إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موضوع خطير هل فعلها الإماراتيون؟

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موضوع خطير هل فعلها الإماراتيون؟

    (وأعتقد لهذا السبب أغلقت السبلة)
    تابعو معي (منقول من البريد)
    تدور هذه الأيام أخبار قوية في الشارع العُماني، أخبار تؤكدها بعض الأحداث والتي تمثلت بالقبض واعتقال مجموعة كبيرة من الضباط والمسؤولين الذين لهم مناصب كبيرة ومؤثرة، ولديهم قدرة على الاطلاع على معلوماتٍ حيوية اقتصادية، وأمنية، واجتماعية عن عُمان.


    تقول الحكاية حتى هذه اللحظة أنَّ هذه شبكة مخابراتية، تمَّ الكشف عنها من قبل الدولة الجارة إيران، وتقول المعلومات أيضا أنَّ مجلس عُمان انعقد بشكل استثنائي وتمَّ الاجتماع بهم من قبل مجموعة من ضباط المكتب السلطاني، وتم إبلاغهم رسميا بكشف شبكة تجسس تابعة لدولةٍ جارةٍ، كما تقول المعلومات ــ وكلها غير مؤكدة ــ أن الضالعين في هذه الخيانة العظمى هي مجموعة من كبار المسؤولين والقيادات في جهات مختلفة [المكتب السلطاني ــ جهاز الأمن ـ مجلس الدولة ــ الحرس السلطاني العُماني] بالطبع ليس غريباً ما يحدث، تم تثبيت الموضوع في السبلة العُمانية، ونشر بأريحية في الحارة العُمانية، والسبلة هي الموقع الذي رفض تماماً المساس بالإماراتيين إبان البشاعة التي مارسها الجمهور الإماراتي في أيام كأس الخليج، وكذلك رفض الإشارة بالتلميح أو التصريح إلى العلاقة القوية مع الجيران، ويأتيك الآن الموضوع مثبتا بأكثر من عشرين ألف زيارة؟ يا إلهي ما الذي يحدثُ في عُمان.



    &&&

    ينبغي قبلَ أن ندخل في أيِّ حديثٍ عن خلية التجسس إدراك أن الكيان الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة قد نشأ تاريخياً بسبب الظروف التي عانتها السلطنة العُمانية في بداية عهد السلطان الجديد، السلطان قابوس الذي خلفَ والدَه، أو بالأحرى اضطر للانقلاب عليه بسبب سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية. دخلت الإمارات العربية مسألة تاريخية حساسة للغاية، ففي النهاية هي جزء من أرض عُمان، وليس من الممكن أن تزوِّر تاريخا يمتد إلى آلاف السنوات فقط لأنَّك امتلكتَ النفطَ وأداة إعلامية هائلة.


    الإمارات ــ كجزء يجب أن يعود لعُمان ذات يوم ــ تعرف جيدا موقعها العالمي، وتعرف جيدا الثراء الفاحش الذي تديره مجموعة من العائلات، أضحت تتقاتل للتنافس مع بعضها البعض بعد وفاة الأب المؤسس لهذه الدولة الجديدة. ومن الطبيعي جداً مع الاتحاد الأعمى مع الولايات المتحدة الأمريكية، أن تتحدث الإمارات مع المشروع الأمريكي المُعارض لإيران، وتلك حماقة استراتيجية لدولة يسكنها من الإيرانيين أكثر مما يسكنها من الإماراتيين، دولة تحت نطاق الصواريخ الإيرانية والقوة الإيرانية العسكرية القوية، مع ذلك لم يكتف الإماراتيون بالتصعيد مع عُمان فحسب، مع الدولة الأصل، وإنما كذلك وصل التصعد مع المملكة التوسعية السعودية، ومع القطريين، ومع البحرينيين، وفي كلِّ مكانٍ وبقعة من الوجود الإيراني الرسمي تغلب سمة العنجهية والإيمان بقوة المال في كل شيء، فحتى محمد بن راشد صاحب دبي الشهير، تراه في أسوأ لحظات عمرِه حاكما للحلم، مدينة الإسمنت دبي، والتي لا يسكنها من سكان الإمارات إلا أقل القليل. المواطن الإماراتي خارج المدينتين أبو ظبي، ودبي يكاد يكون مواطنا مؤقتاً، ينظر ما تفعله العائلات المتناقضة التي تحكم بلادا مؤقتة في فدرالية غريبة جديدة للغاية، مع ذلك اتسم موقف السلطنة السياسي بالهدوء والحياد وتجاوز الضرورات السياسية والمضي قدما في العلاقات الأخوية مع الحليف الاستراتيجي، ومع الفرع التاريخي من عُمان الأرض. وكل شيء كان يمشي على ما يرام، بالطبع بالنسبة لنا كشارعٍ عُمانيٍّ لم نكن ننظر للإمارات إلا أنَّها أرض الأحلام الموعودة، وعندما ارتكبت الإمارات خطئها الفادح بطرد العُمانيين منها كان ذلك بمشيئة ومباركة من الحكومة العُمانية، فمهما ساءت الأحوال لا يمكن لدولة في حال عُمان أن تقدِّم مواطنيها هبةً وهديةً لدولةٍ تحاول جاهدة أن تخترع شعبا من اللاشيء، دولة تسرق التاريخ كما سرقت الأرض، دولة حتى هذه اللحظة لا يُعرف الفارق فيها بين القانون والشيخ، وبين القبائل التي تدير شؤونَها، والتدخلات الكثيرة التي تغرق فيها، دولة حتى هذه اللحظة لم يخجل أصحابها أن يستقبلوا سفاحا أمريكيا بامتياز ليرقصوا الصقور معه، وليس هذا رقص الند للند، وإنما رقص الباذل نفسه للقوى العظمى التي لم تجد وسيلة لبث ديمقراطيتها المزعومة إلا عبر دماء الشعبين العراقي والأفغاني، في البحث المجنون عن أسامة بن لادن، الصنيعة التي صنعتها اليد الأمريكية في الأصل.



