إنصفوا الفقراء أيها الرؤساء
هناك شخصيات في عالمنا العربي لن تنسى من ذاكرة المواطن العربي، لانها انصفت الفقراء.
تلك الشخصيات من الرؤساء انحازت للإنسان البسيط، لتوفر له عيشا كريما، وحياة تعينه على شظف العيش.
من تلك الشخصيات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه- والرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. حيث لا تزال الشعوب العربية تقف بإجلال لمواقفها الشجاعة، ودورهما في التواجد قرب الإنسان العربي البسيط.
الشيخ زايد - رحمه الله- لا يزال عالقا في ذاكرتنا كبارا وصغارا، سواء من ولد قبل وفاته أو بعدها، الكل يذكر الشيخ زايد، بعطاءاته يديه التي امتدت للقريب والبعيد، في الداخل أو الخارج.
أنصف المرأة والطفل والرجل، والمزارع، والسائق، والعامل، كما شملت الحيوانات.
رجل أحبه الله، فاكرمه بحب الشعوب العربية والعالمية، المسلمة وغير المسلمة.
مشاريعه الانسانية احيت بشرا وشجرا، وأنبعت انهارا وابارا وسدت جوع أطفال وحيوانات.
أما عبدالناصر، فكانت صوره بعد وفاته مغلفة في غرف من كان وقف معهم وأنصفهم من الفقراء والبسطاء. وفدم دعما للدول العربية، ونشر البعثات التعليمية في الدول الخليجية والعربية، في وقت لم يكن لديها نور العلم. أعطى الفلاحين المصريين أراض لفلاحة الأرض، وقدم لهم القروض لتعمير الزراعة وتوفير لقمة العيش لهم ولأبنائهم.
إن من يأتي من بين طبقة معايشة الإنسان لحياته اليومية، لإدارة الحكم وكان يعيش حياتهم البسيطة، لا ينسى ما يعانونه. فكم من مرة طالب الشيخ زايد التجار في الإمارات للتبرع لبناء المساجد والمدارس أو المساكن، وتقديم جزء مما أعطاهم الله من خير، ليتقاسموا ذلك مع الفقراء الذين حرموا من رغد العيش. إن انصاف الرؤساء للفقراء، يكون عونا لهم في آخراهم، ولا تنسى أعمالهم الخيرة، من ذاكرة الإنسان، بل يتردد فضلهم جيلا بعد جيل.
يد زايد اعطت الكثير لذلك تتذكره الاجيال وسيظل كذلك في ذاكرتهم، أبد الدهر, ولن تنساه الأرض التي عمرها، وأسهم في نشر بساطها الأخضر واروى مزارع كانت اراضيها صحراء قاحلة, واحيأ موروثات اندثرت. وقدم ما قدمه للعالم، من شرقه إلى غربه، دون تذمر أو كلل أو ملل، ودون ان ينتظر كلمة إشادة من دولة أو رئيس. كانت يعمل الخير لوجه الشعوب الفقيرة، لمساندتهم في محنتهم وليرفع عنهم البلاء وقهر الحياة. هكذا سيظل الشيخ زايد – طيب الله ثراه- في وجدان كل إنسان عربي او أجنبي، قريب او بعيد.
إن ما يطلبه الإنسان الفقير في دولنا، ان ينصرهم الرؤساء ليعيشوا في خير وسلام وآمان، وإلا فما هي الأمانة التي يحملها الحاكم إذا ظل شعبه فقيرا، يبحث عن لقمة عيش أو مأوى. بل أن بعضهم يعيش مشردا في دولة فيها كل امكانيات الخير الوفير ليعيش كل انسان حياه آمنة دون منغصات.
فيا أيها الرؤساء والحكام سيروا على خطى زايد وعبدالناصر في انصاف الفقراء، لتعيشوا في ذاكرة البشرية أبد الدهر، حتى وأنتم في القبر، وحتى لا تزحزحوا من كراسي عروشكم، كما زحزح غيركم من قبلكم.
تعليق