواء هادئة إلى أبعد الحدود حتى توقعنا بأن عدد موظفي الاتحاد الآسيوي ربما لا يتجاوز (3 موظفين مع بن همام) فالمكان شاسع وجميل واللون الأزرق يرسم لوحة آسيوية رياضية جميلة.. والهدوء يعم جنبات البيت الكروي الأزرق الذي يعكس مدى التنظيم الذي وصل إليه الاتحاد الآسيوي..
وقبل أن نلتقي بابن همام.. أخذنا المنسق الإعلامي للاتحاد في جولة بأروقة الإتحاد.. بعد أن سألناه أكثر من (100 سؤال) كعادة الصحفيين في سعيهم للاكتشاف.. قرأ في أعيننا لهفة التعرف على المكان وتفاصيله فهم بهذه الجولة.. لنكتشف بأن وراء الجدران عدد الموظفين في الاتحاد يفوق ال (120 موظفا) كل في تخصصه.. يعملون كخلية نحل ولكن بدون صوت.. يؤمنون بأن خير الكلام ما قل ودل..
حاولنا التحدث الى البعض منهم ولكن كانت الإجابة بنصف كلمة.. فعلى مايبدو بان هذا هو (السيستم) المتبع في البيت الأزرق.. ولكن في نفس الوقت استطعنا أن نقتنص بعض الخيوط السرية للتحضير الأخير لحوارنا مع ابن همام الذي التقى بنا في بداية الجولة في بهو (القارة الآسيوية).. قبل أن نلتقي به مجددا في القاعة الزجاجية ليبدأ الحوار.. وكنا قد أعددنا (4 ملفات) يحمل كل ملف مجموعة صعبة من الأسئلة بدأناها (بملف كأس الخليج).. فهو الملف الساخن حاليا بسبب تعليق موعد كأس الخليج (19) التي من المفترض أن تقام بمسقط في يناير 2009م.
حملنا أكثر من ملف لابن همام.. وتوقعنا أن يكون صعب المراس.. إلا ان الرجل تحدث بكل شفافية ففتح عشرات الملفات بداية من ملف كأس الخليج وحتى أدق التفاصيل في البيت الأزرق..
وكان السؤال الأول عبارة عن (اتهام) لابن همام الذي وضع في الفترة الأخيرة محل اتهام مباشر عن تعليق موعد دورة كأس الخليج التي من المفترض أن تقام بمسقط من 4 الى 17 من يناير من العام المقبل 2009م.. بسبب تزامن الفترة التي حددتها اللجنة المنظمة لدورة كأس الخليج.. مع علمنا بأن المتهم برئ حتى تثبت إدانته.
كانت إجابة ابن همام هادئة وبدأها بدبلوماسية رياضية مؤكدا بأن الاتحاد الآسيوي هو جزء من الاتحادات الخليجية والاتحاد العماني التي يكن لها كل احترام لأنها كانت وما تزال لها الفضل لوصوله الى هذا المنصب الآسيوي مشيرا الى أهمية التشاور والتواصل مع الشارع الكروي الآسيوي والاعلام الذي نعتبره شريكا للمساهمة في وضع خطط ورؤى الاتحاد الآسيوي واعتبر الاعلام خاصة شريكا من الدرجة الأولى له شخصيا في تطوير اللعبة الآسيوية ومصدرا مهما لتصحيح خطوات الاتحاد ورسم خطة أكثر مناسبة تلائم طموح القارة الآسيوية..
وقال ابن همام: بأن الموقف بالنسبة لكأس الخليج بالرغم من أهمية هذه الدورة بالنسبة لنا كرياضيين خليجين إلا أن تواريخها لا تحترم.. فنجد في كثير من الأحيان بأن البطولة تقام في مواعيد متفاوته.. أحيانا تقام في شهر ديسمبر وتارة تقام في شهر نوفمبر وأحيانا أخرى تقام في شهر يناير وأحيانا في شهر إبريل وأحيانا تؤجل ومرة تقدم وهلم جره.. وقد تلغى في سنة وتقام في سنة أخرى وهذا يعني بأنها تتنقل على حسب الأهواء والأمزجة..!!
وأضاف ابن همام إذا نحن مصرون على أهمية دورات الخليج هذا الاصرار يجب أن يتمثل في تثبيت موعدها.. وبالتالي عندما نحترمها نحن في دول الخليج سيحترمها الناس خارج دول الخليج.
وهنا يدخل ابن همام في صلب الموضوع وقال بأن الاتحاد الآسيوي في شهر ديسمبر الماضي أعلن روزنامته لعام 2009 واخترنا اليومين ( 14 و28) كيومين لإقامة تصفيات كأس آسيا وأخطرنا الاتحاد الدولي على أساس اعتبار أن هذين اليومين تستطيع بموجبها المنتخبات الآسيوية أن تستعين بلاعبيها الدوليين المحترفين خارج دولها.. وبدون أن نعطي هذه الأيام الصفة الدولية ونثبتها ضمن روزنامتنا الآسيوية سيكون من المستحيل للمنتخبات أن تطلب لاعبيها وبالتالي هذا جاء من أجل مصلحة المنتخبات المشاركة وخاصة منتخب عمان الذي يلعب معظم لاعبيه كمحترفين خارج السلطنة.
وأضاف ابن همام بأن هذين (اليومين) التي طلبناها من (الفيفا) من الصعب أن نطلب غيرهما ولو في حالة غيرنا أجندتنا الآسيوية ولو طلبناها (بحب الخشوم) في أي يومين غير يناير سيكون طلبنا مرفوضا بشكل قاطع.. ومن المستحيل أن نحصل على يومين آخرين في شهر يناير لأنه بعد شهر يناير تبدأ الفترة الشتوية للأندية الأوروبية المحترفة والتي وضع الفيفا أجندته لتخدمهم فطوال أشهر (فبراير ومارس وابريل) وهو موسم اقتصادي وتجاري ورياضي في كل القارات فمن المستحيل أن نحصل على فرصة لإقامة مباريات تصفيات كأس آسيا ولا يمكن لنا أن نقيم هذه التصفيات سوى في شهري (يونيو ويوليو) وبالتالي لا نملك تغيير هذين اليومين.
ويقول ابن همام بأن الاتحاد الآسيوي كان مرنا من خلال منحه للمنتخبات الخليجية حق تعديل مواعيد مبارياتها مع المنتخبات الاخرى حسب اتفاق الطرفين وعلى الاتحاد الآسيوي أن يسهل هذه العملية من خلال موافقته على التواريخ التي تتفق عليها المنتخبات.. وهذا ماتم الاتفاق عليه مع الاتحاد العماني بأن يتم التنسيق مع المنتخبات الخليجية وتقوم المنتخبات بتحديد مواعيدها بعد معرفة نتائج القرعة.. وهكذا أصبح الطريق سلسا لإقامة دورة الخليج في الموعد الذي حددته اللجنة المنظمة بسلطنة عمان.
