قيل لي: لماذا لا تكرهين الرجال؟! فقد عرفوا بقسوتهم، وهم من كان وراء الحروب والدمار الإنساني!! أجبت: لا أنكر أن هذا الكلام فيه شيء من الصحة، ولكني أعتقد أنهم هم أيضا وراء السلام والرخاء والتقدم الحضاري، هم آباؤنا وأبناؤنا وهم إخواننا، ومعظم علمائنا ومفكرينا، وقبل هذا وذاك هم رسل الله سبحانه عليهم الصلاة والسلام، فكيف لي أن أضع كل هؤلاء في قفص الاتهام، الرجل إن كان سيئا فهو نتاج أسرته وتربية المرأة التي أنجبته وربته، هو نتاج مجتمعه، وبطبيعة الحال صلاح حاله أو فسادها نابع من اختياره لهذا الطريق أو ذاك.
لا أعتقد مطلقا بصحة المزاعم التي تشير إلى دور الجينات الأساسي في تحديد خلق الفرد، فالفرد سواء كان رجلا أو امرأة هو من يقرر على أي مسار يسير، فقد يكون كل منهما جالبا للفرح، كما قد يكون كل منهما سببا في العناء، فالنساء ليسوا بملائكة، والرجال كذلك ليسوا بملائكة.
وإن كنت أؤمن يقينا أن اختلاف أدوار كل منهم في هذه الحياة عنصر جاذب لا منفر، فوجود السالب والموجب شرط للانجذاب والتفاعل، ووجود الاختلاف في الطبيعة والواجبات بين الرجال والنساء عنصر هام في تحقيق التكامل لا تحقيق التعارض، فالمرأة عندما تجد نفسها ملزمة بأداء دور الأب والأم معا، تعاني الكثير، وتبذل الكثير لتحقيق المراد، والرجل أيضاً لا يمكن أن يتعامل مع أبنائه بحنو الأم وحبها وتفانيها وإيثارها، فتكوينه النفسي وحتى الجسدي لا يساعده لتحقيق ذلك بالشكل المطلوب، وإن كان وجوده بين أفراد أسرته يحقق ما لا يمكن لأم تحقيقه، فوجود الأم بين أفراد أسرتها يحقق ما لا يمكن لشريكها الرجل تحقيقه، فكل منهما يكمل الآخر ويدعمه، ولا يمكن لأي منهما تغطية دور الآخر تغطية كاملة.
وبحكم كوني امرأة لا يمكن إلا أن أشيد بأمهات كتب الفقه الإسلامي، التي أظهرت مدى عظم اهتمام ديننا بالمرأة ومشاعرها، وسعي ديننا الحنيف لتدعيم سعادتها بين أسرتها وفي مجتمعها، فحديث هذه الكتب عن حقوق الأزواج يبدأ بتوضيح حقوق الزوجة تقديرا لحاجتها للرعاية والدلال، ثم يعرج عادة للحديث عن حقوق الأزواج، اعتمادا على يقين فقهائنا أن المرأة بطبيعتها الأنثوية تسعى لكسب زوجها، شرط أن يجاهد في إظهار حبه لها واحترامه وتقديره لدورها، فعلماؤنا يهتمون بتدعيم العلاقة بين الأزواج إلى حد بيانهم مدى حرص ابن العباس رضي الله عنه على التزين لزوجته، مذكرين الرجال أن ذلك من حق الزوجات على أزواجهم، كما أن تزين النساء لأزواجهن حق من حقوقهم على شريكة الدرب، أما تدليل الرجل لزوجته فأمر مفروغ منه إسلاميا، إذ عليه طرح التكلف والتزمت معها، وعليه تدليلها كما عليها تدليله، والسنة النبوية حافلة بأمثلة رائعة على الحس الإنساني الراقي لتعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، والذي آمل أن نجعله ضمن مناهج أبنائنا الذكور في مرحلة الثانوية وما بعدها، وحبذا لو توقفنا نتدبر السيرة العطرة لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، في كيفية تعامله مع نسائه وبناته وأحفاده الذكور والإناث رضي الله عنهم جميعا، لنحقق بذلك معادلة النبي القائد صلى الله عليه وسلم الذي عاش لآخرته كما عاش لدنياه، ليتنا نتوقف عند قوله عليه الصلاة والسلام: (وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فم امرأتك) متفق عليه، وفي رواية أخرى: (وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها في فم امرأتك) متفق عليه.
