[align=center]
ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة خلال افتتاح المعرض الثاني لجمعية المعارف الإسلامية في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في منطقة الرويس بضاحية بيروت الجنوبية ومما جاء فيها من مقتطفات:
هذا المعرض والجمع هو تعبير صادق لارادة الحياة والثبات والصمود والعزم على مواصلة العمل وهذا الاحتفال وهذا الجهد اليوم دليل ايضا على الجدية على روح العمل الدؤوبة على النفس الواثقة المطمئنة المتفائلة التي تتطلع دائما إلى المستقبل إلى الروح التي لا يتسلل اليها الوهن هذا احد المشاهد .
في كل يوم تقدمون مشهدا يدل على كل معاني التي ذكرتها وهذا عنوان الحياة من طبيعة المعرض واللقاء يتم اليوم على التزامنا على عملنا والثقافي والفكري واهتمامنا الاكيد والراسخ في هذا الجانب وهذا كما هو تعبير عن الفطرة الانسانية السليمة والانتماء الايماني والصحية التي اودعها الله في الانسان في المجتع البشري كذلك هي تعبير عن انتمائنا الدين والفكري للدين والرسالة الذي اصله العلم وروحه العلم وغايته الكبرى المعرفة.
واضاف سماحته قائلاً: المدخل إلى السيادة هو الاستقلال عندما يكون هناك شعب مستقل في تفكيره وارادته على البقاء وصنع الحياة والتطور وحل مشكلاته المتنوعة هذا الشعب يستطيع ان يكون سيد نفسه وان يكون حراً. السيادة والحرية والاستقلال لا تتحق بالتجماعات بل ذلك يحتاج إلى عمل جوهري اساسي لتستطيع ان توجد وان تبنى وطنا او دولة تتمع بالسياسة والحرية والاستقلال واذا عدنا للعناوين لوجدنا ان لا معنى للسيادة من دون استقلال.
هذا هو المدخل، من يريد السيادة يجب ان يحقق الاستقلال ومن يريد الحرية يجب ان يحقق عناصر الاستقلال. واهم تلك العناصر واولها العلم والمعرفة في كل المجالات وعلى كل المستويات وهو الذي يمكن ان يجعل منا وطنا مستقلا وامة مستقلة.
الامين العام لحزب الله قال: يجب ان يكون لدينا القدرة على هذا الصعيد بل على اساس ان نتمكن من تطوير حياتنا على المجالات كافة ففي العلم لا يوجد قناعة فالقناعة مطلوبة في مباهج الحياة اما العلم فلا حدود له على مستوى الدنيا والاخرة. نحن معنيين جمعيا على ان نقوي حركة وحالة اجيال الشباب بالدراسة والثقافة في اشكالها المختلفة، وان نساعد في توفير الظروف المادية والمعنوية وليس ذلك لفظيا بل يجب ان تبذل جهود على هذا الصعيد.
نحن امة بحاجة إلى الكتاب والدراسة واهم عناصر المواجهة في هذه المرحلة هي مراكز الدراسات والتخطيط وليس فقط بالحكومة والهياكل الادارية، كما هي الحال في كل مكان في العالم. حكومات العالم تشجع على انشاء مراكز دراسات تستفيد منها ولكن هذا مفقود في العالم العربي، حتى بتنا من اغنى امم العالم واكثرها امية وتبعية وتغلفاً ونحن لا ينقصنا شيء من مال وامكانات. هناك قرار سياسي قديم ان تبقى هذه الامة جاهلة ومتخلفة وغير قادرة على النهوض لتبقى امة تابعة وخاضعة والمتهم الاول في ابقاء الامة متخلفة وجاهلة هم الذين يحكمون هذه الامة ويملكون مقدرات الامة وهذه هي المشكلة التي نواجهها.
وحتى عندما ما ننظر إلى التحديات التي نواجهها من لبنان إلى العراق والى فلسطين نتعاطى مع الظواهر والقشور ولكن لا ناخذ الدراسة بعمق لما يحصل بل ننظر عما يقدمه الاعلام من الفتات، ونحن نتعاطى مع المسائل بسطحية .
