محمد العوضي / خواطر قلم / العُمانيات غير
سافرت الجمعة الماضية إلى العاصمة العُمانية مسقط للمشاركة في فعاليات حملة ركاز «فاز من حياته انجاز» وذلك في النشاط المقام بجمعية المرأة العُمانية في مسقط الجهة الحاضنة «لركاز» هناك... في الطائرة جاء ثلاثة شباب من أماكنهم ليجلسوا في المقاعد الخالية بجواري وخلفي من أجل الحوار إذ انهم طلبة يدرسون في مسقط... سألتهم لو طلبت منكم تحديد بعض السمات التي أعجبتكم في المجتمع العُماني فماذا تقولون؟ فكان اجماعهم على أن العُمانيين شعب، مسالم، وخدوم، ومتواضع، وكريم ويحب المساعدة، وترى العُماني يعمل بجد في كل مرافق الحياة، وضربوا لي أمثلة عديدة من خلال معايشتهم هناك... قالوا: عمرنا ما شفنا عُماني «يصرخ بأعلى صوته»، قلت لهم حتى كاميراتهم هادئة تلتقط الصورة من دون فلاش وان كانت الأضواء خافتة كما حصل معي في المحاضرة التي ألقيتها قبل شهرين في مسرح المدينة، ليست مبالغة ما حكاه الطلبة فهذا انطباع الكثيرين ممن زار عُمان، طبيب الأنف والأذن والحنجرة الدكتور عبدالله العلي، والعميد حسين عبدالسلام... وغيرهما ممن شارك في مؤتمرات عُمانية، لكن أهم ما لفت سمعي ملاحظة الطلاب أن عُمان رغم تنوع الأعراق والمذاهب فيها لا تجد مرض التعصب ظاهراً بينهم ولا داء النعرات الكريهة بارزاً في ثقافتهم العامة. وهو ما تعاني منه مجتمعات مسلمة كثيرة... ولا أتردد في اننا في الكويت بلغنا درجة من التأزيم المكشوف والتصعيد القبيح لصراع الانتماءات المتعددة فلنستفد من التجربة العُمانية في التوافق الاجتماعي.
لكن ماذا عن المرأة العُمانية؟! الأخت المكرمة شكور بنت محمد الغماري رئيسة مجلس إدارة جمعية المرأة العُمانية في مسقط رحبت ترحيبا كبيرا في تبني مشروع ركاز لتعزيز الأخلاق بمدينة مسقط في سلطنة عُمان. وأكدت من خلال كلمتها على مبدأ المسؤولية الاجتماعية المشتركة لحماية وخدمة الشباب وتقديم البرامج الإعلامية والتربوية النافعة لهم من أجل التغيير نحو الأفضل، وذكرت نماذج على هذه البرامج مثل الدورات التدريبية التي تعطيها الجمعية لتأهيل شباب يرشدون المدمنين، واعتبرت مشروع ركاز إحدى هذه المحطات.ويعود السؤال ثانية، لماذا المرأة العُمانية غير؟! والجواب انني لاحظت أن كثيراً من جمعيات النهضة النسائية وحركات تحرر المرأة في عالمنا العربي التي جاءت لرد اعتبار مكانة المرأة وتخليصها من موروثات لا تتفق مع دين ولا دنيا... أقول: كثير من هذه الجمعيات والحركات تطرفت بحيث أصبحت تتبنى حداثة معطوبة، فبدلاً من تحرير حقيقي متوازن جعلوها أسيرة منظومة قيمة غربية ففرحت بأوهام الرق الجديد.أما جمعية المرأة العُمانية في مسقط التي أُسست عام 1970م فإنها تنطلق من بناء حداثتها على قواعد أصالتها ما جعلها قريبة من هموم الناس وحاجاتهم فتجاوزت عثرات جمعيات نسائية عربية كثيرة تعيش عزلة عن شعبها أو انها تسوق التغريب وتُسميه تصورا وتحررا وحداثة واستنارة!!
