هل صليت يا كامل؟؟
كان هذا السؤال المرعب الذي يأتي مع نبرة قوية مؤنبة وبلهجة صارمة يقض مضجع الغلام ذو ال الاثني عشر ربيعا في كل يوم أكثر من خمس مرات,إذ لا يقتصر على أوقات الصلاة وحسب بل يتعداها الى أكثر من ذلك للتاكد هل تم الأمر ام لا ...
وفي كل مرة يسمع الصبي هذا السؤال تتقطب حواجبه غيظا وتجتاحه موجة رعب تزلزل كيانه اذا لم يكن قد ادى هذا الواجب اليومي المتكرر , ويدير وجهه الى ابيه مخفيا ذلك الغيظ وما ان تلتقي عيناه بعيني ابيه الصارمتين حتى تتحول تلك التعابير المغتاظة الى تعابير خوف وقلق وألم ,وتدخل نفسه ذلك الصراع المرير ....
هل يخبر أباه الحقيقة وانه لم يصلي بعد فلا زال في الوقت متسع ويحظى بنصيبه اليومي من كلمات التأنيب الموجعة لكرامته والمهينة لشخصيته التي تجعلها تتفتت أمامه كزجاج سقط طويلا فتحطم لقطع صغيرة يصعب اعادة رونقها وجمالها كما كان ,أم يكذب ويومئ رأسه بالموافقة فيتخلص من كابوس الألم الذي ينتظره كل يوم في كل لحظة يسمع فيها نداء الصلاة يقول "الله أكبر" ......,فيفققد احترامه لذاته لمعرفته بخسة هذا الفعل ودناءته .
ويعيش كامل هذا الصراع النفسي في ثوان معدودة لاتتجاوز العشر ,تلك الثواني التي يجب ان يقرر فيها اجابته المؤدية به الى احدى النتيجيتنين المؤلمتين فايهما يختار؟؟!!
وإذ به يومئ راسه موافقا ويقول :أجل يا أبي لقد صليت ..!!!
عجبا !!!!...
لماذا اختار كامل هذا الجواب ,وهو من الاطفال الذين يقدسون الشرف ويعظمون الصدق والاستقامة ؟؟
لماذا يهين نفسه ويلقي بها في سراديب الالم المظلمة تلك السراديب التي يدخلها من يحتقر نفسه ولايلقي لعطمتها شأناً؟؟إن الإجابة سهلة جدا ..لقد قد حبه لذاته واحترامه لنفسه .....بكل بساطة لقد حطمت تلك الإهانات المتكررة عبر الأيام الطويلة عزته بنفسه وأبادت احترامه لها فلم يجد أن ذلك الكذب قد يزيد من احتقاره لنفسه وعدم ثقته بها ,بل وجد انه المخلص الوحيد للهروب من سماع تلك الكلمات والنبرات القوية المؤلمة التي تحفرفي فؤاده أخاديدا من الحسرة والالم وتورث في نفسه المتالمة سخطا على الحياة والدين وكل شي حوله , فيمسي كل مايراه اسودا قاتما ,لا لون لشيئ ولا طعم ولا رائحة ......إذا لا معنى لشيئ في الحياة إن لم يكن هناك معنى وقيمة الإنسان .......
وكيف يشعر بقيمة مالديه وهو لا يشعر بقيمته كإنسان له كيانه الذي يحترم ورغباته التي تسمع ورأيه الذي يوضع له وزن.....
فهو لايستطيع مواجهة أبيه بأي شيئ مما يدور في قلبه,ولا يستطيع مصارحته بأنه يؤلمه وان اسلوبه يزيده كرها للصلاة والدين ....
لقد حطم الاستبداد كيانه وأصبح ممثلا بارعا يخفي مشاعره وآلامه ويظهر أمام ابيه بالصورة التي يريده هو ان يكون عليها لا بصورته الحقيقية ,وفي الحقيقة هو يتحول لإنسان مختلف تماما .....
