الموقف التركي والسوري إزاء إسقاط القوات السورية لطائرة تركية !!
الموقف التركي بدأ بتصريح الرئيس عبدالله غول ثم بتصريحات اردوغان ، ثم انتهاهاءا بأوغلوا ، ، غول يذكر في البداية (( أن طاقم الطائرة الحربية التركية التي اسقطتها الدفاعات السورية، يمكن ان يكون انتهك أجواء الجمهورية العربية السورية بسبب سرعة الطيران وليس عن سوء نية. وفي تصريح لوكالة الاناضول يوم 23 يونيو/حزيران يقول "بالنسبة للطائرات الحربية فانه من الطبيعي في بعض الاحيان وللحظات أن تعبر حدود دولتها.. خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار سرعة طيرانها فوق البحر.. وان ما حصل لم يكن بسوء نية".
واوضح غول ان اتصالات تجري مع دمشق، قائلا "لقد سحبنا سفيرنا لاسباب أمنية.. وهذا لا يعني عدم وجود اتصالات مع دمشق"، مؤكدا ان بلاده ستتخذ جميع الاجراءات الضرورية لتحديد ظروف واسباب الحادثة. واضاف انه تم العثور على اقسام من الطائرة التي تم اسقاطها .
بعد ذلك أخذ الموقف التركي شكلا تم فيه تحميل دمشق مسؤولية إسقاط الطائرة ، وتم إعتبار الحادثة على أنها نوع من التعدي على حقوق الجوار ، جاء ذلك في تصريح أوغلوا والذي كان مفاده ان الطائرة لم تتعدى الحدود السورية وانها كانت في نطاق المدى الإقليمي ، يذهب الوضع بعدها إلى ان تتخذ تركيا جانبا من التصعيد ( إتهامات وتوعدات ) ثم إرسال مذكرة اتهام إلى مجلس الأمن !!
عن الوضع في دمشق ، القيادة السورية تصرح ان الطائرة أخترقت الأراضي السورية ، وان أسقاطها تم عبر رشاش لا يتجاوز مداه ( 2.5 كم ) ! ، ولم تبدي دمشق أي اعتذرا لإسقاط الطائرة وموقفها كان واضح وثابت وهو ان تركيا تعدت حدودها ، والقانون الدولي يبيح الرد على أي انتهاك للحدود ، أما على مستوى موقف القيادة السورية الدبلوماسي ، فبعد الحادثة ، عملت القيادة السورية على تهدئة الوضع والتأكيد على مسألة ان سوريا ليس لديها نوايا عدوانية تجاه تركيا !!!
كيف نقرأ الحادثة ؟!
الحادثة إما ان تكون بدايتها مصادفة ، وإما ان يكون قد خطط لها قبل بدايتها!! ، ان تكون مصادفة إحتمال ضعيف جدا ، فكما قال أحد رؤساء امريكيا السابقين " واعني به روزفلت " ، لا يمكن أن يحدث شيء في نطاق السياسة من قبيل المصادفة وإن حدث وظهر على انه صدفة فسيظهره التاريخ بعد حين عكس ذلك !! ، أي أن إحتمال ان تكون الطائرة التركية قد دخلت عن طريق الخطأ حدود سوريا وتم إسقاطها بعد ذلك ، قضية ضعيفة الإحتمال ، وكل من له إهتمام بأبعاد الأزمة السورية يعي تماما ضعف هذا الإحتمال وإنتفاء أن تكون الحادثة خالية من التخطيط !!
إذا فالقول بان الحادثة قد سُبقت بتخطيط مسبق قول يأخذ قوة أكبر من سابقه ، بل ويفرض نفسه على واقع أي قراءة لواقع الحادثة !! ، اذا سلمنا بان الحادثة لم تبدأ من قبيل المصادفة ، فهناك حالتين يمكن ان تحدث على إثرها الحادثة ، الاولى ، أن يكون لدى القيادة السورية مخطط لقصف الطائرة وهي في مدى المياة الإقليمية المحرمة ، بغيت الوصول لبعض المكاسب على الصعيد السياسي والدبلوماسي والعسكري ، وإما ان تكون القيادة التركية قد خططت لدخول الطائرة عمدا إلى الأجواء السورية ــ وهي على علم بردة الفعل المتوقعة من الجانب السورية او تريد ان تستشف ماهية الرد الذي قد تتخذه القيادة السورية إزاء دخول هذه الطائرة ــ !!
