( نحن مسافرون باستمرار في رحلة استكشاف نحو المستقبل , ولكننا لسنا سواحا يرافقنا دليل يستطيع أن يخبرنا تماما ماذا سنصادف أمامنا , ليبقينا مرتاحين وبأمان , بل على العكس من ذلك , فنحن مستكشفون في منطقة مجهولة وخطرة لم يسبقنا إليها احد أبدا من قبل ) " ادوارد كورنيش "
إن صناعة المستقبل أشبه بقيادة سيارة تسير بسرعة عالية على طريق سريع , والسؤال المطروح هنا هو : هل نستطيع أن نقود تلك السيارة دون أن ننظر الى الأمام ؟ بالطبع سيكون الجواب الفطري والمنطقي على ذلك السؤال بلا , وهنا نسال السؤال التكميلي الآخر , وهو لماذا لا نستطيع أن نقود تلك السيارة بسرعة عالية على طريق سريع دون أن ننظر الى الأمام ؟ بالطبع فان الجواب البديهي الآخر لذلك السؤال سيتمحور حول اتجاهين , أولهما إشكالية الزمان وإشكالية المكان , فكيف ذلك ؟
فالزمان هنا يفرض علينا أن نقود تلك السيارة بسرعة عالية جدا , حيث بات من الضروري أن نواكب التطور العالمي السريع في مختلف مجريات الحياة , - وبمعنى آخر – لقد أصبح من الضروري إن نجاري سرعة المتغيرات والمتحولات الإقليمية منها والدولية في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية منها والسياسية والثقافية 000 الخ , فتوقفنا لفترة زمنية بسيطة , سيعني أن نتخلف عن الآخرين لسنوات طويلة في تلك النواحي والأصعدة , أما إشكالية المكان , فتكمن في العقبات والعوائق والتحديات الكثيرة التي يمكن أن تصادفها في ذلك الطريق السريع وأنت تقود بتلك السرعة العالية , بينما يتحتم عليك أن تراعي الضوابط القانونية والإنسانية والأخلاقية , وان تحمي نفسك من الأخطار التي يمكن أن تصادفك في ذلك الطريق بشكل مفاجئ وغير محسوب , وليس ذلك فقط , بل تكمن المشكلة الأكبر في ضرورة أن تراعي سلامة الآخرين ومن يمكن أن يستخدم ذلك الطريق من الأفراد والسيارات الأخرى , وهنا تكمن المشكلة الأكبر في قيادة تلك السيارة , او المستقبل إذا ما افترضنا انه أشبه بقيادتها , إذا فما هو المطلوب من قائد تلك السيارة ؟ 0
وبالطبع فان السائق الافتراضي سيختلف هنا من مركبة الى أخرى , ومن قائد الى آخر , - أي – من مركز قيادة وقرار الى آخر , كل بحسب الموقع الذي يفترض أن يقوده ويخطط لمستقبله , فالحاكم هو القائد والمخطط لدولته ووطنه وشعبه , والقائد في المؤسسة الحكومية او الأهلية , والمخطط المستشار المؤتمن على صناعة القرار في كل جهة وموقع ومكان , - وبمعنى اشمل – كل من يقع من أفراد المجتمع تحت مسمى قائد او راعي او مسؤول سيتحتم عليه أن يقود تلك السيارة – أي – المستقبل , بسرعة عالية كي لا يتقهقر او يتخلف عن ركب الآخرين , ويتحتم عليه في نفس الوقت أن يصل الى نهاية الطريق في الوقت المحدد , مع ضمان سلامة ركابه ومستخدمي الطريق من المارة والسيارات الأخرى 0
وهنا تكمن الاشكاليه في صناعة المستقبل واستشرافه والتوقع له , فما هو الحل إذا ؟ ونحن هنا بالطبع لا نملك المجال للتفصيل الدقيق لمنهجية صناعة المستقبل والتخطيط له , لذا فان طرحنا هنا سيكون مجرد مدخل نظري عام لعلم بات من الضرورة الملحة أن يدخل في مناهج التعليم المدرسية والجامعية , فيدرس للطلبة والقياديين وصناع القرار ومن ستضع فيهم الدول والحكومات والمؤسسات العامة والخاصة الثقة والمسؤولية القيادية كل في مجال تخصصه وعمل 0
