كعادة أهل مصر علي وجه العموم، وإعلامييها خصوصاً فإننا لا نهتم بالقضايا ولا نفتح الملفات إلا إذا حدثت كارثة أو فضيحة، عدا ذلك يتركون العشوائية تنتشر والفساد يستشري والناس تخبط نفسها في الحيط..
وكانت قضية حلقات بنات الليل على روتانا أكبر مثال على الكسل الإعلامي الذي نسى أن بنات التوك شو قضية تستحق الإهتمام بها حتى لو لم تظهر الفتيات الثلاثة ويعترفن أنهن قلن كلاماً مغلوطاً مقابل المال.. فطاحونة القنوات الفضائية "طحنت" مئات الفتيات في هذه المهنة خلال السنوات العشر الماضية بعدما أصبح كل شئ بفلوس.. ماعدا برامج التلفزيون المصري بالطبع.
جمهور أوبرا
قبل أن نستعرض نماذج وأمثلة، لابد من مقدمة معلوماتية نذكر فيها أولاً أن برامج "التوك شو" في الدول الغربية تطلب من الجمهور دفع قيمة التذكرة قبل الحضور.. أي أن الجمهور هنا هو الذي يدفع كي يحضر من فرط إهتمامه بمضمون البرنامج خصوصا البرنامج الشهير "أوبرا" للمذيعة السمراء أوبرا وينفري.
أي أن البرنامج هنا ليس بحاجة لجمهور يصطنع الإهتمام، وفي بعض القنوات الإيطالية على سبيل المثال يتم الإتفاق مع عدد من الجمهور لحضور كل حلقات البرنامج طالما أعلنوا اهتمامهم بالمضمون الإجتماعي أو الطبي الذي تناقشه الحلقات.. أي أن المشاهدين هنا يأتون كنوع من النشاط الأسبوعي لهم فيما يعرف بالتفاعل المباشر بين الجمهور والبرنامج.
لكن لأن معظم البرامج العربية لا تعتمد على تقديم مضمون موجه فقط للمشاهدين ولديها محاذير عديدة بدأ التفكير في استقطاب الشباب الذي يجلسون في المدرجات داخل البلاتوه ويشاركون في عمل "جو" لكل حلقة، وبالمناسبة هذا التقليد تزامن انتشاره مع انطلاق عادة دفع مبالغ للنجوم مقابل الظهور تلفزيونياً قبل عشر سنوات تقريباً، وهي العادة التي جعلت النجوم يفضلون القنوات العربية.
وبدأت المبالغ التي يحصل عليها النجوم بألف جنيه وأقل قليلاً للحلقة ووصلت الأن إلى مئات الألوف حسب أسم ووزن كل نجم، وعلى إعتبار أن الفنان حصل على أموال كي يأتي فمن الطبيعي أن يحصل من سيصفق له على أموال أيضاً لكنها زهيدة لا تزيد عن 100 جنيه إلا في في بعض الحالات.
مجانية الإعجاب
كان من الممكن هنا أن يتم الإستعانة بمعجبي كل نجم على إعتبار أنهم سيحبون مشاهدته وجهاً لوجه، لكن هناك أمور عديدة منعت ذلك، منها أنه لن تكون هناك سيطرة على سلوكيات هؤلاء المعجبين لأنهم سيأتون مجاناً، كما أنهم التصوير يستمر لساعات طويلة ولا يمكن أن يتم بلا مقابل، ثم أن المعجبين لن يرتدوا ملابس محددة كتلك التي يطلبها مخرجو برامج التوك شو.
كذلك فأن التفاعل مع النجم لا يمكن أن يترك هكذا للظروف، بمعنى أن ردود فعل الجمهور تكون معدة مسبقاً وهذا لا يتم إلا في حال دفع أموال، ونادراً ما يكون النجم ليس بحاجة لإستعداد مسبق مثل عادل إمام فهو بطبيعته قادر على انتزاع الضحكات من الجمهور بشكل لا يستدعي التوجيه، لكن معظم ردود الفعل دون ذلك هي مصطنعة بالطبع.
قوائم
لهذا كله كانت الإستعانة بالضيوف المأجورين ضرورة، حيث فشلت فكرة أن يحضر كل فرد في البرنامج مجموعة من أصدقاءه كما تفعل برامج التلفزيون المصري المجانية، وبالتدريج بدأت مكاتب الريجيسيرات تطوير نفسها فبعدما كانت توفر الكومبارس للإفلام والمشاهد الضخمة مثل المظاهرات والخناقات، كونت تلك المكاتب قوائم لجمهور التوك شو، يتم فيها تصنيف الفتاة أو الشاب حسب طبيعة كل برنامج، و مميزات كل واحد منهم.