ومثال على ذلك، قبل اسابيع نقلت مجلة ايكونوميست عن شركة "بريتش بيتروليم" مقالاً عن المخرون النفطي في العالم من حيث البلدان التي تمتلك المخزون الاعلى. المحصلة تقول ان المخزون النفطي في العالم في نهاية العام 2005 هو 1.2 ترليون برميل نفط . والمهم في الاحصائية، يقول التقرير سيستمر انتاجها للنفط بين 62 عاماً لليبيا و 66 عاما للسعودية وحوالي 100 عام للعراق والكويت والامارات. في الدول الاسلامية ايران ستستمر في انتاج النفط إلى 92 عاما. النفط عملياً يتمركز عمليا في ايران والعراق والجزيرة العربية واطول مدى زمني تحصل عليه السعودية والكويت والامارات وايران والعراق. اما الولايات المتحدة فسينفذ احتياطي النفط لديها خلال 12 سنة وكذلك الصين اما روسيا فهي افضل حالا فتستهلك احتياطها 21 عاما ومن خلال الارقام نفهم ما يحصل عندنا في المنطقة. عندما يكون المشهد الاستراتيجي امام الغرب وامام الادارة الاميركية انه سيأتي يوم قريب جداً ينتهي فيه مخزون النفط اما المخزون سيبقى لمائة عام في العراق، وفي احسن الاحوال 21 لروسيا و12 للولايات المتحدة نستطيع ان نفهم ان المسالة بالنسبة لامريكا هو ليس نشر الديموقراطية على الاطلاق هذا كذب فاضح، وهم الذين تراجعوا عن شعارات الديموقراطية إلى الاعتدال وليس الدفاع عن حقوق الانسان وليس حماية الحريات العامة وهي التي كانت تحمي اعتى الديكتاتوريات خلال مئة عام، ومن هنا استهداف هذه المنطقة.
لقد عملت الإدارات الأميركية على حماية نظام الشاه وهو نظام ديكتاتوري وسفاك للدماء وهي العامل الأصلي خلف إشعال الحرب الإيرانية - العراقية، وهي خلف غزو العراق للكويت وإخافة الأنظمة في الخليج، وهي التي هيأت كل الاسباب لتأتي باساطيلها من كل العالم إلى منطقتنا. انظروا إلى خريطة توزع القوات والأساطيل الأميركية وانظروا اليها الان، ستجدون ان معظمها في منطقتنا في البحر الأحمر والخليج والمحيط الهندي والدول المحيطة، هل ذلك لحماية الدول الإسلامية والعربية. وهل ذلك لإنقاذ شعوب المنطقة وهل تصدق الشعوب العربية أنها جاءت لانقاذهم من الديكتاتوريات العاتية ولاحلال الامن والاستقرار في بلداننا على الاطلاق لا.
لقد قلت سابقا قبل الحرب على العراق ان الاحتلال الاميركي للعراق سيؤدي لتدمير العراق والى حرب اهلية وهذا مبني على دراسات قدمتها مراكز اميركية واسرائيلية وكانت واضحة ان الهدف هو النفط في العراق. لقد بدا للناس ان امريكا تأتي للعراق من اجل التخلص من اسلحة الدمار الشامل او انقاذ الناس من صدام حسين، بل من خلال كل ما قرأته الهدف اولاً هو النفط وثانياً هو حماية اسرائيل وهما اولويتان للادارات الاميركية المتعاقبة، النفط واسرائيل الثكنة العسكرية المتقدمة للمشروع الغربي في بلادنا، النفط الذي من امسك به امسك بقرار وزعامة العالم، هذه هي الحقيقة وهذا ما يترجم اليوم.
هذا هو ما يترجم اليوم اما نحن نغرق في القشور وامريكا واسرائيل تخططان للمستقبل، ونحن نتصور ان المعركة في العراق هي معركة سنة وشيعة وان هناك حرباً لمن السلطة ستكون هناك، وبعضنا يستحضر كل كتب وملفات الماضي واسف ان اقول وبنظرة متشائمة ان هدف امريكا واسرائيل ليس تقسيم العراق فحسب بل تدمير العراق حتى لا يبقى بشر ولذلك هدف الحرب هناك هو تهجير العراق حتى لا يبقى احد.