    &&&

    ليس من المنطقي حتى هذه اللحظة الوصول للتفاصيل. وكان خطاب صاحب الجلالة الأخير مقلقاً للغاية. قد يرى البعض أنَّ الطموح الإماراتي أصبح يتجاوز المليارات التي يضخها النفط العُماني من الأرض العُمانية التي قام عليها الوهم الإماراتي. هل كانت الإمارات تتحين الفرصة، الفرصة التي يسقط فيها السلطان قابوس وحكومته لاستيراد شعبٍ جاهز له الثقافة نفسها، شعب قادر على أن يكون شعباً في بلاد تقدم المغريات؟ قد لا يفعل العُمانيون ذلك لو عرفوا مباشرة الهدف، ولكنهم قد ينصتوا لنداء الحاجة التي أخرجت أجدادهم للعمل في البحرين والسعودية وقطر من قبل. يوم كان الطفل ذو 12 سنة يخرج للعمل من أجل لقمة العيش.


    سيريد النظام الآن أن تحدث هذه اللحمة العاطفية الكبيرة وأن يكون هذا الخبر جونو الجديد، جونو الذي يربط العُمانيين مرة أخرى بحاكمهم وبحكومتهم، وبالطبع سوف يحاول آخرون من النظام تزيين الأمر واعتبار أن ما حدث خيانة عظمى من قبل بعض من باعوا الضمير والوطن، ولكن هذه الشعارات المجانية لا تصمد أمام العقل، ثمة أخطاء استراتيجية يجب أن نعترف أننا وقعنا فيها، ويجب أيضا أن نتحمل تبعات إصلاحها. أن تكون عُمان مكشوفةً، وأن تخان بيد أبنائها تلك مصيبة كبرى، ولكن المصيبة الأكبر أن يأتي من يحاول تبرير هذا بأنّ سوء طويلة وقلة أدب بالنسبة للبعض، يأتي أحدهم كي يحاول أن يكذب علينا ويُسكنَ وهما جديداً في نفوسنا. نعم نحن مع السلطان قابوس، ندين له بالولاء والامتنان ونحترمه ونطيعه، ولكننا لسنا مع العائلات التي تعتبر هي المحرك الرئيسي للاقتصاد والأمن في البلاد، لسنا مع القبائل التي تُمارس دورها كما لو كانت منظومات سياسية معترف بها، وكذلك لسنا مع اللعب بعواطفنا من أجل ألعابٍ سياسةٍ لا أحدٌ يدري ما الذي وراءها.



    &&&

    بالنسبة لما قلته من قبل عن الإمارات، ربما يمكنكم العودة للتدوينات السابقة، فحتى في هذه التدوينة لم أقل جديداً. أما بالنسبة لخلية التجسس هذه، فعلا ننتظر أجمعين الكشف عن الأسماء، وإيقاع أشد العقوبات، ولكنَّ الأهم ننتظر موقفا سياسياً واضحا من حكومة السلطنة، وكذلك موقفا اجتماعيا واضحاً. هؤلاء الذي باعوا الوطن باعوه لسببٍ ما، وتلك من إخفاقات المرحلة، ويجب أن توضَّح للبشر وللمجتمع كإخفاقات يجب تجاوزها مستقبلا، أما اللجوء للخداع الجماهيري، وتأليب المجتمع من أجل تهيئتهم لما سيحدث، فتلك لعبة قديمة مكشوفة.


