إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أطفال غزة بين الظلم والظلام ‏

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أطفال غزة بين الظلم والظلام ‏

    ‏ أطفال غزة , صورة مصغره من حرم الطفولة العربي خصوصا والعالمي ‏عموما , الطفولة البريئة المسلوب قدسيتها وحقها في الابتسام وتذوق طعم الحياة ‏الطبيعي , تلك البراءة وذلك الطهر الذي غيبته براثن الموت , وافترسته غيلان ‏الظلام , وقطع أوصاله الصغيرة رصاص الإرهاب والإجرام الصهيوني , والصمت ‏الدولي , وغيب حقه ظلم ذوي القربى , فكانت غزة هاشم بأطفالها الصغار بأجسادهم ‏‏, والكبار بأفعالهم وصبرهم , قبر كبير اتسع للألم والحزن والدموع ولم يتسع لهم , ‏بل لم يجد بين جوانبه قيد أنملة للتخفيف من تلك الجراح النازفة من عيون الأطفال , ‏فلم تتجاوز صرخاتهم التي اخترقت صدورهم , ان تكون مجرد شكوى ضائعة في ‏عالم كئيب قاس0 ‏
    ‏ نعم 000 لم يفرق الرصاص الطائش والظلم الأعمى بين من يلعب الكرة وهو ‏لم يتجاوز بعد سن العاشرة , وبين من يحمل في يده البندقية والرشاش ! لم يفرق بين ‏اللعبة المصنوعة من القش والقماش والقنبلة ! لم يفرق بين من يحمل في يديه ‏الصغيرتين خبز الحياة , وبين من يحمل معه قوت المنون , كلهم غيبهم الظلم والظلام ‏‏, وأطفأ الموت نور الحياة وجمالها في عيونهم البريئة , فتساوى بذلك الجلاد ‏والضحية , وطائر الرخ والعصفور الصغير , ( فالويل في الدنيا التي في شرعها ‏‏000 فأس الطغام كريشة الرسام ) 0 ‏
    ‏ إنهم مئات الأطفال في فلسطين المسلمة العربية ككل , وفي غزة على وجه ‏التحديد , الذين اثروا ان يشعلوا الشموع للعالم الأعمى , فلعله يستيقظ من سباته ‏العميق وغفلته الطويلة , وعلى أنغام ‏‎"‎حاصرونا هالظلام " , كان للشموع دفء ‏وبصيص رحمة اكبر بكثير من بعض البشر الذين تلاشت تلك الخصلة وغيرها من ‏قلوبهم الميتة القاسية , بفعل ضغط موائد الطعام الشهية على بطونهم , فبردت في ‏نفوسهم نخوة العروبة والشهامة والإباء , متناسين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ‏‏(من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) 0 ‏
    ‏ صرخات أطفال فلسطين ارض الطهر والرسالات , وعراق العروبة والإباء ‏والمجد , وأطفال السودان والصومال وغيرها من ارض المسلمين في كل أرجاء ‏عالمنا الإسلامي والعربي , قد أيقظت بآلامها وجراحها النازفة الأموات في قبورهم ‏تحت الأرض , ولم يستيقظ – للأسف - على دويها من يدعون الحياة فوقها , فلا ‏حياة لمن تنادي , ففي غزة وحدها وبحسب دراسة هي الأولى من نوعها قدمت ‏كأطروحة ماجستير في جامعة كوينز في كنغستون باونتاريو , أكدت الدراسة بان ‏غالبية أطفال غزة – 840 ألفا تقريبا - قد تعرضوا للقنابل المسيلة للدموع , كما ‏شاهدوا بأم أعينهم بيوتهم تتعرض للتفتيش او الهدم , وعمليات إطلاق النار والقتال ‏والتفجيرات , كما تعرضوا للتعذيب ورؤية مشاهد موت زملائهم وتقطيع أوصالهم ‏أمامهم , فما ذنبهم أيها المجتمع الدولي عموما , والإسلامي والعربي على وجه ‏التحديد ؟ لتستفيق عيونهم الطاهرة كل صباح على لون الدم والدمار ومشاهد الموت , ‏ولا تغمض الى على صور المذابح والمجازر 0 ‏
    ‏ أين الموقف الرسمي العربي المحزن من كل ذلك , الم نعد نخجل ونستحي من ‏ان نجد السفن الأجنبية القادمة من الغرب وهي تمخر بحر غزة , متحملة قسوة وطول ‏المسافة وهيجان المحيطات والبحار ومخاطرها , وذلك في محاولة منها لمؤازرة أبناء ‏ذلك الجزء من عالمنا الإسلامي والعربي الغالي ؟ منددة بالظلم والإجرام والتهميش ‏العالمي , الم نكن أولى بذلك منهم ؟ الم نعد نخجل من مشاهد وصور الشرطة ‏الإسرائيلية وهي تقبض على بعض نشطاء السلام الإسرائيليين المتضامنين مع أطفال ‏غزة وأبناءها المحاصرين فيها من أمثال الناشط الإسرائيلي ميكي روزينفيلد , بينما ‏يبقى أبناء الدين الواحد , واللغة الواحدة , والوطن الواحد , بعيدين كل البعد عن قول ‏المصطفى صلى الله عليه وسلم :- ( المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ ‏تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى" ) 0‏
    ‏ وها هو عيد الأضحى قد اقترب – أيها العالم الديموقراطي الحر – يا منظمات ‏حقوق الإنسان , يا هيئة الأمم المتحدة , يا مجلس الأمن الدولي , يا جامعتنا العربية , ‏يا امة الإسلام , اقبل العيد وأطفال غزة يعيشون تحت وطأة الظلم وقسوة الإجرام ‏الصهيوني , وغياب الموقف الدولي , وعجز الإرادة والموقف العربي تجاه قضيتهم , ‏اقبل العيد , ولكن بأي حال عدت يا عيد ؟ , فلقد استبدل أطفال غزة بسمة العيد بحزن ‏الدهور العميق الذي يعتصر فرحتهم ويبدد سرورهم , إنهم يستقبلون تباشير العيد ‏باللون الأسود المخضب بالدم , لا كبقية أطفال العالم باللون الأبيض الناصع , وكان ‏لسان حالهم يقول :- هذا مصيري ,, يا بني الدنيا فما أشقى المصير و ( فلك الويـل ‏يا صـرح المظالم من غد 0000 إذا نهض المستضعفون وصمموا , هو الحق يغفي ‏ثم ينهض ساخطا 000 فيهدم مـا شـاد الـظلام ويحطم ) 0‏
    ‏ فيا كتاب الأمة ومثقفيها , يا أصحاب الأقلام الحرة في عالمنا العربي , أما آن ‏لهذا الصمت المخجل ان ينتهي ؟! آما آن لهذا القيد الدامي ان ينكسر ؟! فاني ( أرى ‏الحق معصوب الجبين مقسم 000 كالشاة , بين الذئب والقصاب ) , ويا زعماء الأمة ‏وقادتها وساستها ووارثي أمانة الله في أرضه , تذكروا وقوفكم بين يدي القوي القادر ‏‏, فوا لله إنكم ستسالون عن هذه الأمة عموما , وعن أطفال المسلمين خصوصا , يقول ‏تعالى في محكم كتابه العزيز { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } صدق الله العظيم , ويا ‏علماء الأمة وحملة رسالة الدين , ان عليكم حمل ثقيل وأمانة عظيمة فوق أمانة ‏الزعماء والحكام والرؤساء , فالعلماء ورثة الأنبياء , فما حال الأمة إذا ضاع علماءها ‏‏, وماتت بداخلهم صرخة الحق , فلم يعودوا سوى نفوس من دخان , وخبا بهم لهيب ‏الوجود , فما بقوا ألا كمحترق من الأخشاب 0‏
    ‏ ‏