ويواصل ابن همام في سرد قصة التواريخ.. وقال في شهر مايو الماضي قام الاتحاد الآسيوي بمخاطبة الاتحاد العماني يلفت انتباه بأن الاتحاد الآسيوي حتى ذلك التاريخ لم تصله مواعيد دورة كأس الخليج 19 وكذلك تزويد الاتحاد الآسيوي بلائحة الدورة وهذه كانت مبادرة من الاتحاد الآسيوي للإتحاد العماني بأن هناك تأخيرا فيما يتعلق ببطولة كأس الخليج.. وجاء رد الاتحاد العماني بأن كأس الخليج حدد لها يناير 2009م وهنا حصل سؤ الفهم وانفجر الموقف واختلطت المواعيد.
وقال ابن همام بأن الاتحاد الآسيوي وهو شخصيا يحترم كل البطولات الاقليمية التي تقام على المستوى الآسيوي ومنها دورات كأس الخليج ونتمنى أن تساهم هذه الدورة في تطوير اللعبة خليجيا وتساهم في تطوير منشآتها خاصة وإنه مضى على إقامتها مايقارب الأربعين عاما وهذه الدورة أثمرت العديد من الانجازات وقدمت العديد من القيادات والرياضيين الى العالم العربي والآسيوي وأنا واحد من هؤلاء الناس الذين استفادوا من دورات الخليج وبالتالي لا أستطيع أن أنكر فضلها علي.
سألنا هنا ابن همام.. وبعد أن حلت مشكلة التوقيت في (خليجي19) ليس بعيدا أن تظهر نفس هذه المشكلة في الدورة التي تليها وبالتالي المشكلة ستكون قائمة في وجه دورات الخليج.. قال رئيس الاتحاد الآسيوي مجيبا.. لقد خاطبت الأخوة في اتحادات دول الخليج ليس بصفتي الرسمية ولكن بصفتي أحد الجمهور الخليجي بضرورة إيجاد توقيت محدد لدورة كأس الخليج ويجب أن تحترم مواعيدها كبطولة مهمة مثل هذه البطولة..
واعترف ابن همام بأنه كان يجب أن يقوم بهذا الدور عندما كان رئيسا للإتحاد القطري ولكن الاهتمام في ذلك الوقت كان تنظيميا أكثر من البحث عن التوقيت.. إلا أن الوضع الآن يختلف عندما أصبح رئيسا في الاتحاد الآسيوي وأصبح من المهم بأن تتم جدولة مواعيد دورات الخليج ضمن أجندة الاتحاد الآسيوي حتى لا تتعارض مع البطولات الآسيوية الذي حدد أجندته حتى عام 2015 بالتنسيق مع الاتحاد الدولي.. وعلينا كخليجيين أن نراعي هذه الأجندة.
وقال ابن همام لا أرى سببا معينا يجعلنا إلى اليوم لا نضع تاريخا محددا ثابتا ومعينا لدورات الخليج نحترمه جميعا ويكون معروفا مسبقا.. مضيفا بأنه طوال فترة رئاسته للإتحاد القطري والتي تقارب الخمس سنوات لايذكر بأن الاتحادات الخليجية ناقشت يوما قضية تحديد مواعيد دورات الخليج.. ويتساءل ابن همام ماهو السبب.. ليجيب على نفسه (لا أدري ما هو السبب) ولا تسألوني عن هذا..؟!
وبعد أن حلت مؤقتا قضية توقيت (خليجي19) بمسقط سألنا هل ترى بأن دورات الخليج بهذا الشكل هي مكتملة الرؤية من ناحية اللوائح والتنظيم.. هنا قال ابن همام أتمنى أن تفكر الاتحادات الخليجية بمنطق التنظيم فدورات الخليج أخذت بعدا كبيرا قاريا وعالميا ولكنها تحتاج الى مزيد من الترتيب من الداخل وأتمنى أن يتم هذا في القريب العاجل.
وأكد ابن همام بأن دورات الخليج واحدة من البطولات التي تأخذ أهمية قصوى ويبقى من الصعب تحديد البطل فيها بأي شكل من الأشكال وهذا يتولد بسب التنافس الشديد بين المنتخبات الخليجية ولو لعب اليوم الفريق البطل مع الفريق الأخير سيصعب علينا أن نرشح الفائز وهذا نابع بسبب الحماس والقرب الجغرافي والشد العصبي والذي يساهم في تقليل المستوى الفني.. بالرغم من ان المنتخبات الخليجية تلعب خارج دورات الخليج بمستويات ورائعة وممتازة تجدها تلعب في دورات الخليج بشد عصبي يؤثر سلبا على الجانب الفني للبطولة.. وهنا وجه ابن همام أصابع الاتهام الى (الاعلام) وقال بأن الاعلام الخليجي يساهم في هذا الجانب بشكل كبير فالإعلام يلعب دورا مؤثرا في الجانب.. لأن إعلام كل دولة يرى بأن منتخب بلاده سيحرز البطولة.. ويتكرر هذا المشهد في إعلام كل دولة وهذا دليل بأن هناك تعصبا أعمى وتحليلا غير منطقي وإقحام الوطنية بشكل أو بآخر يساهم في الشحن الأكثر من المطلوب بالتالي ينعكس سلبا على المنتخبات وعلى الدورة نفسها.
* إذن ما هي المواصفات التي يراها الاتحاد الآسيوي لبطولة كأس الخليج لتكون بطولة منظمة اكثر وفيها توازن فني أكبر بعيدا عن العواطف والمحاباة؟
- قال ابن همام أتمنى أن أرى في دورات الخليج كما من المدربين الخليجيين يقودون منتخباتهم في دورات الخليج.. ما هي النسبة التي يعتمد فيها على الحكم الخليجي في إدارة مباريات البطولة فرغم أن دورات الخليج أفادت اللاعب الخليجي ولكن إلى الآن وبعد (40 سنة) لا نرى بأن الحكم الخليجي يأخذ وضعه الذي يستحقه ومن غير أن نستعين بحكم أجنبي.. علينا أن نبعد الحساسية حول المسألة لأن الحكم الخليجي وصل الى مستوى من النضج ومن الشرف والأمانة مايؤهلهم في إدارة مباريات دورات الخليج بشكل أكبر.. كما أن المدرب الخليجي الذي يأتي احتياطيا أو لا يأتي نهائيا.. والاستعانة بخبرات أجنبية شيء مطلوب ومرغوب.
