أوسمعتم عن رصاصة الرحمة
هذا هو الحال فالرصاصة قاتلة إلا أنها بنظر الناس تحدث رحمة
ليت شعري كيف ذلك ،أوليس الاب يضرب ابنه ويأنبه اشد التأنيب وهو اغلى ضناه ، فما ضربه الا شفقتا به لئلا يقع الخطء ، وتصويبا لحاله ، فالمر يجني العسل احيانا، فالموت له نفس الحال ،قد ترى من هو على حافة الموت ولكن لا يموت ، ومنهم من هو في عنفوان الشباب يسقط ميتا ، بلا عله تذكر ، ولا مرض أزمن كاهله، والاخر من هو قد عمر سنين وراى احفاد احفاده،و الله لح الحكم في ذلك كله ، ولكن الانسان قليل الحيلة ، ضعيف الحال ، محدود المدارك ، فحكمة الله وما أتانا الله من العلم إلا القليل وهذا يجرني الى قصة ملك الموت و رب العزة ، إذ امر الله ملك الموت ان ينزع روح امراة وحيدة برضيعها في احد القفار التي لا انيس فيها لطفلها سواها، ولا مكفن لها،ولا منقذ لوليدها، فحزن ملك الموت لتلك الحال، ولكن فطرته التي جبل عليها لا تملك العصيان فيها
فمرت السنون ع تلك الوقعة وكما هي الحال ملك الموت من بقعة الى بقعة نازعا لارواح الخلائق إذ أمر بنزع روح رجل عجوز طاعنا في السن ذاهب الى الحداد ليضع في اسفل عصاه حديدا لكي لا تتآكل العصى فتطول عمرا، وهو لا يدري أن الذي بينه وبين الموت بضع أنفاس عدت وقضي امرها ، لا جدال ولا تأخير ولا استبدال
فضحك ملك الموت فأخبره رب العزة بأن الطفل الوحيد هو نفسه هذا الرجل الهرم فلو عدنا لطلقة الرحمة هذه فما هي الا طبيعة فطرية قاصرة ، فالله ارأف من الام لولدها
فالموت والحياة مجاهيل لا يعلمها أكبر الملائكة ولا أعظم الانبياء