  • #2

    تذكار ووعي قيم منك أيها الإستاذ الجليل بما يلقاه أهل غزة وأطفالها من الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الإحتلال الصهيوني الإسرائيلي.

    صرخة للأسف قد لا تلقى جواباً بين قادة وشعوب هذا العالم العربي المترامي الأطراف والعالم الإسلامي المنشغل بهمومه وقضاياه. ولسان الحال كما يقول الشاعر: ( لقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تنادي )، هذه أمة رضت بالضعف والخضوع والخنوع، ورضي الضعف والخضوع والخنوع عنها.

    بوركت وبورك عقلك النير.
    ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك


    زورونا في سلسلة ( إقرأ معي )

    الكتاب الأول

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم

      الأستاذ القدير / محمد الفطيسي

      موضوعكم هذا لهو معبرجدا....نعم بعد عدة أيام سوف يقبل علينا عيد الله الأكبر " الأضحى " ولكن بأي حال سوف يقبل هذا العيد على أطفال الحجارة؟؟؟!!!

      ان الوضع في غزة وضع مخزي ومذل وعار على جبين كل عربي وكل مسلم بلا استثناء...!!!


      ^&^ كل الإحترام والتقدير لك سيدي ^&^
      وطنـي لو شُغِلْتُ بالخلدِ عنه
      نازَعَتني إليه في الخُلدِ نفسي

      تعليق

      يعمل...
      X