إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موقف الإسلام من القومية ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موقف الإسلام من القومية ..


    بسم الله الرحمن الرحيم

    «يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم» (الحجرات ـ 13).

    تتناول آية سورة الحجرات موقف الإسلام من مسألة (القومية) في ثلاث نقاط:

    1 ـ الجانب التكويني من مسألة القومية، وهو قوله تعالى:

    «يا أيّها الناس أنّا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل».

    2 ـ الجانب الوظيفي من هذه المسألة، وهو قوله تعالى:

    «لتعارفوا».

    3 ـ الجانب القيمي من هذه المسألة، وهو قوله تعالى:

    «انّ أكرمكم عند الله أتقاكم».

    وسوف نتناول في هذه الدراسة ان شاء الله هذه النقاط الثلاثة من البحث باختصار.

    ***

    1 ـ الجانب التكويني

    «انّا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل».

    الجزء الأول من الآية الكريمة تقرر ان مسألة تعددية الشعوب والقبائل قائمة في صلب التكوين، وليس هذا الاختلاف والتعدد في الأقوام والشعوب والقبائل مما انتحله الإنسان واختلقه، مما ليس في صلب التكوين.

    ففي هذه الآية ينسب القرآن الكريم مسألة التعددية في الشعوب والقبائل إلى الله تعالى مباشرة «وجعلناكم شعوباً وقبائل». وهو صريح في نسبة هذا الأمر إلى الله تعالى.

    كما ان الآية الكريمة تعطف جملة «وجعلناكم شعوباً وقبائل» على قوله تعالى: «انّا خلقناكم من ذكر وانثى» وهو صريح في ان مسألة تعدد الشعوب والقبائل من أمر الله تعالى، وما كان من أمر الله تعالى فهو قائم في صلب التكوين.

    وفي سورة الروم يعد القرآن اختلاف الألوان والألسن من آيات الله تعالى.

    يقول تعالى: «ومن آياته خلق السّموات والأرض * واختلاف ألسنتكم وألوانكم انّ في ذلك لآيات للعالمين».

    وسياق هذه الآيات في سورة الروم سياق الرحمة. ولنقرأ الآية السابقة لها واللاّحقة، يقول تعالى:

    «ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها * وجعل بينكم مودة ورحمة * انّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون».

    «ومن آياته خلق السّموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم انّ في ذلك لآيات للعالمين».

    «ومن آياته منامكم باللّيل والنّهار * وابتغاؤكم من فضله انّ في ذلك لآيات لقوم يسمعون».

    (الروم، 21، 22، 23)

    والآيات بسياقها تدل على ان هذا الاختلاف والتعدد أمر من الله تعالى ورحمة من رحمته، وهو قائم في صلب التكوين، وليس مما أضافه الإنسان إلى حياته وانتحله مما ليس في تكوينه.

    العوامل الثلاثة المكونة للشعوب والقبائل

    تدخل في تكوين الشعوب والقبائل ثلاثة عوامل وهي:

    1 ـ العوامل المكونة لشخصية الإنسان داخل النفس من الفطرة، والغريزة، والضمير، والعقل، والإرادة.

    2 ـ البيئة والمحيط والوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه الشعوب والقبائل، وتقصد بهذا العامل مجموعة العوامل التي تؤثر في بناء وتكوين شخصية الإنسان خارج النفس، وتدخل في ذلك الرسالات والإلهية والثقافة والتقاليد والاعراف والخبرات العلمية التي تتكون في البيئة بسبب العوامل المختلفة الفاعلة في حياة الإنسان من الحرب والسلم، والتجارة، والفقر، والثراء، والجدب، والخصوبة، والمناخ، والأنظمة الحاكمة، والأمن، والخوف، والمرض، والسلامة، والأوضاع الطبيعية الأخرى في البيئة...

    وهذه مجموعة واسعة من العوامل تدخل عبر التاريخ في تكوين الحالة الحضارية والأعراف، والتقاليد، والقيم، والأخلاق، وأصول العلاقة الاجتماعية والزوجية، ونمط الحياة لكل بيئة، ولكل شريحة اجتماعية (من الشعوب والقبائل والأقوام)، تسكن هذه البيئة أو تلك، كما تدخل في تكوين الخبرات الاجتماعية لهذه الشرائح.

