لا يفجع الروح ويفطر الفؤاد كما الفراق
إن الفراق والفقدان من اكثر مسببات الاحزان والالام التي تؤثر في النفس وتغوص في البدن والروح، ذلك ان طعم مرارته تغص به القلوب في الليل والنهار ولاتستطيع التعايش معه،وأكثر مرارات الفراق والفقدان فداحة هو الموت:نهاية النهايات وغاية الغايات. فأوجاع الفراق الأخرى كالغربة والبعد وقسوة الحبيب تعتبر فقدان مرير ومؤلم لكنه ليس صريحا وفاصلا مثل الموت، فالاصطدام بحقيقة الموت لا حل له ولا مفر منه.
آه على فراقك يا جدي..
ما أقسى هذه الكلمة وما اشد حرارتها..
ساعة فراقك هي الساعة التي لاتنسى..واللوعة التي لاتمحى..فهي نار تشتعل في الأحشاء..ودموع تحرق الوجنات..فكم أحرقت هذه الساعة من كبد رطبة..
وكم ابكت من مقلة هادئة..وكم أشعلت في الأحشاء نارا..
.....
يا غائباً طواه الثرى... دعوت لك الله نعيماً وإحسانا
أدعو لك الله جنةً ورضوانا... وأدعو لي ولأهلك صبراً وسلوانا
إرتحت للبكاء عند ذكراك... ففقدك أذاب صخراً صوانا
بكيتك وأبكيك عند التذكرة... فالبكاء يزيل أو يخفف الأحزانا
فرحمة الله عليك... بعدد ما قرأ المسلمون قرآنا
بعدد الحروف والكلمات في اللغة... ورحمك الله كلما رفع الأذانا
فإلى جنان الخلد يا جدي... إلى جوار ربك فهو الرحمانا
....
هذه هي الدنيا والكل صائر الى ما صرت له..فلله الحمد والمنة على قضائه وبعد هذا كله لم يبقى لنا إلا أن نذكرك بالخير والدعاء لك بأن يكون مثواك الأخير في جنات النعيم..

.....