اذا اتينا إلى مناقشة الخيار الاول ، يعني أحتمال ان تكون القيادة السورية قد خططت لقصف الطائرة وهي في الأجواء الإقليمة المحرمة ، فالمكسب الوحيد الذي يمكن ان تحققه القيادة السورية من هذا العمل هو ان توجه رسالة إلى العالم وإلى كل الحلفاء المتعاونين على سوريا ( أعني المعادين لسوريا ) من ان دفاعتها على اتم الإستعداد وجاهزة لاي لرد أي عدوان !! ، وهذا الإفتراض فيه إشكالية من ناحيتين ! ، الأول يعود إلى أن اي عقل سياسي ودبلوماسي لديه ادنى دراية بمجريات السياسة ، يدرك تماما ان اللاستقرار السياسي والدبلوماسي لا يصب في مصلحة سوريا إطلاقا ، أي أنه كلما كان الهدوء والإستقرار قائما ، ساعد ذلك كثيرا على ان تأخذ القيادة السورية موقف اكثر صلابة في مواجهة وإدارة الأزمة !!!! ، وتوجيه رسالة بهذا الشكل لا يتلائم والمسارات السياسية التي تنشد الإستقرار ، توجيه الرسالة بقوة دولة مستهدفة له اسس مختلفه تختلف عن هذا السياق !!
اذا جئنا لبحث الخيار الثاني ، وهو ان القيادة التركية أفتعلت الحادثة بغية تحقيق بعض المكاسب !! ، فالمكاسب والآراء التي تدعم خيار ( ان تكون تركيا هي من أفتعلت الحادثة ) يمكن ان تظهر في ثلاث إحتمالات او اكثر :
الأول : ان تركيا تريد بالحادثة ان تتبين وتعرف جاهزية سوريا الدفاعية في حال تقرير هجمه عسكرية على سوريا ، تركيا بالتعاون مع الحليف الأمريكي والأروبي والعربي تريد أن تعرف جاهزية القيادة السورية في الرد ومدى قوة تجهيزاتها العكسرية !! ، هذا أحتمال !
الإحتمال الثاني : كما قلنا فالإستقرار الدبلوماسي والسياسي والامني في مصلحة سوريا ، واللاستقرار في مصلحة الدول المعادية لسوريا ، شرط نجاح الدول المعادية لسوريا في فرض نفوذها يتمثل في خلق منطقة اللاستقرار والمحافظة على حالة اللاستقرار على مستواه السياسي والدبلوماسي والأمني ! ، هذا الدور تتقاسمه الدول المعادية بناء على موضعها ووزنها ، بمعنى ان الأدوار موزعة على الدول المعادية بحسب وزنها الدولي او وزنها الإقتصادي او السياسي ! هذا الدور يظهر على هيئة إثارة التضليل الإعلامي ، وعلى شكل دعم التسليح داخل سوريا لإثارة الفوضى ، وفرض العقوبات الإقتصادية ، واتخاذ القرارات التي من نشأنها ان تسخر المجتمع الدولي في سبيل المساعدة في زعزة النظام ! ، بدأت عملية زعزعة الإستقرار اولا بتأجيج الموقف الشعبي السوري تجاه القيادة ومحاولة خلق ربيع عربي في سوريا حاله كحال تونس ومصر ، بعد ان انقضت مدة من بداية الأزمة وثبت استحالة نجاح هذا الخيار ، بدأت الدول المعادية في خلق ذرائع لتأجيج الوضع الأمني في سوريا ، اي ان الدول المعادية سممت الراي العام بوعي يكون ذريعة لتزويد المسلحين بالسلاح ودعمهم ماديا ومعنويا !! اتجهوا لهذا الخيار وفعلوها بطريقة مكثفة ، حدث بعدها ان ظهر للدول المعادية ضرورة ان تنتقل لادوات اخرى للزعزعة تتلائم وصلابة القيادة السورية ، استخدمت المجازر والتفخيخات ، ودعمت الامر بزيادة الضغوط والعقوبات الإقتصادية ، المرحلة الراهنة أخذ الضغط يدخل لمستوى آخر ، مستوى تكون فيه الإقليمية هي الذريعة لفرض ادوات الزعزعة ، يعني بدأت عمليات الزعزعة تدخل في نطاق الحديث عن انتهاكات عكسرية على حقوق الجوار الإقليمي ! ، يعني تركيا ارادت بالحادثة أن تفتح المجال لشكل آخر من اشكال ممارسة الضغط والمعاداة للدولة السورية ، وهذه مسالة لا تقوم بها تركيا كدولة مستقلة ، بل كدولة مشتركة ومتحالفة مع دول معادية !!
