[align=center]
عَاشَتْ حَيَاتَهَا بَيْنَنَا وَمَعَنَا مُنْذُ أَنْ رَأَتْ أَعْيُنِنَا النُوْرُ بِهَذِّهِ الدُنْيَا ، جَاءَتْ إِلَيْنَا بِرُوْحٍ مُثْخَنَةٍ بِالوِدِّ وَالسَلاَمِ ، حَامِلَةً فَوْقَ أَكْتَافِهَا رِسَالَةَ السَعَادَةِ وَالعُمْرِ المَدِيْدِ ؛ إِذَا مَا أَحْسَنَ المَرْءُ إِلَيْهَا أَيَّمَا إِحْسَانَا وَأَكْرَمَهَا بِالطَاعَةِ وَالعِشْرَةِ الصَالِحَةِ دُوْنَ فَسَادٍ وَإِفْسَادٍ . وَأَمَّا إِنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا ، مُسَلِّطَاً عَلَيْهَا سِيْاطَ الإِهْمَالِ وَالقَسْوَةِ وَاللامُبَالاَةِ ، تَرَكَهَا بِمِلْيءِ إِرَادَتِهِ _حُبَّاً فِي إِرْضَاءِ نَزَوَاتِ نَفْسِهِ الَتِي تَبَاتُ وَتُصْبِحُ تُغْدِقُ عَلَيِّهِ سَيْلاً مِنْ أَوْهَامٍ عَارِيَةٍ مِنْ الحَقِيْقَةِ_ تَفْتَرِسُهَا وَتَنْهَشُهَا أَمْرَاضٌ وَأسَقْامٌ لا حَصْرَ لَهَا ، كُلٌّ تَأخُذُ نَصِيْبَهَا مِنْهَا ، وَتَدْعُوْا مَنْ لَمْ تَحْظَى بِشَرَفِ التَعَرُّفِ إِلَيْهَا ، فَمَا بَارَحَتْ سَاحَةَ المَعْرَكَةِ حَتَى أَرْدَتْهَا طَرِيْحَةَ المَوُتِ تُصَارِعُ لِوَحْدِهَا مِنْ أَجْلِ البَقَاءِ ، فَإِنْ كُتِبَ لَهَا ذَلِكَ عَاشَتْ طَوِيْلاً مُعَمِرَةً وَإِنْ لَم تَحْصِلُ عَلَى تَجْدِيْدِ بَقَائِهَا فَاضَتْ رُوْحِهَا إِلَى بَارِئِهَا. فَأَحْسَنَ اللَّهُ عَزَائِكُمُ ، وَتَغَمَدُ فَقِيْدَتِكُمُ بِوَاسِعِ رَحْمَتَهُ .
الصِحَّةُ بَلْسَمٌ دَافِئٌ وَعَبِيْرٌ أَرِيْجِيِّ وَدَوُحَةٌ غَنَّاءٌ ، لا يُمْكِنُ لِلجِسْمِ الإِسْتِغْنَاءُ عَنْهَا ، فَالعَاقِلُ وَحْدَهُ مَنْ لا يَهْدِرُ قِيْمَتُهَا الثَمِيْنَةَ وَعَطَايَاهَا الجَلِيْلَةَ ، سَاعِيَاً دَائِمَاً إلَى تَوْفِيْرِ كُلِّ سُبُلِ الرَاحَةِ وَحُسْنِ الإِقَامَةِ لَهَا مَعَهُ ، نَائِيَاً بِكُلِّ مَا مِنْ ِشَأنِّهِ أَنْ يُطِيْحَ بِبَرَاءَتِهَا وَحُبِّهَا لَه .
إِلا أَنَنَا فِي هَذَا العَصْرِ نَكَادُ لا نُعِيْرُ الصِحَّةَ أَيَّ إِهْتِمَامٍ ، إِفْرَاطٌ فِي الأَكْلِ وَتَفْرِيْطٌ بِالرِيَاضَةِ ، وَالتَحْذِيْرَاتُ الصَحِيَّةُ تَتَوَالَى عَلَى مَسَامِعِنَا وَلَكِن لا حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي . ذَاعَ صِيْتُ السِمْنَةُ وَمَا تُقَدِّمُهُ مِنْ خَدَمَاتٍ رَاقِيَةِ المُسْتَوَى ؛ بِتَوْفِيْرِ أَمْرَاضِ ضَغْطِ الدَّم وَالسُكَّرِي وَتَصَلُّبِ الشَرَايِيْنِ ، وَضُيُوْفِ الشَرَفِ التَابِعِيْنَ إِلَيْهَا ، وَغَيْرُهَا الكَثِيْرِ مِنَ الخَدَمَاتِ وَالتَسْهِيْلاَتِ المَجَانِيَّة . وَلَن نَنْسَى مَلِكُ مُلُوْكِ الأَمْرَاضِ وَزَعِيْمُهَا ، التَدْخِيْنُ وَكُلُّ جَرَائِمِهِ الشَنِيْعَةِ الَتِي خَلَّدَهَا التَارِيْخُ القَدِيْمِ وَالمُعَاصِرِ ، مِنْ فَتْكٍ وَإِبَادَةٍ لِكُلِّ وَسَائِلِ الصِحَّةِ بِالجَسَدِ التُرَابِيِّ ، وَالَذِّي إِسْتَطَاعَ بِفَضْلِ خُبْثِهِ وَمَكْرِهِ أَنْ يَضُمَّ مَلايِيْنَ الضَحَايَا صِغَارَاً وِكِبَارَاً ذُكُوْرَاً وَإِنَاثَاً ، إِلَى عَالَمِهِ المُدَّمِرِ .
