تويت
الصحافة الأسبانية تحتفي بطالبات جامعة السلطان على صفحاتها الأولى
منى آل سعيد الرحلات الطلابية تساعد على توثيق علاقة الجامعة بالجامعات العالمية
مدينة العلوم والفنون آخر جولات فالنسيا
على زخات المطر المتساقطة على شوارع غرناطة أنهت طالبات الرحلة الطلابية الثالثة عشر جولتهن في غرناطة التاريخ والمُلك العربي واتجهن إلى سفيا (أشبيلية) لتكملت الجولة وحالياً يوجد الوفد في فالنسيا ، وأشبيلية والشهيرة بالأندلس تقع شرقي مدينتي تدمير و قرطبة ، وتتصل بزمام إقليم مدينة تدمير ، وقد انطلقت الرحلة الطلابية في الرابع من الشهر الحالي من مدريد العاصمة مروراً بطليطلة وقرطبة وستنتهي في برشلونة في السابع عشر من الشهر الجاري.
وفي غرناطة مكث الوفد لمدة يومين حافلين بالزيارات المهمة أهمها زيارة مركز الدراسات الإسلامية وهو مركز تم إنشاءه من عشر سنوات تقريباً وتم تجيده من قبل الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة وهذا ما تشير إليه اللائحة في مدخل المركز ، حث قامت الطالبات بزيارة المسجد التابع للمركز والمكتبة الإسلامية التي تحتوي على الكتب المتنوعة في الدين الإسلامي والتي معظمها باللغة الأسبانية والإنجليزية وشيئاً من العربية وقامت رئيسة الوفد الدكتورة حميراء السليماني بتقديم درع جامعة السلطان قابوس كهدية تذكارية للمركز ،ويقابل المركز قصر الحمراء الضخم وهي المحطة الثانية من الجولة والذي يعتبر من عجائب الدنيا لفخامته وروعة نقوشه العربية والإسلامية الدقيقة فكل غرفة لها قصة تحكي عن الفترة التي عاش فيها كل ملك مع زوجاته وحاشيته أبرزها قصة الملك الذي رأى زوجته تخونه مع أحد الوزراء ولم يميزه فقام بدعوة جميع الأمراء والوزراء وكان عددهم يقارب الأربعين وقام بقتلهم جميعاً وهذا ما يحلله وجود اللون الأحمر في النافورة الواقعة في وسط تلك الغرفة ، ولقد مر على القصر ثلاث ديانات وهي الإسلام والمسيحية واليهودية وبني القصر في عدة مراحل مختلفة وتستغرق زيارته أكثر من ثلاث ساعات ونصف تقريباً ، وعلى مدخل القصر كانت الصوره الجماعية للطالبات مع علم السلطنة وهذا ما شد انتباه الزوار وقيامهم بالتقاط الصور مع الطالبات ، وتوجت زيارة غرناطة بتقرير عن المكرمة السامية التي حظيت بها الطالبات فقد ظهرت صورة الطالبات على الصفحة الأولى من جريدة غرناطة (جرنادا هوي) وتفاصيل الخبر على ثلاث صفحات مع صور مختلفة وإندهاش الصحفيين من ان الرحلة مجانية لجميع الوفد وأنها مكرمة من رئيس دولة وهذا من الصعب أن يحصل عليه الطالب في أسبانيا، كما شمل التقرير لقاء مع رئيسة الوفد الدكتورة حميراء والموفد الإعلام خوله الحوسني ، كما تحدث أيضاً عن وضع المرأة في السلطنة مع المقارنة مع النساء في أسبانيا اللواتي يعانن من نقص في الحقوق .
وعلى أنغام ورقصات الفلامنكو انطلقت الجولة في مدينة سيفيا والفلامنكو فن أسباني جنوبي أصيل نشأ في القرن الثامن عشر ويرجع بعض المفسرين أصل الفلامنكو إلى الحضارات الإيبرية القديمة لكن تطور على يد الغجر القادمين من شمال الهند في القرن الخامس عشر، وقامت الطالبات بالتقاط الصور التذكارية مع الفرقة ، وفي اليوم الثاني في أشبيلية أنطلق الوفد إلى الحي القديم ووسط أنغام الكمان التي يعزفها الهواة في ذلك الشارع العربي التصميم والزقاق الصغيرة التي تشعرك بأن في حي عربي أصيل ،بعدها توجه الوفد إلى برج جيرالدا وقد كان في السابق مئذنة في مسجد من عهد الموحدين، إلا أنه اليوم أصبح برجا للأجراس ويعد جزءا من كاثدرائية أشبيلية، وهو من أهم معالم المدينة ،ويبلغ طوله 97،5 سم إلى جانب زيارة سانتا كروز وهي ساحة المربع اليهودي ، وعن انطباع الطالبات في عن هذه المناطق تقول الطالبة وطفه الفارسي تخصص علم اجتماع تراءى لي على امتداد البصر شموخ قصر الحمراء و كيف أن الخلود يكتب لأعمالنا دوننا تجوال بين أروقة القصر حدائق شهد العالم ميلاد الجمال فيها، و أزاهير توجت دقة الفن الإسلامي في قصر الحمراء شجن ما ضاع و هيبة من كان ، و لولا ضياع الهيبة لما كان الشجن!! أما في أشبيلية فقد أعجبني طقس هذه المدينة لأنه لا يعرف ثباتاً .. تمطر فجأة و تنخفض درجة الحرارة .. سويعات وأشعة الشمس تتباهى على مساحات المدينة الحسناء ،وعندما زرنا بقايا أحد القصور الإسلامية الذي أصبح كنيسة فيما بعد صعدنا أعلى المنارة ، كان المشهد أكبر من أن تصفه كلمات بعثرها الانبهار ، أما الطالبة مروة السيابي تخصص تربة ومياه بكلية العلوم الزراعية والبحرية فقالت قرطبة وأشبيلية ..مدن تدون أمجادها بلا أقلام ..لأن قدر الأرض تكفل باحتضانها ..أمجاد تعطي الأرض فخرا بها لتهدها دفئ الجمال وقريرة العين .. تاريخ ، أساطير ، ديانات ،فنون ، ومزاج طقس لا تجد له تفسيرا لتغيره بين ليلة وضحاها ..وبين هذا وذلك نتنفس أكسجين العزة والفخر بما خلده لنا من أرادوا العلا للعرب والإسلام ..
