التطهير قبل التطوير
ها هي أحداث دهشور تلحقها أحداث رفح ........... و لننتظر المزيد .
ثورة قامت و لم تطهر فكيف ستنجح ؟!
كيف تنجح المبادئ الفاضلة في مؤسسات تعفنت من الفساد ؟!
كيف تنجح النوايا الطيبة في دولة تمرح فيها الثعالب ؟!
كيف ينجح العدل دون قوة باطشة بالمجرمين و أنصارهم ؟!
ما الذي تغير منذ أن قامت الثورة ؟!
رئيس دولة جديد ، وزراء جدد ، محافظون جدد ، بعض القيادات تغيرت هنا أو هناك .
لكن المستشارين و السكرتارية و المرتشين و أصحاب المصالح المشبوهة ما زالوا في مواقعهم في جميع المؤسسات - الرئاسة ، الوزارات ، المحافظات ، الأحياء ، مجالس المدن ، ......إلخ - .
هل نحن مسرورون أننا نستخدم آليات ديموقراطية في هذه الانتخابات أو تلك ؟
بالطبع هذا مكسب من مكاسب الثورة ، و لكنه ليس في حد ذاته هدفا إن لم يكن مؤثرا على أرض الواقع .
مصر كانت منهبوبة و ما زالت لأن الفساد لم يكن فوقيا فقط بل كان فوقيا و تحتيا و بين الفساد الفوقي و الفساد التحتي شبكات من الفساد .
الفساد متصل من أعلى المؤسسات إلى أسفلها ، فساد رأسي أطلقوا عليه الدولة العميقة أنتج مجتمعا مهترئا يعاني من فساد أفقي فهو مجتمع شبه عقيم .
لقد أخطأت جل القوى السياسية و في مقدمتهم الإخوان إذ جمعوا أو خلطوا بين تحقيق الأهداف الثورية و المكاسب السياسية أو النصيب من التورتة .
و ما بين العمق و العقم ، وما بين السياسة و الثورة تعيش مصر الآن في مرحلة هلامية غير محددة الملامح .
حالة من خلط المفاهيم و ضبابية الرؤية و عدم تحديد الأهداف تسود المجتمع المصري نخبة و عامة ، ساسة و متابعين و هذه الحالة ناتجة عما و رثناه أو أسقيناه أو استهوانا.
إن مصلحة البلاد فوق المكاسب الشخصية أو الحزبية .
إن مصلحة البلاد فوق الانتصار لفكر بعينه أو لجماعة بعينها أو لطائفة بعينها .
إن السياسات الأمنية التي مورست طوال عقود خلت أكسبت السواد الأعظم من الشعب المصري العديد من الصفات السلبية مثل : الخوف ، السلبية ، الأنانية ، التواكل ، و رغم أن هذه الصفات تبدلت عند أناس كثر بعد الثورة إلا أنها لم تفارق أناسا كثرا بعدها .
إن مصر لن ينهض بها صندوق انتخابات و لا رئيس منتخب و لا مجلس شعب منتخب دون أن يكون الشعب بجميع فئاته عونا و ظهيرا بل موجها و شريكا كل في موقعه و حسب قدرته.
أيها المصري المحب لمصر:
لا تجعل خوفك على أهلك و أكل عيشك و رزقك حجة و تقول لو أنني اشتكيت فلانا من المفسدين أو أبلغت عنه فسوف أضار في وظيفتي فالرزق بيد الله و الإيمان بالقضاء و القدر من أركان الإيمان و الله سبحانه و تعالى يقول ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ) .
لا تكن سلبيا ولا أنانيا و تقول : ( و ما شأني أنا بما يحدث ) ، ( و هل كلامي أنا هو الذي سيصلح ) ، ( يا عمي كن في حالك ) لا يا أخي فرسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) و قد قيل ( المرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه ) و قد قيل أيضا ( ما استحق أن يعيش من عاش لنفسه فقط ) .
لا تكن متواكلا و تقول : ( لن أعترض أنا لأدع الاعتراض لغيري ) ،(غيرنا يتظاهر و سنجني من فعلهم الثمار ) ، ( البلد كلها خربانة أنا الذي سأصلح ) ؛ تذكر قول الله سبحانه و تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
المسئولية مشتركة ، و الإصلاح بل التطهير ، و التطهير التحتي بالذات مسئولية الشعب و مطلوب في كل مكان.يجب أن نبلغ عن كل مرتش ، عن كل متهاون في أداء واجبه ، عن كل من يعطل أو يفسد المصالح من أجل إجهاض الثورة ، عن اللصوص الذين يتربحون من مناصبهم و يتلاعبون بالميزانيات التي تحت أيديهم .
على كل مواطن شريف أن يكون عينا مراقبة و موجهة و مبلغة ، كل في مكانه ، في الوزارات ، في المديريات ، في الإدارات بل في الشوارع و في كل مكان .
