إن الحوادث المرورية , مشكلة طرأت على المجتمعات ضمن مشكلات التطور التقني حتى باتت خطرًا
محدقًا يطل كل لحظة وآلة قتل تحصد الملايين لدرجة أنها أصبحت تشكل المرتبة الثانية من بين الأسباب المؤدية للوفاة
بعد الأمراض
لقد تم توحيد معظم القوانين والأنظمة المرورية في العالم لأن الإنسان اجتماعي وميال للتنقل في أنحاء المعمورة ، لذلك كان لابد من إيجاد قوالب نظامية واحدة , او متشابهة تحقق للإنسان الأمن والسلامة ، وروعي فيها عدم المساس بالعقائد أو الموروثات او الأنظمة السياسية او الطبية البشرية او حتى اللغة والمفاهيم , كما أنها مناسبة للتطبيق في كل مكان , ولكن الاختلاف يكمن في وعي كل مجتمع بكيفية الالتزام بالقواعد المرورية وان لم يكن , يتم إيقاع العقوبات المناسبة .
لقد تحولت السيارة من وسيلة لتيسير سُبل الحياة للناس وتسهيل انتقالهم إلى شكل للمباهاة والتفاخر والوجاهة الاجتماعية حتى صارت لعبة في أيدي صغار السن الذين لم يدركوا حجم خطرها فأصبحت نعوشًا متحركة ووسيلة لنقلهم إلى صفوف المعاقين أو ساكني القبور بدلا من نقلهم إلى مدارسهم وميادين العمل او التدريب هذا عدا استقدام سائقين أجانب لا يعرفون أبجديات القيادة وأنظمة المرور , وأضحت شوارعنا مسرحا للسيارات وميدانا للحوادث وأكفانًا لرجالنا وشبابنا ولا نعدو الحقيقة حين نقول إن تلك الشوارع والطرق أمست مقابر جماعية لأسر بأكملها !! ولا يمكن حل هذه المشكلة او معالجة
الظاهرة الا إذا اعترفنا جميعا بوجودها وخطورتها فلابد من الدراسة المستفيضة لأسباب تزايدها والقضاء على مسبباتها وتصحيح السلوكيات المرورية الخاطئة والتزام جميع الأجهزة المختصة بتنفيذ الحلول بحزم وصرامة على جميع أفراد المجتمع ، ومشاركة الجهات الحكومية والأهلية بالمساهمة في نشر الوعي الوقائي بين الناس ، لا سيما في الشوارع الرئيسية وعند الإشارات ، كما لابد من إدخال السلامة المرورية وتجنب الأخطار ، وحين نتلمس مواضيع الألم يكون من السهولة التخفيف منه وحتى تكون السيارة وسيلة لقضاء المصالح والتواصل وخيرا للإنسانية لا وسيلة للنقل الى القبور !!!!