    وتتفاعل العوامل من الطائفة الأولى والعوامل من الطائفة الثانية في تكوين شخصية الشرائح الاجتماعية.

    ولنُسمّ الطائفة الأولى من العومل بالعوامل الداخلية، والطائفة الثانية بالعوامل الخارجية.

    ان التفاعل الذي يتم بين هاتين الطائفتين من العوامل يؤثّر في بلورة وتكوين شخصية الشعوب.

    وليس من شك ان الطائفة الأولى من العوامل لها دور فاعل ومؤثر في تصفية وتنقيح العوامل من الطائفة الثانية، إلاّ ان من الحق أيضاً أن الطائفة الأولى تتأثر بالطائفة الثانية أيضاً.

    وتتبلور وتتكون شخصية الشعوب الحضارية بفعل هذين العاملين.

    3 ـ الوراثة: وهذه ثالثة العوامل المكونة للشعوب والأقوام والقبائل.

    ومهمة هذا العامل نقل المقومات التي تكون المقومات الحضارية للأمة من جيل إلى جيل.

    ودور الوراثة ليس فقط نقل الحالة الحضارية والعلمية من جيل إلى جيل، بل تتجاوز هذه المهمة إلى تعميق وتاصيل الحالات الحضارية، والخبرات العلمية، فإن الجيل الذي يستلم المواريث الحضارية والعلمية يقوم بدور تاصيل وتعميق وتكميل هذه المواريث ليسلمها إلى الجيل الذي يأتي من بعده من نفس الشريحة الاجتماعية.

    ولولا جسور الوراثة في الحضارة والعلم.. لم يتمكن الإنسان أن يتجاوز المراحل الأولى البدائية من تاريخه الحضاري والعلمي.

    وكل ما عندنا اليوم من المواريث الحضارية والعلمية انتقل إلينا عبر هذه الجسور، وهذه العوامل الثلاثة بالاجمال هي التي تكوّن الشخصية الحضارية والعلمية للشعوب والأقوام والاُمم.

    وبناءً على هذا التصوّر فإنّ كل شريحة اجتماعية من شعب أو قبيلة يعتبر تراكماً من المواريث الحضارية والعلمية، تكونت وتبلورت، وتأصلت، خلال التاريخ، وانتقلت من جيل إلى جيل بفعل عامل الوراثة.

    وكلمة (الشعوب والقبائل) في الآية الكريمة تعني في التحليل العلمي لهذه الكلمة هذا التراكم من المواريث الحضارية والعلمية، بما في ذلك اللغة، فإن اللغة عامل أساسي في التعبير عن هذا الميراث الحضاري والعلمي وفي نقل هذا الميراث، وهذا هو تعريفنا الذي نتلزم به، للأقوام والشعوب. وبناءً على هذا التعريف فإن القومية حالة حضارية وثقافية، ولغة معينة للتعبير عن هذه الحالة الحضارية والثقافية.

    وبهذا التحليل نجد ان الشعوب والقبائل والأقوام قضايا حقيقية داخلة في صلب التكوين، وليس مما انتحله الإنسان، وأضافه إلى حياته ممّا ليس في أصل التكوين.

    ***

    2 ـ الجانب الوظيفي

    «لتعارفوا» اذا عرفنا ان تعدد الأقوام والشعوب مسألة حقيقية، داخلة في صلب (التكوين) ومما جعله الله تعالى في صلب حياة الإنسان الإجتماعية. تنتقل إلى الجانب والوظيفي من هذه القضية.

    فقد نهض الإسلام بدور توجيهي لتوظيف هذه الحالة من العددية التكوينية في الشرائح الإجتماعية لتكامل الإنسان من خلال عملى التلاقح الحضاري القائمة على أساس التعارف والتلاقي والتعامل.

    والى هذا التوظيف تشير الآية الكريمة من سورة الحجرات بقوله تعالى: «لتعارفوا».

    فإن للتعارف مفهوم واسع، يشمل المراحل المختلفة للقاء والتلاقح الحضاري، بدءاً بالتعارف، ومروراً باللقاء، والتعامل، والتعاون، وتبادل الخبرات، والامكانات، والتبادل الثقافي، والحضاري.

    وهذه المفاهيم والمعاني منطوية جميعاً في كلمة «التعارف» فإن التعارف يستتبع العلاقة، بمختلف اشكالها من العلاقات الاقتصادية إلى السياسة والاجتماعية.