العامل الثالث ــ وهو الاقوى ــ والذي يرجح قيام تركيا بإفتعال الحادثة : يقوم على اساس محاولة حكومة أردوغان كسب التأييد الداخلي خصوصا بعد ظهور الإحتجاجات على سياسة حكومة أردوغان ! ، او بمعنى اصح ، حتى تتبنى حكومة اردوغان ذريعة لتدخلها في شؤون سوريا أمام الشعب التركي وامام الاحزاب التركية المعادية والمنافسة لحكومة أردوغان !!
وهو مكسب مهم يجب ان تهتم به حكومة أردوغان في سبيل إتمام دورها الواقع على عاتقها وهي شريكة في معاداة الدولة السورية مع امريكيا وحلفائها ! ، وقد ظهر هذا لامر جليا في محاولة أردوغان عبر خطابة الاخير في لإثارة الشارع التركي وكسب تعاطفه مع حكومة حزب العدالة والتنمية التي واجهت رفضا شعبيا لسياساتها مؤخرا، قال أردوغان أمام الكتلة البرلمانية لحزبه في أنقرة: "لا يحق لأحد أن يطلب من تركيا أن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء ما يجري في العالم، لن نسكت على الاعتداء الذي استهدف طائرتنا، متناسياً تصريحات بلاده التي أقرّت بأن الطائرة التركية خرقت الأجواء الإقليمية السورية، مرجعة الأمر إلى السرعة أو الخطاً غير المقصود. "
ولم يفت رئيس الوزراء التركي إضافة "لمسة إنسانية" لخطابه، بالاستدراك قائلا: "المهم بالنسبة لنا الآن هو العثور على طيارينا". !!
وفي محاولة لقلب الحقائق، زعم أردوغان أن الحكومة السورية تحولت إلى مصدر تهديد لتركيا وشعبها، رغم كل ما انكشف وبالأدلة والبراهين والأقلام «التركية» عن تورط تركيا بتقديم الدعم للعصابات المسلحة في سوريا، سواء مادياً أو عن طريق التسليح أو توفير أماكن للجوء والاختباء وتسهيل العبور!!
الموقف التركي بدأ بتصريح الرئيس عبدالله غول ثم بتصريحات اردوغان ، ثم انتهاهاءا بأوغلوا ، ، غول يذكر في البداية (( أن طاقم الطائرة الحربية التركية التي اسقطتها الدفاعات السورية، يمكن ان يكون انتهك أجواء الجمهورية العربية السورية بسبب سرعة الطيران وليس عن سوء نية. وفي تصريح لوكالة الاناضول يوم 23 يونيو/حزيران يقول "بالنسبة للطائرات الحربية فانه من الطبيعي في بعض الاحيان وللحظات أن تعبر حدود دولتها.. خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار سرعة طيرانها فوق البحر.. وان ما حصل لم يكن بسوء نية".
واوضح غول ان اتصالات تجري مع دمشق، قائلا "لقد سحبنا سفيرنا لاسباب أمنية.. وهذا لا يعني عدم وجود اتصالات مع دمشق"، مؤكدا ان بلاده ستتخذ جميع الاجراءات الضرورية لتحديد ظروف واسباب الحادثة. واضاف انه تم العثور على اقسام من الطائرة التي تم اسقاطها .
بعد ذلك أخذ الموقف التركي شكلا تم فيه تحميل دمشق مسؤولية إسقاط الطائرة ، وتم إعتبار الحادثة على أنها نوع من التعدي على حقوق الجوار ، جاء ذلك في تصريح أوغلوا والذي كان مفاده ان الطائرة لم تتعدى الحدود السورية وانها كانت في نطاق المدى الإقليمي ، يذهب الوضع بعدها إلى ان تتخذ تركيا جانبا من التصعيد ( إتهامات وتوعدات ) ثم إرسال مذكرة اتهام إلى مجلس الأمن !!
عن الوضع في دمشق ، القيادة السورية تصرح ان الطائرة أخترقت الأراضي السورية ، وان أسقاطها تم عبر رشاش لا يتجاوز مداه ( 2.5 كم ) ! ، ولم تبدي دمشق أي اعتذرا لإسقاط الطائرة وموقفها كان واضح وثابت وهو ان تركيا تعدت حدودها ، والقانون الدولي يبيح الرد على أي انتهاك للحدود ، أما على مستوى موقف القيادة السورية الدبلوماسي ، فبعد الحادثة ، عملت القيادة السورية على تهدئة الوضع والتأكيد على مسألة ان سوريا ليس لديها نوايا عدوانية تجاه تركيا !!!
