د . فخرية اليحيائية: تعاون الجمعية مع جامعة السلطان قابوس بادرة لتبني المواهب الأكاديمية

افتتح مساء أمس بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية معرض طلاب كلية التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس ،وذلك تحت رعاية الدكتور علي البيماني نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع ،حيث توزعت لوحات الطلاب في صالات العرض ، مجسدة كافة المدارس التشكيلية المختلفة .
في البداية حدثنا الدكتور محمد العامري الأكاديمي بكلية التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس معربا عن سعادته حول مشاركة الطلاب في هذا المعرض وما وصلوا إليه من إبداع فني مرتبطا بالتطبيقات الأكاديمية عبر مساقات التدريس المختلفة في الفن التشكيلي ،إضافة إلى الخبرات الأكاديمية المختلفة ، وبالتالي فإن هذه اللوحات تمثل حصيلة إنتاج أكاديمي سعى كل من المدرسين في تطويره وإبرازه بالشكل الذي يحقق الناحية الإبداعية لدى الطلبة الفنانين ، وإن هذه الأعمال تمثل مدى الفروق الفردية بين الطلاب بحسب ما تعلّموه من مدرسيهم وأيضا اجتهاداتهم وتوظيف معارفهم وسعيهم في البحث نحو التميز والتفّرد .
كما ذكر العامري أن هؤلاء الطلبة المشاركين يبشرون بميلاد جديد وبوعي فني إستقى معرفته وعلومه أكاديميا وهم يشكلون شريحة يتمنى لها بعد ذلك الإستمرار بحيث يشاركون لاحقا مع من سبقهم خبرة من الفنانين في المعارض والمسابقات الفنية ، ويكون لهم وضعهم ومكانتهم الفنية والإبداعية .
وحول اللوحات المعروضة يقول العامري ان هذه اللوحات مجسدة لمجالات مختلفة للفن التشكيلي مثل التصوير الزيتي والمجسمات والتشكيل الحروفي ، والرسم على الجلد والطباعة بـ(الباتك) والاستنسل ، كما إن هناك مجسمات تصلح للميادين العامة فهي مجسمات فراغية تحاكي وتتناغم مع البيئة إذا ما تم تشكيلها بحجم أكبر وبفضاء أوسع ، ومن هنا نتبين أنه من خلال تلك الأشكال يمكننا أن نشكل الفراغ ونرسمه لعمل كتلة لها أسطح متشكلة لتلك الأجسام .
أما بالنسبة لمدى التطوّر الذي وصل إليه الطلبة ، وبيّن الدكتور محمد أن مدى هذا التطور الذي وصل إليه الطلاب نابع من خبرات جديدة للأساتذة الجدد لم تتسن لمن قبلهم أن يتلقاها ، لذا يتمنى أن تنخرط هذه الشريحة بالمجتمع الفني ، وأيضا أن يجدوا الدعم وإتاحة الفرص للاستمرار في عمليتهم الفنية والإبداعية ، لأنهم عرفوا تاريخ الفن ودرسوه وبالتالي فهم لن يكرروا أخطاء من سبقهم وإنما سيستفيدون من تجارب الآخر ويبنون عليها تجارب جديدة ضمن معطيات مجتمعهم وما تقّدمه الجهات الراعية للفن .
كما يتمنى للفئة الأخرى من الطلبة والتي قد لا تجد الفرصة للإستمرار بسبب ظروف العمل وأماكن تواجدهم خارج مسقط في أن يستقطبوا من أجل الإستفادة من مخزونهم الإبداعي وإخراجه الى حيز الوجود ليرى المجتمع إنتاجه ، حيث أن هذه الأعمال تقّدم مستوى ورؤية ورسالة الى المتلقي ، وبالنسبة لي فإن المعرض الناجح هو المعرض الذي يمثّل تجارب مختلفة ومتفاوتة وليست تلك التي تعني بقالب واحد وأطر محددة لفنان معين .
وفي لقائنا مع الدكتورة فخرية اليحيائية ، بيّنت لنا أن هذا المعرض هو محاولة للخروج بأعمال الطلاب لمحاورة المجتمع ، وكذلك تشجيعهم للظهو بنتاجهم الفني والإبداعي ، وبالتالي فهي خطوة جيدة بأن يقام المعرض بصالات عرض الجمعية العمانية للفنون التشكيلية ، بعد أن كان العرض محصورا في السنوات الماضية في صالات وأروقة الجامعة ، وهذه فرصة للحضور الطلابي بين أنظار عيون الفنانين والمجتمع الخارجي ، وهذا بدوره يعمل على تشجيع الفنان الطالب في الإستمرارية والمشاركة.
