إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشرق الأوسط في أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشرق الأوسط في أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة

    الشرق الأوسط في أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة


    الأمر الذي لا شك فيه ان انتخاب باراك أوباما كرئيس لأكبر قوة في العالم كان حدثا ثوريا في السياسة الأمريكية لكن سياسته في الشرق الأوسط لن تكون ثورية، وبالتالي فان الرئيس المنتخب لن يقلب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط رأسا على عقب، وانما سيحافظ على ما وصفه المحللون والخبراء بأركان تلك السياسة المتمثلة في تقديم دعم قوي لاسرائيل وضمان وصول امدادات النفط والحفاظ على علاقات وثيقة مع دول عربية صديقة تقليديا للولايات للمتحدة.
    بيد أن ادارة أوباما ستطوي صفحة «الجموح» التي شابت الفترة الأولي من حكم الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش والمتمثلة في غزو العراق وتجاهل الصراع العربي-الاسرائيلي وفتح سجن جوانتانامو. وسيستأنف الفريق الديمقراطي الجديد السياسة التي طبقت أيام الرئيس كلينتون والتي تتلاءم مع الاجماع الجمهوري-الديمقراطي التقليدي حول السياسة الخارجية الأميركية الذي خرج عنه بوش.
    ويؤكد خبراء العلاقات الدولية أن أوباما سيعين فور تسلمه السلطة مبعوثا خاصا للشرق الأوسط وسيعطي اشارات واضحة على رغبته في الوصول الى تسوية للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. وسيتشكل الطاقم المكلف بملف الشرق الأوسط في الادارة الجديدة بالأساس من عناصر اشتغلت على نفس الموضوع مع كلينتون في تسعينيات القرن الماضي، باعتبار أن هؤلاء يدركون أولوية القضية الفلسطينية وارتباطها الوثيق مع مجمل القضايا الاقليمية الأخرى.
    وفي ضوء حقيقة وجود علاقات ومصالح طويلة المدى للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وأنها ستظل في حاجة الى استمرار «الاشتباك» معها، لكن وِفق قواعد اشتباك جديدة، وهذا هو المُـهم، فمن المتوقع العودة الى فكرة أو منطق الاستقرار الاقليمي كاطار عام، والبعد عن السياسات الهُـجومية العنيفة ضد كل الأطراف الرئيسية، بصرف النظر عن التداعِـيات المُـحتملة لذلك، واستبعاد فكرة الفوضى «الخلاقة».
    وفي حقيقة الأمر فان التوجّـهات الكُـبرى، التي حكمت السياسة الأمريكية خلال الفترة الماضية ربما تتغيّـر أو في سبيلها الى ذلك، ومن هنا فان فِـكرة التدخّـل المباشر بالقوة المسلحة ربما تصبح غير واردة، الا كخيار أخير تحتفظ به الدول عادةً للحفاظ على مِـصداقية سياساتها، ونظراً لطبيعة المرحلة والأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم أجمع، لم يعد هناك من يفكِّـر في الهدف التالي بعد العراق، كما كان مطروحا بشأن ايران وسوريا بهدف تغيير النُّـظم الحاكمة بالقوة، وأصبحت السياسات المنفردة العاتية وتخيير الأطراف الحليفة، بأنها اما أن تكون «معنا أو علينا»، واردة بصورتها القديمة، وبالتالي، فان الاندفاع الأمريكي قد يتوقّـف على الأرجح. ولكن وِفق استراتيجية الحد الأدنى لتقليص الخسائر.
    ان النتيجة المُـباشرة لذلك، هو أن الادارة الأمريكية الجديدة برئاسة أوباما قد تتوقّـف عن محاولة التغيير الحادّ لأوضاع اقليم الشرق الأوسط، وبالتالي، لن يسمع أحدٌ كثيرا في الفترة القادمة تعبيرات «الشرق الأوسط الكبير» أو الأوسع أو الجديد. فسياسة مُـمارسة الضّـغوط على الدول لاحداث تغييرات في نظمها، لن تظل على ما هي عليه أو على الأقل سيتِـم اتِّـباع استراتيجيات غيرُ ضاغطة لتحقيقها، وربما لن يتِـم الاصرار بشدّة على كل بُـنودها، خاصّة وأنها أفرزت أوضاع قُـيّـمت أمريكيا على أنها ضارّة بمصالحها، كصعود الأصوليين الى السلطة، فلم تعد قضية أيديولوجية وانما برجماتية.
    وفي ضوء تلك المتغيرات فان الادارة الأمريكية الجديدة قد تنتهج أساليب واستراتيجيات جديدة تحقق مصالحها بعيداً عن فكرة التدخل العسكري المباشر، ومن هنا يمكن الاشارة الى الآتي:
    ∎ العودة الى سياسة المحاور والأحلاف، فاضافة الى ما طُـرح بشأن تحرّكات مِـحور المعتدلين في مواجهة محور المتطرِّفين، ووضّـحت معالمه تماما في حرب لبنان، ثم حرب الصومال ثم داخل قطاع غزة، وصلت المسألة الى داخل الدول بشكل حاد في حالتي العراق ولبنان، الذين يتم التحالف داخلهما مع قوى سياسية محدّدة، مما أوجد حالات احتقان حادة في الدولتين، بل وأثار الدّول المجاورة وِفقا لاتِّـجاهات مصالِـحها.
