أكد مراسل هيئة الاذاعة البريطانية ان حفاري الانفاق في قطاع غزة نجحوا في اختراق الجدار الفولاذي الذي نصبته مصر على الحدود بتحريض اسرائيلي، وتمويل امريكي، للقضاء على ظاهرة التهريب.
النبأ ليس مفاجئاً، لأن ايجاد ابناء قطاع غزة الوسيلة لاختراق هذا السور الفولاذي كان مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، فالحاجة هي ام الاختراع، وهؤلاء يعيشون ظروفاً صعبة في ظل حصار اسرائيلي خانق بتواطؤ وصمت عربيين.
فالعقل الغزي الذي اخترع ظاهرة الانفاق هذه كرد على الحصار، وقدم تجربة هندسية فريدة للعالم بأسره، لن تعوزه الحيلة لاختراق الاسوار الفولاذية او الالتفاف حولها. انه اعجاز هندسي فرضته الظروف الصعبة وظلم ذوي القربى.
قصة ابناء قطاع غزة مع الانفاق تحتوي كل عناصر الاثارة والتشويق، وتضم فصولا من الدراما والتراجيديا، يمكن ان تكون مادة دسمة للكثير من الافلام التسجيلية والوثائقية.
البداية جاءت من خلال عمليات الحفر للوصول الى قلب المستوطنات (17 مستوطنة) التي كانت تحتكر حوالي اربعين في المئة من مساحة القطاع (لا تزيد عن 150 ميلاً مربعاً) لتنفيذ عمليات فدائية ضد مستوطنيها.
ثم تطور الامر الى خطف جنود اسرائيليين وبالطريقة نفسها، عندما قامت مجموعة تابعة لحركة 'حماس' و'كتائب الناصر صلاح الدين' بالخروج الى نقطة حراسة معبر كرم ابو سالم من تحت الارض، واختطاف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط قبل اربعة اعوام.
من المؤكد ان نبأ اختراق السور الفولاذي سيشكل احراجا للاسرائيليين والحكومة المصرية معا، لانه يعني فشل مشروع متكامل لاحكام اغلاق القطاع، ومنع وصول المواد الاساسية لأهله، البالغ تعدادهم مليوني نسمة حسب آخر الاحصاءات الرسمية.
وهذا الاعجاز يجب ان لا يحوّل الانظار عن الوضع المأساوي لابناء القطاع، فالعلة الاساسية تكمن في الحصار، واحكام اغلاق ابواب السجن الكبير الذي يعيش داخله مواطنون عرب مسلمون، نسيهم حتى ابناء جلدتهم، ولم يعد يطالب احد بكسر الطوق عنهم وفك اسرهم، الا ما ندر.
لقد اصبنا بحالة من الصدمة عندما وافقت الحكومة الاسرائيلية، وبعد ضغوط مكثفة من منظمات انسانية دولية، بالسماح بمرور بعض شحنات الملابس والاحذية لابناء القطاع للمرة الاولى منذ اكثر من عامين على الاقل.
ونحن هنا لا نتحدث عن قائمة طويلة من الممنوعات، تبدأ بالاسمنت وتنتهي ببعض المواد الغذائية الاساسية، ناهيك عن مئات المرضى الذين يموتون لنقص الدواء وانعدام فرص العلاج في الخارج.
ويظل لزاما علينا ان نوجه التحية الى ابناء القطاع وعقولهم الجبارة التي اخترقت الفولاذ، وتحدت اجراءات حكومة مصرية، ارادت خنقهم بالغازات السامة، او بتدمير الانفاق فوق رؤوسهم لارضاء اسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة.