ليتنا نتأمل قوله: (تضعها في فم امرأتك) أو قوله : (ترفعها في فم امرأتك)، فلم يقل عليه الصلاة والسلام : (حتى اللقمة تطعمها امرأتك ) لا بد أن هناك حكمة وراء اختياره عليه الصلاة والسلام لهذه العبارات، ألا تعتقدون أن فيها إشارات واضحة لضرورة تدليل الرجل لزوجاته حتى ولو تطلب الأمر إطعامها بيده.
ليت الرجال يتأملون دروس النبوة في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته رضي الله عنهن، فالسنة النبوية الشريفة هي أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وتقريره، فهو عليه الصلاة والسلام قال وفعل وأقر بتدليل النساء ومراعاة شعورهن، سواء كن زوجات أو بنات، والنساء وبشكل عام، ألم يقل عليه الصلاة والسلام (إني لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي، مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه)؟، لقد كان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، يخفف الصلاة شفقة على الأمهات.
لا أريد أن أفهم أني ممن يهاجم الرجال لأني وبكل بساطة لست كذلك، فالرجل ركيزة هامة وضرورية لتحقيق حياة سوية مستقرة، والنماذج الرائعة للرجال متحققة بيننا، ولولا خشيتي من الدخول في خصوصيات الأسر لذكرت هنا نماذج مشرفة لرجال يستحقون تقدير الخاصة والعامة لهم، رجال حققوا المعادلة الصعبة في النجاح داخل أسرهم وخارجها.
كما أني لا أريد أيضاً أن يفهم أني راضية كل الرضا عما يقوم به كل الرجال، لأني أيضا وببساطة لست كذلك، كما أني لست براضية أيضا عن كل ما نقوم به نحن معشر نون النسوة، فيصدر عنا الخير كما يصدر عن بعضنا -بعض- الشر، الذي نأمل أن نتغلب عليه بما فطرنا الله سبحانه عليه من حنان ورقة مشاعر.
هل أنا عنصرية هنا ؟! قد أكون عند هذه النقطة، فالمرأة تملك من مشاعر ما لا يعرف الرجل، من حبها للأبناء، وتفانيها منقطع النظير، مشاعر يجهل الرجل طبيعتها الحقيقية، فحبه مهما عظم مختلف ومشاعره مختلفة، وأحاسيسه مختلفة، ولكننا مع ذلك كله يكمل كل منا الآخر، ويحتاج كل منا للآخر، لذا أستطيع أن أقول : تقدم أيها الزوج لزوجتك خطوة تجدها تتقدم إليك خطوات.
لا أعتقد مطلقا بصحة المزاعم التي تشير إلى دور الجينات الأساسي في تحديد خلق الفرد، فالفرد سواء كان رجلا أو امرأة هو من يقرر على أي مسار يسير، فقد يكون كل منهما جالبا للفرح، كما قد يكون كل منهما سببا في العناء، فالنساء ليسوا بملائكة، والرجال كذلك ليسوا بملائكة.
وإن كنت أؤمن يقينا أن اختلاف أدوار كل منهم في هذه الحياة عنصر جاذب لا منفر، فوجود السالب والموجب شرط للانجذاب والتفاعل، ووجود الاختلاف في الطبيعة والواجبات بين الرجال والنساء عنصر هام في تحقيق التكامل لا تحقيق التعارض، فالمرأة عندما تجد نفسها ملزمة بأداء دور الأب والأم معا، تعاني الكثير، وتبذل الكثير لتحقيق المراد، والرجل أيضاً لا يمكن أن يتعامل مع أبنائه بحنو الأم وحبها وتفانيها وإيثارها، فتكوينه النفسي وحتى الجسدي لا يساعده لتحقيق ذلك بالشكل المطلوب، وإن كان وجوده بين أفراد أسرته يحقق ما لا يمكن لأم تحقيقه، فوجود الأم بين أفراد أسرتها يحقق ما لا يمكن لشريكها الرجل تحقيقه، فكل منهما يكمل الآخر ويدعمه، ولا يمكن لأي منهما تغطية دور الآخر تغطية كاملة.
