هل تعلم عزيزي القاريء مالفرق بين مواجهة الذات وجلد الذات ؟ ولو أن المصطلحان قريبان جدا من بعضهما في النطق ، إلا أن كل منهما يسلك مسلكا مغايرا عن الآخر في تعريفه ، فجلد الذات هو شعور سلبي يتنامى في النفس الانسانية بعد الهزائم والاحباطات بحيث تختفي النجاحات المتحققة ويتصدر الفشل واجهة الكتاب ، ويصدر ذلك الشعور السلبي من رغبة دفينة بالتغلب على الفشل و لكنليس عن طريق مواجهته ، و إنما بالهروب منه و ذلك لعجزالفرد أو المسؤول عن إدراك مواطن قوته و مواطن ضعفه و أيضاً مواطن قوة و ضعفمنافسيه وتحدياته فيركز كل طاقاته لا لايجاد الحلول والخطط اللازمة بل في سبيل تهميش تلك التحديات بحيث يصور لنفسه أن لمنافسه و تحدياته قوة أكثر بكثير مما هي عليه في الحقيقة ، وهذا الاسلوب هو حيلة العاجز و مطية الفاشل و مهرب الجبان ، و دائماً ما تكون هناك حجج لتبرير الشعور بالعجز ، حجج ذات أسماء براقة للتمويه و خداعالنفس أو خداع الآخرين مثل الواقعية أو الرضا بالأمر الواقع أو الخصوصية المجتمعية أو تضافر الجهود دون تحديد مسؤوليات معينة لكل جهة ، وتكمن الغاية و الهدف من جلد الذات إلى التقوقع و الانحسار والانعزال داخل بوتقة الانهزام مروراً بفقدان الأملوصولاً إلى فقدان الرؤية و الطموح والتخطيط انتهاءً بالتلذذ باجترار مرارة الألم حتىإدمانها مع مايصاحب ذلك من رجعية وعدم تقدم .
أما مواجهة الذات فهو شعور إيجابي ناضج يعمل على معرفة مواطن القوة و مواطن الضعف بصدق و موضوعية عن طريققياسها و تقييمها لا بتهميشها وبتخيلها وهو شعور ليس له أوقات معينة لكن يجب أن يكون له عقليات محددة تجيد قراءة نفسها و محيطها و بالتالي لا تخشى مواجهة المنافس أوالتحديات و إنما تأخذ بأسباب النجاح والوصول إلى الهدف عن طريق التخطيط الجيد والاستفادة من أخطاء الماضي بما يقطع الطريق على الهزيمة النفسية التي تأتي من الاستسلام لنوازع و دواعي الفشل ويزرع في النفس وفي المجتمع الوعي اللازم لمجابهة تحدياتهاومقاومة أسباب الفشل والتخلف.
لذلك فمواجهة الذات لا يحتاج إلى حجج أومبررات أو تسميات براقة لتبريره و إنما يستمد قوته من إحساس داخلي عميق بأن مواطن القوة كامنة وموجودة فيالنفس تحتاج فقط لمجرد همة ونية حقيقية وليس إيجاد من عدم كإختراع الذرة ، فذلك الشعور الإيجابيالمتمثل في مواجهة الذات ونقدها ينبع من إيمان صادق و مبدأ ثابت و رغبة حقيقية في النجاح ممايعطيه الدافع و القوة و " الثقة " للوصول إلى الهدف المتمثل في القناعةالذاتية من توفر إمكانات وعناصر النجاح التي تعد حجر الأساس وأهم أسباب القوة في النفس .