كيف نقرأ الحادثة ؟!
الحادثة إما ان تكون بدايتها مصادفة ، وإما ان يكون قد خطط لها قبل بدايتها!! ، ان تكون مصادفة إحتمال ضعيف جدا ، فكما قال أحد رؤساء امريكيا السابقين " واعني به روزفلت " ، لا يمكن أن يحدث شيء في نطاق السياسة من قبيل المصادفة وإن حدث وظهر على انه صدفة فسيظهره التاريخ بعد حين عكس ذلك !! ، أي أن إحتمال ان تكون الطائرة التركية قد دخلت عن طريق الخطأ حدود سوريا وتم إسقاطها بعد ذلك ، قضية ضعيفة الإحتمال ، وكل من له إهتمام بأبعاد الأزمة السورية يعي تماما ضعف هذا الإحتمال وإنتفاء أن تكون الحادثة خالية من التخطيط !!
إذا فالقول بان الحادثة قد سُبقت بتخطيط مسبق قول يأخذ قوة أكبر من سابقه ، بل ويفرض نفسه على واقع أي قراءة لواقع الحادثة !! ، اذا سلمنا بان الحادثة لم تبدأ من قبيل المصادفة ، فهناك حالتين يمكن ان تحدث على إثرها الحادثة ، الاولى ، أن يكون لدى القيادة السورية مخطط لقصف الطائرة وهي في مدى المياة الإقليمية المحرمة ، بغيت الوصول لبعض المكاسب على الصعيد السياسي والدبلوماسي والعسكري ، وإما ان تكون القيادة التركية قد خططت لدخول الطائرة عمدا إلى الأجواء السورية ــ وهي على علم بردة الفعل المتوقعة من الجانب السورية او تريد ان تستشف ماهية الرد الذي قد تتخذه القيادة السورية إزاء دخول هذه الطائرة ــ !!
اذا اتينا إلى مناقشة الخيار الاول ، يعني أحتمال ان تكون القيادة السورية قد خططت لقصف الطائرة وهي في الأجواء الإقليمة المحرمة ، فالمكسب الوحيد الذي يمكن ان تحققه القيادة السورية من هذا العمل هو ان توجه رسالة إلى العالم وإلى كل الحلفاء المتعاونين على سوريا ( أعني المعادين لسوريا ) من ان دفاعتها على اتم الإستعداد وجاهزة لاي لرد أي عدوان !! ، وهذا الإفتراض فيه إشكالية من ناحيتين ! ، الأول يعود إلى أن اي عقل سياسي ودبلوماسي لديه ادنى دراية بمجريات السياسة ، يدرك تماما ان اللاستقرار السياسي والدبلوماسي لا يصب في مصلحة سوريا إطلاقا ، أي أنه كلما كان الهدوء والإستقرار قائما ، ساعد ذلك كثيرا على ان تأخذ القيادة السورية موقف اكثر صلابة في مواجهة وإدارة الأزمة !!!! ، وتوجيه رسالة بهذا الشكل لا يتلائم والمسارات السياسية التي تنشد الإستقرار ، توجيه الرسالة بقوة دولة مستهدفة له اسس مختلفه تختلف عن هذا السياق !!
اذا جئنا لبحث الخيار الثاني ، وهو ان القيادة التركية أفتعلت الحادثة بغية تحقيق بعض المكاسب !! ، فالمكاسب والآراء التي تدعم خيار ( ان تكون تركيا هي من أفتعلت الحادثة ) يمكن ان تظهر في ثلاث إحتمالات او اكثر :
الأول : ان تركيا تريد بالحادثة ان تتبين وتعرف جاهزية سوريا الدفاعية في حال تقرير هجمه عسكرية على سوريا ، تركيا بالتعاون مع الحليف الأمريكي والأروبي والعربي تريد أن تعرف جاهزية القيادة السورية في الرد ومدى قوة تجهيزاتها العكسرية !! ، هذا أحتمال !