إنسان يحاول كسر القيود التي تكبله وتعيق حريته وتقف حاجزا بينه وبين العالم لواسع ولا يدري انه قد يؤذي نفسه اذا كسرها بطريقة خاطئة ..
إن الكرامة تحمل معها المسؤولية والعزة والاستقلال ولا كرامة بدون حرية .....
وبعد استحسان الأب لما فعله ابنه ,أزال من عينيه تلك النظرة المخيفة وأدار ظهره ومضى ....
تنفس كامل الصعداء بعد استهلاك جهازه العصبي خلال هذه الثواني المعدودة من الخوف والرهبة واطلق تنهيدة عميقة وطويلة اخرجت معها كل كرهه وسخطه وغضبه وقال ....أوووووووووووووووووف ....
لمن أصلي ؟لماذا يتوجب علي الإحساس بكل هذا الثقل عدة مرات يوميا؟لماذا لا أقرر انا فيما اذا اردت ان اصلي او لا؟ انني لا اجد معنى ابدا لهذه الحركات التي اقوم بها ,انني استطكيع قراءة الايات دون هذه الحركات مالذي سيحدث؟؟
لماذا يامرنا الله بهذه الفروض التي لا تفيدنا وهو الذي لايفعل شيئا الا لفائدة عباده وكي نكون سعداء ؟؟
وهذه الصلاة تجعل مني انسانا تعيسا لاني اشعر بثقل كبير علي اثناء تاديتها ؟وابي يكرهني اذا قصرت بها ,وكلما سالته :ما الفائدة من الصلاة يا ابي ؟؟
انتهرني بشدة وكانني صرحت له بكرهها ....وقال لي :لا يجوز ان نناقش فيما امرنا الله به ,بل نفعله دون سؤال كي ندخل الجنة !!!!
واذا صوت بعيد ينادي في الافاق :الله اكبر ......الله اكبر ....
عاد هذا الصوت المرعب المثير للألم وعادت تلك الاسئلة تقفز الى رأس الفتى الصغير وسيعود الاب بعد قليل ليسأل :هل صليت يا كامل؟؟
كان هذا السؤال المرعب الذي يأتي مع نبرة قوية مؤنبة وبلهجة صارمة يقض مضجع الغلام ذو ال الاثني عشر ربيعا في كل يوم أكثر من خمس مرات,إذ لا يقتصر على أوقات الصلاة وحسب بل يتعداها الى أكثر من ذلك للتاكد هل تم الأمر ام لا ...
وفي كل مرة يسمع الصبي هذا السؤال تتقطب حواجبه غيظا وتجتاحه موجة رعب تزلزل كيانه اذا لم يكن قد ادى هذا الواجب اليومي المتكرر , ويدير وجهه الى ابيه مخفيا ذلك الغيظ وما ان تلتقي عيناه بعيني ابيه الصارمتين حتى تتحول تلك التعابير المغتاظة الى تعابير خوف وقلق وألم ,وتدخل نفسه ذلك الصراع المرير ....
هل يخبر أباه الحقيقة وانه لم يصلي بعد فلا زال في الوقت متسع ويحظى بنصيبه اليومي من كلمات التأنيب الموجعة لكرامته والمهينة لشخصيته التي تجعلها تتفتت أمامه كزجاج سقط طويلا فتحطم لقطع صغيرة يصعب اعادة رونقها وجمالها كما كان ,أم يكذب ويومئ رأسه بالموافقة فيتخلص من كابوس الألم الذي ينتظره كل يوم في كل لحظة يسمع فيها نداء الصلاة يقول "الله أكبر" ......,فيفققد احترامه لذاته لمعرفته بخسة هذا الفعل ودناءته .
ويعيش كامل هذا الصراع النفسي في ثوان معدودة لاتتجاوز العشر ,تلك الثواني التي يجب ان يقرر فيها اجابته المؤدية به الى احدى النتيجيتنين المؤلمتين فايهما يختار؟؟!!
وإذ به يومئ راسه موافقا ويقول :أجل يا أبي لقد صليت ..!!!
عجبا !!!!...