وَلَكُم أَنْ تَتَخَيَلُوا الأَمْرَاضُ النَاجِمَةُ بِزِيَارَةِ الوَزِيْرُ المَسْؤُولِ عَنْ الأَعْمَالِ بِغِيَابِ النَظَافَةِ !! زَخْمٌ هَائِلٌ مِنْهَا سَتَتَنَاثَرُ أَعْدَادُهَا وَرَهَائِنُهَا مُسَاقَةٌ إِلَى مَصِيْرِهَا المَحْتُوْمِ إلا مَنْ رَحِمَ رَبِّي . كُلُّ هَذَا وَأَكْثَرُ ، فَإِنَ تَعَدَدَتِ الأَمْرَاضُ وَتَعَدَدَتْ أَسْبَابُهَا فَإِنَ العِلاَجُ فِي أَخَرِ المَطَافِ وَاحِدٌ " الوِقَايَةُ خَيْرٌ مِنَ العِلاجِ " . دَعُوْنَا مَعَاً نَفْتَحُ أَبْوَابَ تَبَادُلِ المُفِيْدِ وَالمَعْرِفَةِ بِعَرضِ أَرَائكُمُ الصَادِقَةِ وَاعْتِرَافَاتِكُمُ الصَرِيْحَةِِ فِي تَعَامُلِكُمُ مَعَ الصِحَّةِ الجِسْمِيَّةِ وَالنَفْسِيَّةِ أَيْضَاً وَإِنْ لَم نَتَحَدَّ ثُ عَنْهَا ، وَتَكُوْنَ فِي مِيْزَانِ حَسَنَاتِنَا وَتُغْفَرَ لَنَا بِهَا ذُنُوْبَنَا وَتُحَطُّ سَيِّئَاتُنَا .
نَــــحْــــنُ فِـــــــي إِنْـتِــــظَـــارِكُــــــــم
* وَدُمْتُمُ فِي حِفْظِ اللَّهِ وَرِعَايَتِهِ *
[/align]
عَاشَتْ حَيَاتَهَا بَيْنَنَا وَمَعَنَا مُنْذُ أَنْ رَأَتْ أَعْيُنِنَا النُوْرُ بِهَذِّهِ الدُنْيَا ، جَاءَتْ إِلَيْنَا بِرُوْحٍ مُثْخَنَةٍ بِالوِدِّ وَالسَلاَمِ ، حَامِلَةً فَوْقَ أَكْتَافِهَا رِسَالَةَ السَعَادَةِ وَالعُمْرِ المَدِيْدِ ؛ إِذَا مَا أَحْسَنَ المَرْءُ إِلَيْهَا أَيَّمَا إِحْسَانَا وَأَكْرَمَهَا بِالطَاعَةِ وَالعِشْرَةِ الصَالِحَةِ دُوْنَ فَسَادٍ وَإِفْسَادٍ . وَأَمَّا إِنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا ، مُسَلِّطَاً عَلَيْهَا سِيْاطَ الإِهْمَالِ وَالقَسْوَةِ وَاللامُبَالاَةِ ، تَرَكَهَا بِمِلْيءِ إِرَادَتِهِ _حُبَّاً فِي إِرْضَاءِ نَزَوَاتِ نَفْسِهِ الَتِي تَبَاتُ وَتُصْبِحُ تُغْدِقُ عَلَيِّهِ سَيْلاً مِنْ أَوْهَامٍ عَارِيَةٍ مِنْ الحَقِيْقَةِ_ تَفْتَرِسُهَا وَتَنْهَشُهَا أَمْرَاضٌ وَأسَقْامٌ لا حَصْرَ لَهَا ، كُلٌّ تَأخُذُ نَصِيْبَهَا مِنْهَا ، وَتَدْعُوْا مَنْ لَمْ تَحْظَى بِشَرَفِ التَعَرُّفِ إِلَيْهَا ، فَمَا بَارَحَتْ سَاحَةَ المَعْرَكَةِ حَتَى أَرْدَتْهَا طَرِيْحَةَ المَوُتِ تُصَارِعُ لِوَحْدِهَا مِنْ أَجْلِ البَقَاءِ ، فَإِنْ كُتِبَ لَهَا ذَلِكَ عَاشَتْ طَوِيْلاً مُعَمِرَةً وَإِنْ لَم تَحْصِلُ عَلَى تَجْدِيْدِ بَقَائِهَا فَاضَتْ رُوْحِهَا إِلَى بَارِئِهَا. فَأَحْسَنَ اللَّهُ عَزَائِكُمُ ، وَتَغَمَدُ فَقِيْدَتِكُمُ بِوَاسِعِ رَحْمَتَهُ .