    والعلاقة تستتبع تبادل الخبرات، والكفاءات، والامكانات، والثقافات، والقيم، والأعراف، والمسائل الحضارية الاخرى.

    وبذلك فإن (التعارف) الذي تشير إليه الآية الكريمة هو أساس (التلاقح الحضاري)، والتلاقح في سنن الله تعالى في الكون أساس للتكامل.

    والإنسان يتكامل من خلال هذا التلاقح والأخذ والعطاء، فيأخذ من الآخرين أفضل ما عندهم، كما يأخذ الآخرون منه أفضل ما عنده من ذلك كلّه.

    وكذلك يصحح الإنسان أخطاءه بما يصح عنده من أعمال الآخرين، ويصحح الآخرون كذلك أخطاءهم بما يصح عندهم من أفعاله، وهكذا يتكامل ضمن منهج اللقاء الحضاري الذي يصفه القرآن بـ(التعارف).

    ويوظف الإسلام هذه الحالة من التعددية في الشعوب والأقوام لتكامل الإنسان من خلال منهج (التعارف).

    ولو ان الناس كانوا كتلة واحدة، وثقافة واحدة، وحضارة واحدة، ولغة واحدة لم يجد الإنسان مثل هذه الفرصة التي أتاحها الله تعالى له للتلاقح والتكامل الحضاري من خلال منهج (التعارف).

    المنهج القرآني لـ(التعارف)

    والقرآن الكريم يقرر لمبدأ (التعارف) منهجاً علمياً متكاملاً.

    وهذا المنهج نجده في سورة الزمر في صفة المؤمنين:

    «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه».

    وهذه الآية الكريمة تنظم عملية التعارف والتلاقح الحضاري والتكامل من خلال نقطتين:

    1 ـ الانفتاح.

    2 ـ الانتقاء.

    والاستماع هو الانتفاح، وهو مما يحبه الله تعالى، فليس من صفة المؤمن ان ينغلق على قول، ويصم اذنه عنه.

    ولا يضر المسلم، إذا تسلح بالوعي والبصيرة ان ينفتح على قيم الآخرين وثقافاتهم، واعرافهم، وأصولهم، ومفاهيمهم، فضلاً عن خبراتهم وعلومهم.

    فإن الانفتاح من خصال المؤمنين.

    والإنغلاق من خصال الكافرين الذين يأخذون أفكارهم وأصولهم عن تقليد وعن غير وعي:

    والله تعالى يذم المقلدة الذين ينغلقون على دعوة الله ورسله، ويقتصرون على اتباع الآباء، ولو كانوا على غير هدى.

    يقول تعالى: «وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرّسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا * أو لو كان آباؤكم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون» (المادة ـ 104).

    ويقول تعالى: «وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون» (البقرة ـ 170).

    ويقول تعالى: «وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا آباءنا عليه * أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السّعير» (لقمان ـ 21).

    وعن لسان أنبياء الله يقول القرآن:

    «قال موسى اتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا؟ ولا يفلح السّاحرون، قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين» (يونس ـ 78).

    «ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين. إذ قال لأبيه وقومه: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاّعبين» (الأنبياء ـ 53 ـ 55).

    «واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون؟ قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون» (الشعراء 69 ـ 74).

    إذن القرآن يؤكد حالة الانفتاح والاستماع إلى الآخرين، ويشجب ويرفض حالة الانغلاق. وهذه هي النقطة الأولى في منهج التعارف وهو قوله تعالى في آية الزمر «الّذين يستمعون القول».

    والنقطة الثانية من منهج (التعارف) هو انتقاء الأحسن وهو قوله تعالى: «فيتبعون أحسنه».

    ولابد في التلاقح الحضاري والتكامل من (الانفتاح) ومن (الانتقاء) معاً والانتفاح من دون الانتقاء لا ينفع.

    ولا يتم الانتقاء من دون الوعي والتعقل وإذا كان التعارف والانفتاح والانتقاء هو التوظيف الصحيح لمسألة تعددية الأقوام والشعوب في المنهج الإسلامي، فإن التوظيف الخاطىء لحالة تعددية الأقوام والشعوب هو ان ينحاز الإنسان إلى قومه وشعبه في حق أو باطل، وسوف نتحدث إن شاء الله عن (الحمية، والعصبية) عند بحث الجانب التقييمي من المسألة القومية.