وفي هذا السياق يقول الأستاذ ادوارد كورنيش , وهو محرر مجلة المستقبل الاميركية ورئيس جمعية المستقبل العالمية حول مستقبل هذا العلم , وضرورته الملحة لبناء وتطور الأفراد والدول , فيقول :- ( انه في العقود القليلة الأخيرة تطور الاستقراء ليصبح مجموعة متكاملة من الآليات والمعارف , توضح كلها ضمن مصطلحات مثل " الاستشراف وعلم المستقبليات ودراسات المستقبل " 000 الخ , ونتيجة لجهد العديد من الرواد الخلاقين في هذا المجال , أصبحت هذه الآليات والمعارف تستخدم بشكل منتظم – من قبل الشركات والوكالات الحكومية والمجموعات الفكرية – ومن المستقبليين المحترفين في العالم , وذلك بهدف توقع أنواع مختلفة لا تنتهي من الإشكاليات والمعضلات 0000 فهدف الاستشراف ليس التكهن بأحداث المستقبل , ولكن العمل لجعل هذا المستقبل أفضل , ولدينا فرصة عظيمة لتحسين مستقبلنا , وكذلك لتجنب العديد من المعضلات التي قد تعترضنا , إذا ما كنا مستعدين للتطلع للأمام ) 0
فاغلب دول العالم المتحضر اليوم , تفضل التطلع للأمام – أي - المستقبل البعيد , بل والتخطيط لمستقبلها من خلال التحضير له مسبقا , لا انتظار فرضه عليها من خلال العديد من الاحتمالات والظروف والأمر الواقع , كما أن القيادات الواعية والأمينة على مستقبل أبناءها , تدرك تمام الإدراك مسئولياتها الجسام تجاه الجيل القادم مع عدم إهمال دورها في تحقيق وتوفير التزاماتها تجاه شعوب اليوم , وهو أمر صعب للغاية إذا لم يتم التخطيط له بشكل دقيق وسريع وصحيح , وهو ما نحاول التنبيه إليه من خلال إمكانية علم المستقبليات وقدرته على القيام بذلك ( ولحسن الحظ فان اهتمامات الأجيال الحاضرة والمستقبلية تتلاقى في معظم الأحيان , ولهذا يقترح – الأستاذ وندل بل , عالم الاجتماع في جامعة يال _ أن ننظر الى الأعمال ذات الفائدة المزدوجة , والتي تغني في نفس الوقت أجيال الحاضر والمستقبل ) , كالبحوث والتطور التكنولوجي والمنح الدراسية , كما انه بات من الضرورة الملحة التركيز على التفكير في مستقبل توفير الأساسيات الحياتية اليومية , والتي لا يمكن الاستغناء عنها في الحاضر او المستقبل , وهي بالتالي احد واجبات الدولة تجاه مواطنيها , كتوفير الغذاء بشكل صحي وسليم , وتحقيق التعليم للجميع في أي مكان وزمان , وتوفير أقصى ضروريات المحافظة على عقل وجسم الفرد 0
لذا فان علم دراسة المستقبل او استشرافه سيساعد كثيرا في رسم صورة بعيدة المدى لمستقبل الأفراد والدول والحكومات في مختلف دول العالم خلال المرحلة المستقبلية القادمة من القرن الحادي والعشرون , بل نتوقع أن سيساهم ذلك في التخطيط لاحتواء بعض الأزمات والمعضلات المحتملة التي يمكن أن نصادفها في المستقبل القريب والبعيد , فالقدرة والذكاء على إدارة الأزمات واحتواءها لا يكمن في السيطرة عليها بعد وقوعها او أثناء ذلك , بل يكمن في القدرة على توقعها واستشرافها قبل وقوعها , وفي المهارة على استنباط الحلول ورسم السيناريوهات لاحتوائها وإدارتها قبل حدوثها بوقت كاف , ورسم خارطة ذهنية مستقبلية لكثير من الاحتمالات الغير متوقعة لها 0
فالتخطيط لصناعة المستقبل قد باتت مهمة ملحة للجميع , بل ضرورية للغاية لبناء الدولة وتطورها وتنميتها المستقبلية في مختلف مجالات الحياة وفروعها , لذا فانه من السذاجة أن ننتظر المستقبل ليفرض نفسه علينا بحكم الواقع , او يفرضه الآخرون علينا بالقوة , كما تعيش ذلك الكثير من دول العالم اليوم , والتي نشاهدها تتخبط في طريق المستقبل , بل وترزح تحت شبح الحيرة والاستغراب والخوف , مما أدى بها الى التخلف والتقوقع والتخبط في كثير من مخططاتها ومشاريعها التنموية والمستقبلية , بل يفترض منا أن نتحرك بسرعة ودقة عالية في قيادة مستقبلنا , وإلا فان الاصطدام بما لا نتوقعه سيكون امرأ حتميا لم نحسب له أي حساب في ذلك الطريق السريع والمليء بالمخاطر والمفاجآت 0