كن شجاعا ، إيجابيا ، متعاونا ، متوكلا على الله ، محبا لمصر و مخلصا لها فعلا لا قولا .
أيها الرئيس المصري:
= و الله إني لأعلم أنك تحب مصر و أنك تمثل ثورتها و لكن السياسة في كل شئ لن تحقق للثورة أي شئ ، و لن يحدث التطوير إلا بعد أن يتم التطهير ، و التطهير الفوقي هو مسئوليتكم ، و أنت قادر عليه إن شاء الله .
= الحلم مع الخونة و المأجورين و المفسدين في الأرض ضعف و خور و ضياع للهيبة و هتك لستر الدولة ، خذ ما أوتيت بقوة و تعامل بالحزم و الحسم لا بالرفق و اللين ، فحاكم قوي ظالم خير من حاكم ضعيف تقي .
= يجب أن يكون لكل وزارة متحدث رسمي يفسر و يوضح للناس ما أهمهم فيما يخص وزارته إعمالا لمبدأ الشفافية و درءاً للشائعات و الفتن .
= اضبط ذراعيك – الجيش و الداخلية – فبدون أن تمتلك أمرهما تماما لن ينصلح البلد و لن تحقق فيه شيئا ، وليكن ذلك بقرارات حاسمة مطلوبة في كل الوزارات و لكنها فيهما أولى و ألزم .
= أقترح أن ينشأ جهاز رقابي متحرك تابع لرئاسة الجمهورية يتكون من متخصصين و متطوعين يتنقل بين كل مرافق الدولة و مؤسساتها يكشف الفساد و يسهل التطهير .
= إنشاء جهاز أمن شعبي تابع لرئاسة الجمهورية يعمل موازيا للداخلية حتى ينصلح حالها .
و أخيرا و ليس آخرا .. علينا أن نطهر أنفسنا و نصلحها ، علينا أن نترك الماضي وراء ظهورنا و ننظر للمستقبل من أجل بلدنا و أولادنا ، علينا أن نعمل و ننتج ، أن نزرع و نحصد ، أن نكون قدوة لأبنائنا ، أن يعطي كل منا لنفسه دورا في بناء مستقبل مصر حسب موقعه و إمكانياته .
اسأل نفسك كل يوم ما الذي أفعله من أجل بناء مستقبل مصر ؟
و إجابتك ستعبر لك حتما عن مدى حبك لمصر .................
الـــشـــاعـــر : إيــهــاب عـــزت
مدرس علوم ( عربي و لغات )
محمول : 00201005657696
البريد الإلكتروني :[email protected]
ها هي أحداث دهشور تلحقها أحداث رفح ........... و لننتظر المزيد .
ثورة قامت و لم تطهر فكيف ستنجح ؟!
كيف تنجح المبادئ الفاضلة في مؤسسات تعفنت من الفساد ؟!
كيف تنجح النوايا الطيبة في دولة تمرح فيها الثعالب ؟!
كيف ينجح العدل دون قوة باطشة بالمجرمين و أنصارهم ؟!
ما الذي تغير منذ أن قامت الثورة ؟!
رئيس دولة جديد ، وزراء جدد ، محافظون جدد ، بعض القيادات تغيرت هنا أو هناك .
لكن المستشارين و السكرتارية و المرتشين و أصحاب المصالح المشبوهة ما زالوا في مواقعهم في جميع المؤسسات - الرئاسة ، الوزارات ، المحافظات ، الأحياء ، مجالس المدن ، ......إلخ - .
هل نحن مسرورون أننا نستخدم آليات ديموقراطية في هذه الانتخابات أو تلك ؟
بالطبع هذا مكسب من مكاسب الثورة ، و لكنه ليس في حد ذاته هدفا إن لم يكن مؤثرا على أرض الواقع .
مصر كانت منهبوبة و ما زالت لأن الفساد لم يكن فوقيا فقط بل كان فوقيا و تحتيا و بين الفساد الفوقي و الفساد التحتي شبكات من الفساد .
الفساد متصل من أعلى المؤسسات إلى أسفلها ، فساد رأسي أطلقوا عليه الدولة العميقة أنتج مجتمعا مهترئا يعاني من فساد أفقي فهو مجتمع شبه عقيم .
لقد أخطأت جل القوى السياسية و في مقدمتهم الإخوان إذ جمعوا أو خلطوا بين تحقيق الأهداف الثورية و المكاسب السياسية أو النصيب من التورتة .
و ما بين العمق و العقم ، وما بين السياسة و الثورة تعيش مصر الآن في مرحلة هلامية غير محددة الملامح .
حالة من خلط المفاهيم و ضبابية الرؤية و عدم تحديد الأهداف تسود المجتمع المصري نخبة و عامة ، ساسة و متابعين و هذه الحالة ناتجة عما و رثناه أو أسقيناه أو استهوانا.
إن مصلحة البلاد فوق المكاسب الشخصية أو الحزبية .
إن مصلحة البلاد فوق الانتصار لفكر بعينه أو لجماعة بعينها أو لطائفة بعينها .
