عشرة أعوام مرت على اندلاع انتفاضة الأقصى التي جاءت كرد فعل طبيعي على تعنت الإسرائيليين ومماطلتهم في تطبيق مبادئ اتفاق أوسلو على ارض الواقع، واحتجاجا على الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في الأراضي الفلسطينية، ومحاولات الجانب الإسرائيلي إضعاف السلطة الفلسطينية وخلق العقبات أمام تقدمها في بناء الدولة، وكرد فعل على زيارة أرئيل شارون ( رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ) في الثامن والعشرين من أيلول سبتمبر عام ألفين، للمسجد الأقصى المبارك، تلك الزيارة التي أشعلت فتيل الانتفاضة، الأمر الذي أثار غضب المقدسين والشارع الفلسطيني، لتندلع بعد ذلك مواجهات دامية بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال.
استقبل الفلسطينيون الألفية الثالثة بانتفاضتهم في وجه الظلم والغطرسة الاسرائيلية، والتي قمعها المحتل بكل ما أوتي من قوة، ليبلغ عدد شهداء تلك الانتفاضة المباركة ما يزيد عن أربعة آلاف فلسطيني، وتخطي عدد الجرحى حاجز الخمسون ألفا، على مرأى ومسمع العالم المتحضر الديمقراطي والذي يدعو الى الحفاظ على حقوق الإنسان وصيانتها من الانتهاك إلا في فلسطين.
بعد عشرة أعوام من الانتفاضة، المراقب للوضع الحالي لا يرى أن الوضع قد تغير، لا بل ازدادت الأمور سوء، جدار الفصل العنصري يلتف حول رقاب الفلسطينيين ليحرمهم حرية التنقل بين مدنهم وقراهم، والاستيطان يلتهم الأرض الفلسطينية، ليبدد معه حلم الدولة الفلسطينية، وانقسام في الساحة الفلسطينية اضر كثيرا بالمصالح الفلسطينية وجعل الاحتلال يستفرد بالفلسطينيين لملي عليهم حلوله وطروحاته، وأوضاع اقتصادية بائسة، ومعونات تتهافت على الشعب الفلسطيني من كل حدب وصوب، تبقى حبيسة المستودعات حتى تفسد ومن ثم تلقى في تجمعات النفايات لتفسح المجال لغيرها في المكوث في تلك المستودعات.
اعتداءات الاحتلال طالت جميع مناحي الحياة الفلسطينية بهدف شلها والقضاء عليها، والتسبب في أعطاب كبيرة تعيق أي مشروع تسوية في المستقبل، ولم يقتصر هجوم المحتل على المسلمين ومقدساتهم، بل تعدت لتشمل كل ما هو فلسطيني بغض النظر عن دينه وانتمائه السياسي، فكانت قوافل الشهداء من المسلمين والمسحيين ودنست المساجد والكنائس على حد سواء.
الشعب الفلسطيني استفاد من هذه الانتفاضة بأن سلط الضوء على القضية الفلسطينية، وذكر العالم بأن هناك مشكلة في الشرق الأوسط تستعصي على الحل، وكشف النقاب عن وجه إسرائيل الأسود، وفضح ممارسات الاحتلال وعنجهيته، وأسلوبه الوحشي في التصدي لهبة الشعب الفلسطيني، ووضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، وكشف زيف الدول التي تدعي حيادها من القضية الفلسطينية، والاهم من ذلك كله اظهر قصور الأمم المتحدة في التعامل مع القضية الفلسطينية وتخليها عن دورها الهام في حل النزاعات الدولية، في ظل السيطرة الأمريكية على المنظمة الدولية وتحريكها بما يخدم المصالح الامريكية حول العالم.
كما أن من نتائج هذه الانتفاضة المباركة اعتراف العالم كله بعدالة قضية الشعب الفلسطيني وحقه في التحرر وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، ووضع حد لانفلات إسرائيل وتمردها على القوانين والأعراف الدولية، والسعي الى محاسبة مجرمي الحرب فيها من خلال جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والمنظمات المناصرة للشعب الفلسطيني.