إن صناعة المستقبل أشبه بقيادة سيارة تسير بسرعة عالية على طريق سريع , والسؤال المطروح هنا هو : هل نستطيع أن نقود تلك السيارة دون أن ننظر الى الأمام ؟ بالطبع سيكون الجواب الفطري والمنطقي على ذلك السؤال بلا , وهنا نسال السؤال التكميلي الآخر , وهو لماذا لا نستطيع أن نقود تلك السيارة بسرعة عالية على طريق سريع دون أن ننظر الى الأمام ؟ بالطبع فان الجواب البديهي الآخر لذلك السؤال سيتمحور حول اتجاهين , أولهما إشكالية الزمان وإشكالية المكان , فكيف ذلك ؟
فالزمان هنا يفرض علينا أن نقود تلك السيارة بسرعة عالية جدا , حيث بات من الضروري أن نواكب التطور العالمي السريع في مختلف مجريات الحياة , - وبمعنى آخر – لقد أصبح من الضروري إن نجاري سرعة المتغيرات والمتحولات الإقليمية منها والدولية في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية منها والسياسية والثقافية 000 الخ , فتوقفنا لفترة زمنية بسيطة , سيعني أن نتخلف عن الآخرين لسنوات طويلة في تلك النواحي والأصعدة , أما إشكالية المكان , فتكمن في العقبات والعوائق والتحديات الكثيرة التي يمكن أن تصادفها في ذلك الطريق السريع وأنت تقود بتلك السرعة العالية , بينما يتحتم عليك أن تراعي الضوابط القانونية والإنسانية والأخلاقية , وان تحمي نفسك من الأخطار التي يمكن أن تصادفك في ذلك الطريق بشكل مفاجئ وغير محسوب , وليس ذلك فقط , بل تكمن المشكلة الأكبر في ضرورة أن تراعي سلامة الآخرين ومن يمكن أن يستخدم ذلك الطريق من الأفراد والسيارات الأخرى , وهنا تكمن المشكلة الأكبر في قيادة تلك السيارة , او المستقبل إذا ما افترضنا انه أشبه بقيادتها , إذا فما هو المطلوب من قائد تلك السيارة ؟ 0
وبالطبع فان السائق الافتراضي سيختلف هنا من مركبة الى أخرى , ومن قائد الى آخر , - أي – من مركز قيادة وقرار الى آخر , كل بحسب الموقع الذي يفترض أن يقوده ويخطط لمستقبله , فالحاكم هو القائد والمخطط لدولته ووطنه وشعبه , والقائد في المؤسسة الحكومية او الأهلية , والمخطط المستشار المؤتمن على صناعة القرار في كل جهة وموقع ومكان , - وبمعنى اشمل – كل من يقع من أفراد المجتمع تحت مسمى قائد او راعي او مسؤول سيتحتم عليه أن يقود تلك السيارة – أي – المستقبل , بسرعة عالية كي لا يتقهقر او يتخلف عن ركب الآخرين , ويتحتم عليه في نفس الوقت أن يصل الى نهاية الطريق في الوقت المحدد , مع ضمان سلامة ركابه ومستخدمي الطريق من المارة والسيارات الأخرى 0
وهنا تكمن الاشكاليه في صناعة المستقبل واستشرافه والتوقع له , فما هو الحل إذا ؟ ونحن هنا بالطبع لا نملك المجال للتفصيل الدقيق لمنهجية صناعة المستقبل والتخطيط له , لذا فان طرحنا هنا سيكون مجرد مدخل نظري عام لعلم بات من الضرورة الملحة أن يدخل في مناهج التعليم المدرسية والجامعية , فيدرس للطلبة والقياديين وصناع القرار ومن ستضع فيهم الدول والحكومات والمؤسسات العامة والخاصة الثقة والمسؤولية القيادية كل في مجال تخصصه وعمل 0