ولكن يتساءل ابن همام إلى متى المدرب الخليجي لا يكون هو (سيد الموقف) في دورات الخليج وإلى متى الحكم الخليجي لايكون (سيد الموقف) في دورات الخليج.. وهذه أحد الأمور التي يجب إعادة النظر فيها إذا كنا نحن مؤمنين بدورات الخليج وعلينا أن نراعي الحكم والمدرب الخليجي أكثر من السابق.
أما الأمر الأخر كما يطرح ابن همام بتساؤله.. لما لا تكون دورات الخليج دورة رياضية نتعامل فيها بروح رياضية وباخلاق رياضية.. بجوار إنه لابد أن تنظم هذه الدورات تحت اشراف الاتحادات الخليجية وليس جهات حكومية أخرى.. وهنا قال بأن لدى الاتحاد الآسيوي السلطة بأن يمنع تنظيم أي بطولة ليست تحت إشراف اتحاد اللعبة.. مع احترامي للمؤسسات الحكومية والوزارات وجميع المشرفين على الوزارات الرياضية في الخليج اخوان وأعزاء وأصدقاء.. لكن لماذا لاتمنح الاتحادات الخليجية أحقية تنظيم هذه الدورة.. وبالتالي فإنني أرى بأن دورات الخليج لابد من تصحيحها بأن يرجع تكليف تنظيمها لاتحادات القدم.. وليس أن يكون اتحاد القدم عضوا في اللجنة المنظمة فقط.
* سألنا ابن همام متى يمكن أن تجد دورات الخليج الاعتراف الدولي والآسيوي وهو الاعتراف الذي مازالت دورات الخليج تبحث عنه منذ سنين طويلة؟ قال ابن همام بأن مسؤوليات دورة الخليج هي أحد المهام التي تقع على (الاتحاد القاري فقط).. فأي بطولة تنظم في قارة آسيا مثلا وأطرافها كلهم من آسيا يكون مرجعها هو الاتحاد الآسيوي..أما إذا شاركت فرق من خارج القارة عندها فقط يكون الاتحاد الدولي هو المسؤول عنها.. والاعتراف بدورات الخليج أمره في يد الخليجيين.. عندما يتفقو على مواعيد ثابته.. فبالتالي الاعتراف سيكون ضمنيا وسيضع الاتحاد الآسيوي ضمن أجندة بطولاته.
وحول نية ابن همام للمنافسة على مقعد الرئاسة في (الفيفا) خلال المرحلة المقبلة.. قال ابن همام بأن الطموح موجود ولكن لايمكن أن يقرر ابن همام أن يكون هذا أو لايكون فالجمعية العمومية التي تضم (208 اتحادات) أغلبية هذه الاتحادات هي التي تقرر أنا أو غيري يصلح أن يكون رئيسا للاتحاد الدولي.. وطبعا الطموح الشخصي مطلوب ومشروع ولكن أيضا الانتقال وتولي المنصب ليس مربوطا بالطموح فقط.. وهذا أيضا ينطبق على الرئيس القادم للإتحاد الآسيوي سواء أنا طلعت من هنا الى الاتحاد الدولي أو طلعت الى بيتنا.. ولكن يجب أن أعترف بأنني لن أفكر في المنافسة على منصب رئيسا للإتحاد الدولي وما زال بلاتر يشغل هذا المنصب لأنني أعتبر نفسي تلميذ لبلاتر..!!
وقال ابن همام بأن المجموعة التي تدير الاتحاد الآسيوي في هذه الفترة أظهرت هذه المؤسسة كقوة في عالم كرة القدم وليس اتحادا مهمشا اليوم أصبحنا أصحاب قرار وكلمتنا مسموعة ورأينا معمول به ونقرر عنا وعن غيرنا.. وعلى الرئيس المقبل أن ينظم ويدير المسابقة الآسيوية باقتدار كبير.. في الوقت الذي تحفظ ابن همام أن يرشح الرجل المقبل لرئاسة الاتحاد الآسيوي..
ويعمل الاتحاد الآسيوي على عدد من المشاريع منها أن يكون الأداء للمنتخبات الآسيوية في كأس العالم 2010 و2014 بشكل أفضل بكثير من الآن وخاصة بعد تطبيق الاحتراف التام في آسيا.. رغم اننا أصبحنا لا نقارن كرتنا الآسيوية بالكثير من القارات الأخرى فالكرة الآسيوية وصلت الى النصف النهائي في كأس العالم وبالتالي أصبحنا أفضل من الكرة الافريقية وكرة الكونكاف.. ولكننا مازلنا متخلفين عن الكرة الأوروبية وكرة أمريكا اللاتينية.
وقال ابن همام لم يعد الاتحاد الآسيوي (مقر البنتاجون) ويتعامل الاتحاد بشفافية مطلقة وبكل وضوح فلا توجد داخل الاتحاد ورقة تختم بكلمة (سري للغاية) ولم تعد هذه الكلمة للتداول داخل أروقة الاتحاد.. فكل المشاريع التي يناقشها الاتحاد تعلن عبر موقعه الالكتروني.. ومشاريعنا وأجندتنا الحالية والمستقبلية وعلى مدى ست سنوات واضحة ومحددة.. ونجحنا في نفس الوقت أن نقفز ونطور الاتحاد الآسيوي من الجوانب الفنية والتسويقية خلال فترة تعتبر وجيزة وقصيرة من عمر عمل الاتحاد الحالي.
وقال ابن همام تركيزنا الآن على تحقيق مشروع (الكرة الهاوية) بعد أن أطلقنا مشروع الكرة المحترفة التي وضعنا لها شروطا لا بد من تحقيقها للدخول في منظومة الاحتراف والتي تحققت في كثير من الدول وساهمت في تحقيق نجاحات كبيرة.. وبالتالي سيبقى الدور على بقية الاتحادات الوطنية أن تصل الى نفس مستوى الاحتراف من خلال برنامج الرؤية الآسيوية.
وحاولنا هنا أن ننتزع من ابن همام الأسباب التي أبعدت الدوري القطري عن دخول دوري المحترفين والذي أثارت حوله الصحف القطرية ضجة كبيرة مؤخرا.. إلا أن ابن همام طلب بأن نعفيه من الاجابة.. وقال أتركوا هذا السؤال يوجه من الاعلام القطري أفضل..؟
وعن عدم البدء في تنفيذ مشروع الرؤية الآسيوية في السلطنة.. قال ابن همام بأن المسألة موضوع قناعة وعلى العمانيين أن يكونوا مقتنعين أولا ليبدأوا في تنفيذ المشروع.. ولكن الاتحاد الآسيوي ينفذ الرؤية الآسيوية لعدد كبير من الدول منها الصين وما أدراك ما الصين والهند وهي قارة عملاقة والنيبال وأوزباكستان وفي تايلاند والفلبين وبالتالي فإن المشروع يؤكد نجاحاته.
