ما أجمل الصداقة و ما أجملها أن تستمر صدوقة صادقة ... جميل ما قرأت من ردود و من الموضوع
نشرئب بطلاقة و بحب و بحس جميل يغرد بنا حينما نستحضر على أبجديات الحوار معاني الصداقة
السامية الجميلة المحلقة بوفاء و صدق و عطاء .

أحبذ في مساري هذا السير بواقعية نحو اختيار الصديق فالمثالية شيء و ما يتحقق بالواقع شيء
آخر فالواقع ليس بمجمله خيار مفتوح .... و ليس بما يحمله من معطيات قائمة بجميع أسماء
الشخصيات و بجميع الأنفس لنا أن نختار ما نشاء .

و يبقى هناك مقاسات عامة نقيم بها الشخصيات و الأنفس ... فالصديق بنسبة لي من صدقني
القول و الفعل من أحب الخير لي كما أحبه لنفسه ... من كان فالمحنة عونا ناصحا من كان من
دوني كما يكون معي من حفظ سري و لم يفشيه .

الصداقة في نظري تنشأ من المحيط تفاعل مشاركة مواقف و أحدث ... تراكمات من التفاعل الإنساني
الإنساني فالصداقة لا تعرض و لا ترفض إنما هي تبدأ بلا بداية و لا تنتهي لنهاية ... ألفة تنشأ من
التوافق النفسي بين الصديقين لن أقول التكافؤ النفسي الاجتماعي الفكري العلمي الشخصي ... فقد
نجد صديقين لا يحملان من التكافؤ في شيء حتى بالمستويات الأخلاقية المتباينة فقد تنشا صداقة
لتحدث نقطة تحول و تدفع بطرف من الأطراف نحو مسار أخلاقي و سلوكي مناقضا لما كان عليه
متأثر بالطرف الآخر ... ما نقره المسار السليم و ما نرفضه المسار الذميم .

في نظري الصداقة ليست اختيارا بقدر ما هي تآلف روحي توافق نفسي علاقة تولد من رحم الحياة
الأحداث المواقف المشاركة العاطفة المشاعر والتي في حقيقتها تمتد لحدود إنسانية مطلقة فالصداقة
لا تحدها الحدود الاجتماعية و لا المراحل العمرية و لا حتى الجنس بين (ذكر و أنثى) و بين قوسين
تقيلين!!!...فقد يكون الأب الأخ الأكبر أحد الأصدقاء المقربين و قد تكون الأخت الزوجة كذلك صديقة
مقربة ... مفهوم الصداقة في حقيقته مفهوم واسع .

في رعاية الله .