اليوم امريكا تواجه مأزق في العراق والبعض سمعناه يقول انه نفذ 5000 عملية انتحارية في العراق، تصوروا ولو نفذت تلك العمليات ضد قوات الاحتلال اين أصبح المشروع الأمريكي الان.
الولايات المتحدة الاميركية تعرف جيدا ان السيطرة على هذه المنطقة هو انهاء روح وثقافة وارادة المقاومة وفكرها وعزمها وطالما ان ذلك متوفر في منطقتنا العربية والاسلامية فلن تتمكن من السيطرة على مقدراتنا. وكي تتمكن من ذلك هناك ثلاثة امور اولا ان تقضي على كل مظهر من مظاهر المقاومة وان تحافظ على قوة وتفوق اسرائيل وان تحافظ وتدعم وتقيم انظمة ديكتاتورية تسمع وتطيع ولا تناقش وهذه عناصر المشروع الاميركي ومن هذه الزاوية نفهم حرب تموز الاخيرة على لبنان. تبسيط كبير نقول ان حرب تموز كانت بسبب اسر الجنديين وقادة الصهاينة والاميركيين قالوا ان الهدف كان تدمير المقاومة بكل ما تعنييه وهذا اعمق من تعبير نزع سلاح المقاومة، كان الهدف من حرب تموز تدميرك انت، من روحك وعزمك وفكرك وكل امل لك بالوقوف، وتدمير المقاومة بكل ما تعنييه المقاومة. وبهذا السياق تأتي الحرب الشاملة على حركات المقاومة في منطقتنا على لبنان وافغانستان العراق وعلى كل ارادة صمود في منطقتنا العربية. العد له مشروع وارادة وحركة واحدة ومنسقة ونحن يقاتل كل منا الاخر في موقعه. اؤكد ان انتصار المقاومة لم يكن انتصاراً للسلاح بل لثقافة المقاومة وآمالها على مستوى كل العالم، في الحد الادنى فلنفكر ونحلل معا لنفهم ما يجري من مشروع واضح المعالم هو الشرق الاوسط الجديد.
الشرق الاوسط الجديد هدفه السيطرة وليس من خلال الحكومات، بل من خلال دولة اسرائيل التي بدأت تهتز، هذا هو الشرق الاوسط الجديد الذي وقفنا بوجهه في اخطر اوجهه والحقنا به الهزيمة.
عندما نأتي إلى تقرير لجنة فينوغراد وهو بالمناسبة تقرير اولي: اول نتيجة مهمة لعمل هذه اللجنة انها حسمت نهائيا مسألة النصر والهزيمة وعبارة كلمة الفشل اكثر من مئة مرة وردت في نصوص التقرير واضطر اولمرت للاقرار بانه فشل في ادارة الحرب. وهذا حسم موضوع النصر والهزيمة في لبنان. نحن منذ الرابع عشر من أب أي في لبنان وفي غير لبنان ننقاش انتصرنا ام لم ننتصر.
لقد سمعت من احد كبار القادة السياسيين في العالم العربي انه قال نحن نراهن على يهودية اسرائيل لمنع حصول تسوية في المنطقة.
للاسف اليوم نحن ننتظر لجنة اسرائيلية لتحسم لنا هذا النزاع حتى تقول انتم انتصرتم او انهزمتم اليوم في الكيان الصيهوني يؤكدون انهم هزموا .
النقطة الثانية هي وانا اقدم لكم الأمر بلغة مختلفة، عندما استقبلنا الاسرى في المرة الاخيرة انا قلت ان شارون قاتل ومجرم ومرتكب مجازر ولكن انا قلت في هذا الموضع احترمه ومن امثاله من قادة العدو، فعندما تجد قائداً يحترم اسيره ويعمل ليل نهار حتى يحرره او ببعض رفات وتراب اسيره وجثته، عندما تجد هكذا شخص لا تقدر لو بالمعنى الانساني الا ان تحترمه ولو كان يمتلك صفات قذرة كثيرة. نحن امام اخلاص اسرائيل لبقائها أي لباطلهم ونحن لسنا مخلصين لحقنا. هذه الدولة الذي اساس وجودها مرهون بقوتها العسكرية والامنية وارهابها لا تستطيع ان تتسامح مع قيادة عديمة الخبرة في الشأن السياسي والامني والعسكري. اليوم يؤسفني ان اقول نفس الشيء نحن اليوم امام كيان مخلص لحقه ودولته.