    الإماراتيون عُمانيون في نهاية المطاف، ينطبق عليهم ما ينطبق على العُمانيين، وتلك الحزمة من الأسر الطارئة على التاريخ والسياسية أيضا ينطبق عليها ما ينطبق على القانون الدولي. لست أدري إن كانت مناورة سياسية بسبب شبح الحرب الذي يحوم على المنطقة، الحرب الأمريكية الإيرانية، والتي تقودها السعودية بحماقة منقطعة النظير، أو الأمر بسبب طموحات النظام الإماراتي للحصول على أهم عامل حيوي يملكه [عامل الشعب والهوية والثقافة] أو للأمر علاقة بأشياء أخرى. هل الإمارات بدأت تلاحظ التحركات الاقتصادية العُمانية، التحركات التي يمكنها أن تكون منافساً كبيراً لدولةٍ طارئة، أم للأمر علاقة بتخلصٍ مُباشرٍ وعلني من تاريخٍ سياسي وتأسيس تاريخ آخر؟ أم كل الحكاية لعبة أمريكية لا أحد يعرفها. كل هذا وجهة نظر فرد عُماني، يسم نفسه بعمانيِّ جدا، يراقب ما يحدث حائراً، ولا يجد إجابة مقنعة.


    الصورة الكبيرة تقول أشياء متناقضة، والصورة الصغيرة التي تعنينا كعمانيين، أننا نشعر بأننا انتهكنا، والذين انتهكونا هم هؤلاء الذين وثقنا بهم، والذين سربوا أسرارنا، والذين باحوا بمساحاتٍ سرية للغاية منا وفينا، والذي وقع في هذا الخطأ هو النظام نفسه، النظام الذي عليه أن يعترف أنه أخطأ، وأن يكون شجاعاً، وأن يقول للناس الحقيقة. ومع أنني لا أنتظر من الإعلام العُماني شيئا ما دام حمد الراشدي وعبد الله بن شوين موجودين، ولكن ننتظر على الأقل شفافيةً ووضوحاً، فهنا ليست مجموعة من المطاوعة دعمتهم الدولة فلاقت منهم ما لاقاه مجير أم عامرِ، ليست مجموعة كانت الدولة تعرف نقطة اللاعودة لهم من البداية، هؤلاء واقعون في عمل استخباري، خيانة عظمى، خيانة لكل عُماني على هذه الأرض، فإن كان هذا صحيحاً فليحل عليهم العقاب، وليس العقاب ما سيهدئ النفس، وإنما فعلا استراتيجية حكومية جديدة تتوقف عن إدارة الأزمات حين وقوعها. تعبنا من وزارات العوائل، ومن جهات العوائل، ومن سلطات القبائل، وتعبنا من هذا اللعب العاطفي بأعصابنا وبوطننا، وآن الأوان أن تكون الأشياء أكثر شفافية ووضوحا.



    &&&

    من الناحية الإماراتية، من المؤكد أن هذا التوتر الكبير لن يصلَ إلى مواصيل هائلة. ثمة حقن سيحدث لاحقا بعدما تتحاور الرؤوس ويدرك كل إنسان مكانه ومكانته، وربما سيتم تقديم أكباش فداء من قبل الإمارات لتخفيف هذا الشحن المتصاعد تجاهها، أكباش فداء ستوقف المهزلة الاجتماعية الإعلامية الإماراتية التي تحاول إلغاء كل ما هو عُماني في أرضٍ قد لا تنتمي لسلطنة عُمان، ولكنها تنتمي لعُمان التاريخية. نعم سيتم حقن المسألة، وسنبقى نحن الذين نتساءل، ماذا يفعل هؤلاء الذين يديرون مصائرنا؟ وماذا يريدون؟ وإلى أين يريدون الوصول بنا وبهذه البلاد؟ أتراهم الآن سيستمرون في دمج الوطن مع السلطان، وفي جعل السلطان قابوس هو الأول والأخير؟ هل سيبدأ فعلا عمل وطني لترسيخ [حب عُمان] بدلا من ترسيخ حب قابوس فقط؟ هل سينتبهون إلى مصائب القبائل المتحكمة بالشؤون العامة؟ المسألة لا تتوقف عند إعدام الخونة، ولكن عند سبب نشوئهم في الأصل، ولا تتوقف عندما يتعامل نظام خارجي معهم، وإنما لماذا قبلوا بذلك؟ ولماذا الانتباه الآن؟ يا إلهي هل سنعيش عصر خسارات عُمانية؟ سترك يا إلهي.


    مجموعة أسئلة تبقى حائرة بينما الغليان الاجتماعي ينذر بالكثير من المصائب، ولا يتحرك أحدٌ من أجلها. أسئلة حول الانتماء، الانتماء للأرض وللتاريخ وللوطن، والقبض عليه كما يقبض المؤمن على جمره. وطن اسمه عُمان، وشعب اسمه نحن، وتاريخ نحن سنصنعه أو سننهيه بأيدينا.

  • #2
    نعتذر عن إغلاق الموضوع بسبب عدم ذكر المصادر التي يستند إليها.
    ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك


    زورونا في سلسلة ( إقرأ معي )

    الكتاب الأول

    تعليق

    يعمل...
    X