الصِحَّةُ بَلْسَمٌ دَافِئٌ وَعَبِيْرٌ أَرِيْجِيِّ وَدَوُحَةٌ غَنَّاءٌ ، لا يُمْكِنُ لِلجِسْمِ الإِسْتِغْنَاءُ عَنْهَا ، فَالعَاقِلُ وَحْدَهُ مَنْ لا يَهْدِرُ قِيْمَتُهَا الثَمِيْنَةَ وَعَطَايَاهَا الجَلِيْلَةَ ، سَاعِيَاً دَائِمَاً إلَى تَوْفِيْرِ كُلِّ سُبُلِ الرَاحَةِ وَحُسْنِ الإِقَامَةِ لَهَا مَعَهُ ، نَائِيَاً بِكُلِّ مَا مِنْ ِشَأنِّهِ أَنْ يُطِيْحَ بِبَرَاءَتِهَا وَحُبِّهَا لَه .
إِلا أَنَنَا فِي هَذَا العَصْرِ نَكَادُ لا نُعِيْرُ الصِحَّةَ أَيَّ إِهْتِمَامٍ ، إِفْرَاطٌ فِي الأَكْلِ وَتَفْرِيْطٌ بِالرِيَاضَةِ ، وَالتَحْذِيْرَاتُ الصَحِيَّةُ تَتَوَالَى عَلَى مَسَامِعِنَا وَلَكِن لا حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي . ذَاعَ صِيْتُ السِمْنَةُ وَمَا تُقَدِّمُهُ مِنْ خَدَمَاتٍ رَاقِيَةِ المُسْتَوَى ؛ بِتَوْفِيْرِ أَمْرَاضِ ضَغْطِ الدَّم وَالسُكَّرِي وَتَصَلُّبِ الشَرَايِيْنِ ، وَضُيُوْفِ الشَرَفِ التَابِعِيْنَ إِلَيْهَا ، وَغَيْرُهَا الكَثِيْرِ مِنَ الخَدَمَاتِ وَالتَسْهِيْلاَتِ المَجَانِيَّة . وَلَن نَنْسَى مَلِكُ مُلُوْكِ الأَمْرَاضِ وَزَعِيْمُهَا ، التَدْخِيْنُ وَكُلُّ جَرَائِمِهِ الشَنِيْعَةِ الَتِي خَلَّدَهَا التَارِيْخُ القَدِيْمِ وَالمُعَاصِرِ ، مِنْ فَتْكٍ وَإِبَادَةٍ لِكُلِّ وَسَائِلِ الصِحَّةِ بِالجَسَدِ التُرَابِيِّ ، وَالَذِّي إِسْتَطَاعَ بِفَضْلِ خُبْثِهِ وَمَكْرِهِ أَنْ يَضُمَّ مَلايِيْنَ الضَحَايَا صِغَارَاً وِكِبَارَاً ذُكُوْرَاً وَإِنَاثَاً ، إِلَى عَالَمِهِ المُدَّمِرِ .
وَلَكُم أَنْ تَتَخَيَلُوا الأَمْرَاضُ النَاجِمَةُ بِزِيَارَةِ الوَزِيْرُ المَسْؤُولِ عَنْ الأَعْمَالِ بِغِيَابِ النَظَافَةِ !! زَخْمٌ هَائِلٌ مِنْهَا سَتَتَنَاثَرُ أَعْدَادُهَا وَرَهَائِنُهَا مُسَاقَةٌ إِلَى مَصِيْرِهَا المَحْتُوْمِ إلا مَنْ رَحِمَ رَبِّي . كُلُّ هَذَا وَأَكْثَرُ ، فَإِنَ تَعَدَدَتِ الأَمْرَاضُ وَتَعَدَدَتْ أَسْبَابُهَا فَإِنَ العِلاَجُ فِي أَخَرِ المَطَافِ وَاحِدٌ " الوِقَايَةُ خَيْرٌ مِنَ العِلاجِ " . دَعُوْنَا مَعَاً نَفْتَحُ أَبْوَابَ تَبَادُلِ المُفِيْدِ وَالمَعْرِفَةِ بِعَرضِ أَرَائكُمُ الصَادِقَةِ وَاعْتِرَافَاتِكُمُ الصَرِيْحَةِِ فِي تَعَامُلِكُمُ مَعَ الصِحَّةِ الجِسْمِيَّةِ وَالنَفْسِيَّةِ أَيْضَاً وَإِنْ لَم نَتَحَدَّ ثُ عَنْهَا ، وَتَكُوْنَ فِي مِيْزَانِ حَسَنَاتِنَا وَتُغْفَرَ لَنَا بِهَا ذُنُوْبَنَا وَتُحَطُّ سَيِّئَاتُنَا .
نَــــحْــــنُ فِـــــــي إِنْـتِــــظَـــارِكُــــــــم
* وَدُمْتُمُ فِي حِفْظِ اللَّهِ وَرِعَايَتِهِ *
[/align]
تعليق