[align=center]اليوم فـي الثانية ظهرا السلطنة تشهد كسوفا حلقيا للشمس
التحديق المباشر فـي الشمس قد يسبب العمى
يشهد عدد من دول العالم ومن بينها السلطنة اليوم كسوفا حلقيا للشمس بين الساعة الثانية ظهرا والرابعة عصرا.
ويؤكد ذلك مروان أنور شويكي أمين القبة الفلكية بشركة تنمية نفط عمان أن الكسوف الشمسي الذي حدث فـي أغسطس عام 1999 ما زال عالقا بأذهاننا عندما أوشك القمر أن يخفي وراءه قرص الشمس. فـي صورة مشهد رائع لكسوف كلي آخذ مساره قريبا من السلطنة مما جعل ذلك الكسوف الذي ظهر جزئيا لدينا فـي السلطنة يصل إلى نسبة من 85% إلى 90%. وربما ما زال البعض يذكرون كيف أظلم النهار بنسبة ملحوظة وكأن غيمة سميكة أخذت مكانها فوق الرؤوس.
مثل تلك الصورة لا تتكرر كثيرا فـي الواقع. والأكثر ندرة هي ان يمر مسار ظل القمر ذاته (الكسوف الكلي) فـي بلد محدد. ومع ذلك فإن الناس فـي البلد الواحد قد لا يتمكنون من مشاهدة أكثر من حالة كسوف جزئي فـي العقد الواحد. وإذا كانوا محظوظين فإنهم سيتمكنون من مشاهدة الكسوف الكلي.
ولأن مرور الظل الصغير التام للقمر يكون نادرا فـي البلد الواحد كما ذكرنا، فإن هواة الفلك وعاشقي التصوير الطبيعي يسافرون آلاف الكيلومترات أحيانا ويقطعون البلاد والبحار لنيل تلك الفرصة الذهبية النادرة لعلهم يحظون بصورة للشمس المكسوفة ليفخروا بها لسنوات طوال.
وبالنسبة للكسوف المنتظر حدوثه فـي الثالث من أكتوبر فإنه لن يكون كسوفا كليا فـي أي مكان على الأرض. بل سيكون من نوع آخر يعرف بالكسوف الحلقي أي أنه فـي البلاد التي سيمر بها مسار الكسوف، لن يرى الناس هناك الشمس تختفي تماما خلف قرص القمر، بل سوف يغلق القمر معظم قرصها وسيعجز عن إغلاقه بالكامل وبذلك سوف نرى وكأن القمر قد ترك لنا من الشمس حلقة دقيقة فقط.
والسؤال ما هو الكسوف وكيف يحدث وما هو الكسوف الحلقي تحديدا؟
نعرف جميعا بأن القمر يدور حول الأرض مرة كل شهر عربي ويمر فـي عدة أوجه وأشكال فـي دورته تلك: فيبدأ محاقا حيث لا نرى من نهاره شيئا ويكون فـي جهة الشمس ثم يتحرك من عندها متجها إلى الشرق ولا يلبث أن يصبح هلالا. ويكبر الهلال ليلة بعد ليلة ليصبح تربيعا وعند هذه اللحظة يكون قد مضى من دورته الربع. ويستمر بالابتعاد عن الشمس ويكبر حجم الجزء المنير منه حتى يصبح مقابلا للشمس تماما ويصبح شكله بدرا ويكون قد انقضى من دورته النصف. ليلة بعد ليلة، يتجه القمر إلى الشرق ويبدأ حجم الجزء المنير منه بالتضاؤل إلى أن يعود تربيعا معكوسا ثم يتضاءل ليصبح هلالاً أخيرا ثم محاقا لينتهي الشهر القديم ويبدأ الشهر الجديد..
تناسق عجيب
ومن المعروف أيضا أن قطر الشمس أكبر من قطر القمر بحوالي 400 مرة. وفـي الوقت ذاته، فهي أبعد منه بنفس القيمة أي (400) مرة. ويترتب على هذا التناسق العجيب، أن حجم القمر الظاهري فـي السماء (أي المساحة التي يغطيها من السماء) يساوي نفس الحجم الظاهري للشمس فـي السماء أيضا وهي نصف درجة. ومن هنا فإذا وافق أن مر القمر أمام الشمس نهارا فـي ظرف خاص وهو فـي وضع المحاق، فمن المؤكد بأنه سيتمكن من حجبها تماما.