هذه العقول التي اخترعت الصواريخ للوصول الى المستوطنات الاسرائيلية بعد احكام اغلاق الحدود بالاسوار الالكترونية والاسلاك المكهربة، وقبلها الطائرات الشراعية، للوصول الى قلب معسكرات الجنود الاسرائيليين في الجليل قرب الحدود اللبنانية، هذه العقول تجسد أروع صور المقاومة والصمود في زمن باتت المقاومة ارهابا يجب نبذه في نظر الكثيرين، وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني
النبأ ليس مفاجئاً، لأن ايجاد ابناء قطاع غزة الوسيلة لاختراق هذا السور الفولاذي كان مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، فالحاجة هي ام الاختراع، وهؤلاء يعيشون ظروفاً صعبة في ظل حصار اسرائيلي خانق بتواطؤ وصمت عربيين.
فالعقل الغزي الذي اخترع ظاهرة الانفاق هذه كرد على الحصار، وقدم تجربة هندسية فريدة للعالم بأسره، لن تعوزه الحيلة لاختراق الاسوار الفولاذية او الالتفاف حولها. انه اعجاز هندسي فرضته الظروف الصعبة وظلم ذوي القربى.
قصة ابناء قطاع غزة مع الانفاق تحتوي كل عناصر الاثارة والتشويق، وتضم فصولا من الدراما والتراجيديا، يمكن ان تكون مادة دسمة للكثير من الافلام التسجيلية والوثائقية.
البداية جاءت من خلال عمليات الحفر للوصول الى قلب المستوطنات (17 مستوطنة) التي كانت تحتكر حوالي اربعين في المئة من مساحة القطاع (لا تزيد عن 150 ميلاً مربعاً) لتنفيذ عمليات فدائية ضد مستوطنيها.
ثم تطور الامر الى خطف جنود اسرائيليين وبالطريقة نفسها، عندما قامت مجموعة تابعة لحركة 'حماس' و'كتائب الناصر صلاح الدين' بالخروج الى نقطة حراسة معبر كرم ابو سالم من تحت الارض، واختطاف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط قبل اربعة اعوام.
من المؤكد ان نبأ اختراق السور الفولاذي سيشكل احراجا للاسرائيليين والحكومة المصرية معا، لانه يعني فشل مشروع متكامل لاحكام اغلاق القطاع، ومنع وصول المواد الاساسية لأهله، البالغ تعدادهم مليوني نسمة حسب آخر الاحصاءات الرسمية.
وهذا الاعجاز يجب ان لا يحوّل الانظار عن الوضع المأساوي لابناء القطاع، فالعلة الاساسية تكمن في الحصار، واحكام اغلاق ابواب السجن الكبير الذي يعيش داخله مواطنون عرب مسلمون، نسيهم حتى ابناء جلدتهم، ولم يعد يطالب احد بكسر الطوق عنهم وفك اسرهم، الا ما ندر.
لقد اصبنا بحالة من الصدمة عندما وافقت الحكومة الاسرائيلية، وبعد ضغوط مكثفة من منظمات انسانية دولية، بالسماح بمرور بعض شحنات الملابس والاحذية لابناء القطاع للمرة الاولى منذ اكثر من عامين على الاقل.
ونحن هنا لا نتحدث عن قائمة طويلة من الممنوعات، تبدأ بالاسمنت وتنتهي ببعض المواد الغذائية الاساسية، ناهيك عن مئات المرضى الذين يموتون لنقص الدواء وانعدام فرص العلاج في الخارج.
ويظل لزاما علينا ان نوجه التحية الى ابناء القطاع وعقولهم الجبارة التي اخترقت الفولاذ، وتحدت اجراءات حكومة مصرية، ارادت خنقهم بالغازات السامة، او بتدمير الانفاق فوق رؤوسهم لارضاء اسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة.
هذه العقول التي اخترعت الصواريخ للوصول الى المستوطنات الاسرائيلية بعد احكام اغلاق الحدود بالاسوار الالكترونية والاسلاك المكهربة، وقبلها الطائرات الشراعية، للوصول الى قلب معسكرات الجنود الاسرائيليين في الجليل قرب الحدود اللبنانية، هذه العقول تجسد أروع صور المقاومة والصمود في زمن باتت المقاومة ارهابا يجب نبذه في نظر الكثيرين، وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني
تعليق