عندما يتعلق الامر او يهدد وجود وبقاء دولة اسرائيل والصهاينة، فانهم يتعاملون ويضحون بالف اولمرت، فمن اجل دولة الصهاينة هم يفعلون ذلك، وذلك جدير بالاحترام عندما يشكل شخص لجنة للتحقيق في ذلك يقدر وجدير بالاحترام اكثر عندما تدين تلك اللجنة الشخص الذي عينها. وجدير بالاحترام ان القوى السياسية والشارع الاسرائيلي يتحرك بسرعة لينقذ دولته. وان كان هذا كيان معادي ولكن عندما يتصرف بصدق واخلاص حتى في قضيته لا تستطيع الا ان تحترمه.
في الجانب الاخر في لبنان الذي لا يحقق ولا يحاسب ولا يشكل لجان، هم يدرسون الهزيمة لدرس العبر اما نحن لا ندرس النصر لنحقق نصر اخر واخر في هذه المعركة الطويلة المفروضة علينا ،انا لا اريد ان اشمت باولمروت وحالوتس ولا احد وان قال بيريتس ان نصر الله لن ينسى اسمي طوال حياته اقول له صدقت لن انس هذا الاسم لانه وفر لنا فرصة نصر كبير وتاريخي على اسرائيل، لان بوجود هكذا حكومة حققنا النصر، لقد قلت ذلك في اليوم الاول هم قليلوا الخبرة واقول لامتنا عندما ينتصر العدو ويهزم ويتصرف باحترام هذا العدو فاننا يجب ان نأخذ العبرة .
[/align]
ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة خلال افتتاح المعرض الثاني لجمعية المعارف الإسلامية في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في منطقة الرويس بضاحية بيروت الجنوبية ومما جاء فيها من مقتطفات:
هذا المعرض والجمع هو تعبير صادق لارادة الحياة والثبات والصمود والعزم على مواصلة العمل وهذا الاحتفال وهذا الجهد اليوم دليل ايضا على الجدية على روح العمل الدؤوبة على النفس الواثقة المطمئنة المتفائلة التي تتطلع دائما إلى المستقبل إلى الروح التي لا يتسلل اليها الوهن هذا احد المشاهد .
في كل يوم تقدمون مشهدا يدل على كل معاني التي ذكرتها وهذا عنوان الحياة من طبيعة المعرض واللقاء يتم اليوم على التزامنا على عملنا والثقافي والفكري واهتمامنا الاكيد والراسخ في هذا الجانب وهذا كما هو تعبير عن الفطرة الانسانية السليمة والانتماء الايماني والصحية التي اودعها الله في الانسان في المجتع البشري كذلك هي تعبير عن انتمائنا الدين والفكري للدين والرسالة الذي اصله العلم وروحه العلم وغايته الكبرى المعرفة.
واضاف سماحته قائلاً: المدخل إلى السيادة هو الاستقلال عندما يكون هناك شعب مستقل في تفكيره وارادته على البقاء وصنع الحياة والتطور وحل مشكلاته المتنوعة هذا الشعب يستطيع ان يكون سيد نفسه وان يكون حراً. السيادة والحرية والاستقلال لا تتحق بالتجماعات بل ذلك يحتاج إلى عمل جوهري اساسي لتستطيع ان توجد وان تبنى وطنا او دولة تتمع بالسياسة والحرية والاستقلال واذا عدنا للعناوين لوجدنا ان لا معنى للسيادة من دون استقلال.