إن السياسات الأمنية التي مورست طوال عقود خلت أكسبت السواد الأعظم من الشعب المصري العديد من الصفات السلبية مثل : الخوف ، السلبية ، الأنانية ، التواكل ، و رغم أن هذه الصفات تبدلت عند أناس كثر بعد الثورة إلا أنها لم تفارق أناسا كثرا بعدها .
إن مصر لن ينهض بها صندوق انتخابات و لا رئيس منتخب و لا مجلس شعب منتخب دون أن يكون الشعب بجميع فئاته عونا و ظهيرا بل موجها و شريكا كل في موقعه و حسب قدرته.
أيها المصري المحب لمصر:
لا تجعل خوفك على أهلك و أكل عيشك و رزقك حجة و تقول لو أنني اشتكيت فلانا من المفسدين أو أبلغت عنه فسوف أضار في وظيفتي فالرزق بيد الله و الإيمان بالقضاء و القدر من أركان الإيمان و الله سبحانه و تعالى يقول ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ) .
لا تكن سلبيا ولا أنانيا و تقول : ( و ما شأني أنا بما يحدث ) ، ( و هل كلامي أنا هو الذي سيصلح ) ، ( يا عمي كن في حالك ) لا يا أخي فرسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) و قد قيل ( المرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه ) و قد قيل أيضا ( ما استحق أن يعيش من عاش لنفسه فقط ) .
لا تكن متواكلا و تقول : ( لن أعترض أنا لأدع الاعتراض لغيري ) ،(غيرنا يتظاهر و سنجني من فعلهم الثمار ) ، ( البلد كلها خربانة أنا الذي سأصلح ) ؛ تذكر قول الله سبحانه و تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
المسئولية مشتركة ، و الإصلاح بل التطهير ، و التطهير التحتي بالذات مسئولية الشعب و مطلوب في كل مكان.يجب أن نبلغ عن كل مرتش ، عن كل متهاون في أداء واجبه ، عن كل من يعطل أو يفسد المصالح من أجل إجهاض الثورة ، عن اللصوص الذين يتربحون من مناصبهم و يتلاعبون بالميزانيات التي تحت أيديهم .
على كل مواطن شريف أن يكون عينا مراقبة و موجهة و مبلغة ، كل في مكانه ، في الوزارات ، في المديريات ، في الإدارات بل في الشوارع و في كل مكان .
كن شجاعا ، إيجابيا ، متعاونا ، متوكلا على الله ، محبا لمصر و مخلصا لها فعلا لا قولا .
أيها الرئيس المصري:
= و الله إني لأعلم أنك تحب مصر و أنك تمثل ثورتها و لكن السياسة في كل شئ لن تحقق للثورة أي شئ ، و لن يحدث التطوير إلا بعد أن يتم التطهير ، و التطهير الفوقي هو مسئوليتكم ، و أنت قادر عليه إن شاء الله .
= الحلم مع الخونة و المأجورين و المفسدين في الأرض ضعف و خور و ضياع للهيبة و هتك لستر الدولة ، خذ ما أوتيت بقوة و تعامل بالحزم و الحسم لا بالرفق و اللين ، فحاكم قوي ظالم خير من حاكم ضعيف تقي .
= يجب أن يكون لكل وزارة متحدث رسمي يفسر و يوضح للناس ما أهمهم فيما يخص وزارته إعمالا لمبدأ الشفافية و درءاً للشائعات و الفتن .
= اضبط ذراعيك – الجيش و الداخلية – فبدون أن تمتلك أمرهما تماما لن ينصلح البلد و لن تحقق فيه شيئا ، وليكن ذلك بقرارات حاسمة مطلوبة في كل الوزارات و لكنها فيهما أولى و ألزم .
= أقترح أن ينشأ جهاز رقابي متحرك تابع لرئاسة الجمهورية يتكون من متخصصين و متطوعين يتنقل بين كل مرافق الدولة و مؤسساتها يكشف الفساد و يسهل التطهير .
= إنشاء جهاز أمن شعبي تابع لرئاسة الجمهورية يعمل موازيا للداخلية حتى ينصلح حالها .
و أخيرا و ليس آخرا .. علينا أن نطهر أنفسنا و نصلحها ، علينا أن نترك الماضي وراء ظهورنا و ننظر للمستقبل من أجل بلدنا و أولادنا ، علينا أن نعمل و ننتج ، أن نزرع و نحصد ، أن نكون قدوة لأبنائنا ، أن يعطي كل منا لنفسه دورا في بناء مستقبل مصر حسب موقعه و إمكانياته .
اسأل نفسك كل يوم ما الذي أفعله من أجل بناء مستقبل مصر ؟
و إجابتك ستعبر لك حتما عن مدى حبك لمصر .................
الـــشـــاعـــر : إيــهــاب عـــزت
مدرس علوم ( عربي و لغات )
محمول : 00201005657696
البريد الإلكتروني :[email protected]