وقال ابن همام بأن الاتحاد الآسيوي يعتمد في تطوير الكرة الآسيوية على (3 مفاتيح) وهي تنظيم المسابقات بأعلى الأنظمة والمستويات والعمل على تطوير المسابقات من خلال البحوث والدراسات التي يقوم بها خبراء على أعلى مستوى والعمل على المسؤوليات الاجتماعية من خلال جعل كرة القدم للكل وأن يمارس كرة القدم المصاب بالإعاقة والفقير وبالتالي أقرت الجمعية العمومية استحداث لجنة لشؤون خدمة المجتمع ولذوي الاعاقة.. تمهيدا للبدء في تنفيذ بطولات ومسابقات لذوي الاعاقة.
وقال ابن همام بأن الاتحاد الآسيوي يهتم بشكل كبير في تنفيذ المسؤوليات الاجتماعية من خلال ممارسة كرة القدم لتقليل الأمراض ومنع الشباب من تعاطي المخدرات والتوعية من مرض الايدز ومساعدة المدن التي تضربها الكوارث.
وأعلن ابن همام خلال الحوار بأن المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي درس مشروع نقل المقر من ماليزيا مشيرا بأن المكتب التنفيذي بالاتحاد قد بدأ وضع شروط استضافة مقر الاتحاد الآسيوي وهي الشروط التي ستكون خلال هذا الشهر كاملة تمهيدا لعرضها لمن يرغب في استضافة مقر الاتحاد الآسيوي.. من ضمنها شبكة الطيران والاتصالات والطرق والبنية الاساسية والمنشآت الرياضية والفنادق وغيرها من الشروط المؤهلة.
إلا ان ابن همام رفض الافصاح عن الدول المرشحة أو المترشحة لاستضافة مقر الاتحاد الآسيوي مشيرا بأن من سيكون لديه الرغبة وستتوفر فيه الشروط سيكون مؤهلا لاستضافة مقر البيت الأزرق الذي ظل في ماليزيا لمدة (40 سنة) وظل يرأسه ماليزيون طوال هذه السنوات.. كما كان كل الذين تولوا منصب أمين سر الاتحاد من ماليزيا.. وبالتالي وجدنا من حق الدول الآسيوية التي تتوفر لديها المواصفات أن تحظى باستضافة المقر.
وقال ابن همام بأنه لاتوجد وثيقة مكتوبة بأن يبقى الاتحاد الآسيوي في ماليزيا وبالتالي نريد نوعا من الاتفاقية المكتوبة التي تنظم هذه العملية خلال المرحلة المقبلة.. وتصورا بأن الاتحاد الآسيوي يعمل تحت قانون الجمعيات الخيرية وبالتالي لابد من أن يكون هناك بروتوكول لهذا الاتحاد القاري.
وأشاد ابن همام بالشيخ سيف المسكري عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي و يوسف السركال نائب الرئيس مشيرا بأنهما من الشخصيات الرياضية الآسيوية البارزة وساهما بشكل كبير في مشاريع الاتحاد الآسيوي خلال الفترة الماضية
ومن المشاريع المستقبلية التي تطبخ على نار هادئة في الاتحاد الآسيوي كما يقول ابن همام هو إشهار الاتحاد الآسيوي للحكام وهو الاتحاد الذي سيمنح الحق للحكام الآسيويين أن يقرروا في مصيرهم ويكون لهم دور أكبر في تطوير التحكيم ولائحة هذا الاتحاد تحت الاعداد منذ 2005 ونتوقع أن يعلن عن الاتحاد في العام المقبل 2009م.. بالإضافة الى إشهار الاتحاد الآسيوي للمدربين الذي سيعلن عنه في عام ..2010 كما نتوقع إشهار الاتحاد الآسيوي للاعبين وللدوريات. وهذه الخطوات لابد أن تتم ونسعى الى تحقيقها من مبدأ أعطي الخبز لخبازه..فقد بدأنا العمل في الاتحاد الآسيوي من الصفر.. ولكن قطعنا شوطا كبيرا.
وحول قضية الانتخابات في الاتحادات الخليجية لكرة القدم وموقف الاتحاد الآسيوي من بعضها قال بداية الاتحاد الآسيوي يدعم إقامة الانتخابات لأن الاختيار يكون عن قناعة ورضا الجمعيات العمومية وليس بواسطة الفرض بوسيلة التعيين التي كانت تتم سابقا.. وبالتالي تكون الجمعيات العمومية هي المسؤولة مسؤولية كاملة عن الاختيار صحيحا كان أم خاطئا فاللوائح يجب أن تتضمن حرية الترشيح.. فالناس الذين أيدهم في النار هم الذين اختاروا ولم يفرض عليهم أشخاص بالتعيين.. ولو فرضا ان الجمعية العمومية اختارت الأشخاص غير المؤهلين تكون لديها المقدرة على محاسبتها عكس المسألة في التعيين.. كما أن الرئيس المنتخب يعي تماما بأنه إذا فشل في العمل بأنه (سيقال) ويعمل دائما من أجل تحقيق نجاحات متتالية.. إما إذا جاء بالتعيين فإن المسألة ستكون خاضعة لمعايير أخرى.. فأرى بأنه لا بد من تطبيق الانتخابات في الاتحادات الخليجية.. ونحن نشيد بالتجربة الانتخابية للاتحاد العماني التي تعتبر أول تجربة خليجية ناجحة بكل المقاييس ويحظى الاتحاد العماني بدعم كامل من الاتحادين الآسيوي والدولي.. ونتمنى أن يصلح الاتحاد الكويتي وضعة بشكل سريع لمصلحة الكرة الكويتية.
ورغم اننا الى هنا توقفنا عن تسجيل الحوار .. إلا إنه بقي الكثير في جعبتنا لنطرحه على ابن همام.. وبقي عند ابن همام الكثير من الهموم والمشاريع للكرة الآسيوية التي يرسم لها أن تعانق السماء.. وكان يجب أن نتوقف لنسمح لرئيس الاتحاد الآسيوي بأن يلحق بطائرته في مهمة كروية جديدة.. سيكشف عن تفاصيلها مستقبلا.
ولكن لأهمية المقابلة ولأنها ضمن الأجندة منذ أشهر.. ورغم الإرهاق الذي أصابنا من جراء رحلة (الشتاء والصيف).. كنا كلنا اهتمام بأن نجري المقابلة حسب التوقيت الذي حدده لنا المنسق الإعلامي للاتحاد الآسيوي.. فخرجنا من مطار كوالالمبور مباشرة الى عنوان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي يقع على بعد (50 دقيقة) من مطار كوالالمبور.
