هل تتذكرون المسلسل السوري « صح النوم » وحارة كل من أيده إله ! والجملة الشهيرة لشخصية حسني البورظان التي مثلها المرحوم نهاد قلعي «إذا أردت ان تعرف ما يجري في إيطاليا، عليك ان تعرف ما يجري في البرازيل !! » .. الآن وبعد 39 عاما على محاولة البورظان كتابة مقالته في المسلسل الشهير ما علينا سوى النظر لما يجري في تل ابيب لنعرف ما يجري في مسقط !!
ففي تل ابيب اقام مئات من الشبان والشابات مدينة خيام اعتصموا فيها احتجاجا على ارتفاع اسعار المساكن والايجارات التي تقف حائلا بينهم وبين احلامهم في الاستقرار سرعان ما انضم اليهم الالاف ممن يعانون من نفس المشكلة وغيرهم من المتعاطفين ليبلغ عددهم في غضون ايام الى ما يزيد عن 150 الفا والعدد في ازدياد !! ولتعم المظاهرات والاعتصامات معظم المدن الرئيسية ويرتفع سقف المطالب بالاضافة للسكن والايجارات فيطال اسعار الوقود والتعليم والصحة .. والحبل على الجرار مما يبشر بربيع اسرائيلي كاسح على خلفية الربيع العربي الذي اطاح ببن علي والسي حسني الذي دخل القفص اخيرا والذي يستلهم منه شباب اسرائيل مثلما سبقهم في ذلك شباب اسبانيا !!
والآن .. الا تتشابه مشكلة الغالبية العظمى من شبابنا وشاباتنا في مسقط والسلطنة عموما ومشاكل الاسرائيليين والاسرائيليات ليستلهموا هم الاخرين وبشكل جارف ربيع تونس ومصر !؟؟
الا نعاني من مافيا هوامير العقار ورفضهم المتواصل لتخفيض الايجارات واسعار العقارات والبناء عموما رغم ان العرض يفوق الطلب بمراحل !؟
الا نعاني من ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة واحتكار عائلة هوامير معدودة على الاصابع لكل شيء من البصل للدواء .. مرورا بالعيش ووصولا للسيارة !؟
الا نعاني من تدنى وقصور واضحيين في مستوى التشخيص والخدمات الصحية لدرجة باتت معها مستشفيات تايلند والهند ترطن باللهجات العمانية وباتت الدشاديش والعبايات مألوفة اكثر من ملابس التايلنديين !؟ الا نعاني بنفس القدر من تدني مخزي في مستوى التعليم ما عليكم سوى ملاحظته في مداخلات بعض الاخوة في المنتديات لتقفوا على الحقيقة !؟
اليست مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية كانت السبب وراء التظاهرات الاخيرة التي لازالت بقاياها في صحار وصلالة مشتعلة تحت الرماد !؟
أذن .. فأن مشاكل تل ابيب لا تختلف عن مشاكل مسقط ومشاكل جميع العواصم والحواضر التي تسقط فيها الحكومات عن الوفاء بعهودها وبرامجها ما يحصل فيها متشابه ومتقارب .. ولعل خروج مئات الالاف من الاسرائيليين سوف يؤدي بالحكومة اليمينية المتطرفة للاذعان شاءت ام أبت وعلى خشم نتيناهو وغصبا عنه سينتصرون ليتمتعوا في النهاية بثمار ربيعهم .. فماذا عنا ؟؟
هل ينبغي علينا تكرار ربيعنا االساخن لخريف جاف مقحل ؟؟ الم نتعلم بما فيه الكفاية ان الحكومة الناجحة والوفية ينبغي ان تكون في خدمة الشعب ليكون الشعب في خدمتها وليس في خدمة اهداف ومصالح شلة من الهوامير الجشعين والمسؤولين الفاسدين ؟؟
نقلا عن العمانية نت
تعليق