مثلاً الفتيات الجميلات اللاتي يجلسن في الصفوف الأمامية لهن سعر، خصوصاً أنهن يمتلك ملابس سهرة، أما الأقل جمالاً فأجرهن أقل والجلوس في المقاعد الخلفية، نفس الكلام على الشباب لكن أجورهم أقل بشكل عام من البنات، لأن الحصول على البنات أصعب بالطبع، فالشاب يستطيع الوصول إلى البلاتوه في السابعة مساءاً ويغادر مثلاً في الثالثة صباحا، لكن أن تتوفر فتيات يستطعن البقاء لنفس الفترة أمر أصعب لهذا أجورهن أكبر.
زواج بالإدعاء
بالتدريج بدأت تتكون مجموعات من هؤلاء الشباب كي يحموا بعضهم البعض، كأن يأتي شاب مع ثلاث فتيات، أو تدعي واحدة أنها متزوجة من زميلها الذي يأتي معها في نفس الأتوبيس، وبالطبع كان للتصوير في مدينة الإنتاج الإعلامي نفقات أكبر، وبدأت الأجور تزيد ليبدأ الحد الأدني من خمسين جنيه، بعدما كان عشرين وثلاثين جنيه فقط قبل عدة سنوات، وظهور قنوات وبرامج عالية التكلفة قسم جمهور التوك شو إلى فئات.
على سبيل المثال فإن افتتاح قناة روتانا سينما وانتقال هالة سرحان لها من دريم جعل الفتيات صاحبات الأجور الأعلى ينتقلن معها إلى بلاتوه أخر، لتبحث برامج دريم على فتيات أقل في الأجر، ويمكن بسهولة ملاحظة أن فتيات هالة سرحان يرتدين ملابس متشابهة وكلها للسهرة، أما في برامج دريم فالملابس غير متناسقة والحماس متقطع حسب مجهود كل مذيعة.
وهناك يجب أن نلفت الإنتباه إلى شخص في غاية الأهمية دوره فقط التحكم في الجمهور، وهو يقف في مكان محدد بالبلاتوه، ويشير للجمهور متى يصفقون ومتى ينتهى التصفيق ومتى يريد أن يستمر التصفيق مدة أطول، كذلك يتم توزيع الشباب أصحاب الأصوات العالية ليطلقون صيحات الإعجاب في الوقت المناسب، وبالطبع الشاب أو الفتاة التي لا تلتزم يتم ردعه فوراً وبسهولة لأنه سيخرج دون أن يحصل على المال ولن يستعين به الريجيسير مرة أخرى.
وكانت قضية حلقات بنات الليل على روتانا أكبر مثال على الكسل الإعلامي الذي نسى أن بنات التوك شو قضية تستحق الإهتمام بها حتى لو لم تظهر الفتيات الثلاثة ويعترفن أنهن قلن كلاماً مغلوطاً مقابل المال.. فطاحونة القنوات الفضائية "طحنت" مئات الفتيات في هذه المهنة خلال السنوات العشر الماضية بعدما أصبح كل شئ بفلوس.. ماعدا برامج التلفزيون المصري بالطبع.
جمهور أوبرا
قبل أن نستعرض نماذج وأمثلة، لابد من مقدمة معلوماتية نذكر فيها أولاً أن برامج "التوك شو" في الدول الغربية تطلب من الجمهور دفع قيمة التذكرة قبل الحضور.. أي أن الجمهور هنا هو الذي يدفع كي يحضر من فرط إهتمامه بمضمون البرنامج خصوصا البرنامج الشهير "أوبرا" للمذيعة السمراء أوبرا وينفري.
أي أن البرنامج هنا ليس بحاجة لجمهور يصطنع الإهتمام، وفي بعض القنوات الإيطالية على سبيل المثال يتم الإتفاق مع عدد من الجمهور لحضور كل حلقات البرنامج طالما أعلنوا اهتمامهم بالمضمون الإجتماعي أو الطبي الذي تناقشه الحلقات.. أي أن المشاهدين هنا يأتون كنوع من النشاط الأسبوعي لهم فيما يعرف بالتفاعل المباشر بين الجمهور والبرنامج.
لكن لأن معظم البرامج العربية لا تعتمد على تقديم مضمون موجه فقط للمشاهدين ولديها محاذير عديدة بدأ التفكير في استقطاب الشباب الذي يجلسون في المدرجات داخل البلاتوه ويشاركون في عمل "جو" لكل حلقة، وبالمناسبة هذا التقليد تزامن انتشاره مع انطلاق عادة دفع مبالغ للنجوم مقابل الظهور تلفزيونياً قبل عشر سنوات تقريباً، وهي العادة التي جعلت النجوم يفضلون القنوات العربية.
