تويت
صناعة السياحة
http://majaless.com/up/get-8-2009-s9jt6ssk.jpg
تزدهر السلطنة بمقومات سياحية متنوعة تمزج بين الماضي وحداثة الحاضر ، وبين الموروث وعبق التاريخ، مما جعلها من أكثر الدول الغنية في العالم بمقومات السياحة المتنوعة ، وكل ما نراه الآن ليس إلا نتاج تعب وكفاح الإنسان العماني في السابق، فهو من صنع التاريخ ، وهو من خلف الأمجاد، وهو من خاض المعارك ليبقي الأرض وما فيها حية ويمنع سطوة الأعداء. فقد كانت تمثل الأرض جزءا كبيرا من حياة الإنسان العماني، فأحبها وأعطاها حياته واعتنى بها كما يعتني بأطفاله ، لينال ما قدر الله له من رزقها، و لتتمتع الأجيال القادمة بها وتنتفع بمقوماتها.
من هنا ينطلق محور حديثي وتنبعث تساؤلاتي ، فرغم ما تمتلكه أرضنا من مقومات طبيعية، تاريخية ،تراثية ،وأمنية إلا أننا لانرى ذلك الإقبال الكبير المتناسب مع المقومات السياحية المختلفة في السلطنة كما هو الحال في الدول الأخرى. لماذا نرى المواطن العماني يتجه إلى الدول الأخرى للسياحة رغم سياحة بلده الواسع؟! أو لماذا لا نرى ازدحام السائحين وتوافدهم بالرغم من وجود كنوز مختلفة في السلطنة ؟!..
تدور التساؤلات حول أسباب جمود السياحة في السلطنة، وعدم فعاليتها بالشكل المتناسب مع تنوع عناصرها. ويعود سبب ذلك إلى تقصير الجهات المسؤلة أولا ، و إلى تقصير الإنسان العماني ثانيا. فمعظم ولايات السلطنة تفتقر إلى العديد من العناصر المهمة والمساندة للمقومات الطبيعية والتاريخية الأخرى في الولاية، ومن أهم هذه العناصر الحدائق العائلية الكبيرة والمتطورة، الأسواق الضخمة ، الشقق الفندقية ، دورات مياه واسعة وغيرها من العناصر التي يمكنها أن تخلق جوا ملائما للسائح مع الأجواء الطبيعية الأخرى. وتستطيع السلطنة توفير جميع مستلزمات السائح بالصورة المطلوبة من خلال التوسع في تشجيع الاستثمار الأجنبي أو تشجيع قطاع الخاص في السلطنة للاستثمار الداخلي. كما بإمكان السلطنة تنظيم عملية السياحة من خلال تصنيف جميع الولايات السياحية إلى ولايات ساحلية وولايات داخلية بحيث تتميز كل منها بخدمات وفقا لمقوماتها الطبيعية الموجودة فيها،على سبيل المثال المناطق الساحلية توفر فيها ألعاب بحرية متنوعة عند الشاطئ، استراحات شاطئية ، فنادق شاطئية ،معرض بحري للسفن القديمة والحديثة، ومدن للأسواق توفر مستلزمات البيئة الساحلية ، أما الولايات الداخلية فتوفر فيها حدائق عائلية كبيرة، مدن للأسواق توفر جميع مستلزمات البيئة الداخلية، متاحف شعبية وتقليدية، واستراحات متنوعة. ومن خلال ذلك ستتم عملية إنتاج الإعلانات والأدلة السياحية، وبذلك ستنتظم عملية السياحة عند السياح ،وسيخلق هذا التنظيم شعور السائح بالنظام والراحة ، وسيعكس إيجابا على نظرة العالم للسلطنة ذاتها. أما دور الإنسان العماني فيتمثل في المحافظة والعناية بالبيئة السياحية، والاهتمام بمقوماتها، والاعتزاز بأرض الأجداد وتاريخهم، والمساهمة في تعريف السياح بها ، و ستنعكس بذلك قيم وأخلاقيات الإنسان العماني ومدى حسن ضيافته للسائح ، ولكن رغم ما تمتلكه أرضنا من سياحة مزجت الماضي بالحاضر ، وتغنت بالموروث والتاريخ إلا أنني أعجب من أولئك الذين يعشقون التعرف على سياحة البلدان الأخرى ووصف جمالها في مقالاتهم وكتاباتهم المختلفة ، كأنهم بذلك يرمون إلى إسقاط جمال وتراث بلادهم تحت أرجل تلك البلاد الغريبة عنهم ويخلقون المقارنة بأقلامهم هذا إن لم يخلقوها مسبقا بأفواههم ، ويحملون مسؤولية ترويج سياحة بلادهم للإعلانات فقط ، وهذا ينم إلى عدم اعتزازهم بموروثاتهم وطبيعتهم السياحية إلا فقط كدخل مادي لا غير . و هنا أوجه خطابي فلا تكفي الإعلانات لتروج السياحة ما لم يساهم كل شخص في الترويج عن بلده واعتزازه بمقوماتها السياحية. والمحافظة على بقائها كجزء من حياته، فالسياحة لا تعني الأرض فقط بل الإنسان أيضا..
وإذا تكاتفت جهود الدولة مع جهود الأفراد ، وأحس كل شخص بمسؤوليته تجاه كل معطيات السياحة على أرضه ، فستخلق بذلك مايسمى ب " صناعة السياحة " ، وستصبح مصدر دخل لا محدود وغير منقطع بإذن الله. فقط فليكن شعار الدولة " سنثري السياحة بالخدمات " وليكن شعار الفرد " حبنا لبيئتنا هو مصدر دخلنا ".