هذا هو المدخل، من يريد السيادة يجب ان يحقق الاستقلال ومن يريد الحرية يجب ان يحقق عناصر الاستقلال. واهم تلك العناصر واولها العلم والمعرفة في كل المجالات وعلى كل المستويات وهو الذي يمكن ان يجعل منا وطنا مستقلا وامة مستقلة.
الامين العام لحزب الله قال: يجب ان يكون لدينا القدرة على هذا الصعيد بل على اساس ان نتمكن من تطوير حياتنا على المجالات كافة ففي العلم لا يوجد قناعة فالقناعة مطلوبة في مباهج الحياة اما العلم فلا حدود له على مستوى الدنيا والاخرة. نحن معنيين جمعيا على ان نقوي حركة وحالة اجيال الشباب بالدراسة والثقافة في اشكالها المختلفة، وان نساعد في توفير الظروف المادية والمعنوية وليس ذلك لفظيا بل يجب ان تبذل جهود على هذا الصعيد.
نحن امة بحاجة إلى الكتاب والدراسة واهم عناصر المواجهة في هذه المرحلة هي مراكز الدراسات والتخطيط وليس فقط بالحكومة والهياكل الادارية، كما هي الحال في كل مكان في العالم. حكومات العالم تشجع على انشاء مراكز دراسات تستفيد منها ولكن هذا مفقود في العالم العربي، حتى بتنا من اغنى امم العالم واكثرها امية وتبعية وتغلفاً ونحن لا ينقصنا شيء من مال وامكانات. هناك قرار سياسي قديم ان تبقى هذه الامة جاهلة ومتخلفة وغير قادرة على النهوض لتبقى امة تابعة وخاضعة والمتهم الاول في ابقاء الامة متخلفة وجاهلة هم الذين يحكمون هذه الامة ويملكون مقدرات الامة وهذه هي المشكلة التي نواجهها.
وحتى عندما ما ننظر إلى التحديات التي نواجهها من لبنان إلى العراق والى فلسطين نتعاطى مع الظواهر والقشور ولكن لا ناخذ الدراسة بعمق لما يحصل بل ننظر عما يقدمه الاعلام من الفتات، ونحن نتعاطى مع المسائل بسطحية .
ومثال على ذلك، قبل اسابيع نقلت مجلة ايكونوميست عن شركة "بريتش بيتروليم" مقالاً عن المخرون النفطي في العالم من حيث البلدان التي تمتلك المخزون الاعلى. المحصلة تقول ان المخزون النفطي في العالم في نهاية العام 2005 هو 1.2 ترليون برميل نفط . والمهم في الاحصائية، يقول التقرير سيستمر انتاجها للنفط بين 62 عاماً لليبيا و 66 عاما للسعودية وحوالي 100 عام للعراق والكويت والامارات. في الدول الاسلامية ايران ستستمر في انتاج النفط إلى 92 عاما. النفط عملياً يتمركز عمليا في ايران والعراق والجزيرة العربية واطول مدى زمني تحصل عليه السعودية والكويت والامارات وايران والعراق. اما الولايات المتحدة فسينفذ احتياطي النفط لديها خلال 12 سنة وكذلك الصين اما روسيا فهي افضل حالا فتستهلك احتياطها 21 عاما ومن خلال الارقام نفهم ما يحصل عندنا في المنطقة. عندما يكون المشهد الاستراتيجي امام الغرب وامام الادارة الاميركية انه سيأتي يوم قريب جداً ينتهي فيه مخزون النفط اما المخزون سيبقى لمائة عام في العراق، وفي احسن الاحوال 21 لروسيا و12 للولايات المتحدة نستطيع ان نفهم ان المسالة بالنسبة لامريكا هو ليس نشر الديموقراطية على الاطلاق هذا كذب فاضح، وهم الذين تراجعوا عن شعارات الديموقراطية إلى الاعتدال وليس الدفاع عن حقوق الانسان وليس حماية الحريات العامة وهي التي كانت تحمي اعتى الديكتاتوريات خلال مئة عام، ومن هنا استهداف هذه المنطقة.