إذا التقيت بالنساء العُمانيات تحس أنهن عُمانيات لحفاظهن على الهوية، بينما نجد من بناتنا من تظن أنها من «صربيا» لما صنعت في شكلها!شارك في حفل الجمعية معي المنشد الكويتي حمود الخضر والمنشدان العُمانيان إبراهيم محمد وأنس الغزالي وألقى علي العجمي كلمة المدير العام للمشروع، وكان مهدي العجمي السكرتير الثالث في السفارة الكويتية، وكانت حفلة قيمية عُمانية - كويتية زرنا بعدها في اليوم الثاني السفارة الكويتية وإذا بالسفير شملان الرومي وظاهر الخرينج وعبدالله الشطي ومهدي العجمي... جميعهم يقولون حباً وقناعة عُمان غير!محمد العوضي
(منقــول)
سافرت الجمعة الماضية إلى العاصمة العُمانية مسقط للمشاركة في فعاليات حملة ركاز «فاز من حياته انجاز» وذلك في النشاط المقام بجمعية المرأة العُمانية في مسقط الجهة الحاضنة «لركاز» هناك... في الطائرة جاء ثلاثة شباب من أماكنهم ليجلسوا في المقاعد الخالية بجواري وخلفي من أجل الحوار إذ انهم طلبة يدرسون في مسقط... سألتهم لو طلبت منكم تحديد بعض السمات التي أعجبتكم في المجتمع العُماني فماذا تقولون؟ فكان اجماعهم على أن العُمانيين شعب، مسالم، وخدوم، ومتواضع، وكريم ويحب المساعدة، وترى العُماني يعمل بجد في كل مرافق الحياة، وضربوا لي أمثلة عديدة من خلال معايشتهم هناك... قالوا: عمرنا ما شفنا عُماني «يصرخ بأعلى صوته»، قلت لهم حتى كاميراتهم هادئة تلتقط الصورة من دون فلاش وان كانت الأضواء خافتة كما حصل معي في المحاضرة التي ألقيتها قبل شهرين في مسرح المدينة، ليست مبالغة ما حكاه الطلبة فهذا انطباع الكثيرين ممن زار عُمان، طبيب الأنف والأذن والحنجرة الدكتور عبدالله العلي، والعميد حسين عبدالسلام... وغيرهما ممن شارك في مؤتمرات عُمانية، لكن أهم ما لفت سمعي ملاحظة الطلاب أن عُمان رغم تنوع الأعراق والمذاهب فيها لا تجد مرض التعصب ظاهراً بينهم ولا داء النعرات الكريهة بارزاً في ثقافتهم العامة. وهو ما تعاني منه مجتمعات مسلمة كثيرة... ولا أتردد في اننا في الكويت بلغنا درجة من التأزيم المكشوف والتصعيد القبيح لصراع الانتماءات المتعددة فلنستفد من التجربة العُمانية في التوافق الاجتماعي.
لكن ماذا عن المرأة العُمانية؟! الأخت المكرمة شكور بنت محمد الغماري رئيسة مجلس إدارة جمعية المرأة العُمانية في مسقط رحبت ترحيبا كبيرا في تبني مشروع ركاز لتعزيز الأخلاق بمدينة مسقط في سلطنة عُمان. وأكدت من خلال كلمتها على مبدأ المسؤولية الاجتماعية المشتركة لحماية وخدمة الشباب وتقديم البرامج الإعلامية والتربوية النافعة لهم من أجل التغيير نحو الأفضل، وذكرت نماذج على هذه البرامج مثل الدورات التدريبية التي تعطيها الجمعية لتأهيل شباب يرشدون المدمنين، واعتبرت مشروع ركاز إحدى هذه المحطات.ويعود السؤال ثانية، لماذا المرأة العُمانية غير؟! والجواب انني لاحظت أن كثيراً من جمعيات النهضة النسائية وحركات تحرر المرأة في عالمنا العربي التي جاءت لرد اعتبار مكانة المرأة وتخليصها من موروثات لا تتفق مع دين ولا دنيا... أقول: كثير من هذه الجمعيات والحركات تطرفت بحيث أصبحت تتبنى حداثة معطوبة، فبدلاً من تحرير حقيقي متوازن جعلوها أسيرة منظومة قيمة غربية ففرحت بأوهام الرق الجديد.أما جمعية المرأة العُمانية في مسقط التي أُسست عام 1970م فإنها تنطلق من بناء حداثتها على قواعد أصالتها ما جعلها قريبة من هموم الناس وحاجاتهم فتجاوزت عثرات جمعيات نسائية عربية كثيرة تعيش عزلة عن شعبها أو انها تسوق التغريب وتُسميه تصورا وتحررا وحداثة واستنارة!!
إذا التقيت بالنساء العُمانيات تحس أنهن عُمانيات لحفاظهن على الهوية، بينما نجد من بناتنا من تظن أنها من «صربيا» لما صنعت في شكلها!شارك في حفل الجمعية معي المنشد الكويتي حمود الخضر والمنشدان العُمانيان إبراهيم محمد وأنس الغزالي وألقى علي العجمي كلمة المدير العام للمشروع، وكان مهدي العجمي السكرتير الثالث في السفارة الكويتية، وكانت حفلة قيمية عُمانية - كويتية زرنا بعدها في اليوم الثاني السفارة الكويتية وإذا بالسفير شملان الرومي وظاهر الخرينج وعبدالله الشطي ومهدي العجمي... جميعهم يقولون حباً وقناعة عُمان غير!محمد العوضي
(منقــول)
تعليق