في إطار الخطط الرامية لتطوير صحار ومزج الأصالة بالحداثة انتهت بلدية صحار من تنفيذ مشروع سوق صحار الذي يقع بمنطقة الحجرة على مساحة إجمالية للسوق والمظلات تقدر بـ(9363) تسعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وستين مترًا مربعًا وبتكلفة تصل إلى «3.600.000» ثلاثة ملايين وستمائة ألف ريال عماني، وصمم وفق طرز هندسية تمتزج فيها فنون العمارة العربية والاسلامية وفنون العمارة العمانية، وبأشكال مستوحاة من الأسواق التاريخية، وذلك بما يتماشى مع أهمية سوق صحار ومكانته التاريخية.
مبنى بطابقين
يتكون المبنى الرئيس للسوق من طابقين الطابق الأرضي ويحتوي على (26) محلاً تجاريًا لمختلف البضائع يرتبط الطابق الارضي بالمحلات التجارية الحالية بواسطة مظلات تتفرع من السوق شمالاً وجنوبًا ليحتضن المباني القائمة على جانبية لمشاركتها الزخم التجاري الحيوي الذي سيمتد من السوق لهذه المحلات الواحدة تلو الأخرى.
والطابق الأول يتكون من مطعم ومقهى ومعرض يحتوي على صالة متعددة الأغراض تتضمن مجموعة من الصور التي تروي أحداثًا تاريخيةً لصحار إلى جانب مجموعة من الكتب تتحدث عن السوق وأهميته ودوره في الحقبة الماضية والصكوك القديمة التي كان يتعامل بها التجار في الفترات التاريخية السابقة، كما تمت تهيئة المعرض ليحوي الأنشطة الفنية واللوحات المرسومة والفنون التشكيلية والتصوير وغيرها من المجالات الفنية، ليواكب السوق النهضة الاقتصادية والتجارية والسياحية التي تشهدها الولاية.
وقد قامت البلدية مؤخرًا بعقد اتفاقية الاستثمار للتأجير محلات السوق مع شركة متخصصة وفق الاجراءات المعمول بها.
تصميم السوق
وحفاظًا على النمط الهندسي العمراني الذي تشتهر به السلطنة تم استخدام نمط العمارة العمانية المستوحاة من التراث العماني خاصة نمط قلعة صحار والتفاصيل القديمة لسوق صحار القديم وفنون العمارة الاسلامية ذات الطابع الهندسي الجمالي بالزخارف النباتية والهندسية والمشربيات والأعمدة المزخرفة بالنقوشات والألوان البديعة، كما استخدمت في مكونات السوق الأبراج والحجارة المحلية المستخدمة في الواجهات الخارجية بشكل عام على نمط الحجارة المعمول بها في الأسواق التقليدية القديمة كسوق نزوى وغيرها من الأسواق المعروفة في السلطنة. ويجسد المشروع الجديد بعدًا ثقافيًا وجماليًا يليق بصحار ومكانتها التاريخية والحضارية على مر الأعوام.
بوابات السوق
وللسوق أربع بوابات هي البوابات السابقة نفسها التي كانت تمثل مداخل السوق القديم وهي بوابة الطريق البحري من الجهة الشرقية، وبوابة السوق من الجهة الغربية، وبوابة الخور من الجهة الشمالية إلى جانب بوابة الفرضة من الجهة الجنوبية وسيتم ربط المحلات التجارية القائمة حاليا بأجنحة عبارة عن مظلات مغطاة تربط هذه المحلات بالسوق الرئيسي.
ومن المتوقع أن يشهد السوق حركةً تجاريةً نشطةً ستساهم مع الأسواق الموجودة حاليًا في إنعاش الحركة التجارية وإعادة الروح إلى هذا السوق الذي كان يومًا ما قبلة التجار والمستهلكين من جميع ولايات السلطنة ودول الخليج العربي والهند والصين وإفريقيا.
مكانة تاريخية
يعتبر إنشاء سوق صحار عودة إلى الماضي بشكل مبتكر ومطور وتحديثًا لأحد أسواق العرب شهرة الذي كان لفترة من الزمان عالميًا امتزجت في أروقته بضائع الحرير الصيني بالنحاس الصحاري وتوابل الهند بالسجاد الفارسي.
وقد بدأت عمليات تحديث السوق خلال عام 2010 وإعادته إلى الواجهة مرة أخرى بنمط زاخر وفي ديباجة تراثية من الأسواق العربية بنسخة جديدة .
وتعد إطلالة السوق على البحر وقربه من القلعة ووجوده من ضمن نسيج قلعة صحار والشارع البحري وسوق الأسماك سيعمل على تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية، بالإضافة إلى وجود ساحات مفتوحة بالسوق تستخدم لتفعيل أنشطة متنوعة مثل إقامة الاحتفالات والفنون التراثية والمعارض الفنية والتجارية.