لقد عملت الإدارات الأميركية على حماية نظام الشاه وهو نظام ديكتاتوري وسفاك للدماء وهي العامل الأصلي خلف إشعال الحرب الإيرانية - العراقية، وهي خلف غزو العراق للكويت وإخافة الأنظمة في الخليج، وهي التي هيأت كل الاسباب لتأتي باساطيلها من كل العالم إلى منطقتنا. انظروا إلى خريطة توزع القوات والأساطيل الأميركية وانظروا اليها الان، ستجدون ان معظمها في منطقتنا في البحر الأحمر والخليج والمحيط الهندي والدول المحيطة، هل ذلك لحماية الدول الإسلامية والعربية. وهل ذلك لإنقاذ شعوب المنطقة وهل تصدق الشعوب العربية أنها جاءت لانقاذهم من الديكتاتوريات العاتية ولاحلال الامن والاستقرار في بلداننا على الاطلاق لا.
لقد قلت سابقا قبل الحرب على العراق ان الاحتلال الاميركي للعراق سيؤدي لتدمير العراق والى حرب اهلية وهذا مبني على دراسات قدمتها مراكز اميركية واسرائيلية وكانت واضحة ان الهدف هو النفط في العراق. لقد بدا للناس ان امريكا تأتي للعراق من اجل التخلص من اسلحة الدمار الشامل او انقاذ الناس من صدام حسين، بل من خلال كل ما قرأته الهدف اولاً هو النفط وثانياً هو حماية اسرائيل وهما اولويتان للادارات الاميركية المتعاقبة، النفط واسرائيل الثكنة العسكرية المتقدمة للمشروع الغربي في بلادنا، النفط الذي من امسك به امسك بقرار وزعامة العالم، هذه هي الحقيقة وهذا ما يترجم اليوم.
هذا هو ما يترجم اليوم اما نحن نغرق في القشور وامريكا واسرائيل تخططان للمستقبل، ونحن نتصور ان المعركة في العراق هي معركة سنة وشيعة وان هناك حرباً لمن السلطة ستكون هناك، وبعضنا يستحضر كل كتب وملفات الماضي واسف ان اقول وبنظرة متشائمة ان هدف امريكا واسرائيل ليس تقسيم العراق فحسب بل تدمير العراق حتى لا يبقى بشر ولذلك هدف الحرب هناك هو تهجير العراق حتى لا يبقى احد.
اليوم امريكا تواجه مأزق في العراق والبعض سمعناه يقول انه نفذ 5000 عملية انتحارية في العراق، تصوروا ولو نفذت تلك العمليات ضد قوات الاحتلال اين أصبح المشروع الأمريكي الان.
الولايات المتحدة الاميركية تعرف جيدا ان السيطرة على هذه المنطقة هو انهاء روح وثقافة وارادة المقاومة وفكرها وعزمها وطالما ان ذلك متوفر في منطقتنا العربية والاسلامية فلن تتمكن من السيطرة على مقدراتنا. وكي تتمكن من ذلك هناك ثلاثة امور اولا ان تقضي على كل مظهر من مظاهر المقاومة وان تحافظ على قوة وتفوق اسرائيل وان تحافظ وتدعم وتقيم انظمة ديكتاتورية تسمع وتطيع ولا تناقش وهذه عناصر المشروع الاميركي ومن هذه الزاوية نفهم حرب تموز الاخيرة على لبنان. تبسيط كبير نقول ان حرب تموز كانت بسبب اسر الجنديين وقادة الصهاينة والاميركيين قالوا ان الهدف كان تدمير المقاومة بكل ما تعنييه وهذا اعمق من تعبير نزع سلاح المقاومة، كان الهدف من حرب تموز تدميرك انت، من روحك وعزمك وفكرك وكل امل لك بالوقوف، وتدمير المقاومة بكل ما تعنييه المقاومة. وبهذا السياق تأتي الحرب الشاملة على حركات المقاومة في منطقتنا على لبنان وافغانستان العراق وعلى كل ارادة صمود في منطقتنا العربية. العد له مشروع وارادة وحركة واحدة ومنسقة ونحن يقاتل كل منا الاخر في موقعه. اؤكد ان انتصار المقاومة لم يكن انتصاراً للسلاح بل لثقافة المقاومة وآمالها على مستوى كل العالم، في الحد الادنى فلنفكر ونحلل معا لنفهم ما يجري من مشروع واضح المعالم هو الشرق الاوسط الجديد.