وعندما دخلنا الاتحاد الآسيوي الذي كان يشبه (قصر نور) في المسلسل التركي الشهير.. كانت الأجواء هادئة إلى أبعد الحدود حتى توقعنا بأن عدد موظفي الاتحاد الآسيوي ربما لا يتجاوز (3 موظفين مع بن همام) فالمكان شاسع وجميل واللون الأزرق يرسم لوحة آسيوية رياضية جميلة.. والهدوء يعم جنبات البيت الكروي الأزرق الذي يعكس مدى التنظيم الذي وصل إليه الاتحاد الآسيوي..
وقبل أن نلتقي بابن همام.. أخذنا المنسق الإعلامي للاتحاد في جولة بأروقة الإتحاد.. بعد أن سألناه أكثر من (100 سؤال) كعادة الصحفيين في سعيهم للاكتشاف.. قرأ في أعيننا لهفة التعرف على المكان وتفاصيله فهم بهذه الجولة.. لنكتشف بأن وراء الجدران عدد الموظفين في الاتحاد يفوق ال (120 موظفا) كل في تخصصه.. يعملون كخلية نحل ولكن بدون صوت.. يؤمنون بأن خير الكلام ما قل ودل..
حاولنا التحدث الى البعض منهم ولكن كانت الإجابة بنصف كلمة.. فعلى مايبدو بان هذا هو (السيستم) المتبع في البيت الأزرق.. ولكن في نفس الوقت استطعنا أن نقتنص بعض الخيوط السرية للتحضير الأخير لحوارنا مع ابن همام الذي التقى بنا في بداية الجولة في بهو (القارة الآسيوية).. قبل أن نلتقي به مجددا في القاعة الزجاجية ليبدأ الحوار.. وكنا قد أعددنا (4 ملفات) يحمل كل ملف مجموعة صعبة من الأسئلة بدأناها (بملف كأس الخليج).. فهو الملف الساخن حاليا بسبب تعليق موعد كأس الخليج (19) التي من المفترض أن تقام بمسقط في يناير 2009م.
الملف الأول.. وإتهام ابن همام..!!
حملنا أكثر من ملف لابن همام.. وتوقعنا أن يكون صعب المراس.. إلا ان الرجل تحدث بكل شفافية ففتح عشرات الملفات بداية من ملف كأس الخليج وحتى أدق التفاصيل في البيت الأزرق..
وكان السؤال الأول عبارة عن (اتهام) لابن همام الذي وضع في الفترة الأخيرة محل اتهام مباشر عن تعليق موعد دورة كأس الخليج التي من المفترض أن تقام بمسقط من 4 الى 17 من يناير من العام المقبل 2009م.. بسبب تزامن الفترة التي حددتها اللجنة المنظمة لدورة كأس الخليج.. مع علمنا بأن المتهم برئ حتى تثبت إدانته.
كانت إجابة ابن همام هادئة وبدأها بدبلوماسية رياضية مؤكدا بأن الاتحاد الآسيوي هو جزء من الاتحادات الخليجية والاتحاد العماني التي يكن لها كل احترام لأنها كانت وما تزال لها الفضل لوصوله الى هذا المنصب الآسيوي مشيرا الى أهمية التشاور والتواصل مع الشارع الكروي الآسيوي والاعلام الذي نعتبره شريكا للمساهمة في وضع خطط ورؤى الاتحاد الآسيوي واعتبر الاعلام خاصة شريكا من الدرجة الأولى له شخصيا في تطوير اللعبة الآسيوية ومصدرا مهما لتصحيح خطوات الاتحاد ورسم خطة أكثر مناسبة تلائم طموح القارة الآسيوية..
وقال ابن همام: بأن الموقف بالنسبة لكأس الخليج بالرغم من أهمية هذه الدورة بالنسبة لنا كرياضيين خليجين إلا أن تواريخها لا تحترم.. فنجد في كثير من الأحيان بأن البطولة تقام في مواعيد متفاوته.. أحيانا تقام في شهر ديسمبر وتارة تقام في شهر نوفمبر وأحيانا أخرى تقام في شهر يناير وأحيانا في شهر إبريل وأحيانا تؤجل ومرة تقدم وهلم جره.. وقد تلغى في سنة وتقام في سنة أخرى وهذا يعني بأنها تتنقل على حسب الأهواء والأمزجة..!!
وأضاف ابن همام إذا نحن مصرون على أهمية دورات الخليج هذا الاصرار يجب أن يتمثل في تثبيت موعدها.. وبالتالي عندما نحترمها نحن في دول الخليج سيحترمها الناس خارج دول الخليج.
وهنا يدخل ابن همام في صلب الموضوع وقال بأن الاتحاد الآسيوي في شهر ديسمبر الماضي أعلن روزنامته لعام 2009 واخترنا اليومين ( 14 و28) كيومين لإقامة تصفيات كأس آسيا وأخطرنا الاتحاد الدولي على أساس اعتبار أن هذين اليومين تستطيع بموجبها المنتخبات الآسيوية أن تستعين بلاعبيها الدوليين المحترفين خارج دولها.. وبدون أن نعطي هذه الأيام الصفة الدولية ونثبتها ضمن روزنامتنا الآسيوية سيكون من المستحيل للمنتخبات أن تطلب لاعبيها وبالتالي هذا جاء من أجل مصلحة المنتخبات المشاركة وخاصة منتخب عمان الذي يلعب معظم لاعبيه كمحترفين خارج السلطنة.
وأضاف ابن همام بأن هذين (اليومين) التي طلبناها من (الفيفا) من الصعب أن نطلب غيرهما ولو في حالة غيرنا أجندتنا الآسيوية ولو طلبناها (بحب الخشوم) في أي يومين غير يناير سيكون طلبنا مرفوضا بشكل قاطع.. ومن المستحيل أن نحصل على يومين آخرين في شهر يناير لأنه بعد شهر يناير تبدأ الفترة الشتوية للأندية الأوروبية المحترفة والتي وضع الفيفا أجندته لتخدمهم فطوال أشهر (فبراير ومارس وابريل) وهو موسم اقتصادي وتجاري ورياضي في كل القارات فمن المستحيل أن نحصل على فرصة لإقامة مباريات تصفيات كأس آسيا ولا يمكن لنا أن نقيم هذه التصفيات سوى في شهري (يونيو ويوليو) وبالتالي لا نملك تغيير هذين اليومين.
