أرى أننا شعوب انقسامات حتى على المسلسلات! وهذه الضجة حول هذا المسلسل التركي لأكبر دليل على ذلك، أليس لكل فعل رد فعل؟ أي أن الهجوم على هذا المسلسل يخلق هجوما مضادا لصالحه، في البداية أنا لست من معارضي هذا المسلسل، إذ لا أجد أي مبرر لأن أكون في صف المعارضين، رغم أنني لا أؤيد كل ما يعرض من مشاهد في هذا المسلسل إلا أن ثـمة نقاطا قد يرغب البعض في تغييرها، فالمسلسل عبارة عن طريقة حياة خاصة بشعب ما ولا أعتقد أن المنتجين قصدوا بها تدمير الشعوب العربية ، بحسب ما يقال ونقرأ، أكثر مما هي عليه الآن، فالعلمانية والأبناء غير الشرعيين وأسلوب الحياة الحر هذا شأن داخلي ومسألة التصدير تستوجب وجود المستورد، فمن كان يرغب في استيراد هذه المنتجات فسيجد أكثر من مصدر موثوق وذا جودة! ربما أن الشيء الوحيد في هذا الأمر هو مبالغة الكثير من المتابعين في تعلقهم به لا سيما الفتيات الصغيرات، إذ ربما يكون مهند بالنسبة لهن معيار جودة شريك الحياة، عموما ذلك شيء راجع إلى التربية المنزلية، وأي خلل في التربية لا يمكن أن نلقي بظلاله على الآخرين، لكن ما يهمني في هذا الأمر هو أن المنعطفات الكثيرة في هذا المسلسل ما هي إلا منعطفات فعلية في حياة الكثيرين منا، بدء من سذاجة وطيبة الزوجات مرورا بعدم اكتراث الأزواج وانتهاء بسفاسف الأمور داخل البيوتات، فلنكن واقعيين في هذا، إذ لكي تكون معارضا حقيقيا لهذا المسلسل فلا بد لك أن تتابعه سواء على الشاشة أو نقلا عن ألسن الآخرين أو كتاباتهم، وفي كلا الحالين أنت واقع في دائرة المتابعين من قريب أو من بعيد، وبخلاف المسلسلات الخليجية أجد أن هذا المسلسل بعيد كل البعد عن العلاقات الخفية بين الجنسين، فالشخصيات على مستوى من النضج الفكري لرسم خطوط الحياة ومعالجة القضايا الأسرية بمقياس تركي، أما أن تتعلق الفتيات والمراهقات بصور مهند فذاك مرده إلى الفراغ الذي يعانينه في الوسط الذي يعشن فيه، كما أنه جهل وتمجيد لشخصيات نحن بالنسبة لها صفرا صفرا. وما نسمعه من مشكلات وخلافات زوجية وأسرية سببها هذا المسلسل هو مجرد استثناءات وخلل في التركيبة الفكرية لأصحاب الشأن، كما أن سعي الكثيرين إلى اقتناء ملابس وإكسسوارات وأيقونات تحمل ماركة هذا المسلسل هو وقوع داخل فخ المتصيدين في الماء العكر، لكن هناك خيوطا قد يتتبعها البعض فيرى مدى الخلل والتفكك الذي يعانيه في حياته، عندها يرغب في أن تكون حياته مسلسلا تركيا! فكم من الزوجات يهملن أزواجهن بعد الولادة، وكم من الأزواج يهملون زوجاتهم وبيوتهم بدعوى الانشغال في العمل، أريدكم فقط أن تلمسوا طريقة تعامل الشخصيات مع عاملة المنزل ومقارنتها بما تعرضه المسلسلات الخليجية من معاملة فجة ودونية لهذه الفئة، وربما مقارنة هذا الأمر في بيوتكم، ستقولون بأن الكثير مما فيه غير واقعي ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، لكنني أقول بأن ذلك هو المفروض أن يكون واقعا وما تعيشونه الآن هو الخيال، خيال السلطة، وخيال التعالي على الآخرين واستضعافهم، خيال التباهي بالشكليات وإخفاء خواء الذوات، خيال الترابط الأسري، خيال الألفة والمودة، خيال أغرب من هذه الحقائق، إننا خليط من الشخصيات وأحيانا نجد أنفسنا في موقف أو مشهد يدعونا إلى التفكر في تصرفاتنا تجاه الآخرين.

إن ما دعاني للكتابة عن هذا المسلسل ليس دفاعا عنه أو عن شخصياته إنما هي ردت الفعل المعارضة والأخرى المؤيدة له، فكل ممنوع مرغوب، وأنتم يا من تعارضون فأنتم كمن يسكب الزيت على النار، وأنتم أيها المؤيدون رفقا بأنفسكم، وابتعدوا عن تمجيد من لا يزيدكم نفعا ولا ضرا.

ليس المهم أن تكون مهندا أو أن تكوني نورا، المهم أن يعرف الواحد منكما كيف يعيش مع الطرف الآخر إلى الآخر.

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ))

نااس هل اياام فاااظيين

انا عن نفسي مااشفت اجزاء من الثاانية من هذاا المسلسل

وهذا اااخر زمان انه نااس تااخذ بأرااااء حثاالة المجتمع

وصوورهم تعتبر شيء بنسبة لناااس

صرااحة هذيل حثالة المجتمع