الشرق الاوسط الجديد هدفه السيطرة وليس من خلال الحكومات، بل من خلال دولة اسرائيل التي بدأت تهتز، هذا هو الشرق الاوسط الجديد الذي وقفنا بوجهه في اخطر اوجهه والحقنا به الهزيمة.
عندما نأتي إلى تقرير لجنة فينوغراد وهو بالمناسبة تقرير اولي: اول نتيجة مهمة لعمل هذه اللجنة انها حسمت نهائيا مسألة النصر والهزيمة وعبارة كلمة الفشل اكثر من مئة مرة وردت في نصوص التقرير واضطر اولمرت للاقرار بانه فشل في ادارة الحرب. وهذا حسم موضوع النصر والهزيمة في لبنان. نحن منذ الرابع عشر من أب أي في لبنان وفي غير لبنان ننقاش انتصرنا ام لم ننتصر.
لقد سمعت من احد كبار القادة السياسيين في العالم العربي انه قال نحن نراهن على يهودية اسرائيل لمنع حصول تسوية في المنطقة.
للاسف اليوم نحن ننتظر لجنة اسرائيلية لتحسم لنا هذا النزاع حتى تقول انتم انتصرتم او انهزمتم اليوم في الكيان الصيهوني يؤكدون انهم هزموا .
النقطة الثانية هي وانا اقدم لكم الأمر بلغة مختلفة، عندما استقبلنا الاسرى في المرة الاخيرة انا قلت ان شارون قاتل ومجرم ومرتكب مجازر ولكن انا قلت في هذا الموضع احترمه ومن امثاله من قادة العدو، فعندما تجد قائداً يحترم اسيره ويعمل ليل نهار حتى يحرره او ببعض رفات وتراب اسيره وجثته، عندما تجد هكذا شخص لا تقدر لو بالمعنى الانساني الا ان تحترمه ولو كان يمتلك صفات قذرة كثيرة. نحن امام اخلاص اسرائيل لبقائها أي لباطلهم ونحن لسنا مخلصين لحقنا. هذه الدولة الذي اساس وجودها مرهون بقوتها العسكرية والامنية وارهابها لا تستطيع ان تتسامح مع قيادة عديمة الخبرة في الشأن السياسي والامني والعسكري. اليوم يؤسفني ان اقول نفس الشيء نحن اليوم امام كيان مخلص لحقه ودولته.
عندما يتعلق الامر او يهدد وجود وبقاء دولة اسرائيل والصهاينة، فانهم يتعاملون ويضحون بالف اولمرت، فمن اجل دولة الصهاينة هم يفعلون ذلك، وذلك جدير بالاحترام عندما يشكل شخص لجنة للتحقيق في ذلك يقدر وجدير بالاحترام اكثر عندما تدين تلك اللجنة الشخص الذي عينها. وجدير بالاحترام ان القوى السياسية والشارع الاسرائيلي يتحرك بسرعة لينقذ دولته. وان كان هذا كيان معادي ولكن عندما يتصرف بصدق واخلاص حتى في قضيته لا تستطيع الا ان تحترمه.
في الجانب الاخر في لبنان الذي لا يحقق ولا يحاسب ولا يشكل لجان، هم يدرسون الهزيمة لدرس العبر اما نحن لا ندرس النصر لنحقق نصر اخر واخر في هذه المعركة الطويلة المفروضة علينا ،انا لا اريد ان اشمت باولمروت وحالوتس ولا احد وان قال بيريتس ان نصر الله لن ينسى اسمي طوال حياته اقول له صدقت لن انس هذا الاسم لانه وفر لنا فرصة نصر كبير وتاريخي على اسرائيل، لان بوجود هكذا حكومة حققنا النصر، لقد قلت ذلك في اليوم الاول هم قليلوا الخبرة واقول لامتنا عندما ينتصر العدو ويهزم ويتصرف باحترام هذا العدو فاننا يجب ان نأخذ العبرة .
[/align]