وبدأت المبالغ التي يحصل عليها النجوم بألف جنيه وأقل قليلاً للحلقة ووصلت الأن إلى مئات الألوف حسب أسم ووزن كل نجم، وعلى إعتبار أن الفنان حصل على أموال كي يأتي فمن الطبيعي أن يحصل من سيصفق له على أموال أيضاً لكنها زهيدة لا تزيد عن 100 جنيه إلا في في بعض الحالات.
مجانية الإعجاب
كان من الممكن هنا أن يتم الإستعانة بمعجبي كل نجم على إعتبار أنهم سيحبون مشاهدته وجهاً لوجه، لكن هناك أمور عديدة منعت ذلك، منها أنه لن تكون هناك سيطرة على سلوكيات هؤلاء المعجبين لأنهم سيأتون مجاناً، كما أنهم التصوير يستمر لساعات طويلة ولا يمكن أن يتم بلا مقابل، ثم أن المعجبين لن يرتدوا ملابس محددة كتلك التي يطلبها مخرجو برامج التوك شو.
كذلك فأن التفاعل مع النجم لا يمكن أن يترك هكذا للظروف، بمعنى أن ردود فعل الجمهور تكون معدة مسبقاً وهذا لا يتم إلا في حال دفع أموال، ونادراً ما يكون النجم ليس بحاجة لإستعداد مسبق مثل عادل إمام فهو بطبيعته قادر على انتزاع الضحكات من الجمهور بشكل لا يستدعي التوجيه، لكن معظم ردود الفعل دون ذلك هي مصطنعة بالطبع.
قوائم
لهذا كله كانت الإستعانة بالضيوف المأجورين ضرورة، حيث فشلت فكرة أن يحضر كل فرد في البرنامج مجموعة من أصدقاءه كما تفعل برامج التلفزيون المصري المجانية، وبالتدريج بدأت مكاتب الريجيسيرات تطوير نفسها فبعدما كانت توفر الكومبارس للإفلام والمشاهد الضخمة مثل المظاهرات والخناقات، كونت تلك المكاتب قوائم لجمهور التوك شو، يتم فيها تصنيف الفتاة أو الشاب حسب طبيعة كل برنامج، و مميزات كل واحد منهم.
مثلاً الفتيات الجميلات اللاتي يجلسن في الصفوف الأمامية لهن سعر، خصوصاً أنهن يمتلك ملابس سهرة، أما الأقل جمالاً فأجرهن أقل والجلوس في المقاعد الخلفية، نفس الكلام على الشباب لكن أجورهم أقل بشكل عام من البنات، لأن الحصول على البنات أصعب بالطبع، فالشاب يستطيع الوصول إلى البلاتوه في السابعة مساءاً ويغادر مثلاً في الثالثة صباحا، لكن أن تتوفر فتيات يستطعن البقاء لنفس الفترة أمر أصعب لهذا أجورهن أكبر.
زواج بالإدعاء
بالتدريج بدأت تتكون مجموعات من هؤلاء الشباب كي يحموا بعضهم البعض، كأن يأتي شاب مع ثلاث فتيات، أو تدعي واحدة أنها متزوجة من زميلها الذي يأتي معها في نفس الأتوبيس، وبالطبع كان للتصوير في مدينة الإنتاج الإعلامي نفقات أكبر، وبدأت الأجور تزيد ليبدأ الحد الأدني من خمسين جنيه، بعدما كان عشرين وثلاثين جنيه فقط قبل عدة سنوات، وظهور قنوات وبرامج عالية التكلفة قسم جمهور التوك شو إلى فئات.
على سبيل المثال فإن افتتاح قناة روتانا سينما وانتقال هالة سرحان لها من دريم جعل الفتيات صاحبات الأجور الأعلى ينتقلن معها إلى بلاتوه أخر، لتبحث برامج دريم على فتيات أقل في الأجر، ويمكن بسهولة ملاحظة أن فتيات هالة سرحان يرتدين ملابس متشابهة وكلها للسهرة، أما في برامج دريم فالملابس غير متناسقة والحماس متقطع حسب مجهود كل مذيعة.
وهناك يجب أن نلفت الإنتباه إلى شخص في غاية الأهمية دوره فقط التحكم في الجمهور، وهو يقف في مكان محدد بالبلاتوه، ويشير للجمهور متى يصفقون ومتى ينتهى التصفيق ومتى يريد أن يستمر التصفيق مدة أطول، كذلك يتم توزيع الشباب أصحاب الأصوات العالية ليطلقون صيحات الإعجاب في الوقت المناسب، وبالطبع الشاب أو الفتاة التي لا تلتزم يتم ردعه فوراً وبسهولة لأنه سيخرج دون أن يحصل على المال ولن يستعين به الريجيسير مرة أخرى.