وبحكم كوني امرأة لا يمكن إلا أن أشيد بأمهات كتب الفقه الإسلامي، التي أظهرت مدى عظم اهتمام ديننا بالمرأة ومشاعرها، وسعي ديننا الحنيف لتدعيم سعادتها بين أسرتها وفي مجتمعها، فحديث هذه الكتب عن حقوق الأزواج يبدأ بتوضيح حقوق الزوجة تقديرا لحاجتها للرعاية والدلال، ثم يعرج عادة للحديث عن حقوق الأزواج، اعتمادا على يقين فقهائنا أن المرأة بطبيعتها الأنثوية تسعى لكسب زوجها، شرط أن يجاهد في إظهار حبه لها واحترامه وتقديره لدورها، فعلماؤنا يهتمون بتدعيم العلاقة بين الأزواج إلى حد بيانهم مدى حرص ابن العباس رضي الله عنه على التزين لزوجته، مذكرين الرجال أن ذلك من حق الزوجات على أزواجهم، كما أن تزين النساء لأزواجهن حق من حقوقهم على شريكة الدرب، أما تدليل الرجل لزوجته فأمر مفروغ منه إسلاميا، إذ عليه طرح التكلف والتزمت معها، وعليه تدليلها كما عليها تدليله، والسنة النبوية حافلة بأمثلة رائعة على الحس الإنساني الراقي لتعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، والذي آمل أن نجعله ضمن مناهج أبنائنا الذكور في مرحلة الثانوية وما بعدها، وحبذا لو توقفنا نتدبر السيرة العطرة لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، في كيفية تعامله مع نسائه وبناته وأحفاده الذكور والإناث رضي الله عنهم جميعا، لنحقق بذلك معادلة النبي القائد صلى الله عليه وسلم الذي عاش لآخرته كما عاش لدنياه، ليتنا نتوقف عند قوله عليه الصلاة والسلام: (وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فم امرأتك) متفق عليه، وفي رواية أخرى: (وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها في فم امرأتك) متفق عليه.
ليتنا نتأمل قوله: (تضعها في فم امرأتك) أو قوله : (ترفعها في فم امرأتك)، فلم يقل عليه الصلاة والسلام : (حتى اللقمة تطعمها امرأتك ) لا بد أن هناك حكمة وراء اختياره عليه الصلاة والسلام لهذه العبارات، ألا تعتقدون أن فيها إشارات واضحة لضرورة تدليل الرجل لزوجاته حتى ولو تطلب الأمر إطعامها بيده.
ليت الرجال يتأملون دروس النبوة في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته رضي الله عنهن، فالسنة النبوية الشريفة هي أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وتقريره، فهو عليه الصلاة والسلام قال وفعل وأقر بتدليل النساء ومراعاة شعورهن، سواء كن زوجات أو بنات، والنساء وبشكل عام، ألم يقل عليه الصلاة والسلام (إني لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي، مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه)؟، لقد كان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، يخفف الصلاة شفقة على الأمهات.
لا أريد أن أفهم أني ممن يهاجم الرجال لأني وبكل بساطة لست كذلك، فالرجل ركيزة هامة وضرورية لتحقيق حياة سوية مستقرة، والنماذج الرائعة للرجال متحققة بيننا، ولولا خشيتي من الدخول في خصوصيات الأسر لذكرت هنا نماذج مشرفة لرجال يستحقون تقدير الخاصة والعامة لهم، رجال حققوا المعادلة الصعبة في النجاح داخل أسرهم وخارجها.
كما أني لا أريد أيضاً أن يفهم أني راضية كل الرضا عما يقوم به كل الرجال، لأني أيضا وببساطة لست كذلك، كما أني لست براضية أيضا عن كل ما نقوم به نحن معشر نون النسوة، فيصدر عنا الخير كما يصدر عن بعضنا -بعض- الشر، الذي نأمل أن نتغلب عليه بما فطرنا الله سبحانه عليه من حنان ورقة مشاعر.
هل أنا عنصرية هنا ؟! قد أكون عند هذه النقطة، فالمرأة تملك من مشاعر ما لا يعرف الرجل، من حبها للأبناء، وتفانيها منقطع النظير، مشاعر يجهل الرجل طبيعتها الحقيقية، فحبه مهما عظم مختلف ومشاعره مختلفة، وأحاسيسه مختلفة، ولكننا مع ذلك كله يكمل كل منا الآخر، ويحتاج كل منا للآخر، لذا أستطيع أن أقول : تقدم أيها الزوج لزوجتك خطوة تجدها تتقدم إليك خطوات.
تعليق