    مفتاح (العالمية) الجديدة

    واية سورة الزمر مفتاح التصور الإسلامي الجديد للعالمية.

    وهذه المفتاح يتكون من جزئين: الانفتاح والانتقاء الواعي.

    وهذا لمفتحا يفتح عقل الإنسان وقلبه على التاريخ وكل العالم، ولا يبقى أمام عقله وقلبه باباً موصداً، لا يحق له أن يدخله. بشرط ان يكون هذا الانفتاح عن وعي وتعقل، وليس فقط لا تلغي النظرية الإسلامية العالمية تعددية الأقوام والشعوب، بل تعتمدها، وتعترف بها، وتنطلق منها، وتضع على أساسها نظريتها الجديدة في العالمية، وتوظّفها وتحقق هذه النظرية ضمن منهج علمي صحيح، يقوم على اساس من الانفتاح والانتقاء الواعي.

    ***

    3 ـ الجانب القيمي

    «انّ أكرمكم عند الله أتقاكم».

    ماهي القيمة؟

    نقصد بالقيمة المقاييس والأسس التي نستطيع أن نميز بها الناس، ونقدم منهج ونؤخر من نقدم ونؤخر، عندما يتطلب الأمر منا التقديم والتأخير فانّ كثيراً من المواقف والأعمال الاجتماعية، والسياسية، والحركية، وغيرها تضطرّنا إلى الموازنة بين الناس في تقديم الناس بعضهم على بعض عندما نضطر إلى التقديم والتأخير، أو في الفصل والحسم، في الامور، عندما يتطلب الأمر منا الحسم والفصل، والمعايير والأسس التي تتم بها هذه الموازنة والفصل والحسم هو ما نقصده بالقيم. كما ان الإنسان لابد ان يسلك بنفسه طريقاً للتكامل، ولابدّ أن يسلك لمن يريد أن يربيه وينشؤه طريقاً للتكامل.

    والنقاط والغايات التي يطلبها الإنسان في هذه المرحلة إلى الكمال والى الله تعالى هي (القيم)، وبناء على ذلك فإن التقييم، مسألة هامة في حياة الإنسان وتختلف المذاهب والمدارس في أنظمة التقييم فما هو رأي الإسلام في التقييم؟ هل هو الانتماء الإنساني؟ أم الانتماء العشائري؟ أم الانتماء القومي؟ أم العلم، أم المال؟ أم القوة؟ أم الفضيلة؟ وما هي الفضيلة التي تعتبر أساساً للتقييم؟

    وهذه القيم هي الأساس في (الحب) و(البغض) و(الموقف) و(الموازنة) و(التقديم) و(التأخير) و(الفصل) و(التربية) وفي كثير من شؤون الإنسان وحياته.

    نظام التقييم في الإسلام

    للإسلام نظام خاص للتقييم. وهذا النظام يختلف اختلافاً جوهرياً عن سائر الأنظمة التقييمية في الحضارات الجاهلية ولو اننا عرفنا النظام العام للتقييم في الإسلام لا نتردد كثيراً في مفردات الحالات التي تطلب منا رأي الإسلام فيها ولهذا النظام وجه ايجابي وأخر سلبي ومن دون ان يقترن هذان الوجهان ونوظفهما معاً لا نستطيع أن نفهم النظام الذي يرسمه الإسلام لتقييم الأفراد والجماعات والحالات الإنسانية.

    وسوف نستعرض في هذه الدراسة الوجه الايجابي لنظام التقييم في الإسلام أولاً، ثمّ نستعرض الوجه السلبي لهذا النظام ثانياً.

    الوجه الايجابي لنظام التقييم

    يجعل الإسلام (التقوى) و(الاستقامة) على حدود الله وصراطه المستقيم الأساس في التقيم، ويعتبر (التقوى) هي المعيار والميزان الذي يجب علينا ان نترك به الأفراد والفئات والجماعات، وهو الغاية التي يطلبها الإنسان في طريقه للكمال إلى الله تعالى.

    يقول تعالى في آية سورة الحجرات، موضوع هذا البحث: «إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم» وهي صريحة وواضحة في ان الله تعالى جعل (التقوى) أساساً للتفاضل والموارثة والتقديم والتأخير بين عباده، والغاية التي يطلبها الإنسان في طريقه للكمال وان القيمة ما كان عند الله قيمة: وهذا النظام للتقييم (عند الله) «إنّ أكرمكم عند الله» ونظام التقييم عند الله قد يختلف عمّا بأيدي الناس من أنظمة ووسائل للتقييم.