    ∎ العودة بشكل واسع النِّـطاق الى سياسات الاحتواء والحظر والحِـصار والاحتواء وكل أساليب العمل التي ارتبطت بالحرب الباردة، فحيث يتعذّر تغيير النظم السياسية أو استخدام القوة المسلّحة ضدها، وعندما تتحوّل توجّـهات الدّول من التعامل مع الآخر كمصدر تهديد الى التعامل معه بمنطق «سياسات التهديد»، تمارس أقسى أشكال الضغوط على نحو يؤدي الى ايجاد بُـؤر توتُّـر مُـزمنة، وان كان ثمة شك حاليا في أن مثل تلك السياسات لا تزال فعالة.
    ∎ امكانية عقد صفقات سياسية تؤدّي الى تغيير بعض المُعادلات في الاقليم، ففكرة الحِـوار مع ايران أو سوريا تُـثير، منذ فترة، مخاوف أطرافٍ تعتقد أنها ستدفع ثمن الاتّـفاق المُـحتمل. بل وتثير هواجِـس اسرائيلية، وصفقة مع السودان، قد تُـقلق عناصر فاعلة في دارفور، وبالتالي، قد تكون هناك ردود أفعال عنيفة من جانب الأطراف المتضرّرة.
    واذا كانت الأزمة المالية التي سُـرعان ما تحوّلت الى أزمة اقتصادية ـ تُـعدّ الأسوأ من نوعها منذ الكساد العالمي الكبير 1929ـ ستفرض نفسها كأولوية أولى على جدول أعمال الرئيس الجديد، وقد اتّـضح هذا من تركيزه على تشكيل فريقه الاقتصادي والاستعانة بخِـبرات مسؤولين سابقين لهم سِـجلّ واضح من النجاح في ادارة شؤون المال والاقتصاد في عهد الرئيس كلينتون.
    فان الاهتمام بقضايا السياسة الخارجية، خاصة ما يتعلّـق منها بالمصالح القومية الأمريكية والأمن القومي يفجر من منطقة الشرق الأوسط عدّة تحدِّيات، تقتضي اهتماما خاصا من ادارة أوباما بدءً بالعراق، كوعد انتخابي رئيسي بتحقيق الخروج الأمريكي المسؤول وانهاء الحرب في العراق ومعارضة بقاء قواعد عسكرية أمريكية دائمة على أرض العراق، والتركيز على أفغانستان التي يعتبِـرها أوباما مَـيدان المعركة الأصلي مع تنظيم القاعدة، الذي شنّ هجمات سبتمبر واختبأت قيادات التنظيم في منطقة القبائل الوعْـرة في باكستان على الحدود مع أفغانستان. وسيحاول أوباما الضّـغط على باكستان لتتحرّك عسكريا ضد مخابِـئ خلايا تنظيم القاعدة أو شنّ هجمات أمريكية على تلك الملاذات الآمنة، اذا لم تتعاون باكستان في ذلك الصدّد مع الاعتماد على الجنرال ديفيد بيتريوس، قائد القيادة الأمريكية الوسطى، في انتهاج أسلوب التفاهم مع العناصر المعتدلة من حركة طالبان، لكسب تعاونها في التخلّـص من العناصر المتطرّفة، التي تنتهج العُـنف سبيلا لتحقيق أهدافها السياسية.
    كما سيكون الملف النّـووي الايراني محطّ اهتمام ادارة أوباما، ولكن قد تختلف أساليب التعاون مع ايران، خاصة مع استعداده للحوار مع خصوم أمريكا، لكنه سيُـحافظ على معارضة أمريكا القوية والحاسمة لامتلاك ايران برنامجا للتسلّـح النووي.
    والواقع أن المستشارين المقربين لأوباما نصحُـوه بضرورة التَّـعامل بشكل عَـملي مع عملية السلام في الشرق الأوسط، باعتبارها مِـحورا أساسيا يُـمكن أن يُـسفر عن سلسلة من الآثار الايجابية المتعاقبة، بل والى تحسين صورة الولايات المتحدة في العالمين، العربي والاسلامي، اذا تمكّـنت من القيام بدور نشِـط ومُـتوازِن، يفضي الى حلٍّ سِـلمي، الا أن أوباما لن يقامِـر بالمشاركة الأمريكية بدور نشِـط في عملية السلام، الا اذا توفّـرت مقوِّمات النجاح لها، وساعتها يُـمكنه استخدام رصيده السياسي لاقناع الرأي العام الأمريكي والكونجرس، بأن حلَّ الصِّـراع العربي الاسرائيلي، يخدم أفضل المصالح القومية الأمريكية. ومن هنا سيتعيَّـن عليه اعادة صياغة السياسة الأمريكية الاندفاعية، اذا كان راغبا في اخراج الولايات المتحدة من النّـفق المُـظلم الذي دخلته في عهد الرئيس بوش، وبالتأكيد سيتخلّـى أوباما عن انفراد الولايات المتحدة باتِّـخاذ القرار في مواجهة الأزمات الدولية، وسيُـودع مبدأ الحروب الاستباقية.
    العلم نـور وفي الأجواء منتشر والفخر بالعلم لا بالمال نفتخـرُ

    هو الضياء وأهل العلم نور هدىً هـم النجم وفي أنفاسـهم دُرَرُ

    أهلاً وسهلاً ومـرحى يامعلمنـا أنت السناء وأنت الشمس والقمرُ

    فكـم بذلتَ لتعليمـي وتربيتـي وكم صبرتَ وما ينتابـك الخَوَرُ

    بُشْراكَ بُشْراكَ يا أسـتاذُ ذاكرتي فأنتَ تاجٌ من الأزهار منتشـرُ
يعمل...
X