ويقول ابن همام بأن الاتحاد الآسيوي كان مرنا من خلال منحه للمنتخبات الخليجية حق تعديل مواعيد مبارياتها مع المنتخبات الاخرى حسب اتفاق الطرفين وعلى الاتحاد الآسيوي أن يسهل هذه العملية من خلال موافقته على التواريخ التي تتفق عليها المنتخبات.. وهذا ماتم الاتفاق عليه مع الاتحاد العماني بأن يتم التنسيق مع المنتخبات الخليجية وتقوم المنتخبات بتحديد مواعيدها بعد معرفة نتائج القرعة.. وهكذا أصبح الطريق سلسا لإقامة دورة الخليج في الموعد الذي حددته اللجنة المنظمة بسلطنة عمان.
ويواصل ابن همام في سرد قصة التواريخ.. وقال في شهر مايو الماضي قام الاتحاد الآسيوي بمخاطبة الاتحاد العماني يلفت انتباه بأن الاتحاد الآسيوي حتى ذلك التاريخ لم تصله مواعيد دورة كأس الخليج 19 وكذلك تزويد الاتحاد الآسيوي بلائحة الدورة وهذه كانت مبادرة من الاتحاد الآسيوي للإتحاد العماني بأن هناك تأخيرا فيما يتعلق ببطولة كأس الخليج.. وجاء رد الاتحاد العماني بأن كأس الخليج حدد لها يناير 2009م وهنا حصل سؤ الفهم وانفجر الموقف واختلطت المواعيد.
وقال ابن همام بأن الاتحاد الآسيوي وهو شخصيا يحترم كل البطولات الاقليمية التي تقام على المستوى الآسيوي ومنها دورات كأس الخليج ونتمنى أن تساهم هذه الدورة في تطوير اللعبة خليجيا وتساهم في تطوير منشآتها خاصة وإنه مضى على إقامتها مايقارب الأربعين عاما وهذه الدورة أثمرت العديد من الانجازات وقدمت العديد من القيادات والرياضيين الى العالم العربي والآسيوي وأنا واحد من هؤلاء الناس الذين استفادوا من دورات الخليج وبالتالي لا أستطيع أن أنكر فضلها علي.
سألنا هنا ابن همام.. وبعد أن حلت مشكلة التوقيت في (خليجي19) ليس بعيدا أن تظهر نفس هذه المشكلة في الدورة التي تليها وبالتالي المشكلة ستكون قائمة في وجه دورات الخليج.. قال رئيس الاتحاد الآسيوي مجيبا.. لقد خاطبت الأخوة في اتحادات دول الخليج ليس بصفتي الرسمية ولكن بصفتي أحد الجمهور الخليجي بضرورة إيجاد توقيت محدد لدورة كأس الخليج ويجب أن تحترم مواعيدها كبطولة مهمة مثل هذه البطولة..
واعترف ابن همام بأنه كان يجب أن يقوم بهذا الدور عندما كان رئيسا للإتحاد القطري ولكن الاهتمام في ذلك الوقت كان تنظيميا أكثر من البحث عن التوقيت.. إلا أن الوضع الآن يختلف عندما أصبح رئيسا في الاتحاد الآسيوي وأصبح من المهم بأن تتم جدولة مواعيد دورات الخليج ضمن أجندة الاتحاد الآسيوي حتى لا تتعارض مع البطولات الآسيوية الذي حدد أجندته حتى عام 2015 بالتنسيق مع الاتحاد الدولي.. وعلينا كخليجيين أن نراعي هذه الأجندة.
وقال ابن همام لا أرى سببا معينا يجعلنا إلى اليوم لا نضع تاريخا محددا ثابتا ومعينا لدورات الخليج نحترمه جميعا ويكون معروفا مسبقا.. مضيفا بأنه طوال فترة رئاسته للإتحاد القطري والتي تقارب الخمس سنوات لايذكر بأن الاتحادات الخليجية ناقشت يوما قضية تحديد مواعيد دورات الخليج.. ويتساءل ابن همام ماهو السبب.. ليجيب على نفسه (لا أدري ما هو السبب) ولا تسألوني عن هذا..؟!
وبعد أن حلت مؤقتا قضية توقيت (خليجي19) بمسقط سألنا هل ترى بأن دورات الخليج بهذا الشكل هي مكتملة الرؤية من ناحية اللوائح والتنظيم.. هنا قال ابن همام أتمنى أن تفكر الاتحادات الخليجية بمنطق التنظيم فدورات الخليج أخذت بعدا كبيرا قاريا وعالميا ولكنها تحتاج الى مزيد من الترتيب من الداخل وأتمنى أن يتم هذا في القريب العاجل.
وأكد ابن همام بأن دورات الخليج واحدة من البطولات التي تأخذ أهمية قصوى ويبقى من الصعب تحديد البطل فيها بأي شكل من الأشكال وهذا يتولد بسب التنافس الشديد بين المنتخبات الخليجية ولو لعب اليوم الفريق البطل مع الفريق الأخير سيصعب علينا أن نرشح الفائز وهذا نابع بسبب الحماس والقرب الجغرافي والشد العصبي والذي يساهم في تقليل المستوى الفني.. بالرغم من ان المنتخبات الخليجية تلعب خارج دورات الخليج بمستويات ورائعة وممتازة تجدها تلعب في دورات الخليج بشد عصبي يؤثر سلبا على الجانب الفني للبطولة.. وهنا وجه ابن همام أصابع الاتهام الى (الاعلام) وقال بأن الاعلام الخليجي يساهم في هذا الجانب بشكل كبير فالإعلام يلعب دورا مؤثرا في الجانب.. لأن إعلام كل دولة يرى بأن منتخب بلاده سيحرز البطولة.. ويتكرر هذا المشهد في إعلام كل دولة وهذا دليل بأن هناك تعصبا أعمى وتحليلا غير منطقي وإقحام الوطنية بشكل أو بآخر يساهم في الشحن الأكثر من المطلوب بالتالي ينعكس سلبا على المنتخبات وعلى الدورة نفسها.
وصفات لدورات الخليج
* إذن ما هي المواصفات التي يراها الاتحاد الآسيوي لبطولة كأس الخليج لتكون بطولة منظمة اكثر وفيها توازن فني أكبر بعيدا عن العواطف والمحاباة؟
- قال ابن همام أتمنى أن أرى في دورات الخليج كما من المدربين الخليجيين يقودون منتخباتهم في دورات الخليج.. ما هي النسبة التي يعتمد فيها على الحكم الخليجي في إدارة مباريات البطولة فرغم أن دورات الخليج أفادت اللاعب الخليجي ولكن إلى الآن وبعد (40 سنة) لا نرى بأن الحكم الخليجي يأخذ وضعه الذي يستحقه ومن غير أن نستعين بحكم أجنبي.. علينا أن نبعد الحساسية حول المسألة لأن الحكم الخليجي وصل الى مستوى من النضج ومن الشرف والأمانة مايؤهلهم في إدارة مباريات دورات الخليج بشكل أكبر.. كما أن المدرب الخليجي الذي يأتي احتياطيا أو لا يأتي نهائيا.. والاستعانة بخبرات أجنبية شيء مطلوب ومرغوب.
