في أحد المرات طلب الشيخ من كل واحد من تلاميذه ، أن يحضر معه كيس من البلاستيك النظيف ، ثم طلب منهم ، أن يضعوا ثمرة من
البطاطس في الكيس النظيف عن كل ذكرى مؤلمة في حياتهم اليومية لا يرغبون في أن ينسوها، وأن يكتبوا اسم الذكرى
وتاريخها على ثمرة البطاطس ....
عملوا بوصية الشيخ وأصبح البعض منهم يحمل كيسا ثقيلا جدا لكثرة ما يحمل في داخله من ذكرى مؤلمة.. وبعدد ما يحمل
من ذكرى وضع البطاطس في الكيس.
ثم طلب منهم أن يحملوا كيس البلاستيك بما أصبح فيه من ثمرات البطاطس معهم أينما ذهبوا لمدة أسبوع،
وأن يضعوه بجوار فراشهم فى الليل ،وبجوارهم في مقعد السيارة عند ركوبها ،وبجوار هم دائما...
إن عبء حمل هذا الكيس طيلة الوقت أوضح أمامهم، العبء الروحي الذي يحملونه لذكراهم المؤلمة... وكيف أنهم يهتمون بها طول الوقت
خشية نسيانها في أماكن قد تسبب لهم الحرج ....
وطبيعي تدهورت حالة البطاطس وأصبح لها رائحة كريهة ،وهذا جعل حملها شيء غير لطيف .
فلم يمر وقت طويل حتى كان كل واحد منهم قد قرر أن التخلص من كيس البطاطس أهم من حمله فى كل مكان يذهب إليه.
هذه قصة رمزية ، تعبر عن الثمن
الذي ندفعه بسبب احتفاظنا بما يؤلمنا، وبالأمور السلبية الثقيلة ! .
غالبا نحن نعتبر أن النسيان شيء سيء ولكن الحقيقة أن النسيان هو
لصالحنا نحن.
قصة منقولة من موسوعة القصص المؤثرة لأحمد بن سالم بادويلان
تقبلوا تحياااتي
تعليق