أن أكون مهموماً هو الانشغال الدائم بأحداث مؤسفة حدثت لي في الماضي أو قد تحدث لي في المستقبل. وهو نوع من التفكير يجعلك تشعر كما لو كنت تحيا في الماضي أو أنك تعيش في المستقبل، ولا يمكنك أن توقف هذه الأفكار من غزو عقلك. هذه الأفكار غالباً ما تتسم بالعبارات " لو كان..." و "ماذا لو..".
العقل أداه رائعة، فهو قادر على تذكر ما حدث في الماضي وتخيل ما قد يحدث في المستقبل. وبهذه القدرات، فهو بإمكانه استثمار خبرات الماضي ليعدك جيداً لمواجهة الحاضر والمستقبل. لذلك عندما تواجهك مشكلة ما سينشغل عقلك بالتفكير فيها لإيجاد الحل الأمثل لها. فتحمل همها وهذا طبيعي أن يكون الإنسان مهموماً في بعض أوقات حياته. لكن في بعض الأحيان الهم قد يولد التوتر العاطفي فتجد نفسك:
• تفكر بلا انقطاع في أحداث ماضية سببت لك الاكتئاب أو ولدت بداخلك ضغطاً نفسياً وقلقاً.
• أو تفكر بجميع أنواع الأحداث المقبلة السيئة التي قد تحدث لك في المستقبل.
وتجد نفسك في بعض الأحيان، دون سبب واضح، لا يمكن أن يتوقف ذهنك عن التفكير بهذه الأمور. بل أن هذه الأفكار تجعلك تشعر كما لو كانت قد حدثت بالفعل إن كانت تخص المستقبل، أو أنها تحدث لك مرة أخرى كما حدثت لك في الماضي. وتتكرر تلك المشاعر بل وتتزايد حدتها كلما تذكرت أو صرت مهموماً بالمستقبل.
فعلي سبيل المثال، استدعي لذاكرتك الآن آخر مرة انتقدك شخص ما أو وجه إليك كلاماً جارحاً. أو تخيل صديقاً لك سيعاملك في المستقبل بقسوة. ستجد أنك كلما ازداد تفكيرك في هذه الأمور كلما ساءت حالتك أكثر فأكثر. والشيء المثير للعجب حقاً أن هذه الأحداث لا تحدث بالفعل الآن. وجودها ينحصر فقط في عقلك! ومع هذا فأنت في تلك اللحظة تعاني من القلق بسبب شيء لم يعد موجوداً أو لم يوجد بعد.
أحياناً عندما تتبادر هذه الأفكار إلي ذهنك تدرك أنها ليس لها وجود على أرض الواقع فتنصرف عن التفكير عنها. لكن في مرات أخري ، تجد انك لا تستطيع تجاهل هذه الأفكار، فتجدها تغزو وعيك بصورة مستمرة وتواصل العودة ولا يمكن أن توقفها.
فكرة "لو كان..."
عبارة "لو كان..... " تعبر عن أفكار تدور حول حدث تعيس حدث وكم كنت تود أنه لم يحدث. حدوثه تركك بشعور في نفسك لم يحل ولذلك يظل عقلك يحاول إيجاد حلاً لها، فيحاول اكتشاف مكمن الخطأ وكيفيه إصلاحه.
للأسف في كثير من الحالات يكون الحدث قد حدث بالفعل ولا يمكن عمل أي شيء لمنعه من الحدوث. ولا يمكنك العودة إلي الماضي لتصنع معجزة ما فتتغير الأحداث أو النتائج ومع كل هذا تجد أن عقلك لديه ميلاً طبيعياً عندما يتذكر ذلك الأمر أن يحاول إيجاد حلاً أو مخرجاً مخالف لما وقع في الماضي.
أفكار "ماذا لو.."
"ماذا لو..." عبارة تنم على التفكير في المستقبل. وفي حالة القلق هذه الأفكار تدور كلها حول الاحتمالات السيئة التي يمكن أن تحدث.
• "ماذا لو تعرضت لحادث سيارة؟ "
• "ماذا لو أن زوجي لم يعد يحبني؟ "
• "ماذا لو ارتكبت خطأ والكل ظنوني غبياً؟".
كل أمر من هذه الأمور يمكن حدوثها في المستقبل. وإذا تركت العنان لنفسك لتفكر فيها ستجد أنك صرت مكتئباً ومهموماً، حتى ولو كان من المستبعد أن يحدث ما تفكر فيه في المستقبل.
تعليق