لماذا اختار كامل هذا الجواب ,وهو من الاطفال الذين يقدسون الشرف ويعظمون الصدق والاستقامة ؟؟
لماذا يهين نفسه ويلقي بها في سراديب الالم المظلمة تلك السراديب التي يدخلها من يحتقر نفسه ولايلقي لعطمتها شأناً؟؟إن الإجابة سهلة جدا ..لقد قد حبه لذاته واحترامه لنفسه .....بكل بساطة لقد حطمت تلك الإهانات المتكررة عبر الأيام الطويلة عزته بنفسه وأبادت احترامه لها فلم يجد أن ذلك الكذب قد يزيد من احتقاره لنفسه وعدم ثقته بها ,بل وجد انه المخلص الوحيد للهروب من سماع تلك الكلمات والنبرات القوية المؤلمة التي تحفرفي فؤاده أخاديدا من الحسرة والالم وتورث في نفسه المتالمة سخطا على الحياة والدين وكل شي حوله , فيمسي كل مايراه اسودا قاتما ,لا لون لشيئ ولا طعم ولا رائحة ......إذا لا معنى لشيئ في الحياة إن لم يكن هناك معنى وقيمة الإنسان .......
وكيف يشعر بقيمة مالديه وهو لا يشعر بقيمته كإنسان له كيانه الذي يحترم ورغباته التي تسمع ورأيه الذي يوضع له وزن.....
فهو لايستطيع مواجهة أبيه بأي شيئ مما يدور في قلبه,ولا يستطيع مصارحته بأنه يؤلمه وان اسلوبه يزيده كرها للصلاة والدين ....
لقد حطم الاستبداد كيانه وأصبح ممثلا بارعا يخفي مشاعره وآلامه ويظهر أمام ابيه بالصورة التي يريده هو ان يكون عليها لا بصورته الحقيقية ,وفي الحقيقة هو يتحول لإنسان مختلف تماما .....
إنسان يحاول كسر القيود التي تكبله وتعيق حريته وتقف حاجزا بينه وبين العالم لواسع ولا يدري انه قد يؤذي نفسه اذا كسرها بطريقة خاطئة ..
إن الكرامة تحمل معها المسؤولية والعزة والاستقلال ولا كرامة بدون حرية .....
وبعد استحسان الأب لما فعله ابنه ,أزال من عينيه تلك النظرة المخيفة وأدار ظهره ومضى ....
تنفس كامل الصعداء بعد استهلاك جهازه العصبي خلال هذه الثواني المعدودة من الخوف والرهبة واطلق تنهيدة عميقة وطويلة اخرجت معها كل كرهه وسخطه وغضبه وقال ....أوووووووووووووووووف ....
لمن أصلي ؟لماذا يتوجب علي الإحساس بكل هذا الثقل عدة مرات يوميا؟لماذا لا أقرر انا فيما اذا اردت ان اصلي او لا؟ انني لا اجد معنى ابدا لهذه الحركات التي اقوم بها ,انني استطكيع قراءة الايات دون هذه الحركات مالذي سيحدث؟؟
لماذا يامرنا الله بهذه الفروض التي لا تفيدنا وهو الذي لايفعل شيئا الا لفائدة عباده وكي نكون سعداء ؟؟
وهذه الصلاة تجعل مني انسانا تعيسا لاني اشعر بثقل كبير علي اثناء تاديتها ؟وابي يكرهني اذا قصرت بها ,وكلما سالته :ما الفائدة من الصلاة يا ابي ؟؟
انتهرني بشدة وكانني صرحت له بكرهها ....وقال لي :لا يجوز ان نناقش فيما امرنا الله به ,بل نفعله دون سؤال كي ندخل الجنة !!!!
واذا صوت بعيد ينادي في الافاق :الله اكبر ......الله اكبر ....
عاد هذا الصوت المرعب المثير للألم وعادت تلك الاسئلة تقفز الى رأس الفتى الصغير وسيعود الاب بعد قليل ليسأل :هل صليت يا كامل؟؟