ولكن لماذا لا يحدث هذا الكسوف فـي كل شهر عندما يكون القمر أمام الشمس فـي وضع المحاق؟
الحقيقة أنه لو كان مدار القمر حول الأرض على نفس مستوى مدار الأرض حول الشمس لحصل أمر غريب وهو ان القمر سيكسف الشمس عندما يكون محاقا فـي بداية كل شهر عربي وسيُخسف من قبل ظل الأرض فـي وسط كل شهر قمري عندما يكون بدرا! .
ولكن ميل مدار القمر حول الأرض بحوالي 5 درجات على مدار الأرض حول الشمس، يؤدي إلى أن لا يسقط ظل القمر على الأرض فـي كل مرة يكون أمامها بالنسبة للشمس، وألا يدخل القمر فـي ظل الأرض فـي كل مرة يكون خلفها. بل لا تحدث تلك الظواهر إلا عندما يتوافق وجود القمر فـي إحدى عقدتي مداره ثم أن يكون إما بين الأرض والشمس (كسوف الشمس) أو خلف الأرض (خسوف القمر).
إذن، فالكسوف الشمسي هو أن يتوافق وجود القمر فـي إحدى عقدتي مداره ثم أن يكون بين الأرض والشمس عند وضع المحاق، وبذلك فإن ظله يسقط على جزء صغير من الأرض فيصبح ذلك الجزء من الأرض مظلما مثلما حاله فـي الليل. ولكن هل هذا كل شيء؟ يبدو أننا لم ننته بعد.
كلنا نعلم بأن مدار الأجرام السماوية هي ليست مدارات مثالية الدائرية بل إن فيها انبعاجا أي أن المدارات هي إهليلجية.
وهذا يعني أن القمر لا يكون على نفس البعد من الأرض طوال دورته حولها. بل يكون قريبا نسبيا فـي موضع حضيض المدار ويكون بعيدا عنها بشكل نسبي أيضا عندما يقع فـي أوج المدار . إذن فإن هناك ظرفا حرجا عنده لا يمكن أن يتمكن القمر من حجب كامل قرص الشمس. وقبله فالقمر يتمكن من حجبها بل يزيد أيضا.
وفـي الكسوف المنتظر هذا، فإن القمر سيكون على بعد 392600 كم من الأرض أي قريب من أبعد نقاطه عن الأرض (الأوج) والذي يبلغ 406000 كم ومن هنا فإن القمر الذي سيبدو بعيدا بعض الشيء عن الأرض لن يتمكن من حجب كامل الشمس ولذلك فسيترك حلقة مضاءة منها حوله.
ماذا سنرى من السلطنة؟
إن مسار الكسوف الذي سيمر بعدة دول عربية، سوف يكون بعيدا عن السلطنة وسوف نتمكن من مشاهدة حجب للشمس يصل الى حوالي 30% فقط.
كيف نشاهد الكسوف؟
الحقيقة أن كسوف الشمس من أكثر الظواهر الفلكية تأثيرا على الناس كونها تحول النهار إلى ليل بشكل مفاجئ ولهذا فقد اقترنت هذه الظاهرة بالعديد من الخرافات والأساطير والتشاؤم والتندر ولوضع حد واضح لهذه الظاهرة وكذلك ظاهرة الخسوف القمري، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الشمس والقمر بأنهما آيتان من آيات الله ولا ينكسفان ولا ينخسفان لموت أحد أو لحياته. وبرغم أننا لا نؤمن بما اعتقده المنجمون من خزعبلات وضلالات، إلا أننا نؤكد أن التحديق فـي الشمس هو خطر جدا على العين حيث إنه قد يسبب العمى لها. وهنا اود التأكيد بأن الخطر لا يأتي من الكسوف الشمسي بحد ذاته.
بل من الشمس نفسها سواء أكانت جلية واضحة أو كسف من قرصها جزء ما. فالخطر يكمن فـي أن الشمس تشع إشعاعات خطيرة منها ما هو تحت الأحمر ومنها ما هو فوق البنفسجي ومنها ما هو مرئي. والأخطر على العين هو ذلك الجزء الذي يقع فوق اللون البنفسجي من الطيف حيث إن طاقته عالية وتحرق بلا رحمة شبكية العين. ولا شك أن الأشعة تحت الحمراء هي أشعة حرارية لها تأثيرها السلبي أيضا.