يسرى المسكرية..... كلية العلوم التطبيقية بصور
http://majaless.com/up/get-8-2009-s9jt6ssk.jpg
تزدهر السلطنة بمقومات سياحية متنوعة تمزج بين الماضي وحداثة الحاضر ، وبين الموروث وعبق التاريخ، مما جعلها من أكثر الدول الغنية في العالم بمقومات السياحة المتنوعة ، وكل ما نراه الآن ليس إلا نتاج تعب وكفاح الإنسان العماني في السابق، فهو من صنع التاريخ ، وهو من خلف الأمجاد، وهو من خاض المعارك ليبقي الأرض وما فيها حية ويمنع سطوة الأعداء. فقد كانت تمثل الأرض جزءا كبيرا من حياة الإنسان العماني، فأحبها وأعطاها حياته واعتنى بها كما يعتني بأطفاله ، لينال ما قدر الله له من رزقها، و لتتمتع الأجيال القادمة بها وتنتفع بمقوماتها.
من هنا ينطلق محور حديثي وتنبعث تساؤلاتي ، فرغم ما تمتلكه أرضنا من مقومات طبيعية، تاريخية ،تراثية ،وأمنية إلا أننا لانرى ذلك الإقبال الكبير المتناسب مع المقومات السياحية المختلفة في السلطنة كما هو الحال في الدول الأخرى. لماذا نرى المواطن العماني يتجه إلى الدول الأخرى للسياحة رغم سياحة بلده الواسع؟! أو لماذا لا نرى ازدحام السائحين وتوافدهم بالرغم من وجود كنوز مختلفة في السلطنة ؟!..
تدور التساؤلات حول أسباب جمود السياحة في السلطنة، وعدم فعاليتها بالشكل المتناسب مع تنوع عناصرها. ويعود سبب ذلك إلى تقصير الجهات المسؤلة أولا ، و إلى تقصير الإنسان العماني ثانيا. فمعظم ولايات السلطنة تفتقر إلى العديد من العناصر المهمة والمساندة للمقومات الطبيعية والتاريخية الأخرى في الولاية، ومن أهم هذه العناصر الحدائق العائلية الكبيرة والمتطورة، الأسواق الضخمة ، الشقق الفندقية ، دورات مياه واسعة وغيرها من العناصر التي يمكنها أن تخلق جوا ملائما للسائح مع الأجواء الطبيعية الأخرى. وتستطيع السلطنة توفير جميع مستلزمات السائح بالصورة المطلوبة من خلال التوسع في تشجيع الاستثمار الأجنبي أو تشجيع قطاع الخاص في السلطنة للاستثمار الداخلي. كما بإمكان السلطنة تنظيم عملية السياحة من خلال تصنيف جميع الولايات السياحية إلى ولايات ساحلية وولايات داخلية بحيث تتميز كل منها بخدمات وفقا لمقوماتها الطبيعية الموجودة فيها،على سبيل المثال المناطق الساحلية توفر فيها ألعاب بحرية متنوعة عند الشاطئ، استراحات شاطئية ، فنادق شاطئية ،معرض بحري للسفن القديمة والحديثة، ومدن للأسواق توفر مستلزمات البيئة الساحلية ، أما الولايات الداخلية فتوفر فيها حدائق عائلية كبيرة، مدن للأسواق توفر جميع مستلزمات البيئة الداخلية، متاحف شعبية وتقليدية، واستراحات متنوعة. ومن خلال ذلك ستتم عملية إنتاج الإعلانات والأدلة السياحية، وبذلك ستنتظم عملية السياحة عند السياح ،وسيخلق هذا التنظيم شعور السائح بالنظام والراحة ، وسيعكس إيجابا على نظرة العالم للسلطنة ذاتها. أما دور الإنسان العماني فيتمثل في المحافظة والعناية بالبيئة السياحية، والاهتمام بمقوماتها، والاعتزاز بأرض الأجداد وتاريخهم، والمساهمة في تعريف السياح بها ، و ستنعكس بذلك قيم وأخلاقيات الإنسان العماني ومدى حسن ضيافته للسائح ، ولكن رغم ما تمتلكه أرضنا من سياحة مزجت الماضي بالحاضر ، وتغنت بالموروث والتاريخ إلا أنني أعجب من أولئك الذين يعشقون التعرف على سياحة البلدان الأخرى ووصف جمالها في مقالاتهم وكتاباتهم المختلفة ، كأنهم بذلك يرمون إلى إسقاط جمال وتراث بلادهم تحت أرجل تلك البلاد الغريبة عنهم ويخلقون المقارنة بأقلامهم هذا إن لم يخلقوها مسبقا بأفواههم ، ويحملون مسؤولية ترويج سياحة بلادهم للإعلانات فقط ، وهذا ينم إلى عدم اعتزازهم بموروثاتهم وطبيعتهم السياحية إلا فقط كدخل مادي لا غير . و هنا أوجه خطابي فلا تكفي الإعلانات لتروج السياحة ما لم يساهم كل شخص في الترويج عن بلده واعتزازه بمقوماتها السياحية. والمحافظة على بقائها كجزء من حياته، فالسياحة لا تعني الأرض فقط بل الإنسان أيضا..
وإذا تكاتفت جهود الدولة مع جهود الأفراد ، وأحس كل شخص بمسؤوليته تجاه كل معطيات السياحة على أرضه ، فستخلق بذلك مايسمى ب " صناعة السياحة " ، وستصبح مصدر دخل لا محدود وغير منقطع بإذن الله. فقط فليكن شعار الدولة " سنثري السياحة بالخدمات " وليكن شعار الفرد " حبنا لبيئتنا هو مصدر دخلنا ".
يسرى المسكرية..... كلية العلوم التطبيقية بصور
.gif "Smiles (64)")
تعليق