    التقوى أساس البنيان

    وجعل الله تعالى (التقوى) الأساس الذي يجب علينا ان نقيم عليه كل بنيان لنا في الحياة، من البنيان السياسي، إلى الحركي، إلى الاقتصادي، إلى العائلي، إلى العلاقات الاجتماعية وكل بنيان للإنسان، يعتمد التقوى، فهو يقوم على أساس ثابت ومتين، وكل بنيان لا يقوم على هذا الأساس، فهو على شفا جرف هار، لا يعلم الإنسان متى ينهار تحت قدمه، يقول تعالى:

    «أفمن أسس بنيانه على تقوى من اله ورضوان خير أم من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنّم والله لا يهدي القوم الظالمين * لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم والله عليم حكيم» (التوبة 109 ـ 110).

    إذن التقوى هي أساس التقييم والتقديم عند الله تعالى في الدنيا والآخرة، على خلاف كثير من الناس، وبعكس الكافرين الذين زُيّن لهم متاع الحياة الدنيا وحرمهم الله بأعمالهم عن الآخرة.

    يقول تعالى: «زين للّذين كفروا الحياة الدّنيا ويسخرون من الّذين آمنوا * والّذين أتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب» (البقرة /212).

    والله تعالى يدعو عباده أن يأخذوا الهدى والنور من عنده، ولن يجدوه عند غير الله تعالى: «قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا * ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالّذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى آئتنا قل انّ هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين» «الأنعام /71).

    «هذا بصائر من ربّكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون».

    فالهدى، والبصائر والرحمة، كلّه من عند الله تعالى، وليس عند غير الله من النور والهدى والبصيرة والرحمة شيء.

    القيم وضدّ القيم

    وبناء على هذه الحقيقة الهامة وهي انّ الهدى من الله لا غير، فإن القيم ماكانت من عند الله وما لم تكن عند الله قيمة فليس بقيمة، وفي ضوء ذلك نستطيع أن نحدد القيم بما يحبه الله وضد القيم بما لا يحبه الله فما أحب الله قيمه، وما لم يحبه الله ضد القيمة.

    ولننظر إلى طائفة من القيم على ضوء القيم في القرآن.

    القيم عند الله

    «إنّ الله يحب المحسنين» (البقرة/195 ـ المائدة /13).

    «إنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين» (البقرة/222).

    «فأن الله يحب المتقين» (آل عمران/76).

    «والله يحب المحسنين» (آل عمران/148، 134 ـ المائدة/93).

    «والله يحب الصّابرين» (آل عمران/146).

    «والله يحب المتوكّلين» (آل عمران/159).

    «والله يحب المقسطين» (الحجرات /9 ـ المائدة /42 ـ الممتحنة /8).

    «والله يحب المتّقين» (التوبة /4 ـ 7).

    «والله يحب المطهّرين» (التوبة/ 108).

    «إنّ الله يحب الّذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنّهم بنيان مرصوص» (الصف /4).

    ضد القيم عند الله

    «إنّ الله لا يحب المعتدين» (البقرة/190).

    «والله لا يحب الفساد» (البقرة205).

    «والله لا يحب كلّ كفّار أثيم» «البقرة/276).

    «فإن الله لا يحب الكافرين» (آل عمران /32).

    «والله لا يحب الظّالمين» (آل عمران /140، 57).

    «إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً» (النساء/36).

    «إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً» (النساء/107).

    «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول» (النساء/148).

    «والله لا يحب المفسدين» (المائدة/46).

    «ولا تعتدوا إنّ الله لا يحب المعتدين» (المائدة/87).

    «إنّه لا يحب المسرفين» (الأعراف/31، الأنعام/141).

    «إنّ الله لا يحب الخائنين» (الأنفال/58).

    «إنّه لا يحب المستكبرين» (النحل/23).

    «إنّ الله لا يحب كلّ خوان كفور» (الحج/38).

    «لا تفرح إنّ الله لا يحب الفرحين» (القصص/76).

    «إنّ الله لا يحب المفسدين» (القصص/77).

    «إنّ الله لا يحب كلّ مختال فخور» (لقمان/18).