ولكن يتساءل ابن همام إلى متى المدرب الخليجي لا يكون هو (سيد الموقف) في دورات الخليج وإلى متى الحكم الخليجي لايكون (سيد الموقف) في دورات الخليج.. وهذه أحد الأمور التي يجب إعادة النظر فيها إذا كنا نحن مؤمنين بدورات الخليج وعلينا أن نراعي الحكم والمدرب الخليجي أكثر من السابق.
أما الأمر الأخر كما يطرح ابن همام بتساؤله.. لما لا تكون دورات الخليج دورة رياضية نتعامل فيها بروح رياضية وباخلاق رياضية.. بجوار إنه لابد أن تنظم هذه الدورات تحت اشراف الاتحادات الخليجية وليس جهات حكومية أخرى.. وهنا قال بأن لدى الاتحاد الآسيوي السلطة بأن يمنع تنظيم أي بطولة ليست تحت إشراف اتحاد اللعبة.. مع احترامي للمؤسسات الحكومية والوزارات وجميع المشرفين على الوزارات الرياضية في الخليج اخوان وأعزاء وأصدقاء.. لكن لماذا لاتمنح الاتحادات الخليجية أحقية تنظيم هذه الدورة.. وبالتالي فإنني أرى بأن دورات الخليج لابد من تصحيحها بأن يرجع تكليف تنظيمها لاتحادات القدم.. وليس أن يكون اتحاد القدم عضوا في اللجنة المنظمة فقط.
الاعتراف بأيدينا..!!
* سألنا ابن همام متى يمكن أن تجد دورات الخليج الاعتراف الدولي والآسيوي وهو الاعتراف الذي مازالت دورات الخليج تبحث عنه منذ سنين طويلة؟ قال ابن همام بأن مسؤوليات دورة الخليج هي أحد المهام التي تقع على (الاتحاد القاري فقط).. فأي بطولة تنظم في قارة آسيا مثلا وأطرافها كلهم من آسيا يكون مرجعها هو الاتحاد الآسيوي..أما إذا شاركت فرق من خارج القارة عندها فقط يكون الاتحاد الدولي هو المسؤول عنها.. والاعتراف بدورات الخليج أمره في يد الخليجيين.. عندما يتفقو على مواعيد ثابته.. فبالتالي الاعتراف سيكون ضمنيا وسيضع الاتحاد الآسيوي ضمن أجندة بطولاته.
تلميذ بلاتر..
وحول نية ابن همام للمنافسة على مقعد الرئاسة في (الفيفا) خلال المرحلة المقبلة.. قال ابن همام بأن الطموح موجود ولكن لايمكن أن يقرر ابن همام أن يكون هذا أو لايكون فالجمعية العمومية التي تضم (208 اتحادات) أغلبية هذه الاتحادات هي التي تقرر أنا أو غيري يصلح أن يكون رئيسا للاتحاد الدولي.. وطبعا الطموح الشخصي مطلوب ومشروع ولكن أيضا الانتقال وتولي المنصب ليس مربوطا بالطموح فقط.. وهذا أيضا ينطبق على الرئيس القادم للإتحاد الآسيوي سواء أنا طلعت من هنا الى الاتحاد الدولي أو طلعت الى بيتنا.. ولكن يجب أن أعترف بأنني لن أفكر في المنافسة على منصب رئيسا للإتحاد الدولي وما زال بلاتر يشغل هذا المنصب لأنني أعتبر نفسي تلميذ لبلاتر..!!
وقال ابن همام بأن المجموعة التي تدير الاتحاد الآسيوي في هذه الفترة أظهرت هذه المؤسسة كقوة في عالم كرة القدم وليس اتحادا مهمشا اليوم أصبحنا أصحاب قرار وكلمتنا مسموعة ورأينا معمول به ونقرر عنا وعن غيرنا.. وعلى الرئيس المقبل أن ينظم ويدير المسابقة الآسيوية باقتدار كبير.. في الوقت الذي تحفظ ابن همام أن يرشح الرجل المقبل لرئاسة الاتحاد الآسيوي..
ويعمل الاتحاد الآسيوي على عدد من المشاريع منها أن يكون الأداء للمنتخبات الآسيوية في كأس العالم 2010 و2014 بشكل أفضل بكثير من الآن وخاصة بعد تطبيق الاحتراف التام في آسيا.. رغم اننا أصبحنا لا نقارن كرتنا الآسيوية بالكثير من القارات الأخرى فالكرة الآسيوية وصلت الى النصف النهائي في كأس العالم وبالتالي أصبحنا أفضل من الكرة الافريقية وكرة الكونكاف.. ولكننا مازلنا متخلفين عن الكرة الأوروبية وكرة أمريكا اللاتينية.
البنتاجون الرياضي..!!
وقال ابن همام لم يعد الاتحاد الآسيوي (مقر البنتاجون) ويتعامل الاتحاد بشفافية مطلقة وبكل وضوح فلا توجد داخل الاتحاد ورقة تختم بكلمة (سري للغاية) ولم تعد هذه الكلمة للتداول داخل أروقة الاتحاد.. فكل المشاريع التي يناقشها الاتحاد تعلن عبر موقعه الالكتروني.. ومشاريعنا وأجندتنا الحالية والمستقبلية وعلى مدى ست سنوات واضحة ومحددة.. ونجحنا في نفس الوقت أن نقفز ونطور الاتحاد الآسيوي من الجوانب الفنية والتسويقية خلال فترة تعتبر وجيزة وقصيرة من عمر عمل الاتحاد الحالي.
وقال ابن همام تركيزنا الآن على تحقيق مشروع (الكرة الهاوية) بعد أن أطلقنا مشروع الكرة المحترفة التي وضعنا لها شروطا لا بد من تحقيقها للدخول في منظومة الاحتراف والتي تحققت في كثير من الدول وساهمت في تحقيق نجاحات كبيرة.. وبالتالي سيبقى الدور على بقية الاتحادات الوطنية أن تصل الى نفس مستوى الاحتراف من خلال برنامج الرؤية الآسيوية.