كما ذكرت أن كلّ الأعمال المعروضة محكّمة ومفرزة من قبل أكاديميين مختصين بمجالات مختلفة في الفن التشكيلي ، وذلك لتقديم الأفضل والمتميّز ، وإن هذا المعرض يقّدم جميع المجالات الفنية وبرغم أن معظمها على هيئة جداريات إلا أنها مختلفة الوسيلة والشكل وكذلك مختلفة في رؤاها الفنية ، كما أنه يتضمن معظم أنواع اللوحات التصوير الزيتي ، وربما ذلك يرجع الى المقرر الدراسي حول التصوير الزيتي والذي يتم تدريسه مع مقرر الرسم الى خمس مرّات طوال فترة الدراسة بالكلية .
وحول تعاون جمعية الفنون التشكيلية مع كلية التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس ، تمنّت اليحيائية أن يكون هناك تعاونا أكبر ، بحيث يتسنى نقل معارض قسم التربية الفنية ، والتي تقام سنويا بصالات الجمعية ، وذلك من أجل المساهمة الفعّالة في إرتقاء الذائقة الفنية والبصرية للفنان الهاوي العماني ، كما يجب أن تتم مخاطبة الفنانين المقيمين في السلطنة للإنتباه حول تجربة الطلبة وحركتهم الفنية .

الطلبة المشاركون
حدثنا الطالب خالد بن حميد المقبالي عن مشاركته السابقة بمعارض الكلية بالجامعة، قائلا انه لأول مرة يشارك بعرض في جمعية الفنون التشكيلية ، وعبر عن سعادته بذلك متمنيا الاستمرار الدائم لمثل هذه المبادرات من قبل الجمعية ، ليتم الإحتكاك بمن لهم خبرات أكبر والاستفادة منهم .
وحول نوع العمل الذي قدمه ، كان عن جماليات التشكيل بالخط العربي المعتمد على التجسيم وكذلك قدّم أعمال فنية حول الرسم على القماش .
أما عن دراسته بالجامعة فقد ذكر بأنها ساعدته كثيرا قي قدرته على تمييز الأعمال في جوانب عدة كالتصميم والألوان وغيرها .
وعن رغبته ، فإنه ينوي مواصلته في الإبداع الفني بعد التخرج وأن يطور من تجربته ، وأن تكون له معارض ومشاركات داخل السلطنة وخارجها .
أما الطالب عامر بن سالم الطلبي فقد عبّر عن فرحته بالمشاركة في معرض الجمعية وحدّثنا عن نوعية المشاركة والتي تنتمي الى المدرسة البنائية ، والرسم على الجلد بالإضافة الى استخدام خامات البيئة العمانية في فن التشكيل ، وإن الدراسة تعتبر باباً للدخول الى عالم الفن واتاحة الفرصة للمعرفة عن قرب حول المدارس الفنية وتوظيف الخامات وخصوصا المستهلكة ، وخاصة في بيئتنا العمانية الثرية .
كما تناول مشروع تخرجه والذي سيكون حول النحت البنائي معللا ذلك بأن معظم الأعمال في هذا الجانب يغلب عليها فن التصوير الضوئي وبالتالي فهو في رغبة وإلحاح لتكملة هذا المشروع .
واما الطالب شيبب بن عبدالله العاصمي فقد ذكر أنه شارك في معارض الكلية بالسنوات الماضية إلا أنه يشعر أن معرض هذا العام اختلف من حيث التميّز في النوعية والمضمون ، وعن اهتماماته الفنية أوضح أنه مهتم كثيرا بعمل المجسمات النحتية وهي من المدرسة البنائية ، وأن عمله المقدم في هذا المعرض يتحدّث عن تحليل الهرم وكيفية ملء الفراغ بإضافة المحاور والخامات .
وحول دراسته بكلية التربية الفنيه بالجامعة ، بيّن عطاءها الكبير في صقل موهبته الفنية والتي بدأت منذ دراسته في المدرسة الابتدائية ، كما ساعدته على تعّلم الكثير من المهارات الفنية عززت من إمكانياته التي كان يمارسها وطوّرت من رؤيته وإبداعه .
جدير بالذكر أن المعرض سيظل مفتوحا حتى الخميس السابع عشر من الشهر الجاري