ومن هنا فإننا نحذر الهواة الراصدين من التحديق المباشر فـي الشمس بقصد رصد الظاهرة والتأمل فيها. بل يجب على الراصدين أن يضعوا أمام أعينهم نظارات كسوفية خاصة ولا أقول نظارات شمسية لأن الأخيرة تحجب أقل من نصف الأشعة القادمة من الشمس فـي حين أننا نريد حجب أكثر من 99% منها.
ولكن ماذا يمكن لهاوي الفلك أن يفعل إن لم يجد تلك النظارة الخاصة بالكسوف؟
هنا يمكنه اللجوء إلى طريقة تدخين الزجاج الأبيض من خلال لهب شمعة. وذلك بتعريض الزجاجة الشفاف للسناج المنطلق من لهب الشمعة بطريقة الملامسة المباشرة والسريعة خشية أن يكسرها اللهب. بهذه الطريقة يمكن أن نعتم الزجاجة إلى درجة كبيرة يمكننا معها مشاهدة الشمس أثناء كسوفها.
ولكن ومع ذلك فإن هذه الطريقة ليست آمنة تماما بل يجب فـي حالة الاضطرار لاستخدامها أن تستخدم لبضعة ثوان فقط كل عدة دقائق حتى لا تتسرب الإشعاعات الخطرة إلى شبكية العين.
ولادة الهلال
بماذا يتميز هذا الكسوف؟هل أخذك خيالك يوما أيها القارئ العزيز لتصور حالة أو ظرف ترى فيه ولادة حقيقية لشهر رمضان وتكون تشعر بثقة كافية وأنت تراقب مشاهد تلك الولادة؟
حسنا إذن فقط راقب كسوف اليوم هذا. فكسوف الشمس ما هو إلا لحظة مرئية لولادة الهلال الجديد معلنا نهاية الشهر القديم. إن مشكلة مشاهدة هلال الأشهر العربية تكمن فـي أن القمر لا يكسف الشمس وهو محاق فـي بداية كل شهر - كما أسلفنا سابقا، بل هو إما ان يعبر من فوقها او من تحتها الأمر الذي يجعله مخفيا تماما. ومن هنا فلا تتاح الفرصة لمشاهدة الهلال الجديد قبل أن يتحرك القمر بمقدار كاف مبتعدا عن الشمس لتكبر تلك المساحة المنارة منه التي نسميها الهلال وتصبح رؤيته ممكنة بعد غروب الشمس. وهذا لا يحدث بالعادة قبل مضى 51 ساعة تقريبا على ولادة الهلال.
من هنا، فإن هذا الكسوف ما هو إلا علامة مرئية وواضحة لولادة الهلال. ولكن ومع ذلك، فلن تتحقق رؤية الهلال فـي ذلك المساء بسبب فرط صغره.فالكسوف الذي سيبدأ فـي الساعة الثانية بعد الظهر وينتهي فـي الساعة 4:12 عصرا، سيجعل عمر الهلال صغيرا جدا عند مغيب الشمس مساء، فعمره لن يكون أكثر من ساعتين ونصف بالنسبة للسلطنة. وبذلك، فمن الصعوبة البحث عنه أو تحريه بعد مغيب الشمس. وأما غدا الثلاثاء، فسوف يكون الهلال كبيرا بشكل جيد وسيتمكن الراصدون من مشاهدته بالعين المجردة بسهولة.
أقرب كسوف
إن أقرب كسوف حلقي للشمس سيمر فـي أرض السلطنة هو كسوف 26/12/ 2019 حيث تشرق شمس ذلك الصباح وهي مكسوفة وتظهر الثلمة القمرية فـي الناحية المشرقة من الشمس ويتوغل القمر حاجبا مساحات اكبر من قرص الشمس حتى يتخللها ويحاصر نفسه بطوق جميل من ضيائها. وبعد ذلك بستة أشهر فقط أي فـي 21/6/2020 ستكسف الشمس كسوفا حلقيا آخر بالنسبة للسلطنة وسيكون حلقيا بالنسبة لمن يسكنون شمال البلاد.ومن الجدير بالذكر أن القبة الفلكية بشركة تنمية نفط عمان، تقيم رصدا عمليا للكسوف بعد ظهر اليوم الاثنين من الساعة الثانية إلا ربع بعد الظهر وحتى الساعة الرابعة والربع وذلك باستخدام المرقب المزود بالمرشحات الضوئية المناسبة.