عشر سنوات مرت على الانتفاضة لتضيف العديد من صفحات الكفاح والمقاومة لتاريخ فلسطين النضالي، ولكن دون أن يتغير حال الشعب الفلسطيني ودون إقامة دولته، ودون أن تحاسب إسرائيل على جرائمها، بل على العكس من ذلك تزايدت الضغوط على الفلسطينيين للمساومة على حقوقهم وثوابتهم، وثنيهم عن مواقفهم الرافضة لكل أشكال التبعية والتذويب التي تسعى العديد من الدول والاطراف فرضها على الفلسطينيين.
أيمن ربايعة - صحفي فلسطيني
استقبل الفلسطينيون الألفية الثالثة بانتفاضتهم في وجه الظلم والغطرسة الاسرائيلية، والتي قمعها المحتل بكل ما أوتي من قوة، ليبلغ عدد شهداء تلك الانتفاضة المباركة ما يزيد عن أربعة آلاف فلسطيني، وتخطي عدد الجرحى حاجز الخمسون ألفا، على مرأى ومسمع العالم المتحضر الديمقراطي والذي يدعو الى الحفاظ على حقوق الإنسان وصيانتها من الانتهاك إلا في فلسطين.
بعد عشرة أعوام من الانتفاضة، المراقب للوضع الحالي لا يرى أن الوضع قد تغير، لا بل ازدادت الأمور سوء، جدار الفصل العنصري يلتف حول رقاب الفلسطينيين ليحرمهم حرية التنقل بين مدنهم وقراهم، والاستيطان يلتهم الأرض الفلسطينية، ليبدد معه حلم الدولة الفلسطينية، وانقسام في الساحة الفلسطينية اضر كثيرا بالمصالح الفلسطينية وجعل الاحتلال يستفرد بالفلسطينيين لملي عليهم حلوله وطروحاته، وأوضاع اقتصادية بائسة، ومعونات تتهافت على الشعب الفلسطيني من كل حدب وصوب، تبقى حبيسة المستودعات حتى تفسد ومن ثم تلقى في تجمعات النفايات لتفسح المجال لغيرها في المكوث في تلك المستودعات.
اعتداءات الاحتلال طالت جميع مناحي الحياة الفلسطينية بهدف شلها والقضاء عليها، والتسبب في أعطاب كبيرة تعيق أي مشروع تسوية في المستقبل، ولم يقتصر هجوم المحتل على المسلمين ومقدساتهم، بل تعدت لتشمل كل ما هو فلسطيني بغض النظر عن دينه وانتمائه السياسي، فكانت قوافل الشهداء من المسلمين والمسحيين ودنست المساجد والكنائس على حد سواء.
الشعب الفلسطيني استفاد من هذه الانتفاضة بأن سلط الضوء على القضية الفلسطينية، وذكر العالم بأن هناك مشكلة في الشرق الأوسط تستعصي على الحل، وكشف النقاب عن وجه إسرائيل الأسود، وفضح ممارسات الاحتلال وعنجهيته، وأسلوبه الوحشي في التصدي لهبة الشعب الفلسطيني، ووضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، وكشف زيف الدول التي تدعي حيادها من القضية الفلسطينية، والاهم من ذلك كله اظهر قصور الأمم المتحدة في التعامل مع القضية الفلسطينية وتخليها عن دورها الهام في حل النزاعات الدولية، في ظل السيطرة الأمريكية على المنظمة الدولية وتحريكها بما يخدم المصالح الامريكية حول العالم.
كما أن من نتائج هذه الانتفاضة المباركة اعتراف العالم كله بعدالة قضية الشعب الفلسطيني وحقه في التحرر وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، ووضع حد لانفلات إسرائيل وتمردها على القوانين والأعراف الدولية، والسعي الى محاسبة مجرمي الحرب فيها من خلال جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والمنظمات المناصرة للشعب الفلسطيني.
عشر سنوات مرت على الانتفاضة لتضيف العديد من صفحات الكفاح والمقاومة لتاريخ فلسطين النضالي، ولكن دون أن يتغير حال الشعب الفلسطيني ودون إقامة دولته، ودون أن تحاسب إسرائيل على جرائمها، بل على العكس من ذلك تزايدت الضغوط على الفلسطينيين للمساومة على حقوقهم وثوابتهم، وثنيهم عن مواقفهم الرافضة لكل أشكال التبعية والتذويب التي تسعى العديد من الدول والاطراف فرضها على الفلسطينيين.
أيمن ربايعة - صحفي فلسطيني