وفي هذا السياق يقول الأستاذ ادوارد كورنيش , وهو محرر مجلة المستقبل الاميركية ورئيس جمعية المستقبل العالمية حول مستقبل هذا العلم , وضرورته الملحة لبناء وتطور الأفراد والدول , فيقول :- ( انه في العقود القليلة الأخيرة تطور الاستقراء ليصبح مجموعة متكاملة من الآليات والمعارف , توضح كلها ضمن مصطلحات مثل " الاستشراف وعلم المستقبليات ودراسات المستقبل " 000 الخ , ونتيجة لجهد العديد من الرواد الخلاقين في هذا المجال , أصبحت هذه الآليات والمعارف تستخدم بشكل منتظم – من قبل الشركات والوكالات الحكومية والمجموعات الفكرية – ومن المستقبليين المحترفين في العالم , وذلك بهدف توقع أنواع مختلفة لا تنتهي من الإشكاليات والمعضلات 0000 فهدف الاستشراف ليس التكهن بأحداث المستقبل , ولكن العمل لجعل هذا المستقبل أفضل , ولدينا فرصة عظيمة لتحسين مستقبلنا , وكذلك لتجنب العديد من المعضلات التي قد تعترضنا , إذا ما كنا مستعدين للتطلع للأمام ) 0
فاغلب دول العالم المتحضر اليوم , تفضل التطلع للأمام – أي - المستقبل البعيد , بل والتخطيط لمستقبلها من خلال التحضير له مسبقا , لا انتظار فرضه عليها من خلال العديد من الاحتمالات والظروف والأمر الواقع , كما أن القيادات الواعية والأمينة على مستقبل أبناءها , تدرك تمام الإدراك مسئولياتها الجسام تجاه الجيل القادم مع عدم إهمال دورها في تحقيق وتوفير التزاماتها تجاه شعوب اليوم , وهو أمر صعب للغاية إذا لم يتم التخطيط له بشكل دقيق وسريع وصحيح , وهو ما نحاول التنبيه إليه من خلال إمكانية علم المستقبليات وقدرته على القيام بذلك ( ولحسن الحظ فان اهتمامات الأجيال الحاضرة والمستقبلية تتلاقى في معظم الأحيان , ولهذا يقترح – الأستاذ وندل بل , عالم الاجتماع في جامعة يال _ أن ننظر الى الأعمال ذات الفائدة المزدوجة , والتي تغني في نفس الوقت أجيال الحاضر والمستقبل ) , كالبحوث والتطور التكنولوجي والمنح الدراسية , كما انه بات من الضرورة الملحة التركيز على التفكير في مستقبل توفير الأساسيات الحياتية اليومية , والتي لا يمكن الاستغناء عنها في الحاضر او المستقبل , وهي بالتالي احد واجبات الدولة تجاه مواطنيها , كتوفير الغذاء بشكل صحي وسليم , وتحقيق التعليم للجميع في أي مكان وزمان , وتوفير أقصى ضروريات المحافظة على عقل وجسم الفرد 0
لذا فان علم دراسة المستقبل او استشرافه سيساعد كثيرا في رسم صورة بعيدة المدى لمستقبل الأفراد والدول والحكومات في مختلف دول العالم خلال المرحلة المستقبلية القادمة من القرن الحادي والعشرون , بل نتوقع أن سيساهم ذلك في التخطيط لاحتواء بعض الأزمات والمعضلات المحتملة التي يمكن أن نصادفها في المستقبل القريب والبعيد , فالقدرة والذكاء على إدارة الأزمات واحتواءها لا يكمن في السيطرة عليها بعد وقوعها او أثناء ذلك , بل يكمن في القدرة على توقعها واستشرافها قبل وقوعها , وفي المهارة على استنباط الحلول ورسم السيناريوهات لاحتوائها وإدارتها قبل حدوثها بوقت كاف , ورسم خارطة ذهنية مستقبلية لكثير من الاحتمالات الغير متوقعة لها 0
فالتخطيط لصناعة المستقبل قد باتت مهمة ملحة للجميع , بل ضرورية للغاية لبناء الدولة وتطورها وتنميتها المستقبلية في مختلف مجالات الحياة وفروعها , لذا فانه من السذاجة أن ننتظر المستقبل ليفرض نفسه علينا بحكم الواقع , او يفرضه الآخرون علينا بالقوة , كما تعيش ذلك الكثير من دول العالم اليوم , والتي نشاهدها تتخبط في طريق المستقبل , بل وترزح تحت شبح الحيرة والاستغراب والخوف , مما أدى بها الى التخلف والتقوقع والتخبط في كثير من مخططاتها ومشاريعها التنموية والمستقبلية , بل يفترض منا أن نتحرك بسرعة ودقة عالية في قيادة مستقبلنا , وإلا فان الاصطدام بما لا نتوقعه سيكون امرأ حتميا لم نحسب له أي حساب في ذلك الطريق السريع والمليء بالمخاطر والمفاجآت 0
تعليق