الإحتمال الثاني : كما قلنا فالإستقرار الدبلوماسي والسياسي والامني في مصلحة سوريا ، واللاستقرار في مصلحة الدول المعادية لسوريا ، شرط نجاح الدول المعادية لسوريا في فرض نفوذها يتمثل في خلق منطقة اللاستقرار والمحافظة على حالة اللاستقرار على مستواه السياسي والدبلوماسي والأمني ! ، هذا الدور تتقاسمه الدول المعادية بناء على موضعها ووزنها ، بمعنى ان الأدوار موزعة على الدول المعادية بحسب وزنها الدولي او وزنها الإقتصادي او السياسي ! هذا الدور يظهر على هيئة إثارة التضليل الإعلامي ، وعلى شكل دعم التسليح داخل سوريا لإثارة الفوضى ، وفرض العقوبات الإقتصادية ، واتخاذ القرارات التي من نشأنها ان تسخر المجتمع الدولي في سبيل المساعدة في زعزة النظام ! ، بدأت عملية زعزعة الإستقرار اولا بتأجيج الموقف الشعبي السوري تجاه القيادة ومحاولة خلق ربيع عربي في سوريا حاله كحال تونس ومصر ، بعد ان انقضت مدة من بداية الأزمة وثبت استحالة نجاح هذا الخيار ، بدأت الدول المعادية في خلق ذرائع لتأجيج الوضع الأمني في سوريا ، اي ان الدول المعادية سممت الراي العام بوعي يكون ذريعة لتزويد المسلحين بالسلاح ودعمهم ماديا ومعنويا !! اتجهوا لهذا الخيار وفعلوها بطريقة مكثفة ، حدث بعدها ان ظهر للدول المعادية ضرورة ان تنتقل لادوات اخرى للزعزعة تتلائم وصلابة القيادة السورية ، استخدمت المجازر والتفخيخات ، ودعمت الامر بزيادة الضغوط والعقوبات الإقتصادية ، المرحلة الراهنة أخذ الضغط يدخل لمستوى آخر ، مستوى تكون فيه الإقليمية هي الذريعة لفرض ادوات الزعزعة ، يعني بدأت عمليات الزعزعة تدخل في نطاق الحديث عن انتهاكات عكسرية على حقوق الجوار الإقليمي ! ، يعني تركيا ارادت بالحادثة أن تفتح المجال لشكل آخر من اشكال ممارسة الضغط والمعاداة للدولة السورية ، وهذه مسالة لا تقوم بها تركيا كدولة مستقلة ، بل كدولة مشتركة ومتحالفة مع دول معادية !!
العامل الثالث ــ وهو الاقوى ــ والذي يرجح قيام تركيا بإفتعال الحادثة : يقوم على اساس محاولة حكومة أردوغان كسب التأييد الداخلي خصوصا بعد ظهور الإحتجاجات على سياسة حكومة أردوغان ! ، او بمعنى اصح ، حتى تتبنى حكومة اردوغان ذريعة لتدخلها في شؤون سوريا أمام الشعب التركي وامام الاحزاب التركية المعادية والمنافسة لحكومة أردوغان !!
وهو مكسب مهم يجب ان تهتم به حكومة أردوغان في سبيل إتمام دورها الواقع على عاتقها وهي شريكة في معاداة الدولة السورية مع امريكيا وحلفائها ! ، وقد ظهر هذا لامر جليا في محاولة أردوغان عبر خطابة الاخير في لإثارة الشارع التركي وكسب تعاطفه مع حكومة حزب العدالة والتنمية التي واجهت رفضا شعبيا لسياساتها مؤخرا، قال أردوغان أمام الكتلة البرلمانية لحزبه في أنقرة: "لا يحق لأحد أن يطلب من تركيا أن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء ما يجري في العالم، لن نسكت على الاعتداء الذي استهدف طائرتنا، متناسياً تصريحات بلاده التي أقرّت بأن الطائرة التركية خرقت الأجواء الإقليمية السورية، مرجعة الأمر إلى السرعة أو الخطاً غير المقصود. "
ولم يفت رئيس الوزراء التركي إضافة "لمسة إنسانية" لخطابه، بالاستدراك قائلا: "المهم بالنسبة لنا الآن هو العثور على طيارينا". !!
وفي محاولة لقلب الحقائق، زعم أردوغان أن الحكومة السورية تحولت إلى مصدر تهديد لتركيا وشعبها، رغم كل ما انكشف وبالأدلة والبراهين والأقلام «التركية» عن تورط تركيا بتقديم الدعم للعصابات المسلحة في سوريا، سواء مادياً أو عن طريق التسليح أو توفير أماكن للجوء والاختباء وتسهيل العبور!!