وحاولنا هنا أن ننتزع من ابن همام الأسباب التي أبعدت الدوري القطري عن دخول دوري المحترفين والذي أثارت حوله الصحف القطرية ضجة كبيرة مؤخرا.. إلا أن ابن همام طلب بأن نعفيه من الاجابة.. وقال أتركوا هذا السؤال يوجه من الاعلام القطري أفضل..؟
وعن عدم البدء في تنفيذ مشروع الرؤية الآسيوية في السلطنة.. قال ابن همام بأن المسألة موضوع قناعة وعلى العمانيين أن يكونوا مقتنعين أولا ليبدأوا في تنفيذ المشروع.. ولكن الاتحاد الآسيوي ينفذ الرؤية الآسيوية لعدد كبير من الدول منها الصين وما أدراك ما الصين والهند وهي قارة عملاقة والنيبال وأوزباكستان وفي تايلاند والفلبين وبالتالي فإن المشروع يؤكد نجاحاته.
وقال ابن همام بأن الاتحاد الآسيوي يعتمد في تطوير الكرة الآسيوية على (3 مفاتيح) وهي تنظيم المسابقات بأعلى الأنظمة والمستويات والعمل على تطوير المسابقات من خلال البحوث والدراسات التي يقوم بها خبراء على أعلى مستوى والعمل على المسؤوليات الاجتماعية من خلال جعل كرة القدم للكل وأن يمارس كرة القدم المصاب بالإعاقة والفقير وبالتالي أقرت الجمعية العمومية استحداث لجنة لشؤون خدمة المجتمع ولذوي الاعاقة.. تمهيدا للبدء في تنفيذ بطولات ومسابقات لذوي الاعاقة.
وقال ابن همام بأن الاتحاد الآسيوي يهتم بشكل كبير في تنفيذ المسؤوليات الاجتماعية من خلال ممارسة كرة القدم لتقليل الأمراض ومنع الشباب من تعاطي المخدرات والتوعية من مرض الايدز ومساعدة المدن التي تضربها الكوارث.
وأعلن ابن همام خلال الحوار بأن المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي درس مشروع نقل المقر من ماليزيا مشيرا بأن المكتب التنفيذي بالاتحاد قد بدأ وضع شروط استضافة مقر الاتحاد الآسيوي وهي الشروط التي ستكون خلال هذا الشهر كاملة تمهيدا لعرضها لمن يرغب في استضافة مقر الاتحاد الآسيوي.. من ضمنها شبكة الطيران والاتصالات والطرق والبنية الاساسية والمنشآت الرياضية والفنادق وغيرها من الشروط المؤهلة.
إلا ان ابن همام رفض الافصاح عن الدول المرشحة أو المترشحة لاستضافة مقر الاتحاد الآسيوي مشيرا بأن من سيكون لديه الرغبة وستتوفر فيه الشروط سيكون مؤهلا لاستضافة مقر البيت الأزرق الذي ظل في ماليزيا لمدة (40 سنة) وظل يرأسه ماليزيون طوال هذه السنوات.. كما كان كل الذين تولوا منصب أمين سر الاتحاد من ماليزيا.. وبالتالي وجدنا من حق الدول الآسيوية التي تتوفر لديها المواصفات أن تحظى باستضافة المقر.
وقال ابن همام بأنه لاتوجد وثيقة مكتوبة بأن يبقى الاتحاد الآسيوي في ماليزيا وبالتالي نريد نوعا من الاتفاقية المكتوبة التي تنظم هذه العملية خلال المرحلة المقبلة.. وتصورا بأن الاتحاد الآسيوي يعمل تحت قانون الجمعيات الخيرية وبالتالي لابد من أن يكون هناك بروتوكول لهذا الاتحاد القاري.
وأشاد ابن همام بالشيخ سيف المسكري عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي و يوسف السركال نائب الرئيس مشيرا بأنهما من الشخصيات الرياضية الآسيوية البارزة وساهما بشكل كبير في مشاريع الاتحاد الآسيوي خلال الفترة الماضية
اتحاد للحكام والمدربين
ومن المشاريع المستقبلية التي تطبخ على نار هادئة في الاتحاد الآسيوي كما يقول ابن همام هو إشهار الاتحاد الآسيوي للحكام وهو الاتحاد الذي سيمنح الحق للحكام الآسيويين أن يقرروا في مصيرهم ويكون لهم دور أكبر في تطوير التحكيم ولائحة هذا الاتحاد تحت الاعداد منذ 2005 ونتوقع أن يعلن عن الاتحاد في العام المقبل 2009م.. بالإضافة الى إشهار الاتحاد الآسيوي للمدربين الذي سيعلن عنه في عام ..2010 كما نتوقع إشهار الاتحاد الآسيوي للاعبين وللدوريات. وهذه الخطوات لابد أن تتم ونسعى الى تحقيقها من مبدأ أعطي الخبز لخبازه..فقد بدأنا العمل في الاتحاد الآسيوي من الصفر.. ولكن قطعنا شوطا كبيرا.
الانتخابات في الخليج..!!
وحول قضية الانتخابات في الاتحادات الخليجية لكرة القدم وموقف الاتحاد الآسيوي من بعضها قال بداية الاتحاد الآسيوي يدعم إقامة الانتخابات لأن الاختيار يكون عن قناعة ورضا الجمعيات العمومية وليس بواسطة الفرض بوسيلة التعيين التي كانت تتم سابقا.. وبالتالي تكون الجمعيات العمومية هي المسؤولة مسؤولية كاملة عن الاختيار صحيحا كان أم خاطئا فاللوائح يجب أن تتضمن حرية الترشيح.. فالناس الذين أيدهم في النار هم الذين اختاروا ولم يفرض عليهم أشخاص بالتعيين.. ولو فرضا ان الجمعية العمومية اختارت الأشخاص غير المؤهلين تكون لديها المقدرة على محاسبتها عكس المسألة في التعيين.. كما أن الرئيس المنتخب يعي تماما بأنه إذا فشل في العمل بأنه (سيقال) ويعمل دائما من أجل تحقيق نجاحات متتالية.. إما إذا جاء بالتعيين فإن المسألة ستكون خاضعة لمعايير أخرى.. فأرى بأنه لا بد من تطبيق الانتخابات في الاتحادات الخليجية.. ونحن نشيد بالتجربة الانتخابية للاتحاد العماني التي تعتبر أول تجربة خليجية ناجحة بكل المقاييس ويحظى الاتحاد العماني بدعم كامل من الاتحادين الآسيوي والدولي.. ونتمنى أن يصلح الاتحاد الكويتي وضعة بشكل سريع لمصلحة الكرة الكويتية.
ورغم اننا الى هنا توقفنا عن تسجيل الحوار .. إلا إنه بقي الكثير في جعبتنا لنطرحه على ابن همام.. وبقي عند ابن همام الكثير من الهموم والمشاريع للكرة الآسيوية التي يرسم لها أن تعانق السماء.. وكان يجب أن نتوقف لنسمح لرئيس الاتحاد الآسيوي بأن يلحق بطائرته في مهمة كروية جديدة.. سيكشف عن تفاصيلها مستقبلا.