إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنتِ المحبة يا عُمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنتِ المحبة يا عُمان

    إن كان تطور الشعوب وتقدمها ونموها يزدهر بفضل حكمة اولي الأمر منها، وإن كانت زعامة الدّولة ليست صفة مجرّدة تطلق على شخص قضى عمره خدمة للشعب وسخر وقته في الرقي والازدهار للوطن، فتلك هي المهمة الصعبة التي أريد بها الشعب حين ارشد ارشادا حكيما وأسند له صغير المهام وعظيمها، وحين وجه ووعد فصدق وليس ذلك فحسب بل ضمن مستقبلا باهرا للوطن والمواطن واسما مرموقا للوطن حين سعت قيادتها بخطى حثيثة منتظمة صائبة فباتت أكثر إشراقا وأكثر أمانا، أليست بلادنا عمان اليوم جديرة بالفخر والتيه والاعتزاز بما تحقق خلال تلك السنين التي اشرقت على الجميع بالخير والسلام.
    لقد سعت القيادة الحكيمة المظفرة على يد مولانا السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه إلى خلق جيل متعلم متطور يواكب الحضارات والمدنية ويحافظ على العادات والتقاليد والقيم، فهل كان لهذا الشعب العظيم خيارا آخرا إلا أن يكنوا في صدروهم حبا عظيما لقائد إن تحدث نثر حكما وإن خطب امتلأت قلوبنا عشقا لهذا الوطن وسرى في دمائنا ذكرى خالدة لأمجاد تليدة باتت نبراس للحياة ونهج سلكنا به العيش بآمان .
    فلا غرابة أن تبنى أسوار هذا البلد ومنعتها وأن تطور بلادنا على أيد ابطالها وأبنائها وقائدها حيث العلاقة الطّيّبة المتينة التّي تشدّ الشّعب العمّاني إلى قيادته وما أدلّ من ذلك حين برهن حفظه الله بأقواله التي ظلت نبراسا نهتدي به ، فيقول في هذا الصّدد: "قلت يوما لأبنائنا هنا ولأهلنا أننا سنعيد عمان إلى ما كانت عليه من قوة وأنّ الظلام سينجلي يوم شحذت همم أبناء الوطن وأهله ومفكريه كي نكون لحمة واحدة لبناء هذا الوطن. " .
    إنّ الوحدة الوطنية العمانية والعزيمة الي لم تنضب لما في ذلك من استقرار تام لهذا البلد ولما عرف عنه من استقرار ميزة عن سائر المجتمعات والذي لم يولد بمحض الصدفة بل كان نتاجا للسياسات الحكيمة الراشدة التي اتبعتها الحكومة بتوجيهات وقيادة جلالته ؛ فلا فرق بين هذا وذاك إلا بما يقدمه من عمل جليل للوطن على أساس الإخلاص والتفاني في أداء الواجب الوطني وخدمة المصلحة العامة لإسعاد المواطن العماني هي التي تخلق التميز بين المواطنين، وتشيع روح التنافس فيما بين أبناء المجتمع، وتعطي الإضافة التي تنعكس بالضرورة على الحياة العامة وتسهل عملية التواصل فيما بين العمانيين يستفيد الواحد منهم من الآخر.
    لقد تطرق جلالته خلال خطابه السامي بمناسبة افتتاح مجلس عمان بأهمية الشورى وما جاء من نتائج ايجابية عن تجربة الشورى في البلاد والتي تحققت وتطورت بفضل التكاتف واللحمة الوطنية حين اتفقت مع قيم المجتمع ومبادئه وتطلعت الى بناء إنسان عماني منتج ومتعلم وعارف ومتطور ومواكب للتطورات وكذلك استطاعت ايجاد حلول لتوظيف المواطنين وهي بلا شك نظرة صائبة استندت على منطق سليم .
    إنّ الثناء الصادق من لدن جلالته للمواطن العماني خلال نطقه السامي حين أكد جلالته أنّ العمانيون يتمتعون اليوم بمستوى جيد من الوعي والثقافة لمختلف المجالات التي تهم الشعب والمواطن ناهيك عن قدرتهم في المشاركة في اتخاذ القرار وصنعه والمشاركة في مختلف القضايا التطويرية التي تهم الوطن.
    وهنا تكمن الحكمة ويتجلى صواب المنهج وتتضح الرؤيا وتثبت صحة التوجهات والسياسات والاستراتيجيات التي اتبعت وتتبع في البناء التنموي بالسلطنة بأنّ للبشر القدرة على بناء الحجر أي أنّ رأس المال البشري هو القادر على التأثير في رأس المال المادي وعدى ذلك يعتبر كمن يحرث في البحر أو يصرخ في واد .

    بقلم : خلفان بن محمد المبسلي


يعمل...
X