المصدر
www.omandaily.com
إلى اللقاء...[/align]
التحديق المباشر فـي الشمس قد يسبب العمى
يشهد عدد من دول العالم ومن بينها السلطنة اليوم كسوفا حلقيا للشمس بين الساعة الثانية ظهرا والرابعة عصرا.
ويؤكد ذلك مروان أنور شويكي أمين القبة الفلكية بشركة تنمية نفط عمان أن الكسوف الشمسي الذي حدث فـي أغسطس عام 1999 ما زال عالقا بأذهاننا عندما أوشك القمر أن يخفي وراءه قرص الشمس. فـي صورة مشهد رائع لكسوف كلي آخذ مساره قريبا من السلطنة مما جعل ذلك الكسوف الذي ظهر جزئيا لدينا فـي السلطنة يصل إلى نسبة من 85% إلى 90%. وربما ما زال البعض يذكرون كيف أظلم النهار بنسبة ملحوظة وكأن غيمة سميكة أخذت مكانها فوق الرؤوس.
مثل تلك الصورة لا تتكرر كثيرا فـي الواقع. والأكثر ندرة هي ان يمر مسار ظل القمر ذاته (الكسوف الكلي) فـي بلد محدد. ومع ذلك فإن الناس فـي البلد الواحد قد لا يتمكنون من مشاهدة أكثر من حالة كسوف جزئي فـي العقد الواحد. وإذا كانوا محظوظين فإنهم سيتمكنون من مشاهدة الكسوف الكلي.
ولأن مرور الظل الصغير التام للقمر يكون نادرا فـي البلد الواحد كما ذكرنا، فإن هواة الفلك وعاشقي التصوير الطبيعي يسافرون آلاف الكيلومترات أحيانا ويقطعون البلاد والبحار لنيل تلك الفرصة الذهبية النادرة لعلهم يحظون بصورة للشمس المكسوفة ليفخروا بها لسنوات طوال.
وبالنسبة للكسوف المنتظر حدوثه فـي الثالث من أكتوبر فإنه لن يكون كسوفا كليا فـي أي مكان على الأرض. بل سيكون من نوع آخر يعرف بالكسوف الحلقي أي أنه فـي البلاد التي سيمر بها مسار الكسوف، لن يرى الناس هناك الشمس تختفي تماما خلف قرص القمر، بل سوف يغلق القمر معظم قرصها وسيعجز عن إغلاقه بالكامل وبذلك سوف نرى وكأن القمر قد ترك لنا من الشمس حلقة دقيقة فقط.
والسؤال ما هو الكسوف وكيف يحدث وما هو الكسوف الحلقي تحديدا؟
نعرف جميعا بأن القمر يدور حول الأرض مرة كل شهر عربي ويمر فـي عدة أوجه وأشكال فـي دورته تلك: فيبدأ محاقا حيث لا نرى من نهاره شيئا ويكون فـي جهة الشمس ثم يتحرك من عندها متجها إلى الشرق ولا يلبث أن يصبح هلالا. ويكبر الهلال ليلة بعد ليلة ليصبح تربيعا وعند هذه اللحظة يكون قد مضى من دورته الربع. ويستمر بالابتعاد عن الشمس ويكبر حجم الجزء المنير منه حتى يصبح مقابلا للشمس تماما ويصبح شكله بدرا ويكون قد انقضى من دورته النصف. ليلة بعد ليلة، يتجه القمر إلى الشرق ويبدأ حجم الجزء المنير منه بالتضاؤل إلى أن يعود تربيعا معكوسا ثم يتضاءل ليصبح هلالاً أخيرا ثم محاقا لينتهي الشهر القديم ويبدأ الشهر الجديد..
تناسق عجيب
ومن المعروف أيضا أن قطر الشمس أكبر من قطر القمر بحوالي 400 مرة. وفـي الوقت ذاته، فهي أبعد منه بنفس القيمة أي (400) مرة. ويترتب على هذا التناسق العجيب، أن حجم القمر الظاهري فـي السماء (أي المساحة التي يغطيها من السماء) يساوي نفس الحجم الظاهري للشمس فـي السماء أيضا وهي نصف درجة. ومن هنا فإذا وافق أن مر القمر أمام الشمس نهارا فـي ظرف خاص وهو فـي وضع المحاق، فمن المؤكد بأنه سيتمكن من حجبها تماما.