إذاً ومما تقدم نجد أن الفارق كبير جدا بين المصطلحين ، وحقيقة مادفعني لايضاح ذلك الفرق هو الانتقاد الذي يتعرض له بعض الناشطين أو الحقوقيين أو الكتاب والأدباء أو ممثلي الشعب في بعض المجالس المتخصصة وغيرهم عند تعبيرهم عن الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلد بغض النظر عن أسلوب ذلك التعبير ، ذلك الانتقاد اللاذع الذي يتعرض له هؤلاء المصحوب بكلمات غريبة لا أدري كيف يجرؤ البعض على التفوه بها من تلك الكلمات " محرض " أو " حوشي " وغيرها من مصطلحات ، لا وتجد أيضاً أن هنالك من يأتي ليردد شعارات رنانة موسيقية تصدح في الآذان بأروع الألحان كـ " احمد ربك نحن أحسن من غيرنا " أو " الحمدلله مولانا مامقصر " أو " انتوا مايعجبكم العجب ولا الصيام في رجب " أو " التغيير مايجي بين يوم وليلة " أو " الحكومة حققت لكم مطالبكم بعد ايش تريديوا " وغيرها الكثير والكثير !! يهاجمون الشخص ويكيلون له التهم بل ويفسرون ماقال أو ماكتب على حسب أهوائهم تفسيرات غريبة عجيبة وهم لا يعلمون حتى الفرق بين النقد البناء او مايسمى بمواجهة الذات وبين جلد الذات ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل من إنسان كامل على ظهر كوكب الأرض ؟ أعتقد بأننا جميعا نتفق على أن الإجابة بالنفي ، لذلك خلقنا رب السماوات والأرض متباينين في القدرات العقلية غير متساويين في مستوى الذكاء مختلفين في أسلوب وطريقة التقييم والتقدير والبحث ، وهو أمر صحي جداً ، لذلك وجب علينا أن نعمل على أن نكون متكاملين دوماً ، كل منا ينصح الأخر ، كل منا يصوب للآخر ، كل منا يعمل على تقييم ماقام به الطرف الآخر ويخبره بنتيجة ذلك التقييم حتى يعمل ذلك الطرف على التطوير بما من شأنه تطوير الحياة البشرية واستمراريتها ، ولنعلم أن غياب النقد في بلد معين معناه أحد إثنين ، إما أن يكون ذلك البلد وصل إلى مرحلة الكمال وهذا غير متصور تماماً فالكمال لله وحده ، وإما أن يكون ذلك البلد من البلدان التي تعمل على كبت الحريات ومصادرة الفكر والنفاق والتطبيل وهو ما أظن بأنه أقرب للحقيقة .
لذلك يجب علينا بدلا من الهجوم اللاذع تجاه المفكرين أن نعمل على قراءة مايكتبون ومايقولون بعناية شديدة فلربما يبدون حقيقة تفتح أعين القائمين على عمل أو مشروع معين على نقاط ضعف أو خلل لم ينتبهوا هم لها بما يمكنهم من العمل على اصلاحها وتقويمها ، أو تعمل على تفتيح أعين المجتمع على مشكلات مجتمعية كان المجتمع على غفلة منها ، فمن ثم يجب النظر إلى أن هؤلاء المفكرين هم شركاء في التنمية شركاء متطوعين محركهم الأساسي حب الوطن وترابه ، فنقدهم لا يعني أنهم جاحدين للنعمة أو غير شاكرين للمولى عز وجل أو أنهم غير مخلصين للبلاد والسلطان أو أنهم يوجهون اصابع الاتهام إلى شخص بعينة ، يقهرني من يقول أن التغيير لا يكون بين يوم وليلة ، نعم أتفق انه لا يكون في اسبوع او شهر إلا أن فترة أكثر من سنة كافية على الأقل لإرسال اشارات واضحة حقيقية على أن التغيير قادم في اطار فعلي حقيقي مامن شأنه طمأنة المتابعين وبث روح الارتياح لدى العامة من المواطنين .
سعود الفارسي
8/4/2012
أما مواجهة الذات فهو شعور إيجابي ناضج يعمل على معرفة مواطن القوة و مواطن الضعف بصدق و موضوعية عن طريققياسها و تقييمها لا بتهميشها وبتخيلها وهو شعور ليس له أوقات معينة لكن يجب أن يكون له عقليات محددة تجيد قراءة نفسها و محيطها و بالتالي لا تخشى مواجهة المنافس أوالتحديات و إنما تأخذ بأسباب النجاح والوصول إلى الهدف عن طريق التخطيط الجيد والاستفادة من أخطاء الماضي بما يقطع الطريق على الهزيمة النفسية التي تأتي من الاستسلام لنوازع و دواعي الفشل ويزرع في النفس وفي المجتمع الوعي اللازم لمجابهة تحدياتهاومقاومة أسباب الفشل والتخلف.
لذلك فمواجهة الذات لا يحتاج إلى حجج أومبررات أو تسميات براقة لتبريره و إنما يستمد قوته من إحساس داخلي عميق بأن مواطن القوة كامنة وموجودة فيالنفس تحتاج فقط لمجرد همة ونية حقيقية وليس إيجاد من عدم كإختراع الذرة ، فذلك الشعور الإيجابيالمتمثل في مواجهة الذات ونقدها ينبع من إيمان صادق و مبدأ ثابت و رغبة حقيقية في النجاح ممايعطيه الدافع و القوة و " الثقة " للوصول إلى الهدف المتمثل في القناعةالذاتية من توفر إمكانات وعناصر النجاح التي تعد حجر الأساس وأهم أسباب القوة في النفس .
