إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما هي الوطنية؟! .. للشيخ علي الطنطاوي .. رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هي الوطنية؟! .. للشيخ علي الطنطاوي .. رحمه الله


    ماهي الوطنية؟ أهي كل عمل ينفع الأمة ويعود على الوطن بالخير والفائدة،أم هي قاصرة على الانتساب بحزب من الأحزاب وعلى الصياح والتهليل والهتاف؟
    هنا تبدأ مسألتنا : فعلى الرغم من صحة الرأي الأول نجد أن الثاني -على فساده- هو المعروف بيننا ،الذي يقره الناس بأعمالهم وإن لم يكن هناك من يجرؤ على الدفاع عنه وتأييده ، بل ربما سعوا إلى البراءة منه. غير أننا نُثبت سلفاً أن الناس يفهمون الوطنية هذا الفهم المقلوب بما نجده من احترامهم لأناس ليس لهم من فضيلة إلا السعي في إغلاق المدينة أو تسيير المظاهرة، أو تشقيق الحناجر بالهتاف في كل مناسبة وغير مناسبة. ويكفي أن يُطرد طالب أو يُضرب إنسان حتى تغلق المدينة. ونحن لا نريد السكوت على طرد طالب ظلماً أو ضرب إنسان إعتداءً ولكننا إذا أغلقنا المدينة لمثل هذا الحادث التافه فماذا نصنع إذا وقع لنا من الحوادث ما فيه روعة وجلال؟ وإذا كنت تطلق مدفعك على هرة فماذا تعمل إذا عدا عليك الأسد؟

    هذه الأولى : فأنا أود لو أحتفظ إخواننا بقوتهم ليوم الحاجة ولم يضعوا السيف في موضع العصا.

    والثانية : أن الوطنية ليست تقتصر على هذا اللون من ألوان العمل، بل هي تتسع لأكبر منه فتشمل التجارة والصناعة والعلم، بل ربما كان المدرس على منبره والتلميذ على مقعده والتاجر في دكانه والصانع في مصنعه أكثر وطنية من تلميذ يدع دروسه ويعطل مستقبله . لماذا؟ قال: ليصيح في الطرقات وتكتب اسمه الجرائد! ومن أستاذ ضعيف يريد أن يتودد إلى طلابه خشية من شغبهم عليه فيحثهم على الإضراب والفوضى من وراء ستار، وصحفي يريد أن يروج جرائده فيختلق الأخبار أو ينفخها كما يُنفخ بالون العيد!
    هذه هي النصيحة الثانية : وهي أن ينظر كل مواطن إلى النقطة التي هو فيها، فيسعى إلى خدمة الوطن فيها، دون أن يدعها فيضيع وتضيع أمته.
    والثالثة: أن الوطنية ملك للناس أجمعين وبابها مفتوح على مصراعيه لكل داخل ، لا كما هي الحال عندنا : محصورة في فئة واحدة يكون الرجل وطنياً إذا انضوى تحت لوائها ، وإلا فلا يُعد إلا رجعياً خائناً مهما كان له في خدمة الوطن من مواقف حميدة وأعمال مجيدة .

    والرابعة: أن الشرف قبل الوطنية، فليس يجوز للشاب الناشئ أن ينحط عن منزلته الشريفة ويأتي مالا يأتلف مع الأخلاق الفاضلة، ولو كان في ذلك نجاح القضية الوطنية . وليس في هذا شيء من الأنانية أو حب الذات ، وإنما هو الواجب، إذ أن الأمة الشريفة تستطيع كل ساعة أن تسعى إلى غايتها ، أما إذا خسرت الأمة أخلاقها فقد خسرت كل شيء.
    والخامسة: أن لا يلجأ الشبان الذين يتعلمون الوطنية-في الدفاع عن وطنيتهم- إلى طرق السباب والشتائم ، وأن لا يدعوا الحزب الذي ينتسبون إليه يستغل جرأتهم عليها فينتقم بهم من أعدائه ويبعث بهم إليهم يسبونهم ويشتمونهم. وليعلموا أن من تصدر عنه البذاءة لايحقر الناس، وإنما يحقر نفسه ويدل على قلة تربيته وانحطاط أخلاقه.
    والسادسة: أن الوطنية هي العلم قبل كل شيء، فإذا كان هؤلاء الإخوان يخلصون للوطن حقاً فليسعوا لتحصيل العلم والتعمق في الثقافة،حتى إذا أصبحوا رجالاً أولي علم واطلاع وكان لهم مواهب سامية سدوا هذا الفراغ الذي نحسه اليوم في كراسي الزعامة الوطنية الصحيحة ، واستطاعوا أن ينهضوا ببلادهم إلى المكانة التي تتطلبها.
    نشرت في جريدة (ألف باء) عام 1933 ...كتاب البواكير ص 288-290


    تعليق النور الساطع : المقال منقول .. والكتاب عندي ولم أتأكد من الموضوع ثقةً فيمن نقله وكتبه ..
    http://upload.omanlover.org/out.php/...untitled-3.gif

    شكراً كيوووووووتة على التوقيع الكيوووتي ^_^

    دورة حفظ القرآن الكريم .. هدية للجميع ..

    حقوق الطبع والنسخ والتوزيع محفوظة لجميع المسلمين ..


    http://www.omanlover.org/vb/showthread.php?t=137364

    ***************
يعمل...
X