ولكن لماذا لا يحدث هذا الكسوف فـي كل شهر عندما يكون القمر أمام الشمس فـي وضع المحاق؟
الحقيقة أنه لو كان مدار القمر حول الأرض على نفس مستوى مدار الأرض حول الشمس لحصل أمر غريب وهو ان القمر سيكسف الشمس عندما يكون محاقا فـي بداية كل شهر عربي وسيُخسف من قبل ظل الأرض فـي وسط كل شهر قمري عندما يكون بدرا! .
ولكن ميل مدار القمر حول الأرض بحوالي 5 درجات على مدار الأرض حول الشمس، يؤدي إلى أن لا يسقط ظل القمر على الأرض فـي كل مرة يكون أمامها بالنسبة للشمس، وألا يدخل القمر فـي ظل الأرض فـي كل مرة يكون خلفها. بل لا تحدث تلك الظواهر إلا عندما يتوافق وجود القمر فـي إحدى عقدتي مداره ثم أن يكون إما بين الأرض والشمس (كسوف الشمس) أو خلف الأرض (خسوف القمر).
إذن، فالكسوف الشمسي هو أن يتوافق وجود القمر فـي إحدى عقدتي مداره ثم أن يكون بين الأرض والشمس عند وضع المحاق، وبذلك فإن ظله يسقط على جزء صغير من الأرض فيصبح ذلك الجزء من الأرض مظلما مثلما حاله فـي الليل. ولكن هل هذا كل شيء؟ يبدو أننا لم ننته بعد.
كلنا نعلم بأن مدار الأجرام السماوية هي ليست مدارات مثالية الدائرية بل إن فيها انبعاجا أي أن المدارات هي إهليلجية.
وهذا يعني أن القمر لا يكون على نفس البعد من الأرض طوال دورته حولها. بل يكون قريبا نسبيا فـي موضع حضيض المدار ويكون بعيدا عنها بشكل نسبي أيضا عندما يقع فـي أوج المدار . إذن فإن هناك ظرفا حرجا عنده لا يمكن أن يتمكن القمر من حجب كامل قرص الشمس. وقبله فالقمر يتمكن من حجبها بل يزيد أيضا.
وفـي الكسوف المنتظر هذا، فإن القمر سيكون على بعد 392600 كم من الأرض أي قريب من أبعد نقاطه عن الأرض (الأوج) والذي يبلغ 406000 كم ومن هنا فإن القمر الذي سيبدو بعيدا بعض الشيء عن الأرض لن يتمكن من حجب كامل الشمس ولذلك فسيترك حلقة مضاءة منها حوله.
ماذا سنرى من السلطنة؟
إن مسار الكسوف الذي سيمر بعدة دول عربية، سوف يكون بعيدا عن السلطنة وسوف نتمكن من مشاهدة حجب للشمس يصل الى حوالي 30% فقط.
كيف نشاهد الكسوف؟
الحقيقة أن كسوف الشمس من أكثر الظواهر الفلكية تأثيرا على الناس كونها تحول النهار إلى ليل بشكل مفاجئ ولهذا فقد اقترنت هذه الظاهرة بالعديد من الخرافات والأساطير والتشاؤم والتندر ولوضع حد واضح لهذه الظاهرة وكذلك ظاهرة الخسوف القمري، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الشمس والقمر بأنهما آيتان من آيات الله ولا ينكسفان ولا ينخسفان لموت أحد أو لحياته. وبرغم أننا لا نؤمن بما اعتقده المنجمون من خزعبلات وضلالات، إلا أننا نؤكد أن التحديق فـي الشمس هو خطر جدا على العين حيث إنه قد يسبب العمى لها. وهنا اود التأكيد بأن الخطر لا يأتي من الكسوف الشمسي بحد ذاته.
بل من الشمس نفسها سواء أكانت جلية واضحة أو كسف من قرصها جزء ما. فالخطر يكمن فـي أن الشمس تشع إشعاعات خطيرة منها ما هو تحت الأحمر ومنها ما هو فوق البنفسجي ومنها ما هو مرئي. والأخطر على العين هو ذلك الجزء الذي يقع فوق اللون البنفسجي من الطيف حيث إن طاقته عالية وتحرق بلا رحمة شبكية العين. ولا شك أن الأشعة تحت الحمراء هي أشعة حرارية لها تأثيرها السلبي أيضا.
ومن هنا فإننا نحذر الهواة الراصدين من التحديق المباشر فـي الشمس بقصد رصد الظاهرة والتأمل فيها. بل يجب على الراصدين أن يضعوا أمام أعينهم نظارات كسوفية خاصة ولا أقول نظارات شمسية لأن الأخيرة تحجب أقل من نصف الأشعة القادمة من الشمس فـي حين أننا نريد حجب أكثر من 99% منها.
ولكن ماذا يمكن لهاوي الفلك أن يفعل إن لم يجد تلك النظارة الخاصة بالكسوف؟
هنا يمكنه اللجوء إلى طريقة تدخين الزجاج الأبيض من خلال لهب شمعة. وذلك بتعريض الزجاجة الشفاف للسناج المنطلق من لهب الشمعة بطريقة الملامسة المباشرة والسريعة خشية أن يكسرها اللهب. بهذه الطريقة يمكن أن نعتم الزجاجة إلى درجة كبيرة يمكننا معها مشاهدة الشمس أثناء كسوفها.
ولكن ومع ذلك فإن هذه الطريقة ليست آمنة تماما بل يجب فـي حالة الاضطرار لاستخدامها أن تستخدم لبضعة ثوان فقط كل عدة دقائق حتى لا تتسرب الإشعاعات الخطرة إلى شبكية العين.
ولادة الهلال
بماذا يتميز هذا الكسوف؟هل أخذك خيالك يوما أيها القارئ العزيز لتصور حالة أو ظرف ترى فيه ولادة حقيقية لشهر رمضان وتكون تشعر بثقة كافية وأنت تراقب مشاهد تلك الولادة؟
حسنا إذن فقط راقب كسوف اليوم هذا. فكسوف الشمس ما هو إلا لحظة مرئية لولادة الهلال الجديد معلنا نهاية الشهر القديم. إن مشكلة مشاهدة هلال الأشهر العربية تكمن فـي أن القمر لا يكسف الشمس وهو محاق فـي بداية كل شهر - كما أسلفنا سابقا، بل هو إما ان يعبر من فوقها او من تحتها الأمر الذي يجعله مخفيا تماما. ومن هنا فلا تتاح الفرصة لمشاهدة الهلال الجديد قبل أن يتحرك القمر بمقدار كاف مبتعدا عن الشمس لتكبر تلك المساحة المنارة منه التي نسميها الهلال وتصبح رؤيته ممكنة بعد غروب الشمس. وهذا لا يحدث بالعادة قبل مضى 51 ساعة تقريبا على ولادة الهلال.
من هنا، فإن هذا الكسوف ما هو إلا علامة مرئية وواضحة لولادة الهلال. ولكن ومع ذلك، فلن تتحقق رؤية الهلال فـي ذلك المساء بسبب فرط صغره.فالكسوف الذي سيبدأ فـي الساعة الثانية بعد الظهر وينتهي فـي الساعة 4:12 عصرا، سيجعل عمر الهلال صغيرا جدا عند مغيب الشمس مساء، فعمره لن يكون أكثر من ساعتين ونصف بالنسبة للسلطنة. وبذلك، فمن الصعوبة البحث عنه أو تحريه بعد مغيب الشمس. وأما غدا الثلاثاء، فسوف يكون الهلال كبيرا بشكل جيد وسيتمكن الراصدون من مشاهدته بالعين المجردة بسهولة.
أقرب كسوف
إن أقرب كسوف حلقي للشمس سيمر فـي أرض السلطنة هو كسوف 26/12/ 2019 حيث تشرق شمس ذلك الصباح وهي مكسوفة وتظهر الثلمة القمرية فـي الناحية المشرقة من الشمس ويتوغل القمر حاجبا مساحات اكبر من قرص الشمس حتى يتخللها ويحاصر نفسه بطوق جميل من ضيائها. وبعد ذلك بستة أشهر فقط أي فـي 21/6/2020 ستكسف الشمس كسوفا حلقيا آخر بالنسبة للسلطنة وسيكون حلقيا بالنسبة لمن يسكنون شمال البلاد.ومن الجدير بالذكر أن القبة الفلكية بشركة تنمية نفط عمان، تقيم رصدا عمليا للكسوف بعد ظهر اليوم الاثنين من الساعة الثانية إلا ربع بعد الظهر وحتى الساعة الرابعة والربع وذلك باستخدام المرقب المزود بالمرشحات الضوئية المناسبة.
المصدر
www.omandaily.com
إلى اللقاء...[/align]
تعليق