إذاً ومما تقدم نجد أن الفارق كبير جدا بين المصطلحين ، وحقيقة مادفعني لايضاح ذلك الفرق هو الانتقاد الذي يتعرض له بعض الناشطين أو الحقوقيين أو الكتاب والأدباء أو ممثلي الشعب في بعض المجالس المتخصصة وغيرهم عند تعبيرهم عن الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلد بغض النظر عن أسلوب ذلك التعبير ، ذلك الانتقاد اللاذع الذي يتعرض له هؤلاء المصحوب بكلمات غريبة لا أدري كيف يجرؤ البعض على التفوه بها من تلك الكلمات " محرض " أو " حوشي " وغيرها من مصطلحات ، لا وتجد أيضاً أن هنالك من يأتي ليردد شعارات رنانة موسيقية تصدح في الآذان بأروع الألحان كـ " احمد ربك نحن أحسن من غيرنا " أو " الحمدلله مولانا مامقصر " أو " انتوا مايعجبكم العجب ولا الصيام في رجب " أو " التغيير مايجي بين يوم وليلة " أو " الحكومة حققت لكم مطالبكم بعد ايش تريديوا " وغيرها الكثير والكثير !! يهاجمون الشخص ويكيلون له التهم بل ويفسرون ماقال أو ماكتب على حسب أهوائهم تفسيرات غريبة عجيبة وهم لا يعلمون حتى الفرق بين النقد البناء او مايسمى بمواجهة الذات وبين جلد الذات ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل من إنسان كامل على ظهر كوكب الأرض ؟ أعتقد بأننا جميعا نتفق على أن الإجابة بالنفي ، لذلك خلقنا رب السماوات والأرض متباينين في القدرات العقلية غير متساويين في مستوى الذكاء مختلفين في أسلوب وطريقة التقييم والتقدير والبحث ، وهو أمر صحي جداً ، لذلك وجب علينا أن نعمل على أن نكون متكاملين دوماً ، كل منا ينصح الأخر ، كل منا يصوب للآخر ، كل منا يعمل على تقييم ماقام به الطرف الآخر ويخبره بنتيجة ذلك التقييم حتى يعمل ذلك الطرف على التطوير بما من شأنه تطوير الحياة البشرية واستمراريتها ، ولنعلم أن غياب النقد في بلد معين معناه أحد إثنين ، إما أن يكون ذلك البلد وصل إلى مرحلة الكمال وهذا غير متصور تماماً فالكمال لله وحده ، وإما أن يكون ذلك البلد من البلدان التي تعمل على كبت الحريات ومصادرة الفكر والنفاق والتطبيل وهو ما أظن بأنه أقرب للحقيقة .
لذلك يجب علينا بدلا من الهجوم اللاذع تجاه المفكرين أن نعمل على قراءة مايكتبون ومايقولون بعناية شديدة فلربما يبدون حقيقة تفتح أعين القائمين على عمل أو مشروع معين على نقاط ضعف أو خلل لم ينتبهوا هم لها بما يمكنهم من العمل على اصلاحها وتقويمها ، أو تعمل على تفتيح أعين المجتمع على مشكلات مجتمعية كان المجتمع على غفلة منها ، فمن ثم يجب النظر إلى أن هؤلاء المفكرين هم شركاء في التنمية شركاء متطوعين محركهم الأساسي حب الوطن وترابه ، فنقدهم لا يعني أنهم جاحدين للنعمة أو غير شاكرين للمولى عز وجل أو أنهم غير مخلصين للبلاد والسلطان أو أنهم يوجهون اصابع الاتهام إلى شخص بعينة ، يقهرني من يقول أن التغيير لا يكون بين يوم وليلة ، نعم أتفق انه لا يكون في اسبوع او شهر إلا أن فترة أكثر من سنة كافية على الأقل لإرسال اشارات واضحة حقيقية على أن التغيير قادم في اطار فعلي حقيقي مامن شأنه طمأنة المتابعين وبث روح الارتياح لدى العامة من المواطنين .
سعود الفارسي
8/4/2012
http://saoodoman.blogspot.com/2012/04/blog-post_08.html