وقبل التوجه إلى مطار أشبيلية للانطلاق إلى فالنسيا تلقى الوفد مكالمة هاتفية من صاحبة السمو الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الخارجي حيث قالت عن الرحلة "نحن على يقين بما سيتركه الطلاب من انطباع جيد عن عُمان وعن جامعة السلطان قابوس التي نسعى دائماً لتكون بصورة تعكس أهدافها التي توضع دائماً بعين الاعتبار ، كما أن مثل هذه الزيارات والرحلات الطلابية لها آثرها على مكانه الجامعة فهي توسع من دائرة معارف الجامعة عالمياً ، كما أنها تتيح الفرصة للطلاب لأن يبرزوا ويظهروا قدراتهم ونشاطاتهم ومستواهم التعليمي الذي اكتسبوه من خلال دراستهم في جامعة السلطان قابوس ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الدولي وهذا من أساسيات التعاون الخارجي التي تسعى إليه الجامعة.
لأن التعاون يُعنى بكل فئات الجامعة وليس فقط الجانب الأكاديمي أو البحثي ،والطلاب هم أساس في عملية التعاون هذه ، ولذلك حرصنا أن تكون المكرمة السامية التي تفضل بها مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – اعزه الله – التي أمر بها سنوياً لأبنائه الطلاب شاملة مع الأخذ في الاعتبار الجامعات الأولى في الدول التي يزوروها كما هو الحال في هذه الرحلة من خلال زيارة جامعة مدريد المركزية (كومبلتنسي) ، وجامعة غرناطة، إلى جانب مركز الدراسات الإسلامية ، كما أن هذه الزيارات سيكون لها آثرها المستقبلي على الجامعة ، لأنها ستفتح آفاق جديدة للتعاون مع جامعات مرموقة في القارة الأوربية ".
أما في فالنسيا فكانت أشجار البرتقال التي تشتهر بها المدينة في الاستقبال أما البرنامج هناك فقد بدأ مع روائع الطبيعة فبمن البفيرة (البحيرة) انطلقت الرحلة المائية على القارب للاستمتاع بجمال الطبيعة المائية ولرؤية فالنسيا من على إمتداد الماء بعدها تم التعرف على بعض أنواع الأسماك التي تشتهر بها المنطقة مع قضاء جولة مشياً على الأقدام في الأحياء القروية. أما روائع الهندسة المعمارية والمجسمات الضخمة والهائلة التي عبأت من الداخل بما ينشط العقل وينمي التفكير وذلك بزيارة مدينة العلوم والفنون وهي عبارة عن مجمع معماري يتألف من خمسة هياكل مختلفة مقسمة في ثلاثة مجالات : الفن، والعلم والطبيعة تتألف من العناصر التالية : هيميسفيريك (نصف قبة كروية) ، متحف الأمير فيليب للعلوم ، أومبركل ،قصر الملكة صوفيا للفنون ، أوقيانوغرافية . بدأ في يوليو 1996، هو مثال للعمارة العضوي، وذلك بفضل نوعية فن البناء، تمكن من الجمع بين العناصر الشكلية والمحتوى، عاكساً تقاليد الحوض البحر الأبيض المتوسط من خلال مسرحية الألوان الزرقاء وبرك المياه والاسمنت الأبيض ،صممه المهندس المعماري الفالنسي سنتياغو كالاترافا ، حيث قامت الطالبات بعمل جولة حرة والاستمتاع بهذا الفن الجميل وما يحتوية وأنتهت الجولة بمشاهدة عرض فيلم وثائقي في قاعة السينما المدورة بحيث تشاهد الفيلم وكأن تعيش مع الأشخاص.
وحالياً يمكث الوفد مدينة الاقتصاد والتجارة برشلونة ولنا معها جولة في الخبر قادم.
تعليق