    التقوى وآثارها ونتائجها في القرآن

    التقوى هي الاستقامة على صراط الله المستقيم، والالتزام بحدود الله. وفيما يلي نشير إلى بعض خصائص ومقومات وآثار التقوى من خلال القرآن.

    1 ـ تعتمد التقوى (التوحيد) و(الإيمان بالغيب) و(الإيمان برسالات الله) (أساساً وقاعدة) يقول تعالى:

    «الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتّقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يؤقنون» (البقرة/1 ـ 4).

    2 ـ وهو خير ما يحمله الإنسان من الزاد من الدّنيا إلى الآخرة.

    «وتزودوا فإن خير الزاد التّقوى» (البقرة/197).

    3 ـ والتقوى من أفضل وأبرز مصاديق البر والإحسان في حياة الإنسان.

    «ولكن البر من اتقى» (البقرة /189).

    وهي قرين البر في القرآن.

    «وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان» (المائدة/2).

    وهي قرين العدل.

    «أعدلوا هو أقرب للتّقوى واتقوا الله» (المائدة/8).

    وقرين الصدق «أولئك الذين صدقوا واُولئك هم المتّقون» (البقرة/177).

    وقرين الاصلاح.

    «فمن اتّقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (الأعراف/130).

    4 ـ والتقوى لباس تستر الإنسان من الذنوب والسيئات كما يستر الثوب الجسم من الاذى والضرر ولباس تستر سوءات الإنسان كما يستر اللباس عورة الإنسان.

    «يا بني آدم قد انزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يتذكرون» (الاعراف 26).

    5ـ والمتقون هم اولياء الله.

    «ان اولياؤه إلاّ المتقون ولكن اكثرهم لا يعلمون» (الانفال 34).

    6ـ والله مع المتقين، ولهم في حياتهم معية الله تعالى، وهي أعز ما يمكن ان يكسبه الإنسان في حياته.

    «ان الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون» (النحل 128).

    «واتقوا الله واعلموا انّ الله مع المتقين» (البقرة 194).

    7ـ ولا يعرف المتقون في دنياهم خوفاً، ولا حزناً، ويرضون بكل قضائه وقدره، فلا يجد الخوف والحزن إلى نفوسهم سبيلاً.

    بقوله تعالى:

    «فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (الاعراف 35).

    8ـ والعاقبة للمتقين.

    «فاصبر ان العاقبة للمتقين» (هود 49).

    «ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين» (الاعراف 148).

    9ـ «وأزلفت الجنّة للمتقين» (الشورى 90).

    «ان للمتقين مفازاً حدائق واعناباً» (النبأ 31).

    «مثل الجنّة التي وعد المتّقون تجري من تحتها الانهار» (الفرقان 15).

    «وجنّة عرضها السموات والارض أعدّت للمتّقين» (آل عمران 133).

    10ـ وبالتقوى ييسر الله تعالى أمور عباده وجعل الله تعالى التقوى سبيلاً لييسر امور العباد عليهم.

    «وأما من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى فسنيسّره لليسرى» (الليل 5).

    «ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على الله فهو حسبه انّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكلّ شيء قدرا» (الطلاق 2 ـ 3).

    «ومن يتّق الله يجعل له من أمره يسراً» (الطلاق 4).

    11ـ وبالتقوى يفتح الله تعالى بركات السماء والارض على عباده.

    «ولو أنّ اهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض» (الاعراف 96).

    12ـ وبالتقوى يطرد الله الشيطان عن الإنسان ويذكره ويبصره، ويشعر بخطر الشيطان.

    «ان الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون» (الاعراف 201).

    13ـ وبالتقوى يتقبل الله تعالى الاعمال من عباده «انّما يتقبل الله من المتّقين».

    14ـ والتقوى من مصادر الوعي والبصيرة في نفس الإنسان «واتّقوا الله ويعلمكم الله».

    15ـ والتقوى فرقان بين الحق والباطل في النفس، ولا يلتبس أمر الحق والباطل على الإنسان إذا اخذ بالتقوى.

    «يا أيّها الذين آمنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً» (الانفال 29).

    16ـ والتقوى تبصر الإنسان بآيات الله، وتذكره بالله تعالى:

    «انّ في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والارض لآيات لقوم يتّقون» (يونس 6).

    17ـ وبالتقوى يكفر الله تعالى سيئات الناس.

    «ومن يتّق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا» (الطلاق 5).

    18ـ وبالتقوى ينجي الله تعالى المتقين من نار جهنم.

    «ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً» (مريم 72).

    19ـ وبالتقوى والصبر يدفع الله عن المؤمن كيد الظالمين.

    «وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً» (آل عمران 120).

    20ـ وبالتقوى يعد الله تعالى عباده بالنصر في ساحات القتال.

    «بلى ان تصبروا وتتقوا يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربّكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين».

    21ـ والتقوى من «عزم الامور».

    «وان تصبروا وتتّقوا فانّ ذلك من عزم الأمور» (آل عمران 186).

    العلاقة بين الجوانب الثلاثة في آية الحجرات

    والجوانب الثلاثة التي في آية الحجرات يرتبط بعضها ببعض فإن (الجانب التكويني) وهو اختلاف الشعوب والقبائل والأقوام وهو مفتاح الجانب الوظيفي يتيح الفرصة للناس للتعارف واللقاء وتبادل القيم والأصول والأفكار والكفاءات على أساس من الانفتاح والانتقاء.

    و(الجانب الوظيفي) مفتاح الجانب القيمي في هذه المسألة فإن التوظيف الصحيح لحالة التعدد في الشعوب والقبائل والأقوام في أمر التعارف واللقاء الحضاري يؤدي إلى تقويم سلوك الإنسان، وتقويم السلوك و ضبط السلوك على أساس من (التقوى).

    إذن هذه الجوانب الثلاثة في آية الحجرات يرتبط بعضها ببعض في التحليل الدقيق لهذه المسألة.

    الأمّة الواحدة

    «إنّ هذه امتكم أمّة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».

    هذه رؤية جديدة للعالمية يقررها القرآن الكريم على أساس جميع الشعوب والأقوام والقبائل كلها في أمة واحدة تلتقي عندها الأقوام والشعوب جميعاً.

    والأمة الواحدة تنطلق من الاعتراف بتعدد الشعوب والقبائل والأقوام، لأرض الشعوب والأقوام، ولكن بتوظيف صحيح لحالة التعدد في الشرائح البشرية على منهج «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه».

    والأمة الواحدة حالة حضارية قائمة على اساس (التوحيد) و(التقوى).

    «وأنا ربكم فاعبدون».

    «إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم».

    وهذا هو الوجه الإيجابي من نظام التقيم في الإسلام.

    الوجه السلبي لنظام التقييم

    ولنظام التقييم في الإسلام وجه آخر سلبي، ولا يكتمل من دونه نظام التقيم كنظام شامل متكامل.

    وفي هذا الوجه يهدم الإسلام اسس ومعايير التقييم التي تعتمدها الجاهلية في التقديم، والتأخير، والحسم، والفضل، والحب، والبغض، والتقريب، والأبعاد والولاء، والولاء، والبراء، والدفاع، والهجوم.

    وهذه الاُسس تقوم على أساس الانتماء القومي والطبقي، والعشائري، والأقليمي لا التوحيد والتقوى والحق، ويشجب الإسلام اعتبار هذه الأمور أسساً ومعايير للتقييم وفيما يلي ننقل طائفية من النصوص الإسلامية في هذا الشأن.

    1 ـ روي المفسرون في شأن نزول هذه الآية الكريمة عن ابن عباس أن في يوم فتح مكة أمر النبي صلى الله عليه وآله بلال حتى علا ظهر الكعبة، فأذن، فقال، عناب بن اسيد بن أبي العيص: الحمد لله الذي قبض أبي حتى لا يرى هذا اليوم، قال الحارث بن هشام: ما وجد محمد صلى الله على وآله غير هذا الغراب الأسود مؤذناً، وقال سهيل بن عمرو: ان يرد الله شيئاً يغيره، وقال أبو سفيان إنى لا أقول أخاف ان يخبره به ربّ السّماء.

    فأتى جبرائيل النّبي صلى الله عليه وآله وأخبره قالوا فدعاهم وسألهم عما قالوا فاقروا، فأنزل الله تعالى هذه الآية وزجرهم عن التفاخر بالأنسان والتكاثر بالأموال، والازداء بالفقراء، فإن المدار على التقوى(1).

    2 ـ وخطب رسول الله صلى الله عليه وآله والناس في مكة فقال: «يا ايها الناس إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية

    ____________________________________

    1- تفسير القرطبي 16/341.



    وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: رجل بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله».

    والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله تعالى: «يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وانثى * وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا * إن أكرمكم عند اله أتقاكم * إن الله عليم خبير».(1)

    3 ـ وخطب رسول الله المسلمين بمنى أيام التشريق فقال: «يا أيها الناس إلاّ ان ربكم واحد، الا انّ أباكم واحد، الا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي ولا أسود على أحمر، ولا أحمر على أسود إلاّ بالتقوى، الا هل بلغت قالوا نعم قال: وليبلغ الشاهد الغائب»(2).

    4ـ ومن حديث آخر عن رسول الله (ص):

    إن الله لا ينظر إلى أحسابكم، ولا إلى أنسابكم، ولا إلى أجسامكم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، فمن كان له ققلب صالح تحنن الله عليه، وإنما أنتم بنو آدم، وأحبكم إليه أتقاكم(3).

    وأخرج البزاز عن حذيفة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب وليهتنّ قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلات(4).

    5 ـ وعن ابن جعفر الباقر عليه السلام قال لما كان يوم فتح مكة قام رسول الله صلى الله عليه وآله في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنكم من آدم، وآدم من طين، ألا وان خيركم عند الله وأكرمكم عليه اليوم أتقاكم وأطوعكم له، الا وان العربية ليست باب لأحد، ولكنها لسان ناطق فمن قصر به عمله لم يبلغه رضوان حسنه الا وان كل دم أو مظلمة أو اخنة كانت في الجاهلية فهي تظل تحت قدمي إلى يوم القيامة(5).

    العصبية والحمية

    وفي مقابل (العالمية) و(الانفتاح) التي يدعو اليها الإسلام تقع العصبية والحمية الجاهلية.

    وهي حالة الانغلاق القومي والعشائري والفئوي وتحيز الإنسان إلى قومه وعشيرته وفئته في حق أو باطل، وهي حالة معاكسة لحالة (الأمة الواحدة) التي يدعو اليها القرآن من ناحيتين، في الانفتاح أولاً وفي إتخاذ التقوى والحق مقياساً ثانياً، وهذه هي حالة (الحمية الجاهلية) المذمومة في النصوص الإسلامية.

    وفيما يلي نروي في خاتمة هذه الدراسة طائفة من هذه النصوص.

    1 ـ عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه(6).

    2 ـ وعن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه(7).

    3 ـ وعن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تعصب عصبه الله بعصابة من النار(8).

    4 ـ وعن رسول الله(ص): ليس منا من دعا إلى عصبية، ولى سمنا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية(9).

    أخوكم في الله

    .. الفارس البلوشي ..
    إعلموا أخوتي الكرام التميز ليس هو بزياده وكثرة عدد المشاركات !


    http://www.pontiac.com/images/galler...image3_lrg.jpg

    ما يهـــزك الريـح

  • #2
    شكرا لك لكن موضوعك لو مقسمنه على فترات أو أجزاء

    كان أفضل تعبنا من الصبح إلى الليل جالسين نقراه
    [align=center]تسجيل الخروج[/align]

    تعليق


    • #3
      أهلا بك أخي ..في الحقيقيه أنا معاك في نقطه الأنقسام لكن عذرا كنت على عجل ..

      وشكرا لك .
      إعلموا أخوتي الكرام التميز ليس هو بزياده وكثرة عدد المشاركات !


      http://www.pontiac.com/images/galler...image3_lrg.jpg

      ما يهـــزك الريـح

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخي وفي ميزان حسناتك بإذن الله
        sigpic

        تعليق


        • #5
          شكرا لك أخي الكندي ..
          إعلموا أخوتي الكرام التميز ليس هو بزياده وكثرة عدد المشاركات !


          http://www.pontiac.com/images/galler...image3_lrg.jpg

          ما يهـــزك الريـح

          تعليق


          • #6
            شكرا لك .. مجهود طيب .. وموضوع ممتاز ..

            تعليق


            • #7
              لا شكر على واجب وجه القمر

              تحيتي .
              إعلموا أخوتي الكرام التميز ليس هو بزياده وكثرة عدد المشاركات !


              http://www.pontiac.com/images/galler...image3_lrg.jpg

              ما